سقطت سهوا من ذاكرة الحبايب أغاني عبد الحليم المنسية! تحقيق : خيري الكمار |
صفحات خاصة
|
لم تكن الاغاني التي يحفظها جمهور العندليب عن ظهر قلب هي كل رصيده وانما يضاف اليها العديد من الاغاني التي لم تذع ولم يسمعها أحد ويزيد عددها علي الثلاثين أغنية وهي التي غناها في بداياته منذ أن كان طالبا بمعهد الموسيقي.. ولأنه لم يكن معتمدا بالاذاعة كمطرب في ذلك الوقت فلم تعرف عنها مكتبة الاذاعة شيئا ومنها 'الجمال هوه'، صباح الخير يا نهار بلدي، ظالم وكمان رايح تشتكي، ليه تحسب الأيام، لو كنت يوم، أروح لمين وأشكي، يا رايحين الغورية، قاهر الظلام، نداء الماضي، ساعة لقلبك، خليك معايا، سلامات ازيكم، لقاء، ربيع الشاعر، بدلتي الزرقا، الجدول، أنشودة الحياة، صحبة الورد، نسيم الغجرية، الليل أنوار وسمر، صحبة الورد، فرحتنا يا هنانا، العيون بتناجيك، أنت غريب، القرنفل، يا ناكر المعروف، الحق علي اللي عرفتك، ريح دمعك، الاصيل الذهبي. اما الاغنية الوحيدة الممنوعة في الاذاعة فهي أغنية 'المسيح' والتي اعترض عليها الازهر وواجهت العديد من المشاكل ولكنه غناها في العديد من الحفلات خارج مصر. وتعاون في عدد كبير من هذه الاغاني مع شعراء كثيرين منهم صلاح عبدالصبور وإمام الصفطاوي ومحمود اسماعيل جاد وابراهيم كامل ومصطفي الريس ومرسي جميل عزيز ومصطفي عبدالرحمن ومحمد حلاوة وابراهيم رجب وسمير محجوب وفتحي قورة وأحمد السمرة وقام بتلحينها علي اسماعيل ومحمد الموجي وعبدالحليم علي وحسين جنيد وعلي فراج وكمال الطويل وفؤاد حلمي وعبدالحميد توفيق زكي وأحمد صبرة وعبدالحليم نويرة وصلاح محمود. يقول الموسيقار د.طارق شرارة: اعتقد ان هناك ظروفا خاصة هي التي اسقطت هذه الاغاني من اجندة أغاني عبدالحليم حافظ.. فهناك ظروف سياسية وأخري شخصية تدخلت بشكل فعال في هذا الموضوع.. فقد يكون عبدالحليم فعلا علي خلاف مع صناع هذه الاغاني كالمؤلف أو الملحن، وبالتالي فضل حليم عدم عمل دعاية كافية للاغنية وبالتالي اختفت.. أو أن يكون عبدالحليم قد قدم في نفس التوقيت أغاني أفضل وبذلك طغي نجاح الاغاني الاكثر تميزا علي هذه الاغاني التي نعتبرها مجهولة رغم جودتها، الا أن ظهورها في نفس توقيت ظهور أغان جيدة أدي لاختفاء هذه الاغاني مثل 'أروح لمين واشكي' و'خليك معايا' و'سلامات ازيكم' و 'نداء الماضي' و'ليه تحسب الايام' وغيرها من الاغاني الرائعة التي لم تأخذ حقها حتي الآن.. وكما هو معروف فالاغاني التي لا تحقق الانتشار في وقت نزولها تختفي.. الي جانب ان هذه الاغاني قد لا تكون قد سجلت علي أشرطة أو اسطوانات الامر الذي يزيد من اختفائها. ويضيف د.طارق شرارة: الاذاعة أيضا لها دور كبير في عدم انتشار مثل هذه الاغاني المنسية.. علي أساس انها لا تذيعها وبالتالي الناس لا تسمعها.. واعتقد أن الجمهور لو سمع هذه الاغاني سيعجب بها وسيطلب سماعها باستمرار. ويشير د.