سينماتك

 

انفرد بعرض نتاجات 2007 في دورته الـ 36...

روتردام: مهرجان شعبي للسينمائيين يجمع أكثر من جيل

روتردام (هولندا) - أيمن يوسف

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

لا تكتمل رسالة أي مهرجان سينمائي إلا بحضور أكبر عدد من مشاهدي المدينة حيث يقام. من هنا لا بد من أن نلاحظ أول الأمر اننا لم نشهد من قبل في أي مهرجان دولي أو إقليمي أو محلي ذلك الإقبال الجماهيري على مهرجان مثلما شهدنا في روتردام. والمقولة السائدة هي أن «روتردام» مهرجان للجمهور. وذلك في مقابل مهرجانات أخرى عدة يقبل عليها السينمائيون بصورة أكبر والجماهير بصورة أقل، وهي مقولة تأكدت بالفعل مع تعاقب ليالي المهرجان وهي 11 ليلة.

مهرجان روترداتم هو أيضاً أهم المهرجانات الأوروبية لسينما الشباب والسينما المستقلة، اذ تخصص إدارته مسابقته الرسمية، التي يطلق عليها وعلى جوائزها اسم «التايغر» (النمر) للأعمال الأولى أو الثانية من مختلف بقاع العالم. وغالباً ما يعود هؤلاء المخرجون الذين شاركوا بأعمالهم الاولى الى عرض اعمالهم التالية في أقسامه الاخرى الكثيرة والثرية وقد أصبحوا يلقبون بأبناء المهرجان.

عدد من هذه الأقسام يعرض أعمال المخضرمين من السينما العالمية بخاصة من كل عام فائت، اضافة الى قسم خاص تحت عنوان «مخرج تحت الاضواء» وكان من ضيوفه المحتفى بهم هذه الدورة المخرج الموريتاني المتميز عبدالرحمن سيساكو الذي عرض له ستة أفلام، ومخرج هونغ كونغ جوني تو الذي عرض له 16 فيلماً.

وللعام الثاني توسع المهرجان بنجاح في عرض الافلام القصيرة مكرساً لها الأيام الخمسة الاولى من عروض أكثر من 300 فيلم كان من بينها بعض الافلام العربية القصيرة لكن خارج المسابقة مثل الفيلم المصري «واحد في المليون» للمخرجة الشابة نادين خان، والمغربي «المتوفيّ» اخراج رشيد الأوالي، والمغربي - الهولندي المشترك «زيارة قصيرة» لعبدالعزيز طالب، والفيلم اللبناني «قل لي شيء» للمخرج محمد حجيج، في عرضه العالمي الأول، والذي شارك بفيلم قصير آخر بعنوان «سوف نفوز». ومن انتاج فرنسي - مصري مشترك عرض للمخرج المصري - الفرنسي نمتير عبد المسيح فيلم «أنت، وجيه» من انتاج 2006، لكن تظل هذه المشاركات العربية ضئيلة جداً مقارنة بجنسيات الافلام القصيرة الأخرى، من أوروبا وأميركا على وجه الخصوص.

أهمية اخرى يكتسبها مهرجان روتردام هي التوقيت الذي يقام فيه كأول المهرجانات الدولية الكبرى في بدايات كل عام، اذ ينتهي قبل بدء مهرجان برلين بساعات قليلة، ما يتيح له عرض احدث انتاجات العام الجديد، ولا يقتصر الحديث هنا على افلام المسابقة فحسب إذ هناك قدر كبير من انتاج 2007 عُرض في الاقسام الاخرى، ففي هذه الدورة عرض 44 فيلماً كعرض عالمي أول، و23 كعرض دولي اول، الى جانب 33 فيلماً شهدت عروضها الاوروبية الاولى من خلال المهرجان، وهذا الاحصاء خاص فقط بالافلام الروائية الطويلة لا القصيرة، من هذه الافلام التي نتوقع ان تكون حديث المشهد السينمائي في الاسابيع والشهور المقبلة البريطانية «علامة كين» و «اغتيال جون لينون» والفيلم الصربي «هاملت» في معالجة جديدة، والفنلندي «وظيفة رجل» وغيرها من افلام 2007.

