تفضيل السينما التسجيلية والقصيرة فى المهرجان الأول لسينما المرأة الاحتفاء بسينما فى الممنوع.. وتجارب واعدة لشباب مستقل صفاء الليثى |
صفحات خاصة
|
بدأ مع يوم المرأة العالمى 8 مارس وانتهى مع يوم المرأة المصرية 16مارس، بالإضافة لكون سمير فريد مبرمجا محترفا وقادرا على تنظيم المهرجانات والأسابيع الفيلمية بحرفية عالية. ومع ذلك فقد كانت هناك نقطة خلاف حول التركيز فى البرنامج المصرى على السينما التسجيلية والقصيرة، بينما اتسع المجال فى السينما الأوروبية لكل من الروائى الطويل والتسجيلى والقصير، فهل هذا لأن مدير المهرجان علية البيلى مخرجة تسجيلية فنست أو تناست الروائى الطويل؟ أم ماذا؟ نحن لدينا خمس مخرجات للفيلم الروائى الطويل هن وفقا لأسبقية العمل: إيناس الدغيدى، ساندرا نشأت، كاملة أبو ذكرى، هالة خليل ومنال الصيفى، فهل أعمالهن جميعا لا ترقى للمشاركة فى أى قسم من أقسام مهرجان المرأة الأول؟! خاصة أن البرنامج يتضمن عرض فيلم ليلى البدوية المنتج عام 1937، من إخراج بهيجة حافظ، و ليلى بنت الصحراء طبقا للكتيب الصحفى للعرض الأول للفيلم، والذى أعاد المهرجان طبعه بدرجات بنية توحى بالعراقة. نتجاوز هذه النقطة، يصبح لدينا توفيق كبير فى اختيار اسم المكرمة والتركيز على شخصية واحدة عطيات الأبنودى التى لا يختلف أحد حول دورها فى الفيلم التسجيلى لخدمة قضايا المرأة والمجتمع. واختارت بنفسها فيلميها الساندوتش أول فيلم يصور سينما 35 مللى لها، وفيلم الأحلام الممكنة وأدار ندوة تكريمها المخرج تامر عزت، الذى قام بعمل المونتاج لعدد من أفلامها. كان استقبال الجمهور للفيلمين رائعا وتجاوب معه الشباب وأحبوا أم سعيد بطلة الأحلام الممكنة والتى وصفتها عطيات الأبنودى بأنها صديقتها وكان هذا ردا على كيف استطاعت أن تقودها لتكون طبيعية وصادقة أمام الكاميرا. يثار دائما سؤال حول المهرجانات النوعية، هل المهرجان للطفل أم عن الطفل؟ وهل سينما المرأة للأفلام التى تخرجها المرأة، أم للأفلام التى تركز على قضايا المرأة وتتعاطف معها؟ المهرجان يضم النوعيتين وخاصة بالنسبة للأفلام الأجنبية، حيث عرض أسامة للمخرج الأفغانى صديق برمك حول الفتاة التى تتنكر فى زى صبى للتمكن من العيش فى ظل حكم طالبان وعندما يفتضح أمرها يتزوجها شيخ مسن ويضمها لحريمه ويغلق عليها بابه، وأيضا فيلم القوقعة اليونانى لمخرجته فوتينى سيسكوبولو الذى شارك فى مهرجان القاهرة 2005 وحاز إحدى جوائز المهرجان وهو عن مهاجرة روسية تتزوج من يونانى يعمل فى محل رهونات، تتعاطف فيه المخرجة وتدين أوروبا التى تستغل بعض الناس الذين عانوا من المشاكل نتيجة التحولات السياسية فى بلادهم. فيلمان عن المرأة لمخرج ومخرجة يؤكدان أن سينما المرأة منها وعنها. أحد مكاسب المهرجان، المجموعة التى شاركت فى مسابقة الأفلام القصيرة