مفيش غير كده.. أغان ورقص وجنس بالعنف منى الغازى |
صفحات خاصة
|
هناك قاعدة هوليوودية قديمة تؤكد أن أفلام كواليس الفن والرياضة والسياسة هى أفلام مضمونة النجاح ومنذ بداية السينما المصرية وهناك تأكيد أن تلك الكواليس الثلاثة هى باب الفشل لأى فيلم بغض النظر من نجومه.
داخل
كواليس الفيلم تدور أحداث مفيش غير كده وتدور الأحداث حول أسرة مفككة بسبب
هجر الأب لها تاركا الزوجة ناهد لترعى أبناءها الثلاثة وحدها فى رحلة كفاح
لتربيهم حتى تحصل على فتاتين دبلوم تجارة وابن طالب جامعى تعمل إحدى
الفتيات كمضيفة بأحد الكازينوهات والأخرى تساعد الأم فى عملها تجارة
الملابس وتشاركهم الجارة شوشو ومع سوء الأحوال تقترح شوشو الدفع بالفتاة
الصغرى ذات الجمال والصوت الرخيم إلى عالم الفن لتبدأ الرحلة من موديل إلى
مطربة كليبات إلى نجمة حفلات لا ترى منها حفلة واحدة وبعد ثورة بسيطة من
الأم تهدأ الأمور وتستقر الأسرة فى أحضان الأم الحنون ويقررون فتح شركة
إنتاج سينمائى عائلية لإنتاج سينما نظيفة. رغم ذلك يقدم الفيلم تجربة مميزة ومختلفة عما يطرحه السوق السينمائى فى تلك الأيام فيتم عرض الأحداث من خلال أسلوب الميلودراما لتحويل بعض المشاهد إلى أغان والبعض الآخر إلى ألحان راقصة وهو أسلوب يندر استخدامه فى السينما المصرية ومتوقف عند شريف عرفة الدرجة الثالثة سمع هس ويوسف شاهين إسكندرية كمان وكمان سكوت هنصور ولكن سقط الفيلم فى عدم التناسق بين السيناريو والمشاهد المنغمة فنجد الأغانى تعيد أحيانا معنى تم ذكره فى الحوار، ومن الواضح أن هذا التشتت قد حدث نتيجة عدم التنسيق بين كاتبة السيناريو عزة شلبى والشاعرة كوثر مصطفى، كما سقط منهما الإمساك بزمام الأمور لحظة تصعيد الأزمة مما جعل الأحداث كلها تصب من وجهة نظر الأم. جاءت وجهة النظر الإخراجية متفقة مع وجهة نظر النص والإنتاج فقدم المخرج خالد الحجر الأم دائما فى كل مشاهدها كشخصية مسيطرة على الكادر ولكن لم يتناسب هذا مع لحظات ضعفها، كما ظهر واضحا تكرار ترتيب اللقطات فيما يتناسب مع أحجام النجوم فمن اللقطة العامة ننتقل دائما إلى نجمة الفيلم ثم يكون بعدها من يكون كما جاءت الحركة دائما على شكل مثلث رأسه النجمة فى مقدمة الكادر، على جانب آخر جاء التكرار فى إخراج الأغانى فرغم انقسامها إلى أغان درامية وكليبات ومشاهد متخيلة إلا أن تنفيذها جميعا جاء بشكل مسرحى اعتبر الجمهور يمثل الحائط الرابع للديكور واعتمدت اللقطات فيها فى اغلب الأحوال على انتقالات للداخل والخارج لتغيير الحجم على نفس محور حركة الكاميرا الأكس وذلك متناسب مع الأسلوب المعتمد رسميا لأغلب الكليبات منخفضة الميزانية دون مراعاة لاختلاف معناها الدرامى. بينما تظهر الفروق واضحة فى إضاءة محسن نصر لتلك المشاهد فقد اعتمد على فلاتر تنعيم الصورة فى المشاهد المتخيلة واستخدم العواكس والإبهار الضوئى فى الكليبات بينما جاءت مشاهد الدراما بإضاءة اقرب إلى الواقعية. وعلى مستوى التمثيل تأتى فى المقدمة النجمة الصاعدة الشابة اروى التى تأخذ دور البطولة فى الفيلم دون مبرر سوى أنها تمت بصلة قرابة لنجمة كبيرة ترعاها، فيتم منحها المساحة الرئيسية وترقص وتغنى وتمثل وتخترق بجسدها عالم المحظورات مقدمة نفسها كنجمة إغراء، بينما تنجح رولا محمود فى تجسيد شخصية الأخت الأكثر تعقيدا موضحة ما تعانيه من كبت نفسى وجنسى وتتمكن من التحول فى ثلاثة مشاهد فقط، أما الشاب احمد عزمى الذى أكد نفسه من قبل فى أكثر من عمل سينمائى وتليفزيونى فيأتى هنا تائها محملا بالأداء التمثيلى الزائد على الحاجة فاقدا لمفاتيح تحول الشخصية التى يؤديها. ونأتى للنجمة نبيلة عبيد والتى ظهرت فى الفيلم كموجهة لجموع الشباب من حولها وكمراقب للأداء اغلب الوقت مما افقدها التركيز فى شخصيتها إلا أنها جاءت ذات أداء معبر فى المشاهد الراقصة والغنائية وفى مشاهد الشراسة التى أعادتها لسابق أدوارها، إلى جوارهم يظهر بقوه أداء كل من خالد أبو النجا وسوسن بدر. العربي المصرية في 18 مارس 2007
|