طارق شرارة الي أن الظروف السياسية لها الاثر الاكبر في اختفاء أو نسيان مثل هذه الاغاني، فمثلا قد يقدم عبدالحليم حافظ أغاني سياسية وأخري عاطفية لكن الناس في ذلك الوقت الذي سيطرت عليه الحياة السياسية كانت تريد سماع الاغاني السياسية ورفضت العاطفية ولذلك اختفت بعض الاغاني في ظل انتشار البعض الآخر.. لذلك اطالب أن نعيد اكتشاف هذه الاغاني عن طريق سماعها في الاذاعة بشكل مستمر. ويري د.طارق شرارة أن هذه الاغاني التي لم تحقق الانتشار اختفت لان انتاج عبدالحليم حافظ الفني غزير جدا وبالتالي طغت أغان علي حساب أغان أخري. وأذكر ان العندليب كان قد قدم في بداية حياته الفنية أغنيات لم تحقق النجاح في البداية لانها لم تكن تذاع، ولكن بعد أن تم تقديمها فيديو كليب حققت نجاحا كبيرا وأري انها وسيلة جيدة لاعادة ابراز الاغاني المنسية للعندليب والتي لم تجد حظا كافيا للانتشار عن طريق تقديمها في فيديو كليب واعتقد أن الجمهور سيحب هذه الاغاني لانها جيدة. أغان ليست مجهولة الشاعر محمد حمزة يصف هذه الاغاني انها ليست مجهولة ولكنها سجينة في مكتبة الاذاعة لانهم يقومون باذاعتها مرة كل 15 عاما لكن يمكن أن نطلق عليها اغاني المرحلة الاولي وعبدالحليم قدمها لانه لم يكن بيده شيء. فالموضوع كان خارجا عن ارادته لان الاذاعة في اواخر الاربعينيات وبداية الخمسينيات كانت تخصص ما يسمي 'بالاركان' وهي عبارة عن ربع ساعة يخصص لبعض الملحنين أمثال فؤاد حلمي وعبدالحميد توفيق زكي وعلي اسماعيل فهؤلاء كانوا يقومون باختيار المؤلف والفرقة الموسيقية والمطرب ويعطوهم أجورهم فقدم عبدالحليم أغاني عديدة في تلك الفترة منها 'الجمال هو' ويا مغرمين والبدلة الزرقا و'يا تري انت ولا مش انت' وكان دويتو مع مطربة اسمها حافصة حلمي توفيت وأيضا سجل دويتو آخر مع سعاد مكاوي. وكانت هذه الاغاني بالنسبة له بداية لعالم النجومية والشهرة له ولم يتزامنها ابدا لانها بالضبط مثل أي طالب يتخرج في الجامعة يكون لديه طموح للعمل في مكان ما اذا لم يصل اليه يختار مكانا آخر حتي يصل الي ما يتمناه بعد ذلك وعبدالحليم كان مثل غيره من الشباب الطموح نفسه الناس تسمعه لكن تغير حاله في أواخر عام 1951 عندما التقي بمحمد الموجي وكمال الطويل فقدم معهما صافيني مرة رغم انها ليست أغنيته لكنها اعجبته ولقاء وظالم وهذه المرة الاولي التي غني فيها حليم أغاني اختارها بنفسه رغم ان هذه الاغاني كانت معدة للغناء في الملاهي الليلية لكنه غناها بأسلوبه. وانطلق بعدها الي تقديم أغاني فيلمه الاول لحن الوفاء وأغاني فيلم 'أيامنا الحلوة'. فعبدالحليم حافظ لو لم يأخذ فرصته مع كمال الطويل والموجي لظل مطربا عاديا يغني الاغاني التقليدية ولظل طموحه محبوسا بداخله ولما رأيناه بهذا الشكل الكبير. أخبار النجوم في 24 مارس 2007
|