سينماتك

 

المخرجات السينمائيات العربيات..

تجربة تتجاوز المائة عام (2)

محمد عبيدو

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

نتابع في الحلقة الثانية اعمال المخرجات السينمائيات العربيات عبر تجارب السينمائيات المغربيات والفلسطينيات خلف الكاميرا :

المخرجات المغربيات :

بلغ عدد المخرجات المغربيات اثنتي عشر امراة وهذا ليس بالرقم الهين في سينما لبلد عربي .. هن نساء أعلن عن حضورهن السينمائي من خلال أفلام ترواح ما بين القصير والوثائقي والروائي، وتتميز بنفس إبداعي لافت للانتباه وتتطرق الى مواضيع ذات حساسية خاصة تنمي جرأة في التناول مرحب بها في ميدان السينما.

وياتي في الصدارة كاتبة السيناريو المخرجة المغربية فريدة بليزيد التي تعتبر واحدة من رائدات السينما العربية الجديدة وساهمت بشكل ملموس في المشهد السينمائي بالمغرب من خلال الأفلام الروائية الطويلة التي قامت بإخراجها,و كذلك بالكثير من مساهماتها السينمائية الاخرى, ككاتبة سيناريو, ومخرجة لأفلام قصيرة, ومشاركة في السجالات الكثيرة التي تتمحور من حول قضايا السينما والمرأة في المغرب وفي الوطن العربي عموماً.

من اللافت ان ردحاً طويلاً من الزمن يمر بين احد افلامها والآخر, وكان أولها الفيلم الطويل "باب السما مفتوح" حقق في العام 1988, و اعتبر في حينه علامة في تاريخ السينما النسائية العربية... وظلت له مكانته التي طغت حتى على فيلمها الثاني "كيد النساء" (إنتاج عام 1999) الذي اتى اشبه بأمثولة تنتمي الى ألف ليلة وليلة, عابقة بالجمال الشكلي, مضمنة خلف ذلك الجمال دفاعاً حاراً وحاداً عن قضية المرأة... وهو ما يمكن تلمسه نفسه في خلفية "كازابلانكا... كازابلانكا"2002 المرسوم من حول حبكة بوليسية ، و فيلم "كيد النساء" يكتفي بأن يستعير من حكايات "ألف ليلة وليلة" حكاية واحدة عن أمير شاب مدلل ومتعجرف يقع في حب جارته الجميلة ابنة أحد التجار الأثرياء فيسعى لإغوائها ولكن دون أن يتنازل عن كبريائه. لكن الحسناء الجميلة تقرر بدورها أن تخدع الأمير فتلجأ إلى الحيلة من أجل التمتع بعشرته. هذه الحكاية البسيطة الساخرة يتم تقديمها في الفيلم من خلال تصوير أحداثها في البيوت المغربية ذات الطابع التراثي ومن خلال جعل أبطالها يرتدون الزي التراثي، بما يوحي شكلاً بأجواء الماضي المنسوب إلى زمن "ألف ليلة وليلة". ولكن على مستوى البناء فإن الاقتصار على حكاية واحدة يعني عدم الاستفادة بنائياً من طريقة السرد في "ألف ليلة وليلة" التي تعتمد على توليد عشرات الحكايات المتداخلة والمتتالية من أصل حكاية واحدة بطلتها شهرزاد. وهكذا نحصل في النهاية على فيلم طريف مسل يلجأ بشكل سطحي للتراث فلا يسبر غوره ولا يوفيه حقه ولا يستخدم التراث من أجل قراءة الحاضر، كما لا يوفي جوهر فن السينما المرتبط بالواقع وبالقدرة على الإيهام بالواقع حقه.

