سينماتك

 

أفلام هوليوود السياسية

ترويجية... تحريـضية... وتمجد النظــام الحــاكم

الوسط - محرر فضاءات

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

منذ بداياتها، دأبت هوليوود على أن تعالج مختلف أوجه سياسات بلادها عبر هذه الشاشة، متناولة مختلف أوجه الصراع بين سياسات حكامها وأنظمة القضاء الفيدرالي وتوجهات الرأي العام. تشارلي تشابلن كان أشهر من فعل ذلك حين ضمن أفلامه الصامتة الكثير من الإسقاطات السياسية الواضحة منتقداً العلاقات بين دول العالم خلال فترة الحرب العالمية الأولى.

طبعاً فإن هوليوود، التي كانت ولاتزال محيطاً ملائماً لنمو الكثير من الاتجاهات السياسية، لم تحد بأي حال من الأحوال، عن نهج واشنطن وبيتها الأبيض. وهي على رغم انتقادها لبعض السياسات الأميركية في بعض أفلامها، فإنها عموماً تجنبت مناقشة الايديولوجيات السياسية بعمق، وسعت في الغالبية لإلقاء اللوم على أشخاص محيطين بالقيادة، لا على القيادة نفسها ولا على النظام الحاكم.

من بداية الأفلام التي تناولت بعض القضايا والجوانب السياسية في المجتمع الأميركي الفيلم الشهير «مولد أمة Birth of a Nation» يبدأ بتمجيد هوليوود لجمعية الكوكلاكس كلان. هذا الفيلم وان اعتبر عنصرياً، إلا أنه قدم انتقاداً صريحاً وواضحاً أداء الحكومة الديمقراطية التي لم تتمكن من حل مشكلات الناس الحقيقية، وهكذا بدا وكأن الفيلم يدعو الأفراد الى تكوين جماعات وحشود خاصة يمكن لها أن تحقق ما لم يحققه الحاكم.

بعدها وفي الثلاثينات، ظهرت الأفلام الممجدة لبعض القادة الأميركان أمثال ابراهام لنكولن، وفرانكلين روزفلت، والمروجة لمبادئهم الديمقراطية. تلك الأفلام وضعت أولئك القادة فوق المحاسبة وفوق النقد، بل إنها دعت بشكل أو بآخر الى تقديم ولاء مطلق لهم.

في المقابل قدم فرانك كابرا، في الفترة ذاتها، فيلم «السيد سميث يذهب إلى أميركا Mr. Smith Goes to Washington»، الذي دافع فيه عن المواطن الذي يقفز فوق القانون.

ثم جاءت أفلام مثل «المرشح The Candidate» و «إغواء جوي تاينان The Seduction of Joe Tynan»، وهي أفلام عملت على نقل فكرة مفادها أنه يمكن لمواطن صالح واحد أن يسقط أي نظام سياسي.

من الفضائح إلى الباروديا

على أية حال يمكن وضع تصنيفات عدة للأفلام السياسية التي تقدمها هوليوود بحسب الثيمة التي تناقشها وتتعرض لها، بدءاً من تناول قصص الفساد السياسي الذي تنجح الصحافة في كشفه، إلى ملاحم السياسيين المحترمين وغير المحترمين، إلى الباروديا السياسية (المحاكاة التهكمية الساخرة) إلى قصص خيالية عن سياسيين يجدون طريق التوبة والتجديد الروحي والحب الحقيقي. ويمكن وضع قائمة بتصنيفات هذه الأفلام كالآتي:

الصحافة والقضاء يكشفان الفساد

الأفلام التي تستعرض قوة الصحافة ونظام القضاء الفيدرالي في كشف الفضائح السياسية والفساد السياسي. وتكون هذه الأفلام مبنية في العادة على حوادث حقيقية، يأتي تناولها للتأكيد على أهمية الصحافة الأميركية ونظام القضاء الفيدرالي اللذين يجسدان الضمير العام والوجدان الشعبي، والملتزمين بخدمة مصالح العامة. من بين هذه الأفلام:

فيلم العام 2005 «تصبحون على خير، حظاً سعيداً Good Night and Good Luck « الذي يستعرض محاولات الصحافي التلفزيوني ادوارد مارول إسقاط عضو مجلس الشيوخ السيناتور جوزيف مكارثي.

