أم النجوم تروي ذكرياتها معه في حياة كل منا عندليب بقلم: نعم الباز |
صفحات خاصة
|
من بوابة ملكية أعود للكتابة في احد ي اصدارات أخبار اليوم رغم قدرات ابنتي آمال عثمان وتدليلها الدائم لي وهي قديرة بالفعل رغم هذه المقدرة لم أعد الي الكتابة في رحابها إلا من خلال بوابة ملكية هي بوابة الحرية المضاءة بالأمل والديمقراطية.. هو الكاتب الكبير الاستاذ الزميل أحمد رجب الذي يغمس القلم في قلبه ليكتب للمصريين.. اعادني صبر احمد رجب علي زيف العصر!!.. أعاني لأكتب لابنتي آمال عثمان.. عن الغائب الحاضر.. المستقر في نسيج المصريين عبدالحليم حافظ.. عدت الي أخبار النجوم التي كتبت فيها من قبل عن سعاد حسني وأحمد زكي وعبدالحليم العظيم.. عدت من خلال صفحات المجلة التي تحتوي النجوم قبل اللمعان وتلقي عليهم الضوء ثم تصعد معهم السلم وتراعيهم وتحافظ عليهم من السقوط ثم تتابعهم في عذابات البقاء علي القمة.. وتعالوا معي لنقلب في أوراق وجداني عن عبدالحليم حافظ.. ذلك العظيم الذي لم يترك فراغا لأحد بل أصبح علامة الجودة. والقوة الطاردة لكل افرازات زمن تحول فيه الغناء الي خطيئة تعاقب عليها الأديان..... عبدالحليم 54 في الفسحة الكبيرة.. وفي فناء العباسية الثانوية والشلة تتبادل حكايات الحب.. الراحلة الغالية محاسن خطاب والجميلة التي تخطو بخطوات اولي في الحياة الفنية آمال فريد وذات الصوت الجميل محسنة توفيق وأنا... وأنا أحاول أن أعيد مقطع من مطربي المفضل. وكل ده علشان ترضي بي.. اغنية عبدالحليم الجديدة..
وتبتسم
محسنة وكانت شقيقتها الكبري أبلة
فضيلة مذيعة في الاذاعة.. تقول محسنة: وأصبح لدينا معه موعد لتتحدث الينا محسنة وأرجو ان تسامحني فهذه هي المرة الأولي في حياتي التي أبوح فيها بهذا السر تتحدث الينا عن الحب العنيف الجميل الرومانسي للفنان الجديد. وجاءت صديقة الزمن اسمها وحكت لنا عن مؤلف صافيني مرة وانه يحب شقيقتها وان هذه الأغنية كتبها من أجلها..
ودخل
عبدالحليم
حياتي لدرجة انني طلبت الاذاعة بعد اذاعة صافيني مرة وكان
الرقم وقتها 46120 أو ما
شابه ذلك وفعلا جاء علي التليفون وكانت الأغنية مذاعة علي الهواء وقلت له: علشان ترضي بي.. واقفلت التليفون بسرعة فقد دخل أخي وكانت التليفونات وقتها خطيئة.. وأصبح عبدالحليم حافظ ملكا علي قلوبنا ونسمع من محسنة عما يحدث بينهما من اشارات بسيطة اثناء زيارتها لشقيقتها في الاذاعة.. وحينما عرض فيلم لحن الوفاء في سينما كوزموس وقتها كدنا نجن لنري الفيلم ليس لنراه فقط ولكن لنراه نحن الشلة ودبرنا خطة للذهاب الي وحدة علاج الأسنان للمدارس في شارع عبدالعزيز.. كنا نسعي الي متعتين الأولي ركوب الترام ونحن من المشتركات في اتوبيس المدرسة الذي كنا نعتبره سجنا للحرية والمتعة الثانية ان نري فيلم عبدالحليم حافظ ونحن معا ونعلق علي الفيلم معا.. وفعلا أحصينا النقود التي معنا وأخذنا ورقة من أبلة الحكيمة وذهبنا الي الوحدة ثم ذهبنا الي الفيلم في حفلة عشرة صباحا.. بعد هذا الفيلم قصصنا شعورنا 'ألاجارسون' مثل شادية وحفظنا الديالوج الذي غنياه معا هي وعبدالحليم في حديقة الأسماك.. ظلت هذه الذكريات محفورة في ذهني حتي الان مع سقوط بعض الأسماء للصديقات اللاتي ابعدت الحياة بيننا وبينهن. عبدالحليم 57 ورغم اشتغالي بالصحافة متدربه عام 1955الا انني كنت ولوعة بالأدب والأدباء فتعرفت في البداية علي الكاتب الكبير يوسف السباعي وعن طريقه عرفني بالأديب الكبير حلمنا كلنا توفيق الحكيم ثم عرفني بنفسه في اعتزاز وثقة بالنفس الدكتور يوسف ادريس ثم تعرفت بالاستاذ احسان عبدالقدوس.. ولكن لم أفكر أن أتعرف بالفنانين حتي ذهبت يوما الي الكاتب الكبير كامل الشناوي في مكتبه الصغير في مبني أخبار اليوم القديم وكان يزوره عبدالحليم حافظ والفنان كمال الطويل الذي كنت أعرفه من قبل.. ووجدته هادئا جدا لايتكلم ولكنه مستمع جيد جدا... وكنت صامته استمع الي كامل الشناوي الذي كان حديثه السحر فعلا.. وفجأة نظر لي كامل الشناوي وقال انتي رغاية جدا.. وتعجبت فقد كنت صامتة ولكنه أكمل رغاية لانك متابعة كل كلمة بعينيك علشان تفتني علينا.. واثارتني كلمته وكنا في أول الخوف من المخابرات ايه يااستاذ انت فاكرني مخابرات والا ايه؟ وطبطب علي عبدالحليم بحنان شديد وقال لي.