فيلمه فريدة بليزيد الاخير " خْوانيتا بنت طنجة" (101 دقيقة) ، وهو مأخوذ عن رواية "الحياة الكلبة لخوانيتا ناربوني" للكاتب أنخيل باسكيت، بطلته تدعى "خوانيتا" أبوها إنجليزي من جبل طارق وأمها أندلسية، تُحكى فيه بطريقة طريفة ساخرة عن أحزانها وأحلامها , وكل هذا في فضاءات مدينة طنجة الجميلة في فترات ماضية مختلفة أثناء الحرب الأهلية الإسبانية وأثناء الحرب العالمية الثانية. الفيلم نوستالجي بشكله، يعود بالمشاهد إلى أجواء مدينة طنجة الدولية التي كانت تتعايش فيها مختلف الثقافات والديانات والجنسيات.

المخرجة ايمان المصباحي درست السينما بمصر واسست بالمغرب شركة للانتاج والتوزيع السينمائيين قدمت فيلما روائيا طويلا واحدا اسمه " جنة الفقراء " عام 2000 وسبقه عديد من الافلام التلفزيونية انجزتها في الثمانينات ولدت نرجس النجار سنة 1971 في طنجة. درست التشكيل والإخراج السينمائي في فرنسا. أخرجت افلاماً تسجيلية عدة. أولها «مطلب الكرامة» (1994)، و« خدوج، ذاكرة تارغا». و سنة 2001، أنجزت منها « السماء السابعة» وموضوعه يتعلق بظرف راعية لا تملك سوى الحلم كأمل، تحلم بالمدرسة لما ترى أطفالاً يرتادونها، وتحلم بالتحليق في السماء عند مرأى الطيارين. و«امرآة المجنون» يتناول علاقة بين رجل وامرأة منغلقين داخل ماض مشترك، ولا ينفكان يترقبان ويترصد أحدهما الآخر، من خلال حاجز يصعب تجاوزه.

وتخرج عام 2003 فيلمها الروائي الطويل " العيون الجافة ".. عنوان الفيلم يسوقنا الى لقطاته الاولى , حيث المكان المغلق المليء بالأحزان واللانكسارات , قرية بربرية تحيط بها الجبال , وتقطنها نساء يتاجرن بأجسادهن , لايدخل هذه القرية الا الرجال الذين يؤدون ثمن ذلك , هناك شاب رومانسي يلتقي امرأة صدفة امرأة بالطريق يذهب برفقتها الى القرية , تركت ابنتها الرضيعة وعمرها شهورا , لتعود بعد عشرين عاما بحثا عنها . يعشق الشاب احدى الفتيات ويجسد تفاصيل وجهها في " بوريتريهات " على اوراق دفتره, حالة الوجد العالية لديه تجعل بداخله حاجزا بالتصال الجسدي معها , وتنكسر روحه ضمن واقع البغاء الموجود في القرية الغريبة عن الواقع ... المبنية على اساس أدبي متخيل أوجدته المخرجة ..

تعيش ياسمين قصاري وتعمل في بلجيكا. من دون ان تنقطع علاقتها بالمغرب وهي حاصلة على دبلوم في علم اجتماع الاتصالات، ومكلفة بالإنتاج في شركة «أفلام لارديف» منذ 1993. أخرجت فيلمها القصير الأول سنة 1995، وهو يحكي قصة قاتل للكلاب الضالة سيجد نفسه يواجه راعية غنم وسكيراً عكس السكان الآخرين الذين يملكون مسكناً يخبئون فيه كلابهم. في سنة 1999 أخرجت فيلماً قصيراً آخر هو " ليندا ونادية" ويتناول حكاية عاملتين بلجيكية ومغربية، تتجولان في شوارع بروكسيل وتحلمان بالحلي واللباس الفاخر. هي أفلام تتمتع بقدر من الحس الإنساني والقدرة على النفاذ إلى التفاصيل المنسية والنادرة لكنها تتمتع بشحنة عاطفية قوية.

