سينماتك

 

فيلم كوميدي عن بعض حقوق المرأة الإيرانية !

جاسم المطير

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

هل يتحول حال المرأة الإيرانية إلى موضوع يُفسر بصعوبة .. هل يُقدم مثالاً على الإجحاف .. هل يبقى مجال للمقارنة مع العالم بين القيم والحداثة ، وبين المحرك للبحث والحافز عليه ..؟
مع كل هذه الأسئلة دخل موضوع المرأة الإيرانية إلى السينما . هذه الأسئلة وغيرها تركزت في جدل النخب السينمائية من الشرق والغرب من الذين شاركوا في مهرجان برلين السينمائي شباط 2006 فمنحوا الفيلم الإيراني " حالة تسلل " جائزة الدب الفضي .. بين الجد والهزل يجعلك المخرج الإيراني الشاب " جعفر يناهي " تقضي وقتا ممتعا مع فيلمه المسمى " حالة تسلل "
OFFSIDE إذ يتناول حالة واقعية لفتيات إيرانيات مولعات بكرة القدم لكن ممنوعا عليهن دخول الملاعب والاستمتاع بمشاهدة اللعبة الأكثر شعبية ليس في إيران وحدها بل في العالم أجمع .

يبدي الفيلم ضروبا من الريبة في الواقع المعاش بهذا السؤال :

لماذا يسمح للفتاة الإيرانية الدخول إلى صالة السينما المظلمة جنبا إلى جنب الرجال ولا يسمح لها بدخول ملعب كرة القدم المضيء بنور الشمس ..؟

المخرج جعفر يناهي يشهر بوجوه المتفرجين فكرة من أفكار الحرية بتحويرها إلى فكرة دخول فتاة إلى ملعب كرة قدم لمشاهدة مباراة ممتعة بريئة ومشروعة .

في سياق رغبة المشاهدة لا يرتب فيلمه على الجدل بل على الدوران في محاولة الفعل التي تبدأ بسؤال : كيف تغامر الفتاة الممنوعة رسميا لتحصل عليها ..؟هذا هو السؤال الذي راود مجموعة من الفتيات الإيرانيات وهن يرغبن في الدخول إلى ملعب ( آزادي ) لكرة القدم في طهران .

من هذه الرغبة ولدت فكرة المغامرة لدى الفتيات وولدت فكرة الكوميديا لدى المخرج .

المغامرة لدى الفتيات تركزت في ارتداء ملابس تمّوه أنوثتهن . تبدأ إحداهن ، وهي فتاة جميلة جدا ، بالتنكر ثم بوضع قبعة البيسبول على رأسها والأصباغ على وجهها بينما ولدت فكرة الكوميديا لدى المخرج بتحويل الفتاة من أنثى إلى ذكر كي يسمح له القانون بالدخول إلى الملعب . ربما القصة واقعية إذا عرفت من خلال مشاهدة الفيلم أن المباراة التي ترغب بمشاهدتها كانت تجري بين الفريقين البحريني والإيراني عام 2005 في تصفيات كأس العالم .

يتم اكتشاف هذا التحريف في وجه الفتاة بسرعة من قبل الحرس المكلف بالملعب فيتغير كل شيء وتنهار آمال الفتاة لكن المخرج يواصل الكوميديا مع الواقع ، الذي يتحول من ملعب كرة القدم إلى مخفر شرطة الآداب .

شابات إيرانيات خالفن القانون والآداب لمجرد أنهن رغبن في تشجيع الفريق الإيراني لكرة القدم .. وجدن أنفسهن بشكل مفاجئ أنهن متهمات بتهمة مخالفة الآداب ..!

يروي المخرج جعفر بناهي في فيلم " حالة تسلّل " قصّة طريفة و بريئة عن شابات شجاعات وعن جنود طيِّبين. تدور أَحداث هذا الفيلم الكوميدي في عام 2005 أَثناء لقاء البحرين ضد إيران في المباراة التأهيلية لبطولة كأس العالم. لم يسمح بحضور النساء أَيضًا في هذه المباراة حيث يفترض بكلّ الأُمّة أَنْ تقف متكاتفة مع بعضها البعض لتشجيع الفريق الإيراني كما يجري في كل مكان من العالم .

ترك جعفر بناهي بطلات فيلمه يجدن كلماتهن الخاصة بتحديد إطار أَحداث الفيلم بهذه الواقعية وبأسلوب الكوميديا الواقعية ، بيد أَنَّ حالة غضب واستنكار الفتيات هي حالة واقعية كوميدية أيضا .. ، وهن يعلن احتجاجهن بصوت عال ٍ :

ما هذا الهراء .. في دور السينما مسموح لنا أَيضًا أَنْ نجلس بجانب الرجال، فيما تكون الصالة مظلمة ..!!

يقول الجندي المأمور بخجل :

ــ لا بد لنا أن نحمي النساء من المشجعين المعربدين في الملعب .

فترد عليه الفتاة الطهرانية الواثقة بنفسها، مزمجرة بشدّة :

ــ نحن أقدر على حماية أنفسنا ..

أثبت المخرج جعفر بناهي نجاحه في اختياره لشخصيات فيلمه من الرجال أيضا ً. إذ نقل الممثّلون الشبان غير المحترفين إحساسا مفعمًا بالحياة ، مطبوعًا بطابع الحنين إلى السلام والاستقرار في أَرض الوطن.

فيلم حالة تسلّل هو فيلم كوميدي بأسلوب الواقعية المحدَّثة. أَصبح هذا الشكل من الإخراج القريب من الواقع تقليدًا في السينما الإيرانية، وذلك منذ أَفلام المخرج( عباس كياروستامي ) التي غيَّرت المألوف. خاض المخرج جعفر بناهي البالغ من العمر 45 عامًا تجاربه الأولى في مجال الفيلم التمثيلي كمخرج مساعد لدى كياروستامي. واستند بناهي في أَفلامه السابقة إلى ما اتّبع المخرج الكبير كياروستامي، من أُسلوب روائي هادئ وملحّ أَيضًا

ويأمل المخرج الآن ، بعد نجاح فيلمه في مهرجان برلين الدولي ، أَنْ يصل إبداعه السينمائي إلى جمهور المشاهدين الإيرانيين. بيد أَنَّ بناهي أَوضح في تصريح صحفي في برلين قائلاً : إذا ما قامت الرقابة بتشويه فيلمي من خلال قطع بعض المشاهد منه، فإنَّني أفضّل الامتناع عن عرضه في وطني .

يتّضح في فيلم " حالة تسلّل " صوت المخرج في نهاية الفيلم وهو ينشد :

إيران يا بلدي .. يا بلد الجواهر، يا أُمّ الفنون ..

يبقى السؤال الأخير ملحا ً: هل يشاهد الإيرانيون في بلدهم فلم " حالة تسلل " ليستمتعوا بالكوميديا الجادة المدافعة عن حقوق النساء ..؟

بصرة لاهاي في 14 – 3 - 2006

القصة العراقية في 25 فبراير 2007