سينماتك

 

لا يخشى الفشل ويعجبه فيلم «الشياطين» على رغم تجاريته...

باسل الخياط: العمل في السينما المصرية أهم من التلفزيون

القاهرة - شيماء سليم

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

في حجرة فقيرة ومظلمة ومتسخة يمسك خليل بأدوات النظافة ويبدأ بعنف وتحد وإصرار في تنظيف الحجرة محاولاً أن يبث فيها الحياة ثم يتحدث الى رجل يرقد على فراش هذه الحجرة في غيبوبة تامة. يبدو هنا أن خليل لا يكتفي بالكلام، فيهز الرجل الغائب ويصرخ فيه حتى يفيق. ونعرف هنا أن نجاة خليل من الموت متعلقة بحياة هذا الرجل. في مشهد ثان يمسك قطز بسيفه ويقوم بقتل أقطاي في لحظة تتجمع فيها على سيماء وجه قطز كل ألوان المشاعر وأنواعها: الحب، الكراهية، العنف، المكيافيلية. وفي مشهد ثالث يجلس عمر في باحة منزله ويتحدث بأسى كيف وهو الشخص المثالي، المضحي فقد كل أحلامه وترسبت الخسارة على كتفيه ليعيش معها ما تبقى من عمره. المشاهد السابقة من فيلم «باب الشمس» ليسري نصر الله، ومسلسلي «الظاهر بيبربس» لمحمد عزيزية و «أحلام كبيرة» لحاتم علي. القاسم المشترك بينها هو الممثل السوري الشاب باسل الخياط الذي يدفعك بتأمل وجهه الى اليقين بأنه يحمل صوراً لألف وجه، وبأن روحه هي استنساخ من مئات الأرواح، وعلى رغم صغر عمره إلا أن باسل يسير بخطوات مسرعة ثابتة وواثقة نحو القمة. وها هو الآن في مصر التي استغلت سحرها السينمائي لتجذبه فاستسلم وجاء ليكون شيطاناً من «الشياطين» وهو عنوان الفيلم الذي يلعب بطولته حالياً.

«الشياطين» من تأليف وإخراج أحمد أبو زيد في أولى تجاربه الطويلة، ولأن «الشياطين» مأخوذ عن سلسلة قصصية اشتهرت في الثمانينات من القرن الفائت، فكان لا بد من معرفة مدى تأثر بطل العمل باسل الخياط بالأصل الأدبي، فكان جوابه: «لقد كانت سلسلة «الشياطين الـ 13» القصصية أو «المغامرون الخمسة» بمثابة المعادل العربي لسلاسل قصص «بات مان» و «سوبرمان»، كما أنها حملت ملمحاً من عالم أغاثا كريستي وهي عوامل جعلت اليافع العربي يتعلق بها، وأنا كنت دائماً أرى نفسي في شخصية «فهد» السوري لأن أي قارئ في تصوري كان يتبع جنسيته عندما يتخيل نفسه في أحد أدوار الشياطين الـ 13 لذلك سعدت أيضاً بأنني سأقدم الشخصية التي طالما وجدت نفسي فيها، من ناحية أخرى على رغم بساطة مضمون الفيلم إلا أنه يحمل رسائل كبيرة متعلقة بتوحد مجموعة من الأبطال من مختلف الدول العربية حول هدف واحد وهو محاربة الفساد والجريمة في المجتمع العربي. وهو هدف يحمل صورة الحلم بإعادة التقارب والتوحد الذي كان موجوداً في الماضي الى حد ما، في حين أن هموم الدول العربية الآن أصبحت فردية وانحسرت ثقافتها وانشغل كل مجتمع عربي في خصوصياته ما أدى إلى تقوقع كل بلد على نفسه».

ردود فعل سلبية

على رغم حتمية وجود عناصر عربية في هذا الفيلم إلا أن أبطال العمل وتحديداً - باسل الخياط - يتعرضون حالياً لانتقادات سلبية من البعض تتعلق مباشرة أو في شكل غير مباشر بعمل النجوم السوريين ليس في الدراما التلفزيونية، بل أيضاً في الأفلام السينمائية المصرية.