«All the Presidents Men رجال الرئيس » (1976) الذي يتناول تفاصيل ما قام به المراسلان وودوارد وبيرنستين لكشف تفاصيل فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس نيكسون.

«جيه اف كيه JFK» (1991) ويروي محاولات يوميات نائب عام في نيوأورلينز لكشف سر اغتيال الرئيس كيندي، ليقدم قصة مختلفة عن القصة الرسمية.

«Missing مفقود» (1982) وهو مبني على حوادث حقيقية عاشها رجل أميركي يدعى ايد هورمان، يسافر إلى إحدى دول أميركا الجنوبية للبحث عن ابنه المفقود. يكتشف الأب، وهو صحافي من المحافظين، أن حكومة بلاده التي يكن لها كل الحب لا تخبره الحقيقة فيما يتعلق باختفاء ابنه.

والسير الذاتية تعالج الجروح

أفلام الملاحم والسير الذاتية التي تتحدث عن سياسيين وصلوا إلى القمة ثم سقطوا حين افتضح أمر فسادهم على يد الصحافة. هذه الأفلام تحمل تأثيرات معالجة لنفوس من عاشوا حوادث الفيلم من المتفرجين، كما تثقف الأجيال الجديدة بدروس من تاريخ بلادهم. من بين هذه الأفلام:

«Nixon نيكسون» (1995) الذي يسرد السيرة الذاتية للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، منذ شبابه حتى آخر أيام رئاسته، ويصور فترة رئاسته بأنها فترة خزي وعار للشعب الأميركي.

«بو جيمس Beau James» (1957) الذي يسرد تطورات العمل السياسي لجيمي والكر، رئيس بلدية مدينة نيويورك الفاسد الذي تولى المنصب في الفترة 1926-1932.

«Primary Colors ألوان أساسية» (1998) ويتناول فضيحة مونيكا لوينسكي التي تورط فيها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، من خلال قصة رجل ينضم إلى حملة سياسية لأحد مرشحي الرئاسة الأميركية.

الكوميديا تسخر من القادة

الأفلام الكوميدية التي تهجو الفضائح السياسية، وتتهكم على الشخصيات الرئاسية وتستهين بالحقائق التاريخية السياسية الأميركية الخطيرة، وكأنها تحاول استخدام الكوميديا لمعالجة بعض الجروح الجماعية، حين تجعل العامة يسخرون من قادتهم السياسيين الفاسدين. هذه الأفلام وعلى رغم سطحيتها، فإنها تهدف الى كشف جانب آخر من جوانب شخصيات بعض أشهر السياسيين وهو الجانب الإنساني المتصدع، والمتواري تاريخياً خلف شخوصهم القوية التي تبدو وكأن لا عيب فيها. ومن بين هذه الأفلام:

«Dick ديك» (1999) الذي يدور حول رحلة مدرسية تأخذ طالبتي مدرسة ثانوية في رحلة داخل أروقة البيت الأبيض، تلتقيان خلالها بالرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون. يعرض عليهما العمل كمرافقتين لحرس الرئيس الشخصيين ومستشاريه السريين، لتكتشفا كثيراً من تفاصيل فضيحة ووترغيت.

«بلوورث Bluworth» (1998) يدور حول قصة أحد السياسيين الليبراليين الذي يوقع على نفسه عقداً يتعهد فيه بأن يكون صادقاً للغاية مع المصوتين له.

«رفاقي الأميركيين My Fellow Americans» (1996) يتناول قصة الرئيسين السابقين من حزبين متعارضين في الطيف السياسي كرامر ودوغلاس.

يتحولان إلى حليفين معارضين عندما يصبحان هدفاً للمتآمرين، الأمر الذي يقلبهما من خصمين متنازعين إلى حليفين يندفعان في بحث يائس ومسعور عن الدليل الذي سيقود إلى براءتهما. رحلة بحثهما تلك تكشف للمتفرج الوجه الحقيقي لأميركا، حين يقع الاثنان في مسار تصادمي مع الكيفية التي تؤثر بها سياساتهما على المواطنين.

