ببلوغرافيا أفلام وسينما البحرين أهالي المنامة شاهدوا السينما للمرة الأولى في العام 1922 |
صفحات خاصة
|
إن الثقافة في البحرين رافد من روافد الثقافة العربية، فقد امتزج فيها العديد من معارف الأقوام والأجناس والديانات واللغات والفنون والآداب التي مرت بهذا المعبر الدولي وتفاعلت معه سلباً وإيجابا، فهي تراكم خبرات ومزيج ثقافات عديدة ونتاج جهود ذاتية وجماعية . وهي ثقافة بالغة الحيوية، سريعة التطور ولديها قابلية خاصة للانتقاء والأخذ والعطاء. في عام 2291 أحضر محمود الساعاتي جهازاً لعرض الأفلام السينمائية وبدأ عرض الأفلام منه في كوخ يقع على ساحل البحر غرب موقع مبنى محاكم البحرين حيث البحر يصل الى تلك المنطقة قبل ردمه لسنوات، وكان الطواشون والأهالي هم زبائن هذه السينما، حيث كانوا يترددون على مقاهي الساحل في انتظار عودة سفن الغوص وبلغ سعر تذكرة مشاهدة العرض السينمائي آنتين فقط (أي يساوي ثمن الروبية التى تساوي 61 آنة). 7391افتتاح أول سينما في البحرين في هذا العام اشترك كل من عبدالله الزائد والشيخ علي بن عيسى آل خليفة وحسين يتيم في تأسيس أول دار سينما في البحرين بالمنامة وسميت (مسرح البحرين) وكان موقعها موقع سينما الحمراء حالياً وكان فيلم الافتتاح هو فيلم (وداد) من بطولة أم كلثوم، وسميت السينما فيما بعد (سينما الوطني) أو (سينما الوطنية). 0891 تأسيس نادي البحرين للسينما تأسس عام 0891، يسعى النادي إلى تثبيت دعائم وعي سينمائي متقدم في البحرين، ويحاول مواكبة جديد السينما الحديثة على المستويين العربي والدولي... إن غوصا سريعا في سينما الخليج العربي منذ بداياتها في ثلاثينات القرن المنصرم وحتى الآن تكشف لنا أن مجمل ما أنتج من سينما راوح بين الفردية والتمويل الذاتي في ظل غياب الدعم الحكومي. فتاريخ عجلة هذه السينما المتعثرة يمكن تلخيصه في بعض الصفحات ودزينة من الأسماء والأفلام والقليل من الأحداث والتطورات، وفي هذه الببلوغرافيا نحاول أن نخط تاريخ سينما الخليج قبل أن نحلل هذه السينما ونضعها في سياقها الصحيح. في البحرين كانت المحاولات الأولى للإنتاج السينمائي مع شركة الصقر للسينما، ويُعتبر مؤسسها خليفة شاهين أحد الرواد الأوائل لإنتاج أعمال تسجيلية قصيرة. أفلام تسجيلية قصيرة وفي الفترة (1691-1791) اهتمت ‘’شركة البحرين للنفط’’ بإنتاج عدد من الأفلام التسجيلية القصيرة. في منتصف السبعينات، صور وأخرج إبراهيم الجناحي الفيلم الروائي القصير الأول بعنوان ‘’الأحدب’’. وفي عام 0991، قدّم بسام الذوادي أول فيلم بحريني روائي طويل ‘’الحاجز’’، وفي عام 3002 أنجز بنظام الديجيتال فيلمه الروائي الثاني ‘’زائر’’ باكورة إنتاج ‘’شركة البحرين للسينما’’، مع عدد من الجهات الرسمية والأهلية، من بينها وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون. مبادرات فردية لانجاز الأفلام منذ تلك الفترة وحتى اليوم لم تهدأ المُبادرات الفردية لإنجاز أفلام قصيرة وروائية طويلة، وتسجيلية، وبفضلها تعرف الجمهور المحلي والعربي على أفلام أنجزها سينمائيون خليجيون عانوا مما يُسمى ‘’استقلالية’’، ولم يتوقفوا يوما عن حث الإدارات الحكومية ورؤوس الأموال الخاصة على ضرورة الاهتمام الحقيقي بالإنتاج وتأسيس صناعة سينمائية. ومن دراسة تاريخ السينما في المنطقة يتأكد أن الفردية والتمويل الذاتي وغياب الدعم الحكومي، كانت من أهم الأسباب التي أبطأت عجلة السينما وجعلتها متعثرة إلى الدرجة التي يمكن تلخيص تاريخها في بعض الصفحات ودزينة من الأسماء والأفلام والقليل من الأحداث والتطورات عموما، تتوزع مصادر التمويل الحالية للسينما في دول الخليج ما بين: التمويل الذاتي - الأفلام الطلابية - الإدارات المحلية، والوزارات - قنوات التلفزيون - الشركات الخاصة. وإذا عرفنا أن السينما المُستقلة بالولايات المتحدة في فترة الستينات، ظهرت مترافقة مع (سينما الأندر غراوند)، وفي نهاية الثمانينات