سينماتك

 

محمود ياسين‏:‏

لا فن دون الارتباط بقضايا الوطن

صنعاء ــ إبراهيم العشماوي

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

خمسة أيام عمل مكثف قضاها الفنان محمود ياسين سفير النوايا الحسنة لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن متنقلا بين صنعاء وعدن ولحج متفقدا مشاريع البرنامج وملتقيا الوزراء والمسئولين والمختصين‏.‏ لم تكن الحفاوة بمحمود ياسين لنجوميته وشهرته وتاريخه الفني الكبير ولكن للدور الإنساني المهم الذي يضطلع به في لفت الانتباه إلي خطورة قضية الجوع في العالم وخصوصا في المنطقة العربية وحماسته الواضحة لإنقاذ الفقراء ومساعدة المحتاجين‏.‏

وفي تصريحات خاصة لـ‏(‏ الأهرام العربي‏)‏ في ختام زيارته إلي اليمن وعلي هامش حفل استقبال أقامه له السفير المصري محمد مرسي عوض‏,‏ قال الفنان محمود ياسين إنه سعيد بالانتماء لبرنامج الغذاء العالمي لأنه يقدم عملا إنسانيا بعيدا عن الإعتبارات السياسية التي قد تتصادم مع مواقف كثيرة في الأمم المتحدة‏.‏ وأضاف ياسين‏:‏ أن البرنامج يقدم فكره الإنساني من خلال مبادرات وبرامج منظمة وعلمية للمشاركة في دعم التعليم والصحة يقدمها بشيء من الإبداع والتكنيك المنظم‏.‏ ويعتبر الفنان محمود ياسين أن الأوطان العربية بحاجة إلي العون لأن الجوع ناجم عن القصور البشري في الفكر والعقل والأطماع والصراعات والحروب‏,‏ مضافا إليها الكوارث الطبيعية بكل أنواعها مما يقتضي معه بذل كل الجهود من الدول والمنظمات للتحرك السريع لمساعدة المحتاجين‏.‏ وعن تجربته كسفير للنوايا الحسنة أوضح محمود ياسين أنه لم يدخلها لتحقيق نجاح فهو متحمس لكل ما هو إنساني والفن في رأيه لا وجود له إلا إذا انشغل بقضايا الوطن سواء الوطن بمفهومه القطري مصر أم الأشمل للأمة العربية‏.‏

ويعبر محمود ياسين عن سعادته بزيارة دارفور العام الماضي والتي نجح في تسليط الأضواء علي ما يحدث فيها بعيدا عن التعقيدات والملابسات التي تحيط بها والصراعات لأن الأهم هو لفت الانتباه وتشجيع المبادرات الإنسانية لحل هذه المشاكل‏.‏

ويذكر انه زادت ميزانية العام الماضي عن الأعوام السابقة إذ بلغت منذ تعيين الفنان محمود ياسين سفيرا للنوايا الحسنة‏80‏ مليون دولار بفضل الدعاية والنشرات الإعلامية التي يشارك فيها محمود ياسين‏.‏

وعلي هامش زيارته إلي اليمن كانت الأسئلة والفضول الصحفي يلاحقان الفنان محمود ياسين في كل مكان‏,‏ فهو مثلا يتحدث عن فيلم‏'‏ الرصاصة لا تزال في جيبي‏'‏ بقوله إنه كان مرتبطا بالمغزي والمضمون في مواجهة حرب تاريخية في حياتنا‏,‏ بعد حرب‏1967‏ م وكانت الرغبة في تصحيح الأوضاع‏,‏ حتي تعطينا فرصة مرة أخري لكي نفخر بأنفسنا وكبريائنا ولكرامتنا‏,‏ ونحن دعاة حق وأصحاب حق وأصحاب أرض‏,‏ وهناك عدوان فظيع‏..‏ بشع‏,‏ وكانت فكرة الرصاصة‏,‏ تصور دائم لدي الأديب العظيم المبدع إحسان عبد القدوس عن أنها لا تزال في جيبه وأنه علي استعداد لرد الاعتبار‏,‏ وكان تعبيرا أدبيا جميلا جدا يعني أن الواحد لا يتخلي عن رغبته في المواجهة مرة أخري‏.‏