بورتريهات ودروس في القيادة

بورتريهات الرؤساء الأميركان الذين واجهوا أزمات وطنية وشخصية، وتركز هذه الأفلام على نقل فكرة كيف أن الشخصيات القوية هي أيضاً شخصيات تصنع التاريخ. كما تقدم هذه الأفلام نماذج مجتمعية ايجابية وتعطي دروساً في القيادة، كما تؤكد قدرة القادة الجيدين على عمل موازنة بين طموحاتهم الشخصية، والتزاماتهم أمام خدمة الشعب، والإمساك بزمام السلطة، وأخيراً حاجتهم الى شيء من الخصوصية. من بين أفلام هذا النوع:

«13 Thirteen Days يوماً» (2000) الذي تدور حوادثه خلال أزمة القذائف الكوبية التي امتدت لأسبوعين في اكتوبر/ تشرين الأول 1962، وتستعرض الكيفية التي تعامل بها الرئيس جون كنيدي، والنائب العام روبرت كنيدي، وآخرون في مواقع قيادية مختلفة مع الوضع المتفجر آنذاك.

«Wilson ويلسون» (1944) يؤرخ فترة عمل السياسي وودوارد ويلسون هنا، بداية من قرار ترك منصبه في برينستون لترشيح نفسه لمنصب حاكم ولاية نيوجيرسي، وصولاً الى صعوده اللاحق إلى منصب رئاسة الولايات المتحدة. خلال فترة رئاسته، توجب على ويلسون التعامل مع موت زوجته الأولى، والحملات العنيفة للحروب الألمانية التي أدت إلى تورط أميركا في الحرب الكبرى، وأخيراً مع قضية تكتم بلاده على الانضمام لعصبة الأمم.

«The Contenderالمنافس» (2000) يتم ترشيح عضو مجلس الشيوخ ليني هانسون، لمنصب نائب الرئيس. خلال عملية تعميدها، تتلقى هجمة قاسية على حياتها الشخصية وأخلاقياتها، فتصبح ممزقة بين أن تواجه هذه الهجمة، أو تتمسك بمبادئها العالية وترفض التعليق على الاتهامات. على رغم أن الأمر ليس سهلاً، فإنها تتمسك بسلاحها, وفي النهاية تكافأ على ذلك.

والمواطن قائد أكثر حكمة

هنالك أيضاً الأفلام التي تتحدث عن المواطن العادي الذي يتحول إلى سياسي ويقود أميركا بوقار أشد وبضمير أكثر وعياً وبأخلاقيات أعلى. شخصيات هذه الأفلام خيالية، ولكنها تظل أفضل الأفلام السياسية بسبب الرسائل الملهمة والمفعمة بالأمل التي تحملها. لهذه الأفلام قيمة توعوية لأولئك الذين يشعرون بأن قادتهم خذلوهم، كما تبث الأمل وتشجع الأفراد على اتباع ضميرهم والتمسك بأخلاقياتهم من أجل الصالح العام. من بين هذه الأفلام:

«Mr. Smith Goes to Washington السيد سميث يذهب إلى واشنطن» (1939)، وسميث شخص ساذج يحصل على عضوية مجلس الشيوخ الأميركي. سرعان ما تتصادم خططه مع واقع الفساد السياسي، ليتخلى عنها تماماً

« Daveديف» (1993): ديف كوفيك هو شخص يحمل شبهاً كبيراً للرئيس بيل ميتشيل، لذلك يطلب منه أن يكون بديلاً له، في الوقت الذي ينغمس فيه الرئيس بعلاقاته المحرمة. يصاب الرئيس بغيبوبة، فيجد ديف نفسه مجبراً على أن يشغل مكان الرئيس وذلك بحسب خطة غير قانونية وضعها كبير مساعدي الرئيس.

ينقلب السحر على الساحر حين يصبح ديف مشهوراً ومحبوباً وحين يبدي رغبة كبيرة في مواصلة لعب دور الرئيس لفترة أطول.

الوسط البحرينية في 29 مارس 2007