سينماتك

 

زهرة السينما المصرية نجلاء فتحى:

لم أعتزل.. ولكننى لن أعود للتمثيل!

أشرف توفيق

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

رغم أنها كانت فتاة أحلام جيل بأكمله فى فترة السبعينيات ورغم أنها كانت ولاتزال ملء السمع والبصر ومحط الأنظار فإنها تشعر حاليا بسعادة أكبر بعد أن ابتعدت عن الأضواء والإعلام وتفرغت لبيتها ولزوجها الإعلامى الكبير حمدى قنديل وتنتظر أن تصبح جدة بعد خمسة أشهر، الفنانة الكبيرة نجلاء فتحى التى قررت الاكتفاء بما قدمته من أعمال فنية وابتعدت عن السينما رافضة أن يطلق عليها لقب الفنانة المعتزلة فهى لا تحب لفظ اعتزال وإنما تفضل أن يقال إنها ارتاحت من ضجيج الوسط الفنى وقررت الاستمتاع بالهدوء وراحة البال على حد تعبيرها، مع النجمة نجلاء فتحى كان هذا الحوار..

·         حمد لله على السلامة وحشتينا؟

-- الله يسلمك أشكركم جدا

·         ما شعورك حينما تبتعدين عن مصر لفترات طويلة؟

-- أنا لا ابعد عن مصر لفترات طويلة، فكل شهرين أعود لمصر وأبقى لمدة أسبوع ثم أسافر إلى دبى مرة أخرى.

·         هل يزعجك أن تكونى بعيدة عن الأضواء بينما يزداد حمدى قنديل تألقا ولمعانا؟

-- إطلاقا هذا غير صحيح بالمرة، لقد شبعت من الأضواء والصحافة والإعلام والتكريمات وأصبحت يسعدنى أكثر أن أجد أحد المواطنين يحينى ويطلب منى أن أرسل تحياته إلى حمدى، ويسألنى عن أخباره، وأرى أن وظيفة المرأة الأساسية أن تقف خلف زوجها وتسانده وتدعمه فى عمله وتكون فى قمة سعادتها لنجاحه فى عمله وحب الناس له.

·         قلت فى حوار لك أرى أن المرأة فى بيتها ستعطى الكثير والمرأة لا تعمل إلا إذا كانت محتاجة ماديا أو موهوبة؟

-- بالفعل قلت هذا الكلام فى حوار تليفزيونى منذ فترة طويلة وكان عمرى وقتها عشرين عاما قد تم منع هذا البرنامج من العرض على شاشة التليفزيون، وكان رأيى وقتها أنه ليس من المعقول أن تترك المرأة بيتها أولا وتفضل رايحة جاية على الشغل إلا إذا كانت لديها موهبة كبيرة حرام لا تظهر للنور، أو كانت محتاجة ماديا وليس لديها رجل ينفق عليها فهنا لابد أن تنزل لميدان العمل

·         وهل مازالت هذه هى نفس قناعاتك الشخصية؟

-- نعم منذ أن كان عمرى عشرين عاما وحتى الآن رأيى لم يتغير، فأنا حينما كنت أعود من المدرسة للبيت ولا أجد أمى فيه أشعر أن البيت بارد وموحش وهذا شعور قاس للغاية وحينما كنت أنادى على أمى ولا ترد على لأنها خارج البيت كنت أشعر بالوحدة الفظيعة، ولابد أن هذا هو شعور أى ولد أو بنت أمه سيدة عاملة لا يجدها فى البيت حينما يعود من المدرسة، أو الجامعة ولهذا إذا كانت السيدة لديها كل وسائل الراحة ولديها من ينفق عليها فمكانها هو بيتها لترعى أولادها

·         هل زواجك من الإعلامى حمدى قنديل أوجد لديك اهتمامات سياسية؟

-- إلى حد ما، فالمثل يقول من عاشر القوم أربعين يوما صار منهم وأنا أعيش مع رجل يتصفح يوميا ثلاثين أو أربعين جريدة ومجلة فبعد أن ينتهى منها التقطها وأبدا فى تصفحها ونتناقش معا فيما يحدث من أحوال جارية فى المنطقة والعالم

·         مادامت لك اهتمامات سياسية اسمحى لى أن أعرف رأيك فيما يحدث على الساحة العربية الآن؟

-- أرجوك أن تعفينى لأنى لو قلت رأيى بصراحة سينتهى الحال بى فى السجن غدا وستزورنى بعيش وحلاوة وأنت لا تريد أن ترانى فى السجن.. مش كده؟!

·         إلى هذه الدرجة؟

-- نعم فأنا أعرف نفسى، أنا صريحة ولو قلت رأيى فيما يحدث فى العراق وفلسطين ولبنان ستزورنى غدا فى السجن

·         حسنا لا داعى ولكنك قلت إنك مع مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ولكنك ضد المظاهرات

-- عمرى ما قلت إننى ضد المظاهرات، بالعكس أنا أرى أن المظاهرات وسيلة حضارية لكل إنسان ليعبر عن رأيه مادامت كانت هذه المظاهرة منظمة ولا تتحول إلى العنف والتخريب وحرق السيارات والمحلات، وأنا شخصيا عندما تنحى الرئيس جمال عبدالناصر خرجت فى المظاهرات أطالبه بعدم التنحى ووقتها كان عمرى أربعة عشر عاما ومشيت فى المظاهرة من بيتى فى مصر الجديدة حتى وصلنا ميدان التحرير

·         هل أحيانا تخافين على زوجك حمدى قنديل وتطالبينه بتخفيف حدة انتقاداته للأنظمة العربية؟