وخلال زيارته إلي صنعاء ولقائه بوزير الثقافة اليمني وعدد من الفنانين شاهد محمود ياسين عرضا خاصا للفيلم اليمني‏(‏ يوم جديد في صنعاء القديمة‏)‏ والذي علق عليه بقوله‏:‏ سمعت عنه كثيرا قبل مجيئي اليمن نتيجة ما حققه من نجاح وجوائز عربية وعالمية في مهرجان القاهرة ومسقط وهولندا وبريطانيا وأمريكا وكانت فرصة طيبة أن نشاهد الفيلم اليوم‏,‏ وقد انبهرت بجمال وروعة الفيلم منذ أول مشهد قوي ومعبر في بداية الفيلم مؤكدا أن هذا الفيلم السينمائي وغيره من الأفلام السينمائية التي ظهرت طيلة الأعوام القليلة الماضية هي بداية جديدة وقوية لسينما يمنية قادمة وسيكون لها شأن في الساحة الفنية العربية خلال الأعوام القليلة القادمة‏.‏ وفي ختام زيارته إلي اليمن عقد محمود ياسين مؤتمرا صحفيا تحدث فيه عن ما حققته زيارته لليمن من نجاح علي المستوي الإنساني والمباحثات مع المسئولين والوزراء في الدولة والحكومة اليمنية وما لمسه من تفهم وتجاوب ودعم وتشجيع للمشاريع التي ينظمها اليمن في الجوانب الإنسانية‏.‏وخلال المؤتمر أكد الفنان محمود ياسين أن مواقفه الإنسانية واضحة حيال ما يجري في فلسطين ولبنان ودارفور وكل المناطق التي تتعرض فيها الإنسانية للاضطهاد والجوع‏.‏

ولفت إلي أن موقفه وموقف كل الفنانين والمثقفين المصريين واضحة وضد التطبيع مع الكيان الصهيوني‏,‏ مؤكدا أنه لن يذهب إلي إسرائيل في حال لو طلب منه ذلك تحت دعوي إنسانية‏,‏ وقال‏:‏ لو المنظمة ـ مع احترامي ـ والأمم المتحدة كلها قالت لي تعال روح علي ضفاف الصهيونية إسرائيل سأبصق ولن أذهب‏,‏ مؤكدا أن هذا الكلام ليس حماسيا وإنما حقيقة لأننا تربينا وجبلنا علي هذه الطبيعية‏*‏

الأهرام العربي في 24 فبراير 2007

 

أزمة‏..‏ في باب المقام

علا الشافعي 

ما بين مشهد البداية ومشهد ما قبل النهاية تفاصيل كثيرة وحزينة يصعب علي البعض تصديقها‏,‏ فعندما شارك الكاتب السوري خالد خليفة المخرج السوري محمد ملص تجربته قبل الأخيرة في صياغة سيناريو فيلم باب المقام‏,‏ لم يكن يصدق أن الحظ طرق بابه‏,‏ فها هو سيتعامل مع واحد من أهم مخرجي السينما السورية والعربية وبحماسة شديدة ألقي بنفسه في الموضوع وأعطاه وقته وجهده‏.‏
وكان يري أن الحديث عن اتفاقات مالية يجب أن يكون مؤجلا‏,‏ فملص واحد من أهم مخرجي السينما العربية و يبحث عن دعم لإنجاز المشروع‏,‏ وعلي خالد أن ينتظر تحقق حلمه بأن يكون هناك شريط سينمائي يحمل اسمه إلي جوار اسم المخرج الكبير‏-‏ علي حد تعبيره‏-‏ وللأسف خاب أمله بعد أن فاجأه ملص بأشياء لم تكن تخطر علي باله‏,‏ بدءا من عدم دفع باقي مستحقاته المالية‏,‏ وصولا إلي وضع اسم المنتج التونسي أحمد عطية علي السيناريو دون وجه حق‏,‏ وعرض الفيلم دون علمه في مهرجان قرطاج قبل الماضي رغم وجود خالد في المهرجان‏,‏ وتأزمت الأمور بينهما إلي أن وصلت إلي المحاكم‏,‏ وفي المشهد قبل النهائي عرف خالد ـصاحب السيناريو ـ أن فيلمه حصل علي جائزة من مهرجان فالنسيا الدولي‏,‏ وهو واحد من أهم المهرجانات العالمية‏,‏ لكن للأسف ذهبت الجائزة إلي ملص‏,‏ الذي قام برفع اسم خالد خليفة ككاتب للسيناريو من علي نسخة الفيلم‏,‏ لكن الآن الفيلم ذهب إلي المهرجان ممثلا لسوريا وتدخلت المؤسسة العامة للسينما وتضامنت مع خليفة حتي يحصل علي حقه‏,‏ والأزمة بين ملص وخليفة ترجع لأكثر من عام ونصف العام وحتي الآن لم يستطع أحد حلها‏,‏ بالرغم من تناولها في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية‏,‏ ومحاولة الكثيرين التدخل لحلها‏,‏ والآن هل تجد الأزمة طريقها إلي الحل بعد تضامن المؤسسة العامة للسينما مع خليفة في الدعوي التي أقامها ضد ملص للمطالبة بحقوقه المالية والمعنوية نظير سيناريو فيلم باب المقام‏,‏ كما طالب وزارة الخارجية الأسبانية بتسليم خليفة جائزة المهرجان التي نالها سيناريو الفيلم وتسلمها ملص دون علمه‏.‏

