سينماتك

 

المخرج يوسف شاهين يستعد للمشاركة فـي مهرجان (كان) السينمائي بفيلمه الجديد (هي فوضى)

عمان - ناجح حسن

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

احتفل في العاصمة المصرية القاهرة قبل أيام بانتهاء تصوير أحدث أفلام المخرج السينمائي يوسف شاهين المعنون  (هي فوضى) ، والذي تزامن مع الاحتفال بمرور واحد وثمانين عاما على ميلاده.

وبهذه المناسبة، عبر يوسف شاهين للعديد من أصدقائه الذين استضافهم في منزله، عن سعادته لقدرته المتواصلة على إنجاز الأعمال السينمائية وهو في هذا العمر، نظرا لعشقه وشغفه للفن السابع، وأيضا لما يتميز به عمله الجديد  هي فوضى ، الذي أشار إلى مقربين منه بأنه يعد الفيلم الأكثر حميمية وافتتانا به عن سائر أفلامه السابقة، التي حققها في مشواره الطويل مع الكاميرا .. وهي مسيرة طويلة تمتد منذ العام 1950 .

ورأى الكثير من النقاد إن عمل شاهين الجديد الذي بدا في وضع اللمسات الختامية عليه سيكون حتما من بين العروض في واحد من الأقسام الرئيسية لمهرجان  كان  السينمائي الدولي في شهر أيار المقبل.

وفي حديث موجز إلى صحيفة الأهرام القاهرية قبل أيام، قال شاهين عن فيلمه الجديد  هي فوضى .. إن توقيتي لإنجاز هذا العمل جاء في وقته تماما .. وانه واحد من الأفلام التي سوف تجابه بمصاعب وعقبات نظرا لما يتضمنه الفيلم من أفكار ورسائل في أكثر من اتجاه .. مشيرا إلى الجهد المضاعف الذي بذله في كتابة السيناريو لمدة عامين، وفيه ينتصر لقضايا وهموم أولئك الناس البسطاء.. فالفيلم يقدم صرخة تحذيرية ضد الفساد والبطش من خلال شخصية الفيلم الرئيسية الذي يعمل في قسم للشرطة ويسيطر على منطقة شعبية .. لكنه يحمل قلب إنسان بسيط مليء بالحب والتعاطف بطريقته الخاصة .

وكان شاهين قد تسلم منذ شهور من الرئيس الفرنسي جاك شيراك وساما فرنسيا رفيعا بدرجة فارس لجهوده الإبداعية في مجال السينما، وريادته ليس في مصر وإنما في العالم .

ويعد شاهين احد القلائل من بين صناع السينما العربية الذي يحظى دائما بالتكريم و الاحتفاء بالعديد من المناسبات كان من بينها تسلمه جائزة مهرجان كان  السينمائي الدولي العام 1995 عن مجمل أعماله عشية عرض فيلمه المصير، وهو المخرج الذي طالما حقق أفلامه الأخيرة بالتعاون مع الإنتاج الفرنسي المشترك، أو من خلال جهات إنتاجية مستقلة، مثلما تلك الأعمال التي قدمها مع المنتج الفرنسي الراحل اومبير بالزان، أو مع السينما الجزائرية قبل عقود.

ظلت أفلام يوسف شاهين من بين الأفلام القليلة القادمة من بلدان العالم الثالث التي تلقى حضورا ورواجا على صعيد شباك التذاكر داخل أسواق أوروبا وخارج حدود توزيع الفيلم العربي التقليدي، نظرا لما تشتمل عليه من موضوعات وقضايا وهموم إنسانية بعيدة المرامي والأهداف، ينظر إليها المشاهد الأجنبي بالكثير من الاهتمام والدراسة عن علاقة الشرق مع الغرب عدا عن كونها من المواد الدراسية الرئيسة التي تلجأ إليها المعاهد والجامعات هناك المتخصصة في عرضها أمام طلابها لما تكتنزه من أسلوبية فنية وفكرية جريئة مغايرة لأفلام السينما العربية السائدة.

آثر يوسف شاهين المولود في العام 1926 وينحدر من عائلة ثرية ونال تعليمه في كلية فكتوريا بالإسكندرية قبل أن ينتقل وهو شاب لم يتعد العقد الثاني من عمره إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما، أن يقدم منهجية سينمائية تختلف عن الفيلم المصري التقليدي الذي كان يقدمه أقرانه من المخرجين، فهو في بداياته الأولى منح أعماله تلك الميزة التي تكتشف موضوعاته عن العائلة وبأسلوبية تبدو دقيقة في مجال عمق الصورة والأداء والزوايا والأمكنة.

وعندما أخذت أفكاره بالنضوج اقتحم بجرأة شديدة غير مسبوقة محرمات السينما المصرية السائدة وعلى وجه الخصوص إصراره على خمش الثالوث :الدين والجنس والسياسة.. فكان عمله التاريخي الضخم الناصر صلاح الدين، جميلة الجزائرية أبو حيرد، باب الحديد، الأرض، العصفور، وفيلم عودة الابن الضال.. لكنه في منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي بلغ تحديه للثوابت الجمالية والفكرية في مجتمعه مما استدعى قيام كثير من البلدان العربية بمنع عرض فيلمه المعنون اسكندرية ليه نظرا لتضمينه تلك الشخصية الايجابية التي يؤدي فيها الممثل الراحل يوسف وهبي دور يهودي مصري.

كما ان فيلميه المهاجر والمصير اثارا الكثير من الصخب والجدل بسبب تلك الإشارات والدلالات المحملة لاحداثهما ذلك لم يمنع من تعاطف كثير من الشرائح والنخب العربية من التعاطف معه والدفاع عن أفلامه أمام تلك الهجمات والسجالات النقدية التي نادت بمحاكمته اخضع فعلا لأكثر من محاكمة ومنع أفلامه.

وفي هذه الأجواء لم يكن شاهين بعيدا عن التحولات السياسية التي تشهدها مصر والعالم العربي، فقد ظل ملتصقا مع حركة نبض الشارع السياسي وخاض غمار السياسة من داخل أحزاب ومؤسسات والمشاركة في فعاليات سياسية تتضامن مع مشكلات وقضايا عربية ساخنة .
منذ عامين صور شاهين فيلم الإسكندرية- نيويورك  عن شيء من السيرة الذاتية في الولايات المتحدة، كاشفا نواحي الغضب من نهج الإدارة الاميركية أمام إعجابه بالفن والإبداع السينمائي فيها.

الرأي الأردنية في 25 مارس 2007