-- نعم أحيانا أقول له: يا حمدى مش كفاية كده فيرد على قائلا: وهل قول الحق فيه كفاية، فأجيبه أحيانا نعم فالناس تفهم ما تريد أن تقوله لها من مجرد تلميح أو إشارة ولا داعى للانتقادات الصريحة وأحيانا يوافقنى على رأيى هذا

·         سمعنا أنه كانت لديك نية للعودة للتمثيل بمسلسل تليفزيونى ولكن تمت محاربتك؟

-- لا ليس عندى أى نية للعودة للتمثيل، فأنا عملت مشوارا فنيا طويلا وقضيت حياة فنية حافلة، وقدمت للناس كل ما كنت أتمنى تقديمه من أفلام ومسلسلات والحمد لله رأيت أمجادا فنية كبيرة، وشعرت بحب الناس لى، وحصلت على تكريمات كثيرة، وبعد كل هذا المشوار الفنى الحافل أصبحت أميل أكثر إلى الهدوء وحاليا حياتى الأسرية هادئة ومستقرة وعندى راحة بال لا تعوض بكنوز الدنيا كلها، وانتظر أن أصبح جدة بعد حوالى خمسة أشهر فبنى ياسمين حامل وتنتظر حادثا سعيدا واتشوق لاستقبال أول حفيد أو حفيدة.

·         أفهم من هذا أن نجلاء فتحى اعتزلت التمثيل؟

-- لا أحب أن أقول اعتزلت لأننى لو قلت هذا سأجد الزملاء من مخرجين ومنتجين وفنانين يقولون لى ارجعى للتمثيل وسيحبطوننى بحبهم وطلبهم للعودة للفن إلى أن أبكى وأنا دخلت السينما وأنا أبكى لأهلى وأتوسل إليهم أن يسمحوا لى بالتمثيل والحمد لله أحلى سنين عمرى قضيتها فى السينما والوسط الفنى وعملت رحلة فنية أمتعتنى وأسعدتنى وكفاية لحد كده

·         لكن السينما مازالت تحتاجك أنت وزميلاتك من جيل الكبار

-- لو كانت السينما محتاجانى فأسرتى أيضا محتاجانى لأرعاهم واهتم بها والحمد لله كما قلت لك قدمت أعمالا سينمائية كثيرة أعتز بها وأعتقد أنها أسعدت الجمهور

·         وما رأيك فى حال بعض الفنانات الشابات اللائى يعلن ارتداءهن الحجاب فجأة واعتزالهن الفن وهن مازلن فى بدايات المشوار

-- حقيقى أنا لست أفهم تصرفاتهن فهل الحجاب بالنسبة لهن مثل الأسانسير طالعين نازلين فيه، فجأة يلبسن وفجأة يخلعن، لابد أن الشابة تتروى قبل أن تتخذ قرارا بارتداء الحجاب لابد أن تصلى وتفكر هل الحجاب ريح قلبها وإذا كانت مترددة عليها تأجيل إعلان قرارها فحتى الراهبات يأخذن فترة يفكرن فيها بمعزل عن أهلهن حتى يتخذن قرار الرهبنة، وأى فنانة شابة لو كانت جادة فى قرارها باعتزال الفن أسألها لماذا لا تغيرين رقم هاتفك حتى تبتعدين فعلا عن الصحافة والوسط وتعتزلين فهذه مسألة غير مفهومة أن تعلن اعتزالها وحجابها ومع هذا تستمر فى الإدلاء بأحاديث صحفية، وعموما بناتنا كلهن يتعرضن لهذه الحالة حالة التردد فى ارتداء الحجاب أو التأجيل وأنا أنصحهن بالتروى قبل اتخاذ أى قرار

·         هل فشل فيلم بطل من الجنوب تجاريا وهو آخر أفلامك السينمائية كان سببا من أسباب قرارك بالابتعاد عن السينما؟

-- صحيح أن الفيلم فشل تجاريا فى مصر ولكنه نجح فى لبنان وعن ظروف عملى لهذا الفيلم أننى كنت مترددة قبل أن أقدم على تقديمه لمدة سنتين وأردت أن أعود للسينما بعمل يعتبر وطنيا وله قيمة فنية ممكن تعتبره فيلم مهرجانات

·         وما الأسباب الأخرى لقرارك بالابتعاد عن السينما؟

-- أسباب كثيرة منها موت سعاد حسنى الذى هزنى بشدة، كما أن عمل فيلم ليس بمسألة سهلة فهناك شد عصبى لمدة طويلة لا تقل عن تسعة أشهر لأقدم فيلما واحا بداية من مرحلة التحضير ومناقشة السيناريو مع المؤلف واختيار الممثلين المناسبين للأدوار ثم مرحلة التصوير ثم مرحلة نزول الفيلم للسوق والاهتمام بالدعاية والأفيشات وهل هى كافية أم لا؟! ثم انتظار رد فعل النقاد والجمهور تجاه الفيلم كله هذا يجعلنى فى حالة من التوتر والانفعال والحمد لله ارتحت من كل هذا وأصبح عندى هدوء وراحة بال كما أننى شبعت سينما.

·         هل أخذت حقك من التكريمات؟

-- الحمد لله أنا فخورة جدا بتاريخى ومشوارى، وكل عمل أحبنى الجمهور فيه كان جائزة خاصة وأكبر وسام، أما مسألة التكريمات هذه فأنتم من يقول ذلك ولست أنا.

العربي المصرية في 18 مارس 2007