وحول إمكان استمرار رد الفعل السلبي، يعلق باسل خياط قائلاً: «أي ممثل في العالم من حقه أن يبحث عن فرص عمل جيدة في أي بقعة من بقاع الأرض وهذا لا يقتصر على مهنة التمثيل بل على أي مهنة أخرى، وعلى رغم ذلك فأنا لم أحضر الى مصر بحثاً عن فرصة عمل ولكنني جئت رشِّحت لأداء دور في فيلم نال رضاي وإعجابي. ولأنني ممثل أعشق السينما مثل أي ممثل آخر أحببت فكرة العمل في فيلم سينمائي مصري ومستعد لمواجهة أي انتقاد لأنني مدرك تماماً وقانع بأن الفشل جزء من الحياة لذلك فأنا في حالة استعداد دائم لمواجهة أي فشل».

وأضاف باسل: «في شكل شخصي بحت أنا لا أسعى أبداً وراء أي فرص للعمل في التمثيل والسبب هو أن لدي استراتيجية في حياتي فحواها أنني على رغم عشقي لهذه المهنة، إلا أنني قادر في أي لحظة على التخلي عنها لا سيما أنها لم تكن بالنسبة إلي وسيلة لكسب الرزق في يوم من الأيام».

وعن الاختلاف الشديد بين مضمون آخر أعمال باسل الخياط السينمائية «باب الشمس»، والفيلم الذي يقوم حالياً بالتمثيل فيه، «الشياطين»، والذي يحمل ملمحاً تجارياً وبسيطاً، أجاب الفنان السوري موضحاً: «بالنسبة إلي لا توجد أي مقارنة بين العملين وان كان المتخصصون أحبوا «باب الشمس» فلا يمكننا في حال «الشياطين» فصل المتخصصين عن الجمهور الذي يعتبر «الشياطين» الأقرب بالنسبة إليه».

وفي استفسار عن موقف الفن من الجمهور وهل ان إحدى مهمات الفن الارتقاء بالذوق الجمعي أم النزول الى أسفل درجات الإسفاف، قال: «بالنسبة إليّ، الموقف الوسط بين هذا وذاك هو الأفضل والأصعب، تقديم فن شعبي راق مسؤولية كبيرة، لذلك أتمنى أن يكون «الشياطين» فيلماً وسطاً، ولنضع في اعتبارناً أيضاً أن حال انحدار الذوق السينمائي في مصر ظاهرة ستنقضي بعد فترة والدليل على ذلك تاريخ مصر السينمائي الحافل الذي أكد على أن البقاء دائماً للأفضل».

باسل خياط انتهى أخيراً من تصوير المسلسل السوري «على حافة الهاوية» من إخراج المثني صبح ويقوم بالتحضير لمسلسل «ذاكرة الجسد» المأخوذ عن رواية أحلام مستغماني ويقوم بإخراجه هشام شربتجي ويؤدي فيه باسل شخصية «زياد». كما يقوم حالياً بقراءة المسلسل المصري «ساعة عصاري» لكنه لم يقرر بعد قبوله أو رفضه.

وحول إمكان دخوله الى عالم التلفزيون المصري يقول: «من الممكن أن أقدم أعمالاً في التلفزيون المصري ولكن بشروط والسبب في ذلك أنني أقوم بالعمل في التلفزيون السوري بشكل جيد وهو يحقق لي كل الشروط. بداية من النص مروراً بالشخصية والإخراج، لذلك أتمنى أن يتوافر ذلك في مصر. وإن لم يتوافر فأنا لست مضطراً للعمل في الدراما المصرية في حين أضطر للعمل السينمائي حتى وإن لم يتوافر فيه جميع الشروط التي أريدها، لكنني أريد العمل في السينما».

الحياة اللندنية في 30 مارس 2007