سينماتك

 

أفلام الصالات المحلية..

ترصد المعاناة والألم في أكثر من بقعة ساخنة بالعالم

عمان - ناجح حسن

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

ارتفعت حرارة السوق السينمائية للصالات المحلية لدى جلب الموزعين لأحدث الأعمال التي صورت بالعالم وصادفت نجاحات عديدة في المهرجانات والمواسم السينمائية الشهيرة .

ففي واحدة من المرات النادرة اخذ المشاهد المحلي يعثر على ضالته من الأفلام المختلفة والمغايرة للسائد.

ولئن كانت مثل تلك الأفلام محدودة العدد فإنها استطاعت أن تستقطب جمهورا نخبويا بحيث تواصلت عروضها لأسابيع متواصلة ولاقت اهتماما شديدا لانطوائها على لغة سينمائية وفكرية متميزة .

فعلى سبيل المثال جاء عرض الفيلم البريطاني  الطريق إلى غوانتينامو الذي يمزج بين التسجيلية والروائية في تتبع متين وأصيل لحالات من الشباب البريطاني الذين قادهم حظهم السيئ في رحلة إلى مسقط رأسهم بباكستان وهناك وجدوا أنفسهم في حرارة الأجواء التي صاحبت الحرب على الإرهاب والتي قادتها الولايات المتحدة على أفغانستان قبل أن تتنبه لهم المنظمات الإنسانية الدولية وتكشف براءتهم بعد رحلة طويلة من الآلام والمعاناة كان الفيلم قد حاز على شهرة مدوية لدى عرضه العام 2006 في مهرجان برلين السينمائي الذي استقبل فيه بحفاوة وقطف مخرجه عنه جائزة رفيعة .

على نحو آخر ومن أجواء الإرهاب التي تعصف بالعالم يسرد الفيلم الاميركي  بابل  الذي صور في أربعة دول وينطق بأكثر من لغة قصة عميقة المغزى والإيحاءات وتنسجم مع مفاهيم العولمة الآخذة بالانتشار في تلك التفاصيل البسيطة من المجتمعات سواء المتقدمة منها أو النامية .

تجول كاميرا الفيلم في اليابان والمغرب والمكسيك إضافة إلى الولايات المتحدة من خلال رحلة سياحية لزوجين في المغرب كانا تركا طفلين بمعية مربية في موطنهما الأصلي حيث تتعرض الزوجة لإصابة جراء حادث عرضي لإطلاق النار من قبل فتى مغربي يرعى الغنم بصحبة شقيقه كان والده قد اشترى البندقية من قبل صياد ياباني إبان زيارته للمغرب في وقت مضى.

يأخذ الفيلم في التقاط التفاصيل التي تحكم العلاقة التي تجمع بين تلك النماذج الاجتماعية على خلفية من الأحداث السياسية التي تعصف بالعالم رغم ذلك التباين الاقتصادي بين تلك البلدان فهناك نعثر على فتاة يابانية خرساء ابنة الصياد الياباني وهي تمضي مع رفقة من بنات جيلها بانتظار والدها ويجري القطع المتوازي مع إصابة المرأة الاميركية في بلدة مغربية فقيرة تعترض عملية إنقاذها إجراءات بيروقراطية في الاتصال مع السفارة الاميركية قبل أن تأتي طائرة الهليكوبتر لإسعافها بعد أن كسرت حدة الرهبة والخوف من النساء البسطاء في تلك البلدة ومعالجتها بحسب ما ابتدعوه من موروثهم العلاجي القديم .

ويبلغ الفيلم ذروة أحداثه عندما تقرر المربية المكسيكية الأصل اصطحاب الطفلين في رحلة إلى المكسيك بسيارة شقيقها الأرعن من اجل حضور عرس احد اقاربها لكنها بالعودة تعترضهما دورية شرطة الحدود الاميركية التي تتعقب آثار المتسللين وتتهم بتهريب الطفلين .. وهكذا تستمر معاناة هذه النماذج البشرية في عالم المثقل بتبعات العنف والإرهاب وسلوكيات مجتمع العولمة الذي يفضح ويدين بقدر ما يوظف طاقات إبداعية بتنوع أساليب مبتكرة في عرض موضوعه الطافح بإحساس إنساني شاعري يغوص في ثقافات مغايرة لكنها تتطلع إلى تواصل رغم كل العقبات .

من القارة الإفريقية التي تسود فيها الكثير من نواحي الفقر والتسلط والفساد يجيء فيلم  الماسة الدموية  ويحكي عن حكاية ذلك الرجل الإفريقي الذي وجد نفسه بعيدا عن عائلته واسر ابنه الفتى الذي كان يعده لان يصبح طبيبا في حرب أهلية تشتد ضراوة بسبب البحث عن الألماس بغية تمويل الحرب الدائرة بين الفرقاء في أكثر من بلد إفريقي .

فرض الفيلم نفسه على المشهد السينمائي بأسلوبيته التي تعتمد التشويق والدراما ذات الإيقاع السريع واللاهث عبر قصة ذلك المغامر ليوناردو دي كابريو الباحث عن ماسة ثمينة يعلم إنها بحوزة ذلك الرجل الأفريقي الذي أخفاها في مكان ما إبان عمله الشاق والقسري كسجين لدى احد طرفي الحرب لكنه يدخل ضمن صفقة في البحث عن ابن الإفريقي في المعسكرات التي تقوم بتجنيد الفتيان والأطفال داخل مشاهد صادمة لدى تقديم أولئك الأطفال والفتيان في ارض المعركة بعد أن تم توجيههم وتغذيتهم بالأفكار التي تنادي بمعاداة الآخرين على نحو ما يشبه إجراء غسيل الدماغ.

يحسب للفيلم ذلك الالق والإبهار البديع في تقديمه أجواء القتال بسائر تفاصيله في إطار من المجاميع والمشاهد الملحمية حيث يبرز مخيمات اللاجئين في المناطق الحدودية المرتكزة على عناصر من جماليات الأداء والموسيقى والتصوير سواء بالألوان أو تلك المشاهدة المصورة فوتوغرافيا باللونين الأسود والأبيض وأيضا في كشفه الدقيق عن المخاطر التي يتعرض لها الصحفي في عمله بالمناطق المتوترة.. لكن الفخ الذي يسقط فيه العمل كانت في خاتمته القريبة من الميلودراما الزاعقة

الرأي الأردنية في 15 مارس 2007