سينماتك

 

الزحف السورى على الدراما المصرية

هل حقق الفن مافشلت فيه السياسة؟

هبة عبد المجيد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

فيما يعد الفنان جمال سليمان أول وأكثر نجوم سوريا تحقيقا للنجاح والانتشار على خريطة الدراما المصرية، الا أن المخرج حاتم على الذى أسند له مؤخرا اخراج مسلسل "الملك فاروق" ليس أول مخرج سورى تفتح له الدراما المصرية ذراعيها، فلقد سبقه قبل عامين زميله هيثم حقي، وستتبعه أسماء أخرى، ولكن سيظل حاتم على أكثرهم اثارة للجدل حتى قبل خروج العمل للنور.

فهل يعنى هذا أن الزحف السورى نحو الدراما المصرية قادم لا محالة، ولن تتمكن أية أصوات معارضة من صد هجماته؟ أم أن الهجوم يتعلق بكون العمل يدور حول تاريخ مصر ومن ثم لا بد أن يقدم بأياد مصرية؟

هل مشاركة رؤوس أموال عربية "قناة الـ ان بى سي" فى انتاج العمل هى السبب وراء ترشيح حاتم، أم أن تميزه فى انتاج الأعمال التاريخية تحديدا مثل ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، التغريبة الفلسطينية، صقر قريش وغيرها من الأعمال التى منحت الدراما السورية موقع الصدارة على خريطة الدراما العربية هى السبب وراء تكليفه بتلك المهمة، والتى يرى البعض أنها تسحب البساط من تحت أقدام مخرجى الدراما المصرية؟

المؤكد أن هذا العمل فتح أبواب الجدل والهجوم مجددا حول مشاركة النجوم العرب عموما والسوريين على وجه الخصوص فى الأعمال الدرامية المصرية، خاصة بعدما رشح حاتم على الفنان السورى تيم الحسن لدور الملك فاروق فلماذا "تيم" تحديدا، وما مدى تأثير نجاحه على شكل الدراما المصرية فيما بعد....؟

الأسئلة كثيرة والسطور القادمة محاولة للاجابة عنها.

بين مؤيد ومعارض تسلم حاتم المهمة مستنكرا من الجميع تكرار السؤال حول ترشيحه لتيم، مشيرا الى أنه من الأجدى طرح سؤال: لماذا مخرج عربى لعمل درامى يتعلق بتاريخ مصر؟ مؤكدا أن الممثل مهما كان حجم موهبته فهو ينفذ العمل وفقا لما طلب منه، صحيح أنه تكون لديه عادة وجهة نظر خاصة فى طريقة تناوله للشخصية، الا أن العمل برمته يحمل وجهة نظر المخرج والتى قد تفتح باب الجدل بين التأييد أو الرفض، لهذا يرى حاتم أنه الأجدر بالهجوم فى حالة الخلاف على ما يطرحه العمل من رؤى.

المؤكد أيضا أن حاتم ومعه المؤلفة د. لميس جابر زوجة الفنان يحيى الفخراني، كانا قد عرضا بطولة المسلسل على عدة أسماء شبابية مثل "أحمد السقا ـ كريم عبد العزيز ـ أحمد عز" الا أنهم جميعا رفضوا العمل لأسباب كثيرة، يتعلق بعضها بخوفهم من الفشل خاصة أن مسلسلات السير الذاتية لم تعد تلقى نفس القبول من قبل الجمهور بدليل فشل مسلسلى السندريلا والعندليب آخر ما قدم فى هذا الاطار والذى يندرج تحته أيضا مسلسل الملك فاروق، فيما يرى البعض الآخر أن السبب فى رفضهم يرجع لارتباطهم بجهات انتاجية لا تسمح لهم بالتواجد على خريطة الدراما التليفزيونية خشية من تأثيره كوسيط اعلامى على السينما، بتعبير أدق يصبحون وجوها محروقة سينمائيا، بينما أكد البعض الآخر أن الرفض يتعلق بالخوف من الظهور فى مراحل عمرية متعددة، أو من كراهية الجمهور لهم نظرا لما تحمله شخصية الملك فاروق من ذكرى غير طيبة مازالت محفورة فى الذاكرة.

على كل حال كان قرار النجوم الثلاثة موفقا جدا، ولديهم كل الحق فى الرفض، فمن الصعب ان نتخيل أحمد عز مثلا فى دور الملك فاروق، والملاحظة تنطبق أيضا على زميليه كريم والسقا، والمؤكد الوحيد فى هذه القصة هو أن الدور ينادى صاحبه، بعيدا عن تحذيرات السوق التى تقول ان نجاح "تيم" قد يهدد الجميع فى مقتل خاصة السينما التى ستفتح له أبوابها اسوة بغيره من النجوم نظرا لما يتمتع به تيم من موهبة وكاريزما لا يمكن تجاهلها.

حاتم لا يرى وجوده مزعجا، أو بتعبير أدق مهددا لوضعية نجوم الاخراج فى الدراما المصرية، بعكس التمثيل الذى قد يثير الجدل والنقد، وهو ما يتفق عليه أيضا المخرج اسماعيل عبد الحافظ الذى أطلق صاروخ جمال سليمان العام الماضي، متحديا كل الأصوات التى راحت تهاجم اسناد دور صعيدى لممثل سوري، وحتى بعدما حقق سليمان نجاحا مذهلا الا أن ألسنة "العصبية" كما أسماها عبد الحافظ مازالت تهاجم وجوده.

وحافظ يرفض تقديم الفنان وفقا لجنسيته، مؤكدا أن الموهبة والكفاءة وحدهما فقط معيار التقييم والتميز أيضا، وهو ما يتفق عليه أيضا المخرج خالد بهجت مشيرا الى ان المسألة فى النهاية قسمة ونصيب، بدليل أن هذا العمل فشل فى الخروج للنور عدة سنوات، وكان مرشحا له النجم يحيى الفخرانى والذى بالطبع لم يعد صالحا للدور الآن، ما يؤكد أن "النصيب" هو الغالب فى النهاية وهو ما يجب أن يضعه الجميع فى مقدمة حساباتهم.

ما طرحه عبد الحافظ وخالد يتفق معه المخرج د. على الغزولى مؤكدا أن الزحف السورى لم ولن يهدد مكانة المخرج المصرى أو قدرته على المنافسة رغم حدتها، مشيرا الى ان الدراما نجحت فى توحيد وتجميع المواهب العربية للعمل تحت مظلتها وهو ما فشلت فيه السياسة.

العرب أنلاين في 14 مارس 2007