سينماتك

 

محمد الاحمد مدير مهرجان دمشق السينمائي:

نستعد لـ تدويل المهرجان في دورته القادمة والمؤسسة مقبلة علي انشطة انتاجية وتقنية كبيرة

دمشق القدس العربي ـ من أنور بدر

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

المؤسسة العامة للسينما ظاهرة فريدة في حياتنا الثقافية، فهي ومنذ التأميمات في ستينات القرن الماضي، ذهبت بعيداً في احتكار الفن السابع، بدءاً من استيراد الأفلام وتوزيعها الي الاشراف علي الصالات، ومن اقامة التظاهرات السينمائية وصولاً الي مهرجان دمشق السينمائي، ومن احتكار الانتاج الي طباعة الكتب الخاصة بهذا الفن ونشر الثقافة السينمائية.

ومع أن هذا الاحتكار ساهم بتدمير السينما في سورية من حيث ابتعاد القطاع الخاص عن الانتاج، وعن ترميم الصالات، وصولاً الي غياب الطقس السينمائي عن حياتنا اليومية وعن علاقاتنا الثقافية، الا أنه يحسب لهذه المؤسسة أنها استطاعت بامكانيات ضئيلة جداً أن تنتج أفلاماً متميزة، وأن تحافظ علي الحضور السوري في المهرجانات العالمية، وأن تقتنص جوائز هامة، وأن تتابع دورات مهرجان دمشق السينمائي.

ومع مجيء الأستاذ محمد الأحمد في بداية عام 2001 لادارة المؤسسة العامة للسينما، كان الهاجس الأساسي لالغاء الصفة الاحتكارية لهذه المؤسسة، بدءاً من قرار الغاء احتكار الاستيراد والتوزيع، الي قرار تشجيع القطاع الخاص علي ترميم صالات العرض وبناء صالات جديدة، الي تشجيع ذلك القطاع علي خوض تجربة الانتاج السينمائي مستقلاً أو بالتشارك مع المؤسسة، والأستاذ محمد الأحمد بتواضعه لا يدعي أنه استطاع اخراج زير السينما السورية من بئر أزمتها المزمن منذ عقود، لكنه حاول وما زال تحريك الحالة السينمائية في سورية، فالعام المنصرم عرضت المؤسسة العامة للسينما 128 فيلماً متميزاً ضمن خمس تظاهرات سينمائية، هي مهرجان الأفلام التركية، أسبوع الفيلم الأوروبي، مهرجان العيد العالمي للسينما، علي بساط السينما ـ الخيال والشجن، وأخيراً شاشة بيضاء وأفلام كأنها الأحلام، كذلك تطبع المؤسسة سنوياً ما ينوف عن عشرة كتب متخصصة ضمن سلسلة الفن السابع، لكن المعركة الرئيسية لهذا العام تكمن في تدويل مهرجان دمشق السينمائي.

القدس العربي التقت السيد الأحمد في مكتبه ضمن المؤسسة العامة للسينما وكان لنا هذا الحوار الصريح والمتفائل:

·         هذا العام وعدتنا أن يكون مهرجان دمشق السينمائي سنوياً ودولياً؟

كوننا نطمح الي تدويل المهرجان من خلال دخول الاتحاد الدولي للمنتجين السينمائيين، فهذا يعني بالضرورة أن يصبح المهرجان سنوياً، وأن يصبح عشرة أيام بدلاً من ثمانية، وأن تتوافر فيه خمس أو ست صالات بالحد الأدني مجهزة بأجهزة عرض دولبي وديجيتال وD.T.S وأن تتم الاستضافة في فندق خمس نجوم، وأن يتم الاشراف من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين علي كل ذلك ، وصولاً الي الطعام، ومراقبة كاتالوغ المهرجان والمطبوعات وتنظيم العروض، اضافة لتأمين صحي لجميع الوفود والضيوف المشاركين في المهرجانات.

وأستطيع القول من خلال تواجدي في العديد من المهرجانات الدولية ومن خلال ملاحظات الوفود المشاركة، أن مهرجان دمشق الدولي يتمتع بمصداقية، من خلال انتظام العروض، اصدار الكتب، سوية الأفلام المشاركة، لجنة التحكيم التي تتوافر فيها أسماء دولية، لكن ما نطمح اليه حقيقة هو المزيد من الصالات الجيدة، واعتقد أن مدينة دمشق تستوعب أكثر من ثلاثين صالة سينمائية، وهي جديرة بصالات جيدة وأفضل مما هو متوفر.

