سينماتك

 

"كود 63"

ليس بالصدف وحدها تصنع الأفلام

هبة عبد المجيد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

لم يكن الاقتباس فى مجال السينما يوما شيئا مشينا، فذاكرة السينما مازالت تحتفظ بالعديد من الأفلام المقتبسة والمقدمة بمعالجات مختلفة، ولكن العيب كل العيب هو محاولات طمس هوية الاقتباس وتقديمه على أنه ابداع خاص، فيما كل التفاصيل تذكرك بالأصل، وهو ما وقع فيه صناع فيلم "كود 63" البطولة الثالثة لمصطفى شعبان والتى يتحمل فيها ليس فقط مسئولية الشباك، وانما مسئولية اختياره لسيناريو افتقد تماما للمنطق واعتمد قانون الصدفة على اعتبار أن الجمهور لا تشغله الحبكة الدرامية، ولا يهمه المنطق، فقط يكفى بعض "الأكشن" على قليل من الكوميديا فى اطار من الرومانسية، أما ماذا يقول الفيلم، رسالته التى يجتهد فى طرحها "بفرض وجودها" أو حتى منطق التسلية والذى يلجأ له البعض لتمرير أفلامهم، أو.. أو.. فكلها لا محل لها من الاعراب فى هذا الفيلم الذى كتبه نادر صلاح الدين فى ثانى لقاء يجمعه بشعبان بعد "فتح عينك" والذى كان أكثر احكاما فى أحداثه.

تدور الأحداث حول ضابط حراسات خاصة لعب دوره مصطفى شعبان يكلف بتأمين فتاة "جسدت دورها مايا نصري" تعيش بمفردها فى فيلا باحدى ضواحى القاهرة المنعزلة بعد تهديد حياتها من قبل منظمات ارهابية أو جهاز مخابرات دولة معادية "لم يحسم الفيلم أمر جهة الانتقام ودون أسباب، كما لم يوضح لماذا هرب عمها المستهدف الحقيقي؟!" الطريف أننا فى نهاية الفيلم نكتشف أن تأمين الفتاة كان مجرد ستار لتأمين لاجئ سياسى يسكن الى جوارها، وأن كل القصص التى ترددت حول عم الفتاة الهارب والمستهدف، لم تكن الا حكايات ملفقة كى تقبل الفتاة "وبالتبعية الجمهور" وجود طاقم الحراسة فى بيتها، رغم أن الفيلا التى يسكن بها اللاجئ السياسى تبعد عنها الى حد ما ومن ثم لن تستطيع فرقة الحراسة انقاذه اذا ما تعرض للخطر، ما يجعلنا نسأل عن سبب "حشر" قصة اللاجئ السياسى فى الموضوع،ولو تجاوزنا هذه القضية عمدا أو سهوا لافرق، فكيف يمكننا تجاوز جهل ضابط الامن بحقيقة مهمته خاصة وأنه يترأس الفريق وتقع على عاتقه مسئولية التأمين كما قدمه السيناريو، بينما نكتشف فى نهاية الفيلم أن زميله الآخر والأقل رتبة منه كان على علم بأبعاد المهمة، مما يضرب الفيلم فى مقتل، فمن غير المنطقى أن ضابطا يتولى مهمة لا يعرف حقيقتها بينما فريقه على دراية بها، الأغرب أن السيناريو لجأ لتلك السقطة كى يفتعل خصاما بين الضابط والفتاة سرعان ما يذوب بأغنية ونظرة عين قبل أن ينقذها فعلا من أيدى الارهابيين، ليقفز مجددا سؤالنا حول جدوى وجود هذا اللاجئ السياسى وهل حقا هو المستهدف أم تلك الفتاة، أم الضابط أم نحن؟

صحيح أن الغرض الرئيسى للفيلم كما ندرك جميعا "صناعه والجمهور" ليس الا قصة الحب "مساحة الرومانسية التى يبحث عنها جمهور الشباب الممول الحقيقى لتلك الأفلام"، مع الحرص على الأكشن بوصفه عامل الجذب الثانى للجمهور والتى لم تعد تخلو منه سينما هذه الأيام، بغض النظر عن منطقية الأحداث "حتى الأكشن نفسه" ولكن كان من الضرورى تقديم كل هذا فى اطار سينمائى محكم دراميا ومقبول منطقيا.

فى "كود 63" الجميع كان يعزف عزفا منفردا بعيدا عن الآخر وفى مقدمتهم المخرج مايسترو العمل "فرضا" والذى لم يشغله الا "التكنيك" أى بصمته الخاصة كمخرج، أما سد ثغرات السيناريو العديدة، أوضبط ايقاع ممثليه بما يتوافق و أدوارهم حيث التمثيل مسئولية صاحبه، "وبالأخص بطل الفيلم الذى لم يجتهد كثيرا فى وضع بصمته الخاصة كأفلامه السابقة، خاصة وأنه يلعب شخصية ضابط سبق وقدمها من قبل فى فيلم مافيا، مما كان يتحتم عليه كسر نمطية الأداء والتحليق به بعيدا".

مايا نصرى ظلمتها التجربة كثيرا سواء على مستوى التمثيل والذى كانت تأمل أن تعتمد من خلاله كممثلة، ولكنها خسرت على المستويين التمثيل والغناء، وهو ما لحق ببطل الفيلم الذى تراجع كثيرا.

العرب أنلاين في 12 مارس 2007