قسم «سينما العالم» كان من اكثر اقسام المهرجان تميزاً، وعرض في إطاره 78 فيلماً تلخص أهم انتاجات العام المنصرم 2006 من بينها افلام عربية طافت مهرجانات عدة في 2006 مثل الفيلمين الجزائريين «بركات» لجميلة صحراوي و «روما وليس انت» لطارق تكيا، والفيلم العراقي «عبور التراب» لشوكت امين كوركي، والمغربي «يا له من عالم رائع» لفوزي بن سعيدي والفيلم الفلسطيني «السطوح» لكمال الجعرفي. وبعيداً من السينما العربية عُرضت في القسم نفسه افلام احدثت اصداء ايجابية في العام 2006 لعل ابرزها الفيلم الالماني «حياة الآخرين» للمخرج الشاب فلوريان هينكيل الذي فاز بلقب افضل فيلم اوروبي عام 2006 من اكاديمية الفيلم الاوروبي ورشح لجائزة اوسكار كأفضل فيلم اجنبي ونتوقع ان يحصل عليها. وحاز هذا الفيلم جائزة الجمهور في مهرجان روتردام بعد ان امتلأت الصالات التي كانت تعرضه عن آخرها ما لم يحدث مع عروض اخرى، ويعرض الفيلم لمساوئ النظام الشيوعي على خلفية واقعة حقيقية حدثت في ألمانيا في العام 1984.

الفيلم التونسي «عُرس الديب» لجيلاني سعدي عرض ضمن قسم «سينما المستقبل» الذي تكون من 59 فيلماً روائياً لمخرجين شباب من انتاج عامي 2006 و2007. اما قسم «بقاع ساخنة: بوخارست وطهران» فكان من أهم أقسام المهرجان اذ كان الوحيد الذي اتخذ منحىً سياسياً تناسب مع ما يجري الآن من مجريات سياسية في المجر وايران.

الرسمية وجوائزها

تكونت المسابقة الرسمية من 15 فيلماً، شاركت فيها آسيا بثلاثة أفلام (من الصين وماليزيا واليابان)، فيما حظيت القارة الأوروبية بالنصيب الأكبر من المشاركة بتسعة أفلام دفعة واحدة، ولم يمثل افريقيا سوى فيلم واحد أتى من جنوبها، اما أميركا اللاتينية فتنافست من البرازيل والارجنتين التي كان فيلمها «هوائي التلفاز» فيلم افتتاح المهرجان وهو فيلم أبيض وأسود وصامت يشعرنا بالحنين للأفلام القديمة، خصوصاً انه يطرح إشكالية سياسية من نوعية أفكار تشارلي شابلن، واختياره لحفل الافتتاح كان بمثابة احتفاء بالسينما في عمومها على رغم أنه لم يفز بأي جائزة.

المخرج الصيني لو ي (Lou ye) الذي منعته الحكومة الصينية من اخراج أي فيلم لمدة خمس سنوات بعد ان استعان من دون اذن منها، بمواد ارشيفية حساسة عن مجزرة ارتكبتها قوات الجيش ضد تظاهرة طلابية جامعية في العام 1989 في فيلمه «القصر الصيفي» الذي عرض في المهرجان، كان أحد اعضاء لجنة التحكيم الرسمية الخمسة التي ترأسها بيرز هاندلينغ مدير مهرجان تورونتو، ومنحت اللجنة ثلاث جوائز «تايغر» لثلاثة أفلام كما تنص لائحة المهرجان ففاز بها الفيلم الماليزي «الحب يقهر كل العقبات» وهو عن امرأة شابة ترحل عن قريتها للعمل في العاصمة كوالا لامبور وهناك يستطيع أحد الشبان ايقاعها في حبه لكنها تكتشف في ما بعد أنه قواد. الجائزة الثانية ذهبت للفيلم الالماني «غير مصقول» (كلا الفيلمين من اخراج امرأة) ويدور أيضاً حول فتاة في مرحلة المراهقة تعاني عدم التواصل مع والديها اللذين يعيشان حياة أقرب الى البوهيمية الزاخرة بتعاطي المخدرات وحتى الاتجار فيها، لكنها لا تريد أن تسلك دربهما بل تنقلب الأدوار فتحاول هي مساعدتهما على إصلاح مسار حياتهما.

