سينماتك

 

هوليوود والتكيف مع عادات المشاهدين..

تَسيُد لغة الربح

عمان - محمود الزواوي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

لغة الأرقام هي اللغة العالمية التي تفهمهما هوليوود، وهي لغة الربح والخسارة التي كانت تعتمد حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي على إيرادات شباك التذاكر في صالات العرض السينمائي والتي كانت المصدر الرئيس لإيرادات استوديوهات السينما على مدى نصف القرن الأول للإنتاج السينمائي، وذلك باستثناء الإيرادات الإضافية لمبيعات الأسطوانات التي رافقت الأفلام الغنائية.

وتراجعت الإيرادات بشكل ملحوظ بعد ظهور التلفزيون في الولايات المتحدة قبل 60 عاما، وانشغال الناس بمشاهدة التلفزيون على حساب الذهاب إلى دور السينما. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد رواد دور السينما الأميركية انخفض من 100 مليون شخص في الأسبوع في العام 1946 إلى 12 مليونا في الأسبوع في أواخر الستينيات، نتيجة انشغال الجمهور بمشاهدة التلفزيون، وذلك على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته صناعة السينما خلال تلك الفترة. ورافق ذلك بطبيعة لحال انخفاض حاد في إيرادات السينما الأميركية وفي عدد الأفلام التي أنتجتها استوديوهات هوليوود.

وأصبح التلفزيون مصدرا إضافيا لأفلام هوليوود إلى جانب شباك التذاكر منذ العام 1956 بعد أن أنهت استوديوهات هوليوود مقاطعتها لشبكات ومحطات التلفزيون الأميركية وسمحت بعرض أفلامها على التلفزيون، وخاصة أفلامها القديمة التي جلبت لتلك الاستوديوهات إيرادات إضافية لم تكن تتوقعها.

وأحدث ظهور كاسيت الفيديو منذ 30 عاما ثورة أخرى في عادات الجمهور المتعلقة بالذهاب إلى صالات العرض السينمائي في الولايات المتحدة وخارجها، وازدادت شعبية استئجار وشراء أشرطة الفيديو على مر السنين، حتى أصبح عدد محال أشرطة الفيديو عشرات أضعاف عدد دور السينما في كل مكان. وتشير الإحصاءات إلى أن الإيرادات الإجمالية لصناعة الفيديو المنزلية في الولايات المتحدة ارتفعت إلى 24 مليار دولار سنويا، مقارنة بنحو 5,9 مليار دولار من الإيرادات الإجمالية السنوية التي تحققها هوليوود على شباك التذاكر في دور السينما الأميركية، بالإضافة إلى نحو 14 مليار دولار في صالات العرض الأجنبية.

وتعكس الأرقام التحول الذي شهدته عادات المشاهدة السينمائية لدى الجمهور، الذي يفضل معظم أفراده - كما يتضح - مشاهدة الفيلم السينمائي في راحة منازلهم دون عناء الذهاب إلى صالات العرض السينمائي، حيث يمكن لجميع أفراد الأسرة مشاهدة الفيلم على جهاز شريط الفيديو بسعر يقل عن ثمن تذكرة السينما لفرد واحد.

ويمكن اقتناء الأشرطة السينمائية بسعر معقول لمشاهدتها وإعادة مشاهدتها مرارا. وأصبح من المألوف في الولايات المتحدة في هذه الأيام أن يباع عشرون مليون نسخة من أشرطة أفلام الحركة والمغامرات والأفلام الكوميدية التي تحقق رواجا كبيرا في دور السينما، مما يضيف إيرادات إضافية للفيلم تبلغ في المعدل 400 مليون دولار. وسجل فيلم الرسوم المتحركة الملك الأسد (1994) الحائز على اثنتين من جوائز الأوسكار وثلاث من جوائز الكرات الذهبية رقما قياسيا عالميا في مبيعات أشرطة الفيديو، حيث بيع منه أكثر من 55 مليون نسخة، بإيرادات تقدّر بحوالي 1100 مليون دولار، إضافة إلى إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر، والتي بلغت 784 مليون دولار.

وانضمت إلى أشرطة الفيديو خلال السنوات الأخيرة أقراص (DVD) السينمائية التي أصبحت في متناول الجمهور بأسعار رخيصة تقل عن أسعار أشرطة الفيديو، ويتوقع انتشار هذه الأقراص بسرعة متصاعدة في المستقبل لأسباب اقتصادية، علاوة على سهولة استخدامها وحفظها ودقة وضوح صورها.
وتمكنت هوليوود من التكيف مع هذه التطورات والابتكارت التكنولوجية بنجاح كبير، كما فعلت على مدى عدة عقود، وأدركت أهمية أشرطة الفيديو وأقراص (
DVD) في ترويج أفلامها وزيادة أرباحها. ومن الأمثلة على ذلك أن الكثير من أفلامها التي لا يتجاوب معها الجمهور في صالات العرض السينمائي تحولت إلى أشرطة فيديو وتم تسويقها بسرعة وعادت عليها بأرباح معقولة. وكثيرا ما تلجأ هوليوود إلى اختبار شعبية أفلامها في عروض خاصة أمام الجمهور، وتقرر على أثر ذلك عرضها في دور السينما أو تسويقها في أشرطة فيديو وأقراص (DVD) مباشرة من دون عرضها في دور السينما.

ولعل أحدث ابتكار تستخدمه هوليوود في هذه الأيام هو أنها تعكف على إنتاج عشرات الأفلام السينمائية بغرض إصدارها على أشرطة الفيديو وأقراص (DVD) من دون مرورها عبر صالات العرض السينمائي. وأسست جميع استوديوهات هوليوود أقساما خاصة لإنتاج مثل هذه الأفلام بعد أن بلغت إيراداتها السنوية الإجمالية داخل الولايات المتحدة أكثر من ثلاثة بلايين دولار.

ومعظم هذه الأفلام من أفلام المسلسلات السينمائية التي تحمل في عنوانها عبارة الجزء الثاني أو الجزء الثالث والتي تحقق رواجا كبيرا في العروض المنزلية. ومن ميزات هذا النوع من الأفلام أن إنتاجها يخضع لجداول زمنية وميزانيات محددة وتصور مشاهدها في مواقع خارج الولايات المتحدة تتميز بانخفاض تكاليف العمال والضرائب، علاوة على إسناد أدوار البطولة فيها لممثلين من غير كبار النجوم، وذلك للمحافظة على مستوى تكاليف إنتاجها التي لا تزيد عادة على 15 مليون دولار، مقارنة بمعدل تكاليف الفيلم السينمائي العادي في هوليوود، والبالغ أكثر من 70 مليون دولار، والذي زاد في بعض الحالات على 200 مليون دولار.

الرأي الأردنية في 20 مارس 2007