وعلق مدير المؤسسة العامة للسينما محمد الأحمد قائلا‏:‏ إن سيناريو فيلم باب المقام عندما قدم إلي لجنة قراءة النصوص في المؤسسة كان بتوقيع الكاتب خالد خليفة‏.‏ ولاحقا سمعنا أنه أضيف إليه اسم محمد ملص‏,‏ وأحمد عطية المنتج التونسي الفرنسي الجنسية‏.‏

وأشار إلي أن المؤسسة هي الجهة الوحيدة التي تشرف علي المشهد السينمائي السوري وسنتابع قضية خليفة بالتنسيق مع السفارة الأسبانية في دمشق وإدارة مهرجان فالنسيا الدولي استنادا إلي الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات واستجابة إلي الطلب الذي تقدم به خليفة إلي المؤسسة‏,‏ ووزع محمد الأحمد هذا الكلام في بيان رسمي تم توزيعه علي الصحافة السورية‏.‏

وأكد الأحمد أن ما حصل من إغفال اسم كاتب السيناريو وسرقة جائزة عالمية من حقه سابقة في تاريخ السينما السورية‏,‏ وأعتقد أن السينما العالمية لم تشهد أيضا مثل هذه الواقعة‏.‏ وأشار إلي أن الخلاف الذي نشأ بين مخرج الفيلم ومؤلفه لا ينبغي أن يؤدي إلي أن يسقط أحد الحق المعنوي المتعلق بالإنتاج الأدبي أ والفكري أو الفني للمؤلف‏.‏

وأكد الأحمد أن المؤسسة لن تسكت وستقوم بالتنسيق مع وزير الثقافة السوري من أجل حل هذه الأزمة‏.‏

يذكر أن الخلاف بين ملص وخليفة‏,‏ بدأ قبل نحو عام ونصف العام بعد أن قام خليفة بإصدار بيان أشار فيه إلي أن المخرج ملص وزوجته انتصار بصفتهما شريكين في الإنتاج‏,‏ قاما بالتغاضي عن حقوقهما المالية نظير كتابته للسيناريو ليس ذلك فقط‏,‏ بل قاما بإضافة اسم المنتج التونسي أحمد عطية كشريك في الكتابة رغم أنه ليس بكاتب ولم يكتب حرفا واحدا في الفيلم‏,‏ وأشار خليفة إلي أن ملص والمنتج التونسي قاما بحذف اسمه من تترات النسخة الفرنسية للفيلم‏,‏ مما يشكل أكبر مخالفة مهنية في تاريخ السينما السورية‏.‏

ولم تخرج تلك الحملة الإعلامية ملص عن صمته‏,‏ إلا أنه أخيرا اكتفي ببيان مضاد أصدره عن طريق محاميه ينفي فيه كل الاتهامات التي وجهها إليه خليفة‏.‏ وحتي بعد أن تضامنت معه مؤسسات السينما ووزارة الثقافة السورية‏,‏ فلايزال يرفض الحديث بالأمر‏.‏

وتقوم أحداث فيلم باب المقام علي واقعة حقيقية وقعت منذ سنوات في مدينة حلب في سوريا‏,‏ إذ تم قتل امرأة فيما يسمي جريمة شرف فقط لأن أهلها لاحظوا اهتمامها اللافت للنظر بأغاني أم كلثوم‏,‏ الأمر الذي ولد الشكوك وعززها في أذهان أهلها‏,‏ فقام عمها بتحريض شقيقها علي قتلها رغم أنف زوجها المطمئن إلي سلامة سلوكها وحسن أخلاقها‏,‏ ومن تلك القصة بدأت قصة الفيلم التي صاغ لها السيناريو والحوار خليفة‏,‏ والذي يعرف مدينة حلب جيدا نظرا لأنه أحد أبنائها‏*‏

الأهرام العربي في 24 فبراير 2007