اخرجت فيلما قصيرا بعنوان «عندما يبكي الرجال». سنة 2000 ويتطرق الفيلم لظاهرة الهجرة السرية نحو إسبانيا، التي يعرض مرشحوها أنفسهم لخطر الغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط. في هذا العمل أخذت المخرجة آلة الكاميرا واختلطت بهؤلاء المهاجرين في أكواخهم في الجنوب الإسباني، وراحت تستجوبهم وتنقل محيط عيشهم ومشكلاتهم، وتصورهم عن «الجنة» التي وعدوا أنفسهم بها وحنينهم إلى الوطن. الشريط صرخة قوية تجاه اللامبالاة وغدر الأماني وقسوة العيش من أجل راتب ضئيل، على خلفية أشعار محمود درويش. ويمكن القول أنها المخرجة العربية التي بينت عمق تزاوج الخوف والانهيار والعناد عند الرجل العربي عندما تغلق أمامه أبواب الرجاء. ثم فيلمها الطويل الاول " الطفل النائم " او الراقد, عام 2004 و يقدم صورة لهيمنة الفكر الديني السلفي علي عقول اهل الريف في المغرب بالخرافات والخزعبلات , ويعرض لطقوس حياتهم وتخلفهم . ترتكز حكاية الفيلم على تقليد عربي شعبي سائد في المغرب الشرقي، ويتعلق بقيام النساء بتوقيف عملية نمو الجنين في بطن أمه لفترة وذلك عبر الالتجاء إلى الفقهاء المتخصصين في ذلك، وهذا ما قامت به بطلة الشريط زينب بنصيحة من حماتها إلى حين قدوم زوجها المهاجر للعمل السري في اسبانيا ؟

يحدث الأمر في منطقة جرداء شحيحة فقيرة، وهذا الاختيار ليس اعتباطياً بحكم أنه يمنح المخرجة فرصة التصوير الفني والغني لجغرافية مثيرة وممتدة لما تحويه من فضاءات لا تستطيع مخرجة مقاومة تأثيرها بخاصة في فيلم أول تعول عليه لاختراق السينما، إذاً المرأة كحالة إنسانية واجتماعية وهاجس التسجيلية هما سمتا الشريط في الأساس، «الراقد» هو في حقيقة الأمر ذلك العنف وتلك القسوة يفرضان على نسوة بلا حول ولا قوة في مجتمع ينخره الفقر، و هو الوضع الراقد النائم الذي لم يوقظه أحد ويغيره كما قد يستشف، فالمخرجة امرأة وأصلها من المنطقة التي صور الفيلم فيها ..
أما ليلى المراكشي فقد ولدت سنة 1975، وهي ابنة موزع أفلام سينمائية. درست الإخراج السمعي - البصري في فرنسا وعملت مساعدة مخرج أفلام عدة كـ" شمس" الذي مثلت فيه الممثلة الشهيرة صوفيا لورين.

وهي مقيمة بين المغرب وفرنسا . اثارت الانتباه بفيلم روائي قصير عنوانه " 200 درهم " عام 2002 والشريط يحكي قصة راعي يعثر على ورقة نقدية فيعرضه ذلك لمجموعة من الوقائع تكشف له حقيقة علاقة الآخرين به كما تجعل باب حلم تغيير حياته نحو الأفضل تنفتح أمامه. وأخرجت ليلى المراكشي فيلماً قصيراً آخر بعنوان "الأفق المسدود" وهو نظرة عن شاب صمم على مغادرة البلاد في اتجاه الهجرة. و أخرجت " مامو مومبو" وهو أيضاً عن الحلم لكن هذه المرة يخص سائق تاكسي يجد نفسه داخل صالون نسائي محط اهتمام العاملات به.. فيلمها الروائي الطويل" ماروك" 2005 يحكي عن فترة الثمانينيات في المغرب من خلال فتاة مراهقة تنتمي إلي أسرة ثرية, وتدرس في احدي المدارس الفرنسية الخاصة التي يتردد عليها أبناء الطبقات الحاكمة المرفهة من اصحاب المصانع وغيرهم, وتدور إحداث الفيلم في مدينة الدار البيضاء التي تفرض حضورها كشخصية أساسية في الفيلم, و البنت المغربية التي تعيش حياتها علي الطريقة الاوروبية, وتطالب بحريتها, وتكشف في الفيلم عن طبائع وتقاليد, زيف وادعاء ونفاق الطبقة التي تنتمي اليها ونذكر المخرجة فريدة بورقية التي قدمت فيلما روائيا طويلا بعنوان " الجمرة " عام 1982 و المخرجات مريم باكير وليلى التريكي وسناء الاورياشي ودليلة الناظر اللواتي قدمن العديد من الافلام القصيرة والتسجيلية

