سينماتك

 

موضوعاتها جنس واغتصاب وفساد وفلسفة

"للكبار فقط" شعار أفلام مسابقة مهرجان سينما للأطفال

راشدة رجب

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

> مخرج الفيلم الليتواني«الولد والبحر» الذي يحوي مشاهد جنسية يقول في ندوة الفيلم: لم أتصور أبدا أن يعرض فيلمي للأطفال

> كيف تكون قصة فيلم «فاناجا» الهندي عن خادمة تغتصب فتحمل وترفض الإجهاض فتعاني بحثا عن مستقبل أفضل لطفلها ونقول إنه للأطفال؟ 

أفلام مهرجان القاهرة الدولي السابع عشر لسينما الأطفال (1-8 مارس) تثير الدهشة. فبدلا من مخاطبة الأطفال تتوجه الأفلام للكبار. فلا تصلح من ناحية المضمون لاستيعاب الأطفال، و لا تتناسب بعض مشاهدها مع أعمارهم و لو عرضت بعض هذه الأفلام تجاريا بمصر لوضعت كلمة "للكبار فقط" علي الأفيش!.

الولد والبحر

أحد هذه الأفلام هو "الولد والبحر" من ليتوانيا(روائي قصير_مسابقة). والفيلم رائع فنيا ومؤثر دراميا ولكن الفكرة وطريقة التناول لا تناسب عالم الأطفال، إذ لا يكفي أن يكون البطل طفلا حتي يمكن تقديم العمل لهم.

أبطال الفيلم الثلاثة هم طفل في السادسة من عمره وجده والبحر. حيث يصحب الطفل الجد الأعمي إلي البحر وتتوالي مشاهد اللعب والجري يتخللها حوار سريع بين الجد والولد يعبر فيه الجد عن حبه للطفل ويسأله هل تحبني فيجيب الطفل جاريا لا. وبينما يلعب الاثنان استغماية يختفي الجد فجأة وعبثا يحاول الطفل أن يصل إليه فينادي ويبحث ويصرخ "إني أحبك" لكن دون جدوي.

وينتهي الفيلم بالطفل يعد ويعد 1،2، 50 .. ولا يظهر الجد. والفيلم يحمل معاني عديدة ويترك المخرج نهايته مفتوحة. فقد يكون مجرد حلم لطفل يخشي وفاة جده ، أو يؤنبه ضميره علي عدم التعبير عن حبه لجده أثناء حياته إلخ.

وبينما يقدم الفيلم للأطفال، نري شاباً وشابة في الخلفية بملابس البحر في البداية يتعانقان ومع مرور الوقت ينزلان البحر ثم في مشهد جنسي أثناء بحث الطفل عن جده. والفيلم بذلك يحمل حساً فلسفياً متمثلا في تناقضات الموت والحياة وهي معان لا يدركها الأطفال.

وفي الندوة التي تلت الفيلم قال المخرج توماس دنيلو إنها المرة الأولي التي يعرض فيها الفيلم للأطفال ولم يأت في ذهني أنه مناسب لهم!.

فاناجا

ويحمل السؤال الذي تم توجيهه للمخرج الهندي راجنيش دومالبالي عن فيلمه"فاناجا"(روائي طويل _مسابقة) في الندوة التي تلت الفيلم نفس المعني: "في تصورك أن هذا الفيلم للأطفال؟".فيجيب "إنه فيلم عن الأطفال ليشاهده أطفال فوق 14 سنة!. فهي قصة مهمة عن الشجاعة إذ تقرر البطلة "فاناجا"15 عاما أن تترك البيت الذي تعمل به من أجل مستقبل أفضل".

ويتناول الفيلم المتميز ،والحائز علي جائزة أفضل عمل روائي أول في مهرجان برلين، قضايا عديدة منها الظلم ،وفساد السلطة،والفقر وعمالة الأطفال. وهي قضايا لا ترتبط بالهند وحدها بل بالكثير من دول العالم الثالث.

إذ تضطر "فاناجا" إلي العمل لمساعدة والدها الصياد الفقير ولكنها تشترط أن تعمل لدي سيدة غنية وذات نفوذ، ولديها في ذات الوقت فرقة موسيقية تستطيع الفتاة أن تتعلم عن طريقها الرقص كما كانت تحلم.

وتغتال السلطة والنفوذ براءة الخادمة الراقصة الصغيرة لتنهي مرحلة الطفولة وتبدأ مرحلة أخري من النضوج والألم. إذ يغتصب ابن السيدة لدي عودته من أمريكا "فاناجا" التي تهرب عندما تقرر السيدة إجهاضها. وتعود البطلة مع وليدها إلي منزل السيدة الثرية مرة أخري، ولكن تذهب جميع محاولاتها ووالدها لمعالجة الأمر هباء. وفي النهاية وبعد وفاة والدها تقرر أن تترك وليدها للأب والجدة وترحل بحثا عن مستقبل أفضل علي أمل أن يعود ابنها إليها يوما ما.

ورغم أن الفيلم لا يقدم مشاهد جنسية فجة إلا أن مضمونه لا يصلح مطلقا للأطفال. وإذا كان موجها لأطفال ما فوق 14 كما أكد المخرج ألا يصبح فيلما للكبار؟!

يوم مجنون

وإذا كانت "فاناجا" في الخامسة عشرة فإن "انجا" بطلة الفيلم البلغاري "يوم مجنون"(روائي طويل_مسابقة) أكبر قليلا.

والفيلم يتناول يوماً مشحوناً بالقلق والخوف في حياة هذه الشابة التي تعيش مع جدها في فيلا صغيرة تبعد قليلا عن المدينة. يبدأ اليوم بتحذير الطبيب لانجا من خطورة الحالة الصحية لجدها وضرورة تناوله لدواء مرتفع الثمن. وفي محاولة لعلاج الموقف تلجأ الفتاة التي تعمل فنانة تشكيلية إلي صديقها للاستدانة وتحاول الحصول علي مستحقاتها لدي محل لبيع الخزف.

ويوازي هذه الحالة من الصراع الداخلي حالة أخرة من الصراع الخارجي الصامت بين الفتاة التي تعاني من أجل إنقاذ الجد والأخير الذي لا يأبه بتعليماتها فيحتسي الخمر طوال فترة غيابها عن البيت ويزيد الأمور تعقيدا دون أن يدري أحيانا. حيث تفقد انجا تلميذها الذي تعلمه الرسم بسبب رسومات الجد الموحية التي تراها أم الطفل، فتخسر مصدراً من مصادر الرزق.

وتزداد حدة الصراع فتفقد الفتاة صديقها الذي لا تجده بجانبها وقت الشدة وتنهار. إلا أن الفيلم يحمل في نهايته رؤية مشرقة حيث تتعرف انجا علي صديق جديد مخلص وتكسب إحدي ورقات اليانصيب التي اشتراها الجد.

والفيلم مؤثر إلا أنه لا يناسب مطلقا الأطفال الذين يجب مراعاة أعمارهم في المهرجان القادم.

جريدة القاهرة في 13 مارس 2007