سينماتك

 

لبني عبد العزيز: لا اشاهد افلامى

منى عشماوى

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

رصيدها السينمائى لا يتجاوز 16 فيلما، لكنها نجحت فى ترك بصمة واضحة فى تاريخ السينما. إنها الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز التى فتحت قلبها لنا وتكلمت عن ذكرياتها وأفلامها وغيابها وحكاية عودتها ورأيها فيما يحدث الآن على الساحة الفنية واعترافات أخرى كثيرة فى حوارنا معها. - اشتركت فى إحدى لجان التحكيم ضمن فعاليات معرض الكتاب الذى أقيم مؤخرا.. حدثينا عن هذه التجربة. - فى هذا العام «إيطاليا» هى ضيف الشرف لدى معرض الكتاب المقام فى القاهرة فتم اختيارى ضمن لجنة تحكيم لاختيار أحسن كتاب فى سنة 2006، وهذه المسابقة تشرف عليها إيطاليا والحقيقة نوعية هذه الكتب تختلف ما بين الشعر والتجارب الاجتماعية الذاتية، وأقرأ حاليا ملخصا لأكثر من «17 كتابا» أكثر ما شدنى كتاب لكاتب لبنانى لا أذكر اسمه حاليا، ولكن أعجبنى أسلوبه فى اختيار الكلمات وتلك الموسيقى التى تجمع بين الجملة والأخرى، أحب هذا النوع من الكتابة، ولكن إذا أردت الحق أنا لا أحب أن أشترك فى مثل هذه النشاطات كثيرا، يعنى أن أكون ضمن لجان تحكيم فى معارض أو مهرجانات! - ما السبب فى ابتعادك عن أحداث ومهرجانات فنية رغم أن رأيك مهم كفنانة لها آراؤها وثقافتها؟ - أحب جدا إذا عملت أى شىء أن أتقنه جدا وأركز فيه بشدة، فإذا لم أستطع ذلك أضطر للاعتذار حتى أكون أمينة مع نفسى! وإذا كنت غير أمينة مع نفسى إذن لا أستطيع أن أوصى بالأمانة لأى شخص آخر وأتذكر عندما كنت أمثل فى السينما كانت زميلاتى يقدمن «15 فيلما» فى السنة، بينما أنا باعمل فيلم أو اثنين على الأكثر لأننى أفضل التركيز فيما أفعله، وعندما كنت أقدم فيلما باشتغل فيه من الأول خالص منذ كونه فكرة، ثم يتحول إلى سيناريو وبعد انتهاء تصويره أتتبع المونتاج بنعمل جلسات عمل كثيرة مع كل واحد اشترك فى عمل الفيلم حتى إنى أهتم بالموسيقى التصويرية، والحقيقة لم أحبذ أبدا أن أشتغل فى مشهد فى فيلم وأجرى أغير ملابسى حتى أقدم مشهدا فى فيلم آخر! - بعد ارتباطك بالدكتور إسماعيل برادة تركت التمثيل من أجل التفرغ لعائلتك هل كان القرار سهلا؟ - تكوين عائلة ليس شيئا سهلا، أعلم أن هناك فنانات كثيرات جمعن بين العمل والعائلة، وأنا معجبة بقدرتهن كثيرا، لكننى لا أستطيع سوى أن أركز فى شىء واحد وخاصة أنى سافرت مع زوجى، وكان دخلنا قليلا فى ذلك الوقت فى بلد غريب، وعندما تزوجت كنت فعلا وقعت عقدا بثلاثة أفلام مع شركة الإنتاج باستوديو مصر وكان رئيسها «سعد الدين وهبة» وقال: سافرى شهرين وارجعى، وكان ذلك عام 1967، وكانت أفلاما مهمة أحدها قصة لإحسان عبدالقدوس، وآخر فيلم «خلى بالك من زوزو»، الحقيقة كنت أريد العمل مع حسن الإمام مرة أخرى، خاصة أنه قال لى: بعدما عملت منك خدامة وشحاتة هعملك بنت راقصة، ولكن للأسف اعتذرت عن هذه الأفلام ووجدت من الصعب أن أجمع بينها وبين الزواج. - مازلت تكتبين عامودك فى جريدة «الأهرام ويكلى» ما آخر ما كتبت عنه؟ - كتبت عن النجمة التى عملت دور «الملكة إليزابيث» فى الأوسكار وهى «هيلين ميرين» وهى ممثلة إنجليزية عريقة وملكة المسرح فى إنجلترا وعمرها 62 سنة، ولكن لا أحد يعلم عنها شيئا وحصلت على جائزة «جولدن جلوب» وتم ترشيحها للأوسكار، والحقيقة قامت بدور «الملكة إليزابيث» بإتقان شديد، والحقيقة العمر لا يقف عائقا لأى فنان والفيلم اسمه «الملكة» ويمثل أسبوعا وهو الأسبوع الذى توفيت فيه «الملكة إليزابيث». - قمت بتوقيع عقد مع مدينة الإنتاج لبطولة مسلسل «السائرون نياما»! - بصراحة كنت مترددة فى توقيع العقد حتى آخر لحظة لدرجة أننى قلت لهم تكفى كلمتى لأنه فى «تكساس» وهى إحدى الولايات الأمريكية التقليدية الكلمة هناك بمثابة العقد، والحقيقة أنا سعيدة جدا بهذا المسلسل، وهو للكاتب سعد مكاوى وأعتقد أنه من أحسن مائة قصة تمت كتابتها فى القرن العشرين، أما السيناريو فأعجبنى جدا لدرجة أننى قرأته دون أن أشعر بالملل وأجسد شخصية «زليخة» وهى امرأة مصرية تعيش فى عصر المماليك، وهناك انقلاب ضد المماليك فتصبح «زليخة» هى سيدة الانقلاب التى تقوم بالتخطيط مع الحرافيش ويسمونها فى المسلسل «أم المصريين» وتحدثت مع المخرج «هانى لاشين» وسألته: لماذا اخترتنى خاصة أننى لست على الساحة وهناك كثيرات غيرى؟! فأجابنى قائلا : أولا كل ما أقرأ لا أجد غيرك لمثل هذا الدور، والحقيقة أنا أرى هذه الشخصية هى امتداد لشخصية «جهاد» فى فيلم «وا إسلاماه» ولو رأينا جهاد فى سن امرأة كبيرة سنجدها تعود لانقلاب ضد الظلم، وهذا ما جعلنى أيضا أقبل بهذه الشخصية. - متى سيبدأ التصوير؟ - بين يوم وآخر، ولكن الميزانية كبيرة لأن المسلسل به الكثير من المعارك والملابس وبمجرد موافقة الوزير على الميزانية وأسمع أن الوزير مهتم جدا بهذا المشروع، وسيكون من أوائل المسلسلات الموضوعة فى الخطة. - هل تتابعين المسلسلات؟ - عندما حضرت إلى مصر سنة 97 رأيت مسلسل «أم كلثوم» وأعجبنى للغاية، فتحمست لمشاهدة الدراما المصرية، ولكن مع الوقت قل حماسى لأننى لا أستطيع أن أصدق أن هذا هو مستوانا الذى وصلنا إليه، ويكفى أنى حزينة كفاية على السينما بما حدث فيها من هبوط جيل ذهب وهناك جيل جديد آخر يسير مع تيار الضحك والشباب ليست لدينا خطة فيها كل الأنواع لكل الأذواق، خطة لعمل أفلام تشرّف البلد، مفيش مثل هذا التفكير.. الكل يفكر فى دفع قرشين ليأخذهما بعد ثلاثة أشهر أضعافا مضاعفة! آخر ما شاهدته فى السينما هو فيلم «يوسف شاهين» واسمه الآخر ده كان آخر فيلم عربى شاهدته فى السينما بعد ذلك لم أتشجع وسأقول لك شيئا غريبا بعد عودتى بدأت أشاهد أفلاما فاتتنى عندما كنت فى الخارج على قنوات الأفلام المفتوحة فى التليفزيون، ولكن حدثت لى صدمة كبيرة جميعها تتحدث عن المخدرات والقتل والفساد «اتسدت نفسى»! - ما رأيك فى تجربة تقديم مسلسلات أو حتى أفلام عن شخصيات فنية مثل عبدالحليم أو سعاد حسنى؟ - لم أتابع هذه الأعمال، ولكنى أتساءل: هل نجحت؟! لا أعتقد يعنى حتى فى هوليوود عملوا أفلاما عن «كلارك جيبل»، لكن لم تنجح رغم أنها كانت أفلاما تليفزيونية قصيرة، نفس الشىء حدث مع الممثلة «جريس كيلى»، لكن جميعها لم تنجح ربما لأن هذه الشخصيات مازالت طازجة فى أذهاننا لأجل ذلك صعب أن يجسد هؤلاء النجوم أى شخص لأن المقارنة ليست فى صالحه أو فى صالح العمل! - إذن ما تفسيرك لنجاح مسلسل «أم كلثوم» وإعجابك الشخصى به؟ - لأن المخرجة اهتمت بكل التفاصيل، والحقيقة أنا كنت أشاهد قطعة من تاريخ مصر وفيها شخصيات منسية لم يتحدث عنها التاريخ كثيرا، لم تكن أم كلثوم فى المسلسل محور الأحداث، ولكن هى مركز تدور حوله شخصيات وأحداث كثيرة وكبيرة تم تقديمها بإتقان شديد، وأعتقد أن نفس «أم كلثوم» فى نظرى كانت ثانوية تدور حولها الأحداث! - هل تحبين أن يتم عمل مسلسل أو فيلم عن لبنى عبدالعزيز؟ - لا، لأنه لا يوجد أى شخص يستطيع كتابة ذلك كما هو فعلا، والحقيقة تم عمل أعمال عنى فى الإذاعة حياتى فى طفولتى ومع والدى، ولكن لا أعتقد أن حياتى تهم الكثيرين، ولا أحب حتى كتابة مذكراتى رغم العروض الهائلة التى تم عرضها علىّ لأن حياتى خاصة بى وحدى، ولا أحب أن يرضى أى شخص فضوله على حساب حياتى وذكرياتى! - ما عدد أفلامك؟ - ربما 15 أو 16 فيلما. - ما الأفلام التى تعجبك من أفلامك وما الأفلام التى لا تعجبك؟ - أنا مش ممكن أتفرج على أى فيلم من أفلامى ولا حتى زوجى ولا ابنتى، لى صديقة من صديقاتى كل ما يعرض لى فيلم على واحدة من القنوات الفضائية تقوم بالاتصال بى وتقول فيه الفيلم الفلانى أقول لها هو أنت مش عرفانى لا أتفرج على أفلامى لأنى أشعر أن المفروض يتم تقطيع هذا الفيلم، وأريد أن أمثله من جديد وربما يتعجب الناس عندما أقول أنه حتى بعد انتهاء تصوير كل مشهد كنت لا أشاهد أية لقطة، كنت أصور مع الممثل الإنجليزى «بيتر أوتول» مسلسلا تليفزيونيا فى إنجلترا، وهناك نظام غريب هناك ساعة للراحة وساعة للغداء وساعة لمشاهدة ما تم تصويره فى اليوم الواحد، والحقيقة كان فى هذه الساعة تحديدا ألتقى مع بيتر ونجلس معا فى الكافيتريا بينما يشاهد الجميع لقطات التصوير، وعلى فكرة من ناحية التكنيك مشاهدة ما قام الممثل بتصويره هذا أفضل وأحسن، قمت بتصوير هذا المسلسل سنة 1965 قبل زواجى وسفرى! أحيانا أشعر أن عندى طاقة وأعطيتها، ولا أستطيع أن أعطى أكثر من ذلك، ولكن هناك أناسا ينظرون إلى الأمر بحرفية ويشاهدون أنفسهم حتى يقدموا الأفضل. - قمت بتصوير أربعة أو خمسة أفلام مع الفنان «رشدى أباظة». - أجمل أفلامى كانت مع رشدى، والحقيقة كان رجل «جنتل»، فى أول يوم تصوير يملأ لى غرفتى بالورود، ويعلم لون الورد المفضل لى اللى لونه «سيمون»، وقدمت معه فيلم «آه من حواء» وكان فيلما كوميديا، وكنت بدأت أعمل كوميدى على بسيط فى فيلم «غرام الأسياد»، وأنا عاوزه أعمل فيلم لذيذ، لكنهم فهمونى إن الكوميدى زينات صدقى ووداد حمدى ومارى منيب يعنى الكوميديانة الشخصية، وهذا كان اتجاها فى السينما، ولكن جاء «فطين عبدالوهاب» اتكلم أمامى وقال لى طبعا مش معقول قلت له «مش معقول ليه»؟! وأخرج الكوميديانة من داخلى وبعد نجاح «آه من حواء» والذى حقق نجاحا كبيرا جدا وكان أول فيلم عربى يتم عرضه فى سينما «مترو» وكان الناس مقبلين عليه جدا وبعده عملنا فيلم «بتاع الجاز» وكان هذا الفيلم فكرتى واشتركنا فى الكتابة مجموعة ومعنا «فطين عبدالوهاب». - ما أقرب الأفلام التى قمت بتمثيلها إلى قلبك؟ - فيلمان، وللأسف لا يتحدث عنهما أى شخص ولا يتم عرضهما كثيرا، وهما «هى والرجال» إخراج حسن الإمام، وفيلم «إضراب الشحاتين» وهذا الفيلم من إخراج حسن الإمام، والاثنان من تأليف إحسان عبدالقدوس، والاثنان يحملان لمسة شعبية مهمة جدا، وأذكر أن مرة اتصلت بى صافيناز كاظم، وكانت شاهدت «إضراب الشحاتين» من وقت قريب وقالت «إيه يا لبنى معقول إنت عملت الفيلم ده وإزاى إحنا ما شفناهوش»، وناس آخرون يشاهدونه اليوم ويتصلون بى، فكرة هذا الفيلم فى منتهى الإبداع لأنه يتحدث عن فترة أيام الباشوات والإنجليز ويفكر الأغنياء فى تقديم الإحسان للشحاتين حتى يكسبوا فيهم ثوابا وفى يوم اعترض «الشحاتين» على هذه الفكرة وقالوا: طيب ليه نعطيهم الفرصة لدخول الجنة؟! فكرة لذيذة وبها استعراض وغناء ورقص، ورغم أنى أقوم بدور شحاتة فى الفيلم إلا أن هذه الإنسانة تشترك مع شاب جامعى فى مقاومة الإنجليز، وكان هذا الفيلم آخر أفلامى وكنت مخطوبة لـ د. إسماعيل حتى أنى أذكر أن أحد النقاد عندما قررت السفر قال لى: ما لحقتيش ده احنا لسه مكتشفين فيك مواهب جديدة؟! - كل فيلم من أفلامك قدم وجها وشكلا لك. ما تعليقك؟ - كان هذا كل غرضى ألا يتم تصنيفى فى شخصية واحدة، لأن فى الفترة دى كان التيار فى مصر ويجوز فى الخارج أن يتم تحجيم أى نجم فى شخصية أو كاركتر معين، لكن فى كل فيلم قدمت نقطة أو جزءا من شخصيتى، أنا نفسى لم أكن أكتشفه لولا جرأة بعض المخرجين والكتاب فى تقديمى وجرأتى أنا أيضا فى تجربة كل شىء وتقديم كل الشخصيات مش مجرد شخصية يتم ضربها على القفا حتى تنطق ما يريده الآخرون! - بداياتك كانت بعد فوزك بلقب ملكة جمال الجامعة الأمريكية. هل هذا صحيح؟ - لا تقولى ملكة جمال هذا اللقب لا أحبه كثيرا، ولكن تم اختيارى بناء على حصولى على أعلى الدرجات وثقافتى واشتراكى فى نشاطات الجامعة، ولم يكن لقبا خاصا بالجمال فقط، زمان كنت أكره من يقول علىّ أنى امرأة حلوة أو جميلة لأنى أشعر أنى أملك أشياء أخرى أهم من موضوع الجمال ده خاصة أنه لا يد لى فى شكلى ولكن لى يدا بأن أكون مثقفة أو شاطرة فى شغلى. - ما الألقاب التى أطلقها عليك النقاد؟ - الذى أذكره هو «قطعة المارونج جلاسيه» و«جوليت جاردن سيتى» و«عيون الزمردة» ولكن كانت ألقابا تكسف، ولم تكن تفرحنى أنا شديدة الخجل! - إذن ما الشخصيات التى شاهدناها على الشاشة وكانت فى غاية الجرأة؟ - يخرج من داخلى أشخاص آخرون يعنى طالما أنا جهاد أو أميرة أو سميحة أكون شخصيات أخرى ولكن لبنى كشخصية تفضل أن تعيش فى هدوء دون أن تضع أى ماكياج أو صور أو إعلام أو صحافة، وحتى وأنا فى السينما لم يكن لى أى وجود اجتماعى، وكان هذا قليلا جدا عندما مثلا يكلمنى وزير الثقافة «ثروت عكاشة» ويقول لى أن أستقبل معهم بعض النجوم من فرنسا أو أمريكا، فكان يريدنى واجهة مشرفة لمصر، كنت أحترم هذا الشخص جدا غير ذلك كنت أفضل الجلوس مع عائلتى أو قراءة كتاب! - بدايتك فى الإذاعة فى ركن الأطفال ثم التمثيل على مسرح الجامعة الأمريكية كنت