المخرجات الفلسطينيات :

مؤسسة شاشات الفلسطينية انجزت مهرجان سينما المرأة فى فلسطين ، وحسب مديرة مؤسسة شاشات علياء ارصغلى فإن هناك 35 مخرجة فلسطينية، منهن من يعملن فى الأراضى الفلسطينية ومنهن فى أوروبا والدول العربية.. هنا اطلالة على بعض اعمالهن السينمائية :

مي المصري الفلسطينية وزوجها جان شمعون اللبناني .. كونا ثنائيا سينمائيا ناجحا ومتميزا , عبر حوالي ربع قرن من العمل المشترك في ميدان السينما التسجيلية المقاومة سهما خلاله في بلورة نمط سينمائي عربي متميز .

يوم التاسع من شهر ايلول 1989 , دخلت مي المصري الى الاراضي الفلسطينية المحتلة بجواز سفر اجنبي , الى مسقط رأسها نابلس عادت من غيبة طويلة مصحوبة بفريق عمل متواضع 3 اشخاص من التلفزيون البريطاني , جاءت برغبة لتصوير شريط سينمائي عن مدينة اودعتها لذكريات الطفولة وباتت معزولة بالحصار وحظر التجول والقمع العسكري .

في "أطفال من جبل النار" تبدأ الحكاية مثل لعبة تدور تدور بين اطفال المدينة وجنود الاحتلال ويتضح ذلك من كلام فادي البالغ من العمر خمس سنوات والذي يفتخر بكونه يراقب الحي الذي يسكن فيه , ويبلغ اصدقاءه فور اقتراب الجنود الصهاينة , كي يستعدوا لرشقهم بالحجارة لدى وصولهم الى نقطة معينة , فما الذي يدركه صبي في الخامسة غير اللعب مع غيره من الاطفال , وبما ان اللعبة الوحيدة التي يشهدها من حوله , هي رمي الحجارة فهو يرمي ويفرح اذا اصاب هدفه , هكذا يبدأ فيلم اطفال جبل النار ويركز بشكل ملموس على براءة الصغار , الى درجة ان الجو العام للحداث يبدو وكأنه مغطى بهذه البراءة والامر طبيعي اذا ادركنا ان الكاميرا , تحل هنا , مكان عيون الاطفال , لكن سرعان ما تنقلب البراءة الى جحيم حينما ينتشر خبر مقتل احد الصغار برصاصة اسرائيلية , وتحل الكراهية مكان السذاجة وتصبح اللعبة شرسة ومهما كانت امكانية ادراك الصغير لحقيقة الموقف ضيقة فهي تتسع لفهم المأساة التي يعيشها شعب بأكمله وتتسع لملاحظة الاطفال من حوله , وبالتالي الالم الفلسطيني بأسره .

بشفافية الطفولة واحساسها الجارح تصنع مي المصري شريطها التسجيلي, وتنقل عشقها لوجوه واماكن من مدينة طفولتها نابلس ويأتي توليفها للشريط حاملا طراوة وقسوة المحب
في "أطفال من جبل النار" و"حنان عشراوي ـ امرأة في زمن التحدي" قدمت المصري مشهديات من الداخل الفلسطيني بعد ان استطاعت دخول الأراضي المحتلة بجنسيتها الأميركية وكان ذلك في العام 1989.

أما "أطفال شاتيلا" فكان دخولاً في عالم أطفال المخيم وهواجسهم ودرجة وعيهم، والأطفال أيضاً كانوا أبطال "أحلام المنفى" الذي جمع أطفال المخيمين شاتيلا في لبنان ، و الدهيشة في فلسطين من خلال الانترنت الى أن كان اللقاء الواقعي على الحدود اللبنانية الفلسطينية برغم الأسلاك الشائكة الفاصلة.

