سينماتك

 

مهمة صعبة.. سيناريو صدفة!

هبة عبد المجيد

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

"مهمة صعبة" ليس فقط هو اسم الفيلم الذى عاد من خلاله الاعلامى طارق علام للسينما، ولكنه الحقيقة التى كان عليه وضعها فى الاعتبار وهو يقدم على تلك التجربة بعد فشل متكرر أكد للجميع انه وجه يخاصم الكاميرا تماما، و أن جماهيريته التى حققها على شاشة التليفزيون عبر برامج المسابقات والأعمال الخيرية التى وسعت من قاعدة جماهيريته، لم تشفع له، أو بتعبير أدق لن تعوض النقص فى الموهبة والذى لا مجال لتجاهله، تماما مثلما لا يمكننا غض البصر عما وقع فيه من تجاوزات فى السيناريو جعلته يفتقد للمنطق فى كثير من جوانبه رغم لجوئه لمناقشة قضية هامة مثل المبيدات المسرطنة والتى مازالت تشغل الرأى العام حتى الآن.

تدور أحداث الفيلم فى خطين متوازيين لا يلتقيان إلا فى نهاية الفيلم، مع أن أصغر مشاهد فى صالة العرض يمكنه توقع هذا ومن المشاهد الأولى التى تطل منها شخوص الفيلم، والتى أيضا تلتقى بعضها ببعض وفقا لقانون الصدفة الذى يحكم الكثير من الأمور فى صياغة الأحداث، فسامى أو طارق علام يدفع ثمن شهامته حينما يتدخل لانقاذ فتاة تتعرض للاغتصاب وأثناء محاولاته تلك تحدث جريمة قتل لا نعرف على وجه الدقة من المسئول عنها ولكنها تكون سببا فى اتهامه بارتكابها ودخوله للسجن، وهناك يلعب قانون الصدفة دوره، فالمحامى الذى يتولى الدفاع عنه ومحاولة اثبات براءته هو خطيب الطبيبة "نسمة" علا غانم، والتى تحاول التصدى لقضية فساد كبرى تكشف من خلالها أسماء المسئولين الذين استوردوا تلك المبيدات، ومرة أخرى يتم تفعيل قانون الصدفة فشوقى أو "مجدى كامل" هو أحد البلطجية الذين يعتمد عليهم "الكبار" فى تنفيذ خطط الفساد التى يضطرون لها لتسيير أمورهم، ونظرا للصداقة التى تنشأ بين شوقى وسامى ينضم الأخير للعصابة ويقبل العمل كبودى جارد، الا أنه ووفقا لقانون السينما التى يحب أن يتواجد طارق من خلالها، يرفض مواصلة طريق الفساد "رغم المعارك والجرائم التى مارسها فعليا" بل ويقرر التصدى له والانضمام لفريق علا غانم على أساس أن "مصر هى أمى ونيلها جوه دمي" و بالطبع ينتصر فريق الخير بعد معاناة شاقة يروح ضحيتها رفيق الكفاح "شوقي" بعدما أعلن توبته النصوح.

لم ينس الفيلم أن يزحم أحداثه بالكثير من الشعارات البراقة، والتى تطلبت بالطبع اداء مسرحيا فى كثير من الأحيان، اضافة للكثير من المطاردات والمغامرات والمعارك المتنوعة التى لم تخدم الدراما بقدر ما فضحت عجزها وقلة حيلتها عن تقديم صياغة محكمة لا تلجأ للصدفة كى تمرر الأحداث والشخوص الكثيرة والتى كان من الأجدر هدم وجودها أو على الأقل تحجيمها حتى لا تشتت المشاهد فى أحداث وملابسات لا تخدم بقدر ما تضر.

دائما ما يهتم طارق بطرح قضايا مهمة فى أفلامه، وبالطبع ليس هناك ما يعيب هذا الاختيار، ولكن العيب كل العيب هو تقديمها بشكل مسطح وساذج لمجرد الايهام بأنه فيلم "جاد" ومهم، فيفلت من الاتهامات بالسذاجة والتسطيح، فالدراما تختلف عن المقال أو التحقيق الصحفي، ما يعنى ضرورة وجود حبكة ومنطق يقف وراء الأحداث، منطق يساعد شخوص الفيلم "وما أكثرهم" على كسر النمطية وتقديم أدوار تعينهم على البقاء فى ذاكرة الجمهور والسينما أيضا، غير ان منطق "السبوبة" الذى حكم صياغة التجربة برمتها لعب دورا لا يستهان به فى خروجها على هذا النحو، حتى على مستوى الصورة أو الموسيقى التصويرية أو الديكور والمونتاج، لم يكن هناك لمحات تذكر، مجرد قص ولصق.

العرب أنلاين في 26 فبراير 2007