لأ..
لأ.. انت
زعلتي..
ده كامل بك يقصد يجرجرك في الكلام.. اصلك ساكته فعلا فقلت له.
وهممت
بترك الحجرة.. ولكني عدت لأن الاستاذ كامل الشناوي قال
لي. كان هذا الموقف من عبدالحليم حافظ قد اكد شخصيته الرقيقة في وجداني ونحن ايضا دائما نحمل المغني كل معاني الكلمات ونغمات اللحن ولا نذكر كثيرا المؤلفين ولا الملحنين ولكن ستبقي لعبدالحليم مكرمة بعد ذلك وكان قد بدأ يصطفي صلاح جاهين وكمال الطويل وبذكاء عبدالحليم اهتم في أحاديثه الصحفية بان يلقي الضوء علي جاهين وكذلك كمال الطويل واصبحت بعد ذلك صيغة من صيغ التعامل مع المؤلفين والملحنين. أحسست بان جاهين بالنسبة لعبدالحليم حافظ في منطقة قوية مثل أحمد شوقي وعبدالوهاب وخصوصا التزام الاثنين بثورة يوليو وكذلك التزامهما باحلام الشارع المصري. وكان صلاح جاهين في ذلك الوقت من الفنانين الذين احسست انهم يعبرون عني شخصيا وعن وجهة نظري النقدية خصوصا في النكت الكاريكاتورية وكنت في ذلك المحل في أخبار اليوم ولكن ارتبط بصدقات مع كتاب من صباح الخير ورزاليوسف وخصوصا الرسامين فكان من الكتاب الاستاذ احمد بهاء الدين والاستاذ فتحي غانم رحمهما الله والاستاذ كامل زهيري امد الله في عمره وكذلك الاستاذ عبدالله الطوخي رحمه الله... اما الرسامين فكانوا جمال كامل الفنان العبقري في رسم الشخصيات المميزة للمصريين وابوالعينن اول رسام يشارك في ديكورات المسرح بعد الأجانب وبهجت عثمان وصلاح الليثي يرحمهم الله جميعا فكنا احيانا نذهب الي منزل المهندس حسن فتحي في درب اللبانة ومعنا عبدالحليم وكمال الطويل.. كان عبدالحليم شديد البساطة يغني وأحيانا كمال الطويل كان 'ينقر' علي الايقاعات علي أي ترابيزة. وأذكر مرة أن خادم المهندس حسن فتحي وقع بزجاجات المرطبات علي السلم وجرح جرحا خطيرا ونزف وتألم عبدالحليم جدا وصمم أن يذهب معه الي مستشفي قريب ومعه البواب ونزل معهم صلاح جاهين وقال صلاح بعد عودتهم. عبدالحليم كان هيغمي عليه والدكتور بخيط الجرح.. كانت حياته بسيطة جدا في الفترة الأولي ولكنه وضع ذكاؤه تحت امر الفن بداية من الستينات. عبدالحليم حافظ 63 كان عبدالحليم حافظ في هذه الفترة قد تحالف فنيا مع الاستاذ عبدالوهاب وكونوا مع الاستاذ مجدي العمروسي شركة صوت الفن. ولا أدري كيف وصل الاستفزاز الي نفسي في ذلك الحين من الفنان الذي حفر مكانا في وجداني وقد كان الاستاذ موسي صبري قد طلب مني عمل حوار معه في مجلة الجيل في الخمسينيات ولكني اعتذرت لانني كنت مشغولة بتجهيز بيتي للزواج.. ربما لكثرة كتابة أخبار مرضه لا أدري.. وحينما ذهبت لأحاوره في أوائل عام 63 كان أول سؤال وكأنه استفزاز مرتد. عبدالحليم حافظ هل انت تاجر أم فنان؟ فقال لي وهو يمتص الاستفزاز بذكاء وكتبت وقتها. قال الذي شرب الذكاء من كأس عبدالوهاب قال لي :أنا فنان يحمي فنه من منتج يريد ان يروج بضاعته علي حساب صوتي وشهرتي.. فأنا انتج لنفسي ما يحافظ علي مستوايا الفني وفي نفس الوقت احافظ علي مستوايا الفني وفي نفس الوقت احافظ علي جمهوري بفن يرتفع بذوقه دائما ولايهبط به. ودخل السفرجي بصينية عليها طبق جبنة قريش صغيرة و'لقمة' عيش صغيرة ايضا.. قلت في سري ده سيناريو ولا ايه خصوصا ان الطبيب حضر ليأخذ عينة دم.. وأنا موجوده.. لم