سينماتك

 

«ملاحظات على فضيحة» في سينما الدانة

حين يتحول «السر» إلى جسر علاقة بين معلمتين

الوسط - محرر فضاءات

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

يتعرض فيلم «ملاحظات على فضيحة» الذي يعرض الآن في سينما الدانة إلى مشكلة الشذوذ في بريطانيا متخذاً من معلمة مدرسة نموذجاً على الأمر.

الشريط السينمائي إنجليزي الإنتاج والإخراج وهو يتناول المسألة من زاوية سلبية على غير عادة هذا النوع من الأعمال التي عودتنا عليه تلك الأفلام. فالقصة تتخذ من تجربة معلمة مدرسة وسلوكها الغريب وتعاملها الفج مع التلامذة نقطة انطلاق لكشف ذاك الوجه الآخر لسيدة عانس عاشت عمرها تدرس الطلبة وترعاهم بوجه قاسٍ يتسلح دائماً بالمثل والأخلاق والانضباط والنظام لتغطية مشكلة كان من الصعب إعلانها.

تبدأ القصة بوصول مدرسة شابة وجميلة للتدريس. المدرسة الجديدة ضعيفة الشخصية ولا تملك خبرة في مجالها. فهي غير قادرة على ضبط الصفوف والسيطرة على الطلبة. وبسبب تعليمها الفنون كان من الصعب عليها إدارة العلاقات مع الطلبة.

هذا الضعف شكل نقطة اختلاف لتلك المعلمة القاسية التي تحيط نفسها بالأخلاق والفضيلة ولكنها في الآن تخفي شخصية أخرى لا يعرفها المشاهد إلا في اللحظات الأخيرة من الفيلم.

ضعف المعلمة الشابة والجميلة شكل نقطة عبور فأخذت السيدة بمساعدتها على ضبط الطلبة. ومنذ تلك اللحظة بدأت بنسج علاقات أو الالتقاء في مقهى لتمضية الوقت الضائع.

المعلمة الجديدة تعاني أيضاً من نقاط ضعف أخرى في شخصيتها الخفية. فهي متزوجة ومطلقة وأم لولدين (فتاة وصبي معوق) ثم عادت وتزوجت من أستاذها الذي يكبرها بالسن بفارق كبير.

مشكلة المعلمة الجديدة مختلفة وعلى نقيض السيدة القوية. فهي منفتحة جداً ولا تتردد في إقامة علاقات سريعة حتى مع تلامذتها. وشكل هذا الضعف المدخل الآخر لتلك السيدة التي اكتشف أمر علاقتها مع تلميذ لا يتجاوز عمره 15 سنة.

لجأت السيدة إلى إلقاء المواعظ والدروس الأخلاقية وهددتها بكشف أمرها إلى الإدارة إذا لم تقطع علاقتها به. فالسيدة استغلت الخطأ لا من أجل تصحيحه وإنما بهدف تسجيل مكسب لعلاقة خفية تريدها من دون أن تعلم الشابة أسبابها ودوافعها.

حتى الآن لا يعرف المشاهد القصد من وراء تطور العلاقة بين السيدة والشابة. فالمخرج ركز بداية على الجانب الأخلاقي والثقافي وظهرت السيدة بمثابة المرأة الأم والمحبة التي لا تريد إيقاع الأذى بالآخرين. ولكن المخرج قبل الربع الساعة الأخيرة يكشف السر الخفي وراء براءة السيدة. فهي قاسية وشريرة ولا تتردد في ابتزاز نقاط ضعف الآخرين لإقامة علاقة أنانية ومتوترة لا ترتقي إلى حد الشذوذ ولكنها تصل إلى طور الاحتكار وحب السيطرة. السيدة القاسية تعاني من مشكلة داخلية ولكنها ترفض الاعتراف بوجودها وتخاف من فضحها وانكشاف أمرها لذلك لجأت دائماً إلى الاحتيال والمداورة والمناورة إلى حد مصادرة الآخر من خلال ابتزازه.

الفتاة الشابة انخدعت بالسيدة وتعاملت معها بتقدير واحترام لأنها ساعدتها على إخفاء أمر علاقتها بالتلميذ. وبسبب براءة المدرسة الجديدة وعدم اكتشافها ذاك «السر» نسجت علاقة حميمة ولكنها سليمة وناضجة وغير منحرفة مع تلك السيدة الكبيرة السن وصاحبة تجربة طويلة في التعليم.

تواصلت العلاقة الساخنة/ الباردة إلى أن اصطدمت بأنانية السيدة وحبها للسيطرة والتملك. فالسيدة كانت تكتب يومياتها كل مساء وتسجل فيها كل ما يحصل معها ومع غيرها في دفاترها. وهذا الأمر أوقعها حين وقعت مذكراتها في يد المعلمة الشابة التي اضطرت إلى اللجوء إلى منزل السيدة بعد انكشاف أمر علاقتها مع التلميذ.

نهاية القصة تشبه الانقلاب. فالمشاهد الذي تعاطف بداية مع تلك السيدة القاسية وخدماتها الجليلة مع المدرسة الشابة ينقلب ضدها بعد أن ينكشف سرها وتظهر بوضوح الأسباب الكامنة وراء تلك الأخلاقيات والقسمات القاسية.

الفيلم لا بأس به في قصته وتلك الفكرة التي يريد قولها عن التعارض بين أخلاقيات المجتمع ومثله وتلك الحاجات الخفية التي تؤرق الأفراد ولا يستطيعون البوح بها خوفاً من الناس. ولكن المخرج اختار لشريطه موسيقى تصويرية فيها الكثير من التضخيم والافتعال لمشاهد عادية الأمر الذي أفقده الكثير من الجدية في رواية المشكلة.

الوسط البحرينية في 29 مارس 2007