«بصمة القلوب»... توثيقي من إنتاج جمعية التوعية
الوسط - منصورة عبدالأمير |
صفحات خاصة
|
بصمة القلوب ... هكذا جاء اسم الفيلم التوثيقي الذي قدمته جمعية التوعية الاسلامية لتتناول فيه بقليل من التفصيل ملامح مشروعها الذي أطلقته منذ العامين تحت اسم «لوحة الحسين للبصمات البشرية». وبحسب الفيلم فإن العام 1425 هجرية الموافق 2005 ميلادية، شهد انطلاقة سنة عشق أخرى لأهل البحرين المعروفين بحرصهم وتفانيهم في أحياء مراسم الحب الحسينية. انطلاقة العشق الجديدة تمثلت في ترجمة فكرة انطلقت في ذهن الكاتب جعفر حمزة إلى ما أطلق عليه بمشروع «لوحة الحسين للبصمات البشرية». هذه اللوحة التي اعتبرها القائمون على المشروع لوحة ولاء وحب للحسين، هي كما يقول حمزة «تترجم جزء بسيط من كلمات الحسين الكبرى» فكرة حمزة التي تبنتها جمعية التوعية، وعمل على تنفيذها فريق كبير توزع على جميع مناطق البحرين، تحولت لمشروع هو كما يؤكد صاحب الفكرة «الأكبر من بين المشروعات التي تبنتها الجمعية»، ويتضمن عمل لوحة مغطاة ببصمات بشرية، يؤكد العاملون عليها، انها الأكبر من نوعها في العالم، وهم لذلك يجرون اتصالاتهم المكثفة لتضمينها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية. يبدأ فيلم بصمة القلوب باستعراض لعدد من الممارسات والشعائر الحسينية المقامة في البحرين، بدءاً بمراسم العزاء، وصولاً لحملات التبرع بالدم، والمرسم الحسيني إذ «الفن مركب يبحر فيه العاشقون لتصل رسالة عشقهم لكل العالم... وهل الدين إلا الحب»، انتهاء بلوحة البصمات البشرية. يبلغ طول اللوحة اكثر من 31 متراً بينما يصل عرضها إلى 23 متراً وهي أكبر لوحة تتضمن بصمات بشرية في العالم وقد توزعت البصمات الحمراء والسوداء في داخل وحول عبارة «لبيك يا حسين»، التي كتبها الخطاط عادل الشهابي، بحيث تكون البصمات الحمراء بالداخل والسوداء محيطة بها. تجاوب الجمهور مع لوحة البصمات فاق التوقعات إذ توافد الناس لطبع بصماتهم، منذ يوم تدشين المشروع في جامع الدراز بعد إنتهاء صلاة الجماعة بإمامة الشيخ عيسى قاسم. وبحسب الفيلم فإن «أول من بصموا على اللوحة هم المصلون، الذين جاءوا وكأنهم يلبون نداء الحسين حين استغاث لا لضعف فيه بل ليستغيث بكل صاحب إنسانية ضد الظلم والطغيان». بعدها تمت تجزئة اللوحة «القماشية» وتوزيعها على مختلف مناطق البحرين، إذ كانت موجودة في 15 منطقة في البحرين في المآتم وفي مناطق تجمع مواكب العزاء وفي بعض المدارس الخاصة وفي مركز جمعية التوعية في المنامة. هكذا حملت اللوحة بصمات ما يزيد على 200 ألف تعود لمختلف زوار عاشوراء، من البحرينيين ومن كثير من الجنسيات الأخرى يؤكد حمزة أن عددها يصل إلى 17 جنسية، وكما يفيد حمزة فقد «وصلت اللوحة منذ أيام إلى حضرة الإمام الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة، محمولة في صندوق خشبي مزخرف ومعطر، ناقلة رسالة حب وولاء من أهالي البحرين للحسين وللمبادئ التي ثار من أجلها». مشروع اللوحة، التي سلمها وفد من جمعية التوعية الاسلامية، لم يكتمل بعد «فنحن نعمل على آخر جزئية وهي تسجيل اللوحة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر لوحة تضم بصمات بشرية في العالم، بعد أن كان هذا اللقب خاصا بلوحة بصم عليها عشرات من طلبة المدارس الثانوية في ألمانيا، لكن عدد بصماتها لا يعادل 30 في المئة من ذلك الذي تحمله لوحة الحسين». ويضيف حمزة «نجري اتصالات مكثفة مع المسئولين لتضمين لوحتنا في الموسوعة، وقد قدمنا طلبا بهذا الشأن ولدينا رقم الطلب، ونحن الآن بصدد إكمال الاجراءات اللازمة، كإرسال سي دي يوضح تفاصيل المشروع، وقائمة بأسماء من تحمل اللوحة بصماتهم إضافة إلى التغطيات الصحافية التي تناولت المشروع». كذلك تضمن الفيلم بعض المقاطع المؤثرة لعدد من اللطميات الحسينية جاءت على لسان الرادودين مهدي سهوان وحسين الأكرف، لينتهي أخيراً بمقاطع شعرية معبرة كتبها عبدالزهراء المولاني قال فيها: ابصم بروحك بصمة تتكلم ما زال نحر السبط فينا يبصم ابصم بروحك للحسين فإنما في كل يوم منه يبصم مأتم ما زالت الأوداج منه ثرة تهب التحرر للشعوب وترسم هلا بصمت مع الحسين مهاجراً لله تخدمك السما والأنجم ابصم ولا تنظر لخلفك حاذراً فالخوف في درب الحسين محرم سجل حضورك بالدما فإنه هيهات أن تمحى الدما وتعدم يشار إلى أن الفيلم عرض أخيراً على هامش مسابقة أفلام من الإمارات، مسابقة الأفلام الشبابية القصيرة التي تقام في الفترة 7-13مارس/ آذار من كل عام، كما عرض مساء الجمعة الماضي الذي يصادف ليلة أربعينية الإمام الحسين (ع) على قناة الكوثر الفضائية. كذلك يشارك الفيلم في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية الذي يقام في الفترة 23-26 ابريل/ نيسان المقبل، كما ينتظر عرضه في عدد من القنوات الفضائية كقناتي المنار والفرات، ولايزال ينتظر ردودا من قنوات عالمية أخرى كقناتي الجزيرة الوثائقية، وقناة البي بي سي. الفيلم من انتاج شركة اسلام ميديا، وهو من فكرة وسيناريو جعفر حمزة الذي وضع رؤيته الاخراجية ايضا، بينما تولى اخراجه جعفر القدمي، وقرأ التعليق فيه علي عيسى. الوسط البحرينية في 15 مارس 2007
|