·         قبل الحديث عن الصالات أرجو أن نضع القاريء بصورة الاجتماع الأول للجنة التنظيمية للمهرجان؟

مبدئياً اجتمعت اللجنة التنظيمية لمهرجان دمشق قبل ثلاثة أسابيع برئاسة السيد وزير الثقافة، والذي أقر كل اشتراطات تدويل المهرجان، الذي حدد موعد افتتاحه في 1/11/2007، وأن يكون عدد الضيوف بين (250 الي 300) مدعو، كما أقر التوصيات المقدمة فيما يخص شعار المهرجان والتظاهرات المتنوعة فيه:

1 ـ المسابقة الرسمية للفيلم الطويل.

2 ـ المسابقة الرسمية للفيلم القصير.

3 ـ احياء تظاهرة للمخرج السوري العالمي مصطفي العقاد.

4 ـ تكريم سينما دريد لحام ونهاد قلعي.

5 ـ تظاهرة السينما التسجيلية السورية.

6 ـ ذاكرة السينما العالمية الدرر الثمينة .

7 ـ تظاهرة مقهي القارات الخمس.

8 ـ تظاهرة سينما الأطفال والمرأة.

9 ـ تظاهرة تقام لأول مرة في العالم العربي احتفاء بالمخرج السويدي انغمار بريغمان.

10 ـ تظاهرة خاصة بالمخرج أندريه تراكوفسكي تحية الي استديو موسي فيلم.

11 ـ الاحتفال بأفلام المؤسسة المصرية للسينما.

12 ـ نماذج من السينما الفرنسية الجديدة.

13 ـ اضافة لسوق الفيلم الدولي.

كما ستوزع المؤسسة (25) كتاباً من سلسلة الفن السابع علي ضيوف المهرجان. بالاضافة لاقرار جوائز المهرجان وما يتعلق بالاعلام والاعلان، وهذه أهم العناصر والملامح التي أرسيت.

·         تحدثت عن تظاهرات خاصة بالسينما السورية، فماذا عن جديد الأفلام السورية؟

كما تعلم نحن نهيئ الآن لدمشق عاصمة الثقافة العربية، وضمن هذه الاحتفالية نعمل علي أن تكون هناك مجموعة من الأفلام السورية المتميزة، وقمنا في هذا الصدد بانتاج فيلم الهوية من اخراج غسان شميط، خارج التغطية لعبد اللطيف عبد الحميد، حسيبة لريمون بطرس، عن رواية خيري الذهبي، سبع دقائق علي منتصف الليل عن رواية حسن م. يوسف، فيما يهيئ الآن ماهر كدو لتصوير فيلم دمشق يا بسمة الحزن عن رواية ألفة الادلبي وقد أعد السيناريو محمود عبد الواحد، وسيكون لدينا فيلم آخر لعبد اللطيف عبد الحميد أيضاً بعنوان أيام الضجر ، كما سنبحث مع الدكتورة حنان قصاب حسن خلال الأيام القادمة مشروعا لانجاز ثلاثة أفلام معروضة علينا، الأول باسم موزاييك عن رواية فواز حداد، وقد أبدي المخرج حاتم علي الرغبة في تحويلها الي السينما، كذلك فيلم الشراع والعاصفة عن رواية لحنا مينة وقد أبدي المخرج غسان شميط رغبته في العمل عليها، كما يُجري الآن الكاتب وفيق يوسف اعداداً لرواية غابرييل غارسيا ماركيز الحب في زمن الكوليرا وهي رواية تمثل حالة لطيفة وتنطبق علي كل المجتمعات الانسانية، واذا تمت الموافقة علي السيناريو فسوف تقوم المؤسسة العامة للسينما بانتاجه.

لكننا ضمن المهرجان لن نشارك سوي بفيلمين فقط في مسابقة الأفلام الطويلة، اضافة لمجموعة من الأفلام القصيرة.

وفي هذه المناسبة نؤكد أننا حققنا توجهاً نحو الرواية السورية بشكل خاص، كما اعتمدنا تقنية الديجيتال التي وعدنا بها في نهاية المهرجان الماضي، وقد صورنا فيها فيلمين حتي الآن، وهما حسيبة و سبع دقائق الي منتصف الليل ، كما أن ماهر كدو سيصور فيلمه القادم دمشق يا بسمة الحزن بهذه الطريقة، وهي تقنية توفر الكثير من تكاليف الانتاج، وتتيح لنا تصوير فيلمين مثلاً بتكلفة فيلم واحد، مما يسمح لنا باعطاء المزيد من الفرص لمخرجينا.