وبداية التسعينات تحول مفهومها ليشمل الأفلام التي تمردت على سيطرة الاستوديوهات الكبيرة، وأنجزت بموزانات قليلة، وحققت أرباحا معقولة ونجاحات جماهيرية، وتضافرت تلك الاستقلالية مع تحرير اللغة السينمائية من القوالب المُتكررة التي فرضتها السينما الهوليودية. وإذا أدركنا أن تاريخ السينما في الولايات المتحدة وكل سينما مُتطورة سجل تطورات نوعية وكمية كثيرة للمفاهيم الإنتاجية والجمالية.. فإنني أتحاشى الحديث عن سينما مستقلة في دول الخليج وحتى في السينما العربية نفسها. كيف يمكن ظهور ‘’سينما مستقلة’’؟ كيف يمكن ظهور ‘’سينما مستقلة’’ في منطقة جغرافية افتقدت تماما إلى أولويات الصناعة السينمائية، ولم تكن في أي لحظة من تاريخها ‘’القصير’’ مرتبطة بأي نمط إنتاجي؟. إن العمل الفردي والتمويل الذاتي لمُتحمسين ومغامرين نشاط عرفه تاريخ السينما في العالم، وكانت الانطلاقة الفعلية لبدايات السينما نفسها، منذ شرائط الأخوين لوميير، وميلييس، وبورتر، وحتى اليوم، تلك الفردية التي فرضها ‘’الأمر الواقع’’ بعيدة تماما عن الأسباب التي انطلقت من أجلها السينما المستقلة، وعلى العكس إن التطورات القليلة التي عاشتها السينما في الدول الخليجية تظهر جهودا متواصلة لاستقطاب التمويل الحكومي والخاص الذي استثمر كثيرا من المال لصالح القنوات التلفزيونية وأهمل تماما السينما المحلية، وكأنه لم يؤمن بجدواها أو اعتقد أن الانتاجات التلفزيونية تُعوض عن الأفلام المُوجهة للصالات السينمائية. جدوى الجانب الإعلامي والاقتصادي لقد تركزت حسابات الحكومات ورؤوس الأموال على جدوى الجانب الإعلامي والاقتصادي، وأهملت الجانب الثقافي والحضاري والتربوي الذي توفره السينما العاجزة حاليا عن تحقيق الأرباح السريعة، ولهذا فقد اهتمت رؤوس الأموال بالمنتجات التلفزيونية بعد أن فهم أصحابها إمكان إنتاج برامج ومسلسلات بكاملها اعتمادا على المداخيل الإعلانية والبيع السريع لمحطات أخرى؛ الأمر الذي تتجنبه السينما تماما وهي غير قادرة على تحقيقه. هل نقول إذن إن السينمائيين في الخليج يريدون التخلي عن ‘’استقلاليتهم المُفترضة’’ للتوجه نحو مصادر تمويل أخرى؟. الحقيقة، لم يكن هؤلاء مستقلين أبدا، وأوضاعهم السابقة والحالية كانت ولاتزال مصدر عجز لهم ولماضي السينما في بلادهم وحاضرها. لقد عانى السينمائيون في الخليج من مشكلة انفرادهم بالعمل السينمائي ولم يعانوا من سيطرة جهات تمويلية ما على المشهد السينمائي، وكانت المشكلة بالتحديد في غياب تلك الجهات. لم تعرف دول الخليج مؤسسة عامة للسينما كما في سوريا، أو مركزا قوميا كما في مصر، أو مركزا وطنيا كما في المغرب، كي يستقل المخرجون والمنتجون عن هذه أو ذاك، وهي مؤسسات حكومية لصالح السينما أينما وُجدت، ومن الحماقة إغفال دورها في دعم السينما الوطنية. من جهة أخرى، لم تسيطر في يوم ما أي شركة إنتاج عملاقة على السوق السينمائية في الخليج كي يتمرد المخرجون عليها ويبحثوا عن وسائل بديلة للإنتاج والتوزيع. لقد توجهت الطاقات والجهود لإنجاز أفلام مع أي جهة كانت حكومية أو خاصة فقيرة أو ثرية، وقد نجح البعض مؤخرا وفشل الكثير في استقطاب الانتباه بشأن مشروعاتهم الخاصة. وفي السنوات الخمس الأخيرة بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل في المشهد السينمائي الخليجي، ولم يفعل السينمائيون الخليجيون غير الاستفادة من ثورة تقنية غيرت مفاهيم وتقاليد العمل السينمائي التقليدي وحتى جماليات اللغة السينمائية والسمعية/البصرية، وساهمت بتسهيل العملية الإنتاجية وتقليص موازنتها وأعادت بعض السينمائيين إلى المشهد السينمائي المحلي والعربي، وساعدت على ظهور أعداد أخرى أكبر مما كنا نتوقع، هذه الكاميرات الصغيرة وأنظمة المونتاج الرقمية المُتطورة هي التي انتشلت الجميع من النسيان والغياب.. والصدأ ومنحتهم إمكان تمويل أفلامهم والعمل في مجموعات صغيرة. الوقت البحرينية في 17 مارس 2007
|