المخرجة نجوى نجار جعلت جدتها وجدها نعيم ووديعة محور فيلمها الوثائقى الذى تروى فيه أحداث رحيل أسرتها عن مدينة يافا العربية فى العام 1948. وعاشت نجوى نجار الحاصلة على الماجستير فى السينما فى الولايات المتحدة الأميركية قبل أن تعود إلى مدينة القدس فى العام 1999، لتمارس عملها فى الإخراج السينمائي. وعن سبب اختيارها جدها وجدتها، تقول نجار "طوال حياتى وأنا اسمع من والدى ووالدتى عن ترحيلنا وهجرتنا من يافا، واحببت أن اخرج الفيلم بطابعه الانسانى لأن لغة الطابع الإنسانى هى الأقرب للغرب على فهمها".

وقدمت نجوى فيلم وثائقى آخر عن الجدار الفاصل الذى تواصل اسرائيل بناءه فى الضفة الغربية، " ياسمين تغني" ، يتحدث عن زياد، وهو شاب فلسطيني يبيع الورد، وتربطه علاقة ود بياسمين، التي تخطط أسرتها لتزويجها لشاب آخر، في حين يحول جدار الفصل العنصري دون تواصلهما.

المخرجة ناهد عواد اخرجت فيلمها " 25 كلم" الذى يروى رحلتها اليومية من مكان عملها فى مدينة رام الله إلى منزلها فى بيت ساحور، وما تخلل رحلتها من حواجز اسرائيلية على الطريق ابعدت المسافة بين المكانين. وحصلت ناهد على منحة لتعلم الاخراج السينمائى فى الدنمارك، وحملت موادها التى جمعتها على مدار العام معها الى الدنمارك، وتقول إنها أخذت وقتها فى التفكير ومن ثم إخراج الفيلم وبشكل يروى قصتها الإنسانية التى تروى معاناة العديد من الفلسطينيين اليومية. وتقول ناهد " كل انسان فلسطينى لديه قصة يحكيها، والأرقام التى تنشر يوميا عن القتلى والجرحى لم تعد ذات تاثير مثل ما تفعله قصة انسانية".ولم تكن المخرجة ايناس المظفر تعلم أن التوثيق اليومى الذى قامت به على مدار سنة فى تصوير حياة والدها ووالدتها أمام منزلهما فى مدينة القدس، سيكون مادة صالحة لفيلم عن التغييرات التى أحدثها الجدار الفاصل فى حياة الفلسطينيين فى المدينة. وتقول ايناس " كنت أعمل مع مخرج سويدى وعرضت عليه فكرة إخراج فيلم وثائقى عن الجدار بطابع انساني، واقنعنى المخرج السويدى بأن المادة التى بحوزتى تصلح لفيلم وثائقى جميل ومؤثر".وأعدت إيناس فيلمها شرق لغرب الذى يروى حياة أسرة فلسطينية فصل الجدار ما بينها وجعل أحد افرادها فى الشرق والآخر فى الغرب. وتقول ايناس إن اشكاليات الإخراج والانتاج السينمائى فى الأراضى الفلسطينية تدفع بالمخرجات الفلسطينيات للاعتماد على التجارب الشخصية كمحور لأفلامهن الوثائقية.

بثينة خوري مخرجة فلسطينية حصلت على بكالوريوس الاخراج والتصوير من جامعة بوسطن بولاية ماسشوسيتس الامريكية .و أسست شركة " مجد " للانتاج السينمائي بمدينة رام الله عام 2000 و قامت بانجاز ثلاثة أفلام وعملت مخرجة للعديد من التقارير الاخبارية وباحثة تسجيلية ومصورة . خبرتها تزيد عن عشر سنوات في مجال العمل الاعلامي فيلمها الاخير" نساء في صراع " انجزته كمنتجة ومخرجة ومصورة وهو يعرض لتجارب ثلاث معتقلات فلسطينيات عشن أحلامهن وحياتهن المسكونة بالذكرى والماضي الغني و الاليم .