·         وماذا بشأن التعاون الانتاجي مع القطاع الخاص؟

هناك تعاون يجري الاعداد له بخطوات حثيثة مع سورية الدولية للانتاج الفني التي رغبت أن تنتج معنا فيلم موزاييك لحاتم علي، ولدينا أيضاً مشروع مشترك لفيلم رسوم متحركة بعنوان رحلة اليمام الماسي وهو نص لطيف، وسيكون أكثر تطوراً علي الصعيد الاخراجي والتقني لأن الشركة التي سننتج الفيلم معها استوردت أجهزة ومعدات حديثة فيما يتعلق بتقنيات الفريدي أو البعد الثالث.

طبعاً أنا أطمح الي مزيد من التعاون مع شركات القطاع الخاص، وقد تلقينا رغبة من شركة لين والصديق نبيل طعمة للتعاون في مشروع لانتاج عشرة أفلام بطريقة الديجيتال منخفضة التكاليف.

وأنا مؤمن بأنه لا بد من تضافر جميع الجهود لانتاج سينما وطنية، فالمؤسسة العامة ليست قادرة لوحدها، ولا يوجد في كل العالم مؤسسة واحدة مطلوب منها أن تطبع الكتب، وتنظم المهرجان، وتنتج أفلاما طويلة وقصيرة، وأن تقيم تظاهرات سينمائية، وأن تدعم السينمائيين الشباب... هذا المشروع السينمائي العريض لا تستطيع المؤسسة لوحدها النهوض به، نحن نقدم مساهمات هنا وهناك...

·         سبق وتحدثت عن مشروع مشترك مع التلفزيون السوري لانتاج أفلام تلفزيونية؟

هذا المشروع بدأته حقيقة مع الأستاذ معن حيدر مدير الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون، أسوة بما هو موجود في أوروبا، حيث تلحظ علي التترات الأولي أو النهائية لأغلب الأفلام الأوروبية وجود مجموعة من الأقنية والمحطات التلفزيونية المساهمة في الانتاج. وقد شرعنا بترتيب هذا الموضوع مع الأستاذ معن حيدر ودرسنا ميزانية فيلم بعنوان مطيعة سيخرجه ثائر موسي، لكن المشروع توقف فجأة مع تغيير ادارة الهيئة العامة للتلفزيون.

وقد بحثت مؤخراً هذه المسألة مع السيد وزير الاعلام، ووجدت لديه الحماس لاعادة احياء هذا المشروع، وآمل أن ننجح قريباً في تنفيذه بالتعاون مع المدير الجديد للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الأستاذ ماجد حليمة، ضمن مشروعه لتطوير الاعلام السوري، فهذا الرجل تربطني به صداقة قديمة، واعتقد أنه يتمتع بخبرة كافية لتطوير الاعلام.

من جهتنا نعلن أن معامل المؤسسة الآن تحتوي علي أحدث الأجهزة العالمية في صناعة السينما، وقد ركّبنا مؤخراً معدات جديدة، ولدينا آلة نفخ من ديجيتال الي 35 ملم ستكون جاهزة قريباً، وهي أول آلة من نوعها في العالم العربي، اذ كنا نرسل أفلام الديجيتال من كل الوطن العربي الي الهند أو بلجيكا أو اليونان أو فرنسا.

هذه الآلة لُحظت في الخطة الاستثمارية لعام 2006، وستصل في النصف الأخير من هذا العام، علي أن تكون جاهزة مع الكادر الفني المؤهل في بداية العام القادم، وهي ستعني ضغطاً في النفقات وزيادة في الانتاج.

القدس العربي في 15 مارس 2007

 

محمد الأحمد يرد على محمد ملص...

من الإجحاف تحميل مؤسسة حكومية عبء النهوض بواقع سينمائي بأكمله

دمشق – ابراهيم حاج عبدي 

بعد أن نشرت «الحياة» حواراً مع المخرج السينمائي السوري محمد ملص (9/3/2007) انتقد فيه واقع السينما السورية، والمؤسسة العامة للسينما وإدارتها، اتصل المدير العام للمؤسسة الناقد محمد الأحمد بـ «الحياة» معرباً عن رغبته في الرد وتوضيح بعض الملابسات وفقاً لمبدأ «الرأي والرأي الآخر».

