في مطلع فيلم (كازينو رويال) كيف تم تصوير مشهد المطاردة المثير؟ * إعداد - محمد رضا |
صفحات خاصة
|
بعدما انطلق فيلم كازينو رويال على الشاشات العريضة في الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، ينطلق هذه الأيام على الأسطوانات الصغيرة متيحاً لنا، نحن هواة السينما الذين لا يخلد لنا بال إلا بعد أن نعرف كل شيء عن كل شيء فيها، التمعّن بالتفاصيل التي أثارت انتباهنا لكننا لم نتوقّف عندها طويلاً في المشاهدة الأولى. الفيلم أكثر من جيّد وفي أكثر من مساحة أو صعيد. إنه متقن في النواحي التقنية، وجيّد في النواحي الفنيّة. فيه تمثيل جيّد وتصوير محدَّد وحركة لا تهدأ من دون أن تكون مفتعلة. المشهد الافتتاحي علاوة على أنه مهم من الناحية الدرامية لأنه يؤسس الشخصية ولكثير مما يرد لاحقاً، هو نموذجي للجهد المبذول في إخراج الفيلم وذلك على النحو الذي تبيّنه المشاهدة الثانية ومن بعد مراجعة الخطة التصويرية التي على أساسها تم تنفيذ تلك المقدّمة. وفي تفاصيل ما يرد بعض المعلومات عن القرارات المهمّة التي كان على المخرج كامبل وفريق العمل اتخاذها. حسبنا هنا التعرّض إلى جزء واحد من أجزاء الفيلم المذكور. ثلاثة فصول أساسية تضمّن السيناريو ثلاثة فصول أساسية:هي، المطاردة في مطلع الفيلم، وهجوم إرهابي في مطار ميامي الدولي، ومواجهة أخيرة بين بوند والأشرار في البندقية. معظم التصوير تم في جمهورية التشيك في ستديوهات باراندوف كما تم تصوير بعض المشاهد في جزر باهاماز وفي إيطاليا. مع الحصيلة كاملة عاد المخرج وفريقه إلى ستديوهات باينوود شمالي لندن، حيث تم تصوير باقي المشاهد في الصالة المعروفة باسم صالة (007) كونها المكان الذي استخدم لتصوير المشاهد الداخلية في كل أفلام بوند. داخل ذلك المكان استعان كوربولد بأربعة مسؤولين يتابعون شغل التصوير الداخلي من تحريك آلات إلى تحريك موديلات إلى آخر يعمل قريباً من المخرج كامبل إلى واحد مهمّته تأمين التواصل بين القطاعات المختلفة. الى ذلك، ثلاثة قطاعات رئيسية في الفيلم (وفي كل فيلم مشابه) هي قسم المؤثِّرات الخاصّة وقسم الموديلات الفنيّة وقسم المؤثِّرات البصرية، تعاونت فيما بينها تعاوناً واضحاً لتقديم تلك الفصول الثلاثة المذكورة أعلاه. مهام بدنية مذهلة يبدأ الفيلم بقيام جيمس بوند بقتل رجل كان يهدّد حياته (مشاهد البداية). هنا اختار المخرج التصوير بالأبيض والأسود بينما كان يستطيع التصوير بالألوان ثم تحويل اللون إلى الأبيض والأسود. لكن الخام الأسود يمكن أن يمنح الشاشة النسيج الصحيح خصوصاً إذا ما كان المرغوب من المشهد النفاذ برسالة ذهنية ما (كما الحال هنا ومفادها تكوين صورة غير بطولية لبوند الساعي للانتقال من صغار العملاء إلى مصافهم). بعد ذلك تنتقل الأحداث (على الورق) إلى يوغندا (استعيض عنها بحديقة تقع قريباً من ستديوهات باينوود). بوند هنا استحق الصفرين قبل الرقم 7 وينفّذ هنا مهمّته الرئيسية الأولى بتعقب خلية من الإرهابيين اليوغنديين عبر مطاردة أحد عناصرها على الأقدام. والمطاردة توصل بوند إلى موقع بناية يتم إنشاؤها. هنا تكمن المجموعة الأكبر من المشاهد المتقنة. ففي الأساس، تمّت الاستعانة بالممثل سيباستيان فوكان (الممثل الإفريقي الذي يُطارده دانيال كريغ في تلك المشاهد) الذي - بشهادة الفيلم نفسه - أنجز مهام بدنية مذهلة من بينها ذلك المشهد الذي يتعلّق بوند (افتراضاً) بقضيب بين جدارين ثم يرفع قدميه إلى نافذة ضيّقة ينفذ منها بالكامل إلى الجهة الأخرى من الجدار. سيباستيان فعل ذلك برشاقة ومن دون أن يرتطم بالجدار أو أن يلمس جوانب النافذة على ضيقها. في لقطة أخرى صعد عموداً على ارتفاع يزيد عن خمسة أمتار بقليل بفارق أن العمود كان عمودياً بالفعل. تقنية البعد الثالث في أحد تلك المشاهد في ذلك الفصل الأول كان على دانيال القفز من رافعة من تلك التي تُستخدم لنقل الأثقال من موقع إلى آخر. المطلوب لقطة متوسطة له على تلك الرافعة، ثم لقطة مشابهة بعد قفزه إلى رافعة أخرى. ما نفّذه الممثل هو الوقوف في حالة استعداد للقفز، لاحقاً على الكومبيوتر تم حذف المشاهد المحيطة (بما فيها طاقم من العاملين) وإضافة بعد لتلك الرافعة بحيث تبدو أكبر مما هي عليه وذلك باستخدام تقنية البعد الثالث. القياس على ما سبق كثير، وفي غالبه يعتمد على خداع النظر جزئياً عبر استخدام المواقع واستخدام الآلات والمباني الفعلية أو الحفر والمعدّات ثم إدخال ما تم تصويره إلى الكومبيوتر غرافيكس ليتم تأليف باقي المناظر. الرافعة التي كان يهبط دانيال كريغ والممثل الإفريقي من عليها صوب الأرض لم تكن بالارتفاع الشاهق الذي نلحظه في ذلك المشهد، بل كانت على علو ثلاثة أمتار عن سطح الأرض. على الشاشة بدت كما لو كان المشهد يدور فوق ناطحة سحاب وذلك بعدما تم نصب شاشة خضراء (ضرورة لاستخدام المؤثرات لاحقاً) تحت الرجلين. لاحقاً على الكومبيوتر يتم محو الشاشة الخضراء واستبدالها بما هو مطلوب من أبعاد أو مناظر. مجلة الجزيرة السعودية في 20 مارس 2007
|