سينماتك

 

هيلين ميرين وفوريست وايتاكر:

ملكان على عرش السينما

فيكي حبيب

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

... وفي الدورة الـ 79 من حفلة الأوسكار تُوّج ملكان: هيلين ميرين وفوريست وايتاكر. هيلين ميرين تحت عباءة «الملكة» اليزابيث الثانية. وفوريست وايتاكر تحت عباءة «آخر ملوك اسكتلندا».

الملكة الأولى ملكة حقيقية من لحم ودم. والملك الثاني حقيقي... حتى ولو لم يتوجه أحد على عرش اسكتلندا، إنما سمح لنفسه من دون استئذان ان يصادر اللقب، هو الديكتاتور الاوغندي الراحل عيدي امين دادا.

وفي الحالين لم تكن النتيجة مفاجئة. لم تكن مفاجئة، لا لأن اللعب مع الملوك خطر، والأسلم كسب ودّهم، ومنحهم الجائزتين... لكن لأنهما استحقا كل على حدة جائزته. والدلائل أشارت سلفاً الى النتيجة: إشادات الجمهور والنقاد أولاً، ثم الجوائز التي تلت العروض الأولى... الجمهور الذي صفق طويلاً تقديراً للبطلين اللذين حملا الفيلمين على أكتافهما. والنقاد الذين لم يكفوا عن الإشادة بتمثيل بطلينا اللافت. من هنا نقرأ مثلاً في «شيكاغو صن تايمز» بقلم روجر ايبارت: «أداء هيلين ميرين كان مميزاً بالفعل. فالنجمة البريطانية لم تعتمد على إدخال أي جزء من شخصيتها كممثلة، بل حاولت نسج الشخصية الواقعية للملكة أمامنا على شاشات السينما». ونقرأ أيضاً نقاداً يثنون على دور وايتاكر، الى درجة قول بعضهم انه وصل الى القمة في التمثيل من خلال شخصية «آخر ملوك اسكتلندا». ما استدعى رداً سريعاً من بطلنا، إذ قال: «ما زلت صغير السن، وأمامي متسع من الوقت وسنوات مديدة للرقي بأدائي أكثر فأاكثر».

أما الجوائز فأمطرت البطلين منذ ظهور فيلميهما. من جائزة الغولدن غلوب، وجائزة النقاد الأميركيين، وجائزة «البافتا» (الأوسكار البريطانية)... الى درجة انه لم يعد يتسع المكان في غرفة جلوسهما، كما مازح بعض النقاد، الا لجائزة واحدة فقط، جائزة الأوسكار التي تليق بالملوك. فوريست وايتاكر الملك هنا للمرة الأولى. وهيلين ميرين التي اعتادت الحياة المخملية على الشاشة. عاشتها سابقاً في دور الملكة اليزابيث الأولى من خلال مسلسل تلفزيوني بعنوان «الملكة البتول». وعاشتها أيضاً تحت عباءة الملكة شارلوت من خلال فيلم «جنون الملك جورج»، وهو الدور الذي منحها جائزة مهرجان «كان» السينمائي الدولي عام 1984.

مشوار زاخر

وإذا كان المهرجان الذي يحسب له ألف حساب في عالم السينما، تنبّه باكراً الى تفوق هيلين ميرين، فهو تنبّه باكراً أيضاً الى موهبة فوريست وايتاكر حين منحه في العام 1988 جائزة أفضل ممثل عن دور موسيقي الجاز شارلي باركر في فيلم كلينت ايستوود «بيرد».

وهكذا توجت جائزة الأوسكار هيلين ميرين ملكة العام 2006 السينمائي، بعد سلسلة من النجاحات منذ بدايتها مع مايكل باول الى اليوم حيث عملت مع كبار النجوم في عالم السينما، مثل سيدني لوميت وشين بين وبيتر وير وبول شرايدر وجون بورمان. والواضح انه على رغم بلوغ ميرين الستين من عمرها، إلا أنها لن تتوقف عن تقديم الأفضل. وفي هذا السياق تقول لمجلة «سيني لايف»: «لا شك في ان حظي كبير. إذ على رغم تقدمي في السن، لا أزال أُمنح أدواراً يحلم بها كل فنان. وهي أدوار تسمح لي أن أجسد شخصيات لا تبتعد كثيراً مني في السن. فأنا لا يهمني ان العب دور سيدات اكثر شباباً مما انا عليه، بل على العكس لا بد للمرء من ان يقبل شيخوخته في الحياة كما في السينما».

ولا تخفي ميرين انها كانت مرعوبة من أداء دور الملكة اليزابيث الثانية وتقول: «مثّل هذا الدور تحدياً كبيراً بالنسبة إلي. كنت مرعوبة من النتيجة. إذ كان علي ان أشبه الملكة جسدياً. ليس فقط في طريقة سيرها وتصرفاتها لكن أيضاً في كل شاردة وواردة تتعلق بها، كي أحافظ على الهالة التي تحيطها، وطريقتها الفريدة بالتعبير، والتي لا تشبه طريقة أحد سواها». وتضيف:» إن اختلفنا معها أو اتفقنا، اليزابيث الثانية تبقى أيقونة ورمزاً معروفاً عالمياً. من هنا كنت أخشى أن أقدم كاريكاتوراً لها، من شأنه أن يقلل من هيبتها. وكما يعرف الجميع، للبريطانيين علاقات معقدة مع الملكية البريطانية وممثليها. وآراؤهم في هذا السياق متشعبة. من هنا كان الخطأ مرفوضاً، خصوصاً انني لم أكن أريد ان أحاكمها في أدائي للشخصية».

وإذا كانت هيلين ميرين ابتعدت من أي أحكام في أدائها شخصية الملكة، فإن فوريست وايتاكر أصدر حكماً على الديكتاتور الاوغندي بنيله جائزة افضل ممثل. إذ استطاع بطلنا ان يتقمص شخصية الديكتاتور في شكل لافت، ويحقق انتصاراً يضاف الى سجل الممثلين الأميركيين الأفارقة في هوليوود مع الأوسكار. هذا السجل الذي كانت أولى علاماته جائزة منحت لسيدني بواتييه. لكنها اعتبرت في حينه سياسية أكثر منها فنية، بل هوجم بواتييه يومها من جانب سود كثر رأوه شديد المسايرة للبيض. أما اليوم، فلم يكن للسياسة شأن في الجائزة التي توجت عمل وايتاكر، إنما كان الفن المحرك الأساس.

بعد حفلة التتويج الأحد الماضي، هل صار صعباً على بطلينا الابتعاد من أدوار الملوك؟ ربما، والدليل تصريح هيلين ميرين لصحيفة «صن» البريطانية حول رغبتها في تجسيد شخصية كاميلا دوقة كورنوول وقرينة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز لإعجابها بشخصيتها، بعدما «ارتبطت بشدة» بالأمير على رغم الانتقادات الكثيرة التي وجهت إليها. وإذا كانت ميرين تحرص على اختيار أدوار الملوك وتفلح فيها، فإن زميلها وايتاكر سيحرص لا شك ابتداء من اليوم على اختيار الدور الملك.

الحياة اللندنية في 2 مارس 2007