في الفيلم نرى تجارب المناضلات الفلسطينيات رسمية عودة وعايشة عودة وروضة البصير وهن من اوائل المعتقلات الفلسطينيات بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عقب حرب حزيران 1967.

ويروي الفيلم من خلال مقابلات مع المعتقلات السابقات احلامهن قبل الحرب والتحاقهن بالمقاومة بعدها وصولا الى الاعتقال ومن ثم الافراج عنهن وتاثير المرور بتجربة التعذيب على حياتهن ومستقبلهن.

الفلم مشغول بأناة ودراية سينمائية من المخرجة بثينة خوري في التعامل مع موضوع سياسي بعيدا عن المباشرة والتنميط والخطابية المعهودة في هكذا افلام .واستطاعت ان تمسك بالمتفرج الى مقعد الشاشة متفاعلا مع الاسى الساكن في اعماق بطلات الفيلم عبر بوحهن الداخلي الانساني كبشر عاشوا احلام النضال والتغييروتحرير الوطن وانكسروا مع انكسار الواقع .. الفيلم مشغول على هذه التفاصيل التي تكون الحياة .. تفاصيل صادقة من لحم ودم وعرق . من ضحكات مسروقة وألم طويل .. انها المرات القليلة في السينما الفلسطينية التي يخرج فيها البطل المناضل عن صورته المؤطرة ليقول ما بداخله دون حرج او مكابرة . حكايات لاتنتهي . لانها تستطيع أن تستولد آلاف الحكايات . المشكلة ليست أن نبوح . ونحن لا نبوح الا نادرا , المسألة هي الذكرى نفسها . ماذا نتذكر وماذ تعني الكلمات ؟ ومن يذكر ؟ أي ذكرى تنتصب اليوم أمامنا وسط هذا الفراغ الموحش المسمى تاريخا . ذاكرة الخوف أم ذاكرة البطولة ام الخسارات المتتالية ...

الفيلم الوثائقي " جيرمي هاردي في مواجهة الجيش الاسرائيلي" للمخرجة والمنتجة ليلى صنصنور يروي قصة الممثل المسرحي الهزلي المشهور «جيرمي هاردي» الذي قبل بتردد دعوة المخرجة البريطانية/ الفلسطينية ليلى صنصنور عام 2002 للذهاب الى فلسطين مع مجموعة من المواطنين الغربيين تضم حركة التضامن العالمية لمساندة قرية فلسطينية في قطف الزيتون بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من المستوطنين، وكانت الفكرة ان يكون جيرمي بمثابة شاهد ولكن يحدث الاجتياح الاسرائيلي لبيت لحم وحصار كنيسة المهد فيتم اجلاء «جيرمي هاردي» من قبل سفارته، الا ان جيرمي يقرر بعد ذلك من تلقاء نفسه العودة مرة اخرى لاكمال ما اعتبره رحلته الشخصية، وهذا الفيلم هو بمثابة الرحلة الشخصية ورؤية جيرمي هاردي كمواطن وشاهد حس بمسؤوليته الانسانية تجاه ما يجري، وقد لاقى الفيلم عند عرضه في بريطانيا في صيف 2003 نجاحا كبيرا لم يسبق لفيلم وثائقي فلسطيني عزة الحسن، منتجة ومخرجة برامج وثائقية مستقلة، ، حاصلة على شهادة الماجستير في البرامج الوثائقية للتلفاز/ كلية غولدسميث جامعة لندن 1994 وبكالوريوس في دراسات الأقلام والتلفزيون وعلم الاجتماع من جامعة غلاسكو 1993/ اسكتلنده.

ومن أفلامها: ملوك وكومبارس – العنوان البريطاني "المكشوف والمفقود" 2004/ 62 دقيقة، "أقل بثلاثة سنتمترات" 2003 / وثائقي مدته ستون دقيقة وثائقي، "وقت الأخبار" 2002 / وثائقي مدته خمسون دقيقة وثائقي، "هي السندباد" 1999 / وثائقي مدته ثلاثون دقيقة، "فضائل موسى الرئيسة" 1998 / وثائقي مدته ثلاثون دقيقة، "النساء العربيات يتحدثن" 1996.