لا يلمس المحاور في حديث محمد الأحمد أي بعد شخصي، وهو على رغم المرارة التي طغت على كلام آثر الابتعاد من الانفعال، وراح يروي التفاصيل التي يعرفها حول المشكلة القائمة بين ملص والكاتب خالد خليفة في شأن سيناتور فيلم «باب المقام»، ويدافع عن موقعه كمسؤول سينمائي. هنا مقتطفات من الحوار/ الرد:

·         ما هي الرواية التي تملكها حول سيناتور «باب المقام»، وكيف تبرر المؤسسة تدخلك في الموضوع؟

- معروف عني أنني لا أميل إلى السجالات أو الخصومات، لكن عندما نتعرض إلى تهم غير دقيقة فلا بد من التوضيح. فيما يخص محمد ملص أؤكد أولاً بأنه لا يوجد أي موقف شخصي تجاهه، والمؤسسة تدخلت من منطلق مؤسساتي واحترافي على عكس ما يعتقد. تلقينا طلباً رسمياً من الكاتب خالد خليفة يطلب فيه أن نتدخل لتحصيل حقه المعنوي بعد أن علم أن «باب المقام» حصل على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فالنسيا – إسبانيا سنة 2005 ويستند في هذا الطلب إلى أن المؤسسة هي الجهة التي اعتمدت النص ووافقت على تصويره، وكان عليّ – عندئذ - أن أقول الحقيقة.

والآن أكرر: بالفعل وردني سيناريو «باب المقام»، بداية، ليتم قراءته وإبداء الرأي فيه بحكم الصداقة التي كانت تربطني مع المخرج محمد ملص، وكان السيناريو يحمل فعلاً اسم خليفة فقط. لاحقاً عندما قدم السيناريو، رسمياً، إلى لجنة القراءة المتخصصة، كان يحمل اسم خليفة وملص وفي ما بعد علمت أن اسم المنتج التونسي أحمد عطية قد أضيف إلى كتابة السيناريو، وعندها بدأت المشكلات وتفاقمت، اذ اكتشف خليفة أن النسخة الفرنسية فازت بجائزة أفضل سيناريو ولم يكن اسمه موجوداً ضمن العناوين كمشارك في كتابة السيناريو كما هي الحال في النسخة العربية.

نحن إذاً، إزاء حالة اعتداء واضح على حق معنوي، ولو رفضنا التدخل لكان بإمكان خليفة أن يطلبني إلى المحكمة التي كانت ستجعلني أقسم لقول كلمة الحق. هذه حادثة تعود بنا إلى حوادث مماثلة، فقد اعتاد محمد ملص أن يفتعل مشكلة في كل فيلم أنجزه، ففي «أحلام المدينة» كان سمير ذكرى مشاركاً معه في كتابة السيناريو لكنه أراد أن يعتدي على حقه المعنوي. وفي فيلم «الليل» كان حسن سامي اليوسف يعمل معه كمستشار درامي، وأنا أعلم حجم المساعدة التي قدمها لملص الذي قال له لاحقاً بكل برود: «إن حجم مساعدتك لا يؤهلك لأن تكون مستشاراً درامياً!». وفي مرة ثالثة جاء ملص إلى المؤسسة، وأراد أن يطبع نص سيناريو فيلم «الليل» ضمن سلسلة الفن السابع، لكنه حذف اسم أسامة محمد، فقلت له: «إن اسم أسامة موجود في تيترات الفيلم وأفيشاته، كمشارك في كتابة السيناريو، فكيف تحذفه؟». وحين أصر على رأيه رفضت طبع الكتاب، فقام بطبعه في مطبعة خاصة من دون اسم أسامة! وكذلك افتعل مشاكل في مصر مع الراحل رضوان الكاشف وسيد سعيد وسواهما لن أخوض فيها، لكني أؤكد أن تدخل المؤسسة كان تدخلاً مشروعاً، خصوصاً ان هذه الواقعة لها خصوصية، وهي تشكل سابقة لا أعتقد بأنها حدثت لا في السينما السورية ولا العربية ولا العالمية.

الحياة اللندنية في 16 مارس 2007