أكن وحدي المستفزة من الكتابة عن مرض عبدالحليم اكثر من مشاريعه الفنية كان الكثيرون قد استفزهم هذا الموضوع خصوصا ان عبدالوهاب وام كلثوم كانا من الجيل القديم الذي يعتنق سياسة ان المرض عورة وضعف ولايصح ان يعرف الجمهور ان فنانه المفضل مريض وادركت بعد ذلك ان عبدالحيم كانت فترات عافيته قليلة وانه كان يسابق الزمن ليقهر المرض ليتعافي ويغني.. ويقهر اليتم ويحوله الي مقدرة. بداية سعاد حسني وفي نفس العام ذهبت الي استوديو نحاس لأحاور الفنانة شادية وكانت تمثل معه فيلم 'معبودة الجماهير' عن قصة الاستاذ مصطفي أمين. وهنا وجدت سعاد حسني تجلس في جانب من البلاتوه تنتظر انتهاء عبدالحليم من التصوير واستدعيت ذكائي وسألتها (باستعباط). عندك فيلم هنا؟ وبذكاء مرتد قالت بسرعة
:
وأحسست انه ربما اعتقد انني جئت ابحث عن اشاعة الحب التي بدأت تتسلل الي المجتمع. بعدها بسنوات عدت الي نفس الموضوع وسألت سعاد حسني عن علاقتها بعبدالحليم حافظ ونشرت اجاباتها في كتابي 'سعاد حسني.. أيام الشهرة والألم'. بحرص شديد وبلمس الكلمات بعقلي قبل ان القيها اليها باختيار دقيق لكل كلمة.. فأنا الان ابحث عن اهم مفتاح لقدس اقداس خزائن سعاد حسني. وكيف كانت البداية مع عبدالحليم حافظ؟ التقطت انفاسها وكأنها كانت تجري.. والتقطت سيجارة اشعلتها وسحبت نفسا سريعا وبذكاء اشد من ذكائي في اختيار السؤال وباحترام لذكري العندليب الراحل الجسد والذي يملأ صوته حياتنا، بدأت سعاد تحكي وكأنها تريد ان ترسم صورة بكل التفاصيل
. أبكاني صلاح أبوسيف وتركتها تقود مركب الحوار
.
: وانهرت وبكيت بشدة وجعلني أبكي وأقول 'أنا مش كده، أنا مش كده' كان صلاح أبوسيف يريد فتاة تمثل دور شغالة ناضجة واختارني عبدالحليم حافظ في دور أخته في القصة الثانية، هنا كانت انطلاقة ثانية كان دورا جديدا غير حسن ونعيمة ومختلفا عن دوري مع صباح وسميرة أحمد. هنا بدأت أثبت وجودي الي حد ما! وكان أول من كتب عني الاستاذ محمد جلال ثم الاستاذ احسان عبدالقدوس بدأت أجد نفسي في الصحف وفي المجلات وانتبه النقاد لي والكتاب لي. واسترسلت وكأنها تمشي فوق السحاب
: وقاطعتها لأبحث عن عبدالحليم داخلها، وعبدالحليم ذلك الفنان الذكي الذي ترك أثرا في كل من حوله: هل ربطتك بعبدالحليم حافظ صداقة بعد البنات والصيف؟ ابتسمت بذكاء وقالت وكأنها ترسل له رسالة الي العالم الآخر؟
عبدالحليم ذكي أم حنون أردت أن أصل الي العمق. فألقيت بسؤالي: كيف كان عبدالحليم في هذه الفترة؟ ماذا كان يغلب في تركيب شخصيته، الذكاء أم الحنان والطيبة؟ قالت ببساطة شديدة وبصراحة هي جزء منها
: وبدأت أتحاور مع الصحفيين واشتركت في الجو الصحفي 'أيام كامل الشناوي' كان هذا الجو نقيا مليئا بالصداقات والنقد البناء والمنافسة الشريفة. كانت هناك أخوة بين نجاة وعبدالحليم وترابط واندماج. المنافسة كانت تتم في اطارنظيف راق. كنت في مرحلة الالتقاط، وتعرفت بعبدالحليم حافظ وعملت معه في 'البنات والصيف' ثم راقبته مستمعة في حفلات نجاة ماذا التقطت من عبدالحليم؟ قالت وكأنها ترتب الكلمات في خزانة لتمنعها من الضياع: التقطت منه طريقة حياته الفنية، ذكاءه، كانت ألحانه في ذلك الحين تخرج للناس فيرددها معه الملايين. أخبار النجوم في 24 مارس 2007
|