واختارت عزة الحسن في فيلمها التسجيلي ( ملوك وكومبارس ) (62 دقيقة) ضفة لها لتشاهد النهر الفلسطيني وأذرعه الممتدة في لبنان وسوريا والأردن. النهر المجازي الذي غدا غائرا في الأرض بعد أن فجرته نكبة فلسطين ونزوح عام 67. نهر الرحيل والتهجير، تطفو على سطحه، حطام أشرعة وأحلام مجهضة الجناح. هناك في الفيلم شخوص أدمنوا التيه، فلم يبرحهم مهما رقصوا أو أطلقوا الضحك الأسيان حتى المخرجة نفسها، بتجوالها في مخيمات فلسطين وبيروت ودمشق وفي الأردن، بصوتها الهادئ (المرافق للتصوير) الذي حاولت أن تجعل نبرته محايدة : لا يتجاوز ما تراه العين، وبلا فضفضة تأويل أو تعليق يغلب على الصورة، تسلل إليه الأسى القادم من الصورة.. وربما كان ذلك لأن نبرة الأسى من نسيج الحبال الصوتية للفلسطيني !

ترتحل المخرجة في تلك البلدان بحثا عن خيوط تدلها إلى أرشيف السينما الفلسطينية الذي صنعه السينمائيون الفلسطينيون وفقد في لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي بيد أن رحلة البحث ما تلبث تتقاطع مع الواقع الذي يعيشه اللاجئون في المخيمات من ذلك، وجدت المخرجة نفسها تترك ضفة النهر، مهملة تقصيها عن أخبار الأرشيف، (وهو تقص ثمين لموضوع فيلم) ولكن لتغطس في مادة حية من الواقع، تنتقل المخرجة من مخيم إلى آخر ومن بلد إلى غيره بحثا عن الأرشيف الضائع تلتقي بشخصيات متشائمة وشخصيات متفائلة وأخرى ضائعة يئست حتى من التشاؤم تسألهم عن الأرشيف وتستمع إلى إجابات لا تشفي السائل بقدر ما هي محاولة منهم لكشف الجرح وما ورّثته النكبة في النفس تزورهم في بيوتهم وتذهب إلى مقابرهم لتظهر لنا الصورة، قبور لضحايا بلا أسماء.

خلال بحثها عن الأرشيف السينمائي الفلسطيني في فيلم ملوك وكومبارس ، نجحت المخرجة الفلسطينية عزة الحسن، في رفد الأرشيف الفلسطيني الذي يصنعه الآن الجيل الشاب، والذي لن يضيع كما حدث من قبل.

يسلط فيلم « مفتوح... مغلق»، وهو الأحدث للمخرجة الفلسطينية ليانة بدر، الضوء على معاناة الفلسطينيين جراء جدار الفصل العنصري، والحواجز العسكرية، التي ضربت بقوة الحياة اليومية للمحاصرين، فحرمت بعضهم من ممارسة حقهم الطبيعي في الوصول إلى منازلهم، ومدارسهم، وحقولهم، علاوة على المستشفيات، والتنقل من بلدة لأخرى، أو إلى المدن.

ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى، تعاني ليانة بدر، كغيرها من الفلسطينيين، من الحواجز العسكرية، تلك المعاناة التي تفاقمت بعد بناء جدار الفصل العنصري، فكان الفيلم، الذي صور أيضاً أشكال المقاومة غير الرسمية، الفردية والجماعية، للجدار، علاوة على تصويره لمعاناة الفلسطينيين، على بوابات الجدار، والحواجز العسكرية، والتي تخضع جميعاً لمزاجية جنود الاحتلال، في عبور المحاصرين.

وللمخرجة – الكاتبة افلام سابقة هي ما حدث في «مفتوح .. مغلق»، والأفلام التي أعدتها من قبل، كـ «حصار»، و «الطير الأخضر»، و «زيتونات»، و «فدوى طوقان»،  

obado@scs-net.org

القصة العراقية في 11 فبراير 2007