سينماتك

 

صوّر ياسر وفتحي عرفات قبل وفاتهما

رشيد مشهراوي: "إسرائيل" تغتال السينما الفلسطينية

بيروت - هوفيك حبشيان

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

الخطاب الإنساني الذي يسعى الى التحرر من الايديولوجيا هو ما يقاربه المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في فيلمه الأخير “انتظار”، والذي يخرج إلى الصالات بالتزامن مع فيلمه “أخي، عرفات” وهو فكرة سينمائية، ينسج مشهراوي عبرها حكايات متداخلة. تكمن الحبكة في ان هناك ثلاثة فنانين، مخرج وممثل ومصوّر من غزة، يريدون تنظيم “كاستينج” واختبارات لممثلين فلسطينيين في سوريا والأردن ولبنان، أتوا من أماكن فيها مخيّمات للاجئين، ليكونوا فرقة المسرح الوطني الفلسطيني في غزة، ويدور الطاقم على هذه البلدان ومَن ينجح في الاختبار من الممكن ان يعود إلى فلسطين. ولكن طاقم الاختبار يطلب منهم الانتظار، ويطرح مشهراوي فيلمه باعتباره ساخراً، أي من النوع المضحك المبكي كما أنه ليس مبنياً على الواقع بقدر ارتكازه على الخيال والكيان الفلسطيني. طبعاً، يحدث كل شيء في الفيلم الا الاختبارات التي يذهبون من اجلها. أما في “أخي، عرفات”، فيطرح مشهراوي نسخته الخاصة عن الاخوين عرفات (القائد والدكتور). فيلم نجد فيه الكثير من الانفعال الناجم عن مصير الاخوين، وهذا العمل كان محور الحوار الذي أجرته “الخليج” مع مشهراوي:

·         هل من الصعب أن يحافظ الفيلم على طابعه السينمائي، عندما يكون محمّلاً بهذا القدر من الأسئلة السياسية؟

 أضع السينما أولاً ثم السياسة، ولا أعتقد أن المعلومات الكبرى التي تظهر عن فلسطين تصعب العمل، لأن كل مبدع لديه خصوصيته ووجهة نظره وطريقته في صنع السينما، ونحاول ان نفعل أموراً ليست في السياسة بل في الفن والتجربة والتجديد، لأنها طريقة لسرد حكاية، لا أريد فيلماً مبنياً على سؤال واحد.

·         تعالج الفيلم مثل حكاية، تنطلق من معطيات واقعية لتبلغ ما هو وجداني ومعنوي عبر قصة الأخوين عرفات.

 لم يكن هذا الأمر في بالي، لم أعرف عندما بدأت إنجاز الفيلم أنه سيكون كذلك. مرض السرطان الذي أصاب الدكتور فتحي عرفات حدث أثناء الفيلم، وكذلك حصل تهديد “إسرائيل” بضرب ياسر عرفات أثناء التصوير، والدكتور فتحي توفي بالسرطان، وعرفات مات أثناء التصوير، وشاء القدر أن يفقد الاخوان أحدهما الآخر من دون أن يعرف شيئاً عن أخيه.. هذه اللحظات اعتبرها تاريخية.

·         هل ترى أن النوع الوثائقي الذي تميل اليه يرتكز قليلاً على الحظ؟

 لا، لأنه قبل أن أبدأ التصوير، كفلسطيني مولود ومقيم ولدّي هميّ وأفكاري، وكعربي لدي قهري تجاه ما يحدث، أدرك إلى أين أنا ذاهب، ولكن ترجمة هذه الأفكار من ناحية الصورة والصوت تحدث أثناء العمل، ولست أكشف اليوم عن إجرام وارهاب إسرائيل ولا معاناة الفلسطينيين والعرب وحصار ياسر عرفات أو أخبر قصة عنه، فهو ليس بحاجة إلى ذلك لأنه كان أكثر شخصية مصوّرة في العالم، لكني أردت التحدث عن أحاسيس ومشاعر شخص هو انا تحديداً، لأنني فلسطيني أعيش تحت الاحتلال ولست قادراً على الذهاب إلى حيث أريده، وليس للحظ علاقة بما أفعله، فقد أصوّر فيلماً ما ويأتي حدث كبير ولا أهتم به، لأنني لا أريد أن تغتال “إسرائيل” السينما الفلسطينية.

·         الفيلم عن ياسر عرفات، ولكنه قليل الظهور فيه؟

 هذه طريقتي لصنع فيلم، أريد أن يتابع المشاهد الحوادث في انتظار حدوث أمر ما، وأنا ايضاً أنتظر معه. بالنسبة لي، ياسر عرفات موجود هنا من خلال شقيقه فتحي. هذا الجانب في شخصية عرفات هو الذي كان يهمني، لا ذلك الذي كان يظهر في الاخبار.

·     سبق أن صورت فيلماً روائياً (“تذكرة إلى القدس”) في ديكور هو عبارة عن الشارع الفلسطيني، وما حصل أمامك التقطته بالكاميرا من دون اللجوء إلى إعادة إحياء.

 “تذكرة إلى القدس” هو بقرار مسبق وثائقي / روائي، يجمع بين النوعين وربما أيضاً بين الحالة الفلسطينية التي نعيشها (السينمائية لا السياسية).

لأن ما يحصل معنا هو خيال أكثر منه حقيقة. الدبابات والطيران والحواجز والدخان، كلها “بيج أكشن” على طريقة الأفلام الامريكية. أشعر بأن هناك نقصاً ما في المعلومات لدى الناس، وأنا معني في أفلامي بالعالم أيضاً، وليس فقط بالفلسطينيين والعرب.

·         هل يشاهد “الإسرائيليون” أفلامك؟

 أحياناً، يُنظم المخرج “الإسرائيلي” أفي مغربي ناديا ضدّ الاحتلال، يعرض فيه أفلاماً له ولآخرين. كان متفقاً أن يُعرض “انتظار” في مهرجان القدس ولكنني رفضت مشاركته، وقلت لهم لا تسألوني لماذا، أنا في غزة، ويريدون عرض الفيلم في القدس، في حين أن أهلي ليس لديهم كهرباء أو ماء، ولا استطيع الوصول، لديهم نسخة عنه ويمكنهم عرضه اذا شاءوا.

·         في “أخي، عرفات”، صوّرت أيضاً قليلاً علاقتك بالسلطة، كسينمائي، فلسطيني تحديداً، تشعر أنه عليك ان تنتمي إلى معسكر؟

 لم أكن يوماً مع السلطة، لا احب هذه الكلمة، أحياناً كانت لدي علاقات طيبة مع وزارة الثقافة وأحياناً سيئة جداً. الفن والسلطة بطيختان في يد واحدة، وستنكسر إحداهما، وأؤمن ان التغيير لا يحدث من الداخل، بل من الخارج.

·         بدأت أخيراً تصوير فيلم جديد، أليس كذلك؟

 معظم الفيلم يدور في الأردن، داخل الاستديو، اسمه “متاهة” ويتحدث عن عقدة الموت والمرض الإسرائيلي الذي يولّد لهم حاجة الأمن والخوف منا، والقليل منه يحدث في القدس داخل مطعم مغلق بالمفتاح، محتجز فيه فلسطينيون و”إسرائيليون”.

الخليج الإماراتية في 23 مارس 2007