تتوقعين أن تتحولى إلى نجمة سينما؟! - كنت أقدم شخصيات مهمة على مسرح الجامعة، وأذكر أنه فى مجلة «آخر ساعة» كتبوا عن إحدى مسرحيات الجامعة ثلاث صفحات ونصف الصفحة ونقاد كبار مثل «موسى صبرى» كتب عنى وأنا فى الجامعة الأمريكية وكانوا يضعون صورى على الأغلفة، وأنا مازلت تلميذة، وعرضوا علىّ التمثيل وكنت أضحك لأن عائلتى كانت لها عادات وتقاليد، لكن سافرت إلى الخارج للدراسة وجدت أن هناك قيودا لابد أن أتخلص منها وأشغل تفكيرى ودماغى وكنت أشعر أنى بنت مصرية عندى عاداتى وتقاليدى، لكن ده لا يمنع أنى أمثل أو ألبس فستانا بنص كم كنت ثائرة، ولكن لا أبيع نفسى، والحكاية جاءت مصادفة، حيث كنت أراسل الأهرام وطلبوا منى كتابة موضوع أقارن فيه ما بين استوديوهات هوليوود واستوديوهات القاهرة، ولكنى لم أشاهد استوديوهات فى القاهرة وشاهدتها فى هوليوود بحكم سفرى للخارج من أجل الدراسة بعد تخرجى فى الجامعة الأمريكية، وكان وقتها «كمال الملاخ» يشرف على الصفحة الأخيرة فى الأهرام بعد أن ترك الأخبار وأخذنى لمشاهدة استوديو الأهرام وشاهدت هناك المخرج «صلاح أبوسيف» وكان يصور أحد الأفلام وأنا جالسة أكتب ملاحظاتى صورونى وبعدها بأيام كلمونى وطلبوا منى أن أمثل وانبسطت لأنى كنت بادرس «الدراما» فى الخارج وأيضا فى الجامعة، وذهبت إلى والدى وكان صحفيا كبيرا فى الأهرام ودماغه كبيرة وسابقا لعصره وجلست أتناقش معه وقال لى: يا بنتى أنا ربيتك إنك تشغلى عقلك وتقررى، لكن أمى كانت رافضة وخالى أيضا! - هل أهلك من الصعيد؟ - لأ، خالص إحنا أتراك على ألبان مخلطين! - ما عدد أولادك؟ - عندى بنتان نادين ومريم، إحداهما متزوجة وأنجبت بنتين، والأخرى تعمل فى مجال العلاقات العامة فى أحد الفنادق الكبرى. - هل فكرت إحداهما فى التمثيل؟ - ابنتى الكبرى تعشق التمثيل وناقدة ممتازة، ولكنها فضلت أن تكون أما وزوجة وعندها بنتين زى القمر. - ما أجمل ذكرياتك مع «عبدالحليم حافظ»؟ - كانت رئيستى فى الإذاعة اسمها «تماضر توفيق» وكانت تعرض علىّ أن أذهب عندها على الغداء وكنت باعتذر وبعدين مرة ذهبت ووجدت عبدالحليم حافظ وتعرفنا ببعض، وكان ده قبل دخولى التمثيل، وكنت وقتها لا أسمع أغانى بالعربى خالص، وبعد ذلك تقابلنا فى «الوسادة الخالية» وهو فنان كبير فى العطاء رغم مرضه وكان متفانيا فى الاحتفاظ بفنه ومكانته على القمة دائما! - من أساتذتك؟ - كنت دائما أجلس مع أناس أكبر منى، كنت أحب سماع كلام هيكل ومصطفى وعلى أمين، وشعر كامل الشناوى، وحديث إحسان عبدالقدوس وأنيس منصور وكمال الملاخ والعقاد رغم أنى كنت صغيرة وهم أكبر منى، ولم أدخل معهم فى نقاش وشعرت بالخجل لأننى دائما كنت مستعدة لدرجة أن كامل الشناوى يقول لهم : استمعوا لها»! وعلى فكرة إحسان عبدالقدوس من الأشخاص الذين ترجونى لدخول التمثيل. - البعض يقول أنك تشبهين صوفيا لورين هل يسعدك هذا؟ - عندما سافرت إلى أمريكا كانوا كثيرا ما يشبهوننى بـ «صوفيا لورين»، والحقيقة أنا لم أقابلها إلا فى أحد مهرجانات السينما وقالت لى: وجهك مألوف بالنسبة لى، وهذا بالطبع يسعدنى.

صباح الخير المصرية في 26 فبراير 2007