فى مهرجان كان 2006 وخاصة الفيلم البديع سنيفر النرويجى فى عشر دقائق ويذكرنا بفيلم 451 فهرنهايت الذى ينتقد الواقع السياسى بتصور خيالى عن مستقبل تسيطر عليه الديكتاتورية. الفيلم عبارة عن مكان اختفت منه الجاذبية الأرضية، يعيش فيه الناس مربوطين بحذاء حديدى ويقيدون أثناء النوم حتى لا يطيرون، تقتحم حمامة المكان فيطاردها سنيفر يمسك بها ويطيرها خارج المكان ويقرر أن يخلع حذاءه فيطير، الفيلم يحمل دلالات سياسية وتملك صانعته بوبى بيرس خيالا مبتكرا أهلها للحصول على الجائزة الكبرى للأفلام القصيرة فى كان 2006. وتميز فيلم المهنة امرأة التسجيلى لهبة يسرى عن العاهرات، فقط لخوضه هذه المنطقة الشائكة، ولكن أيضا للمجهود الواضح فى اختيار نماذج مختلفة وفى المونتاج الذى يبنى ويؤسس لأفكار مترابطة. هبة يسرى موهوبة ومهمومة بقضايا تمس شرائح تحبها ولا تدينها كونه عملها الأول فأمامها مستقبل واعد. أنضج التجارب المعروضة فى قسم فى الممنوع تجربة محمود سليمان أزرق أحمر عن ورطة شاب وفتاة يقيمان علاقة كاملة خارج مؤسسة الزواج، ركز المخرج على لحظة ما بعد ممارسة الحب وأزمة الشخصيتين فى احتمال حدوث كارثة الحمل. فى محافظة على وحدة الفكرة ووحدة المكان.. تحليل عميق لجوانب المشكلة، وأزمة لا تخص المرأة وحدها، بل يعانى منها الرجل أيضا. أداء تمثيلى جيد من باسم سمرة، وامتياز من ريم حجاب وحوار بديع وإيقاع متصاعد لفيلم قصير مستقل لجيل يعرف طريقه وسيحقق سينماه بمنحة حكومية، أو بدونها. فى ندوة أفلام فى الممنوع التى شهدت حضورا مكثفا ظهرت تنويعات الجمهور، الذى مازال بعضه يردد الإساءة لسمعة مصر وأنه يريد فيلما لا يخجل من اصطحاب أخته أو خطيبته لمشاهدته، ورد عليهم أسامة أبو العطا صاحب فيلم أصوات: لماذا تضع نفسك وصيا عليها؟ اتركها تختار ما تشاهده بنفسها، وتدخل الناقد عصام زكريا وقال للمنزعجين من ألفاظ تخدش حياءهم: إن من حقهم الانصراف عن العرض، لكن ليس من حقهم المصادرة على حق الجميع فى المشاهدة والاختيار الحر. ندوة المهرجان كانت بعنوان حرية التعبير: القانون والواقع تحدث فيها المحامى نجاد البرعى ومزن حسن الناشطة لحقوق الإنسان.. لم تشهد حضورا متوقعا مما جعل سمير فريد يقول إن زبائن حرية التعبير قليلون، وقد يكون عدم مشاركة سينمائية أو سينمائى بالندوة أحد الأسباب وشهدت الندوة مداخلة من سمير فريد نفسه تركزت حول رؤية تاريخية عن بداية البرلمان المصرى وعن إنشاء قانون الأحزاب ثم التراجع الذى تشهده البلاد بداية من الحزب الواحد وصولا لقضايا الحسبة. الحديث كان عاما ولم يشهد تطبيقا على السينما أو الأفلام. ومع يومه الأخير تحول المهرجان إلى احتفالية بجيل جديد اختار الصدام مع الثوابت وتقديم رؤية مغايرة لسينما محافظة وتقليدية تشدنا إلى الوراء. العربي المصرية في 18 مارس 2007
|