الجائزة الثالثة ذهبت مناصفة بين الفيلم البرازيلي «مستنقع رجال بهيميون» الذي يعرض للقهر الذي تعانيه المرأة على ايدي رجال القرى البرازيلية النائية، والفيلم الدنماركي AFR الذي يتخيل واقعة اغتيال رئيس وزراء الدنمارك نتيجة أسباب عدة منها ممارساته السياسية والاقتصادية التي يتخذ فيها احياناً قرارات بنفسه ما لا ترضى عنه اطراف داخل الحكومة وحتى خارجها من قبل بعض زعماء اوروبا ورؤسائها، الى جانب علاقة مثلية قديمة عندما كان شاباً... كان الفيلم بحق أحد أفضل أفلام المسابقة من ناحية مزجه السلس بين التسجيلي والروائي وقوة التخيل به التي لا يصدق المشاهد معها سوى ان ما يراه واقعاً حدث بالفعل الى جانب الانتقال المدروس بعناية بين شهادات اقارب رئيس الوزراء بعد مقتله وشهادات زملاء عشيقه المثلي القديم في ايقاع لاهث يأخذ الأنفاس ويقيد المشاهد في مقعده راضياً ومستمتعاً بما يراه.

اما لجنة تحكيم النقاد الدولية، التي كان كاتب هذه السطور أحد اعضائها الخمسة، فقد منحت جائزتها لفيلم اسباني تنطبق عليه معايير منح الجائزة وأهمها تشجيع السينما الجديدة والمخرجين الشباب الذين يطورون من تقنية الفن السابع، والفيلم هو «يو» أو «أنا» بالعربية ويبحث فيه بطله عن هويته الحقيقية بعد ان كادت تُدمج مع هوية أخرى بارحت في شكل ما القرية الصغيرة في «مايوركا» الاسبانية وساعد أهلها عن دون قصد في دعم ذلك التداخل بين الهويتين.

الحياة اللندنية في 16 فبراير 2007

 

مهرجان روتردام لدعم المخرجين الشباب

محمد أمين من روتردام: 

افتتح مهرجان روتردام السينمائي الدولي دورته السادسة والثلاثين بعرض فيلم الهوائي للمخرج الأرجنتيني استيفان سابير، وقد اختارت إدارة المهرجان هذا الفيلم انطلاقا من مشروعها الرامي إلى دعم المخرجين الشباب من مختلف أنحاء العالم، وقد جاء في كلمة مديرة المهرجان السيدة ساندارا دن هامر: "ان مهرجان 2007 يحاول الإسهام في صناعة مستقبل زاخر بالمواهب الشابة والأفكار الجديدة والوسائل الخلاقة لصناعة الفيلم". ويدور فيلم الهوائي المصنوع على طريقة الأفلام الصامتة عن هيمنة وسائل الإعلام المعاصرة على أذهان البشر ويوظف الفيلم جملة من التقنيات حديثة تساهم في إعادة الاعتبار للسينما الصامتة، وتدور حول دكتاتورية السيد تي في واستبداده برأيه،وينقد الفيلم احتكار التلفاز للصورة والصوت في مدينة متخيلة. حاكم مطلق بلا شفقة.

ومن الأفلام المهمة في هذه الدورة يمكن الاشارة إلى فيلم Does It Hurt من اخراج الهولندية المقدونية الأصل Aneta Lesnikovska وتتطرق فيه المخرجة إلى معاناتها ومعاناة جيل من الشباب المخرجين المقدونيين، وغياب الجهات الداعمة للانتاج السينمائي في مقدونيا، فمن أجل خلق الأمل لدى زملائها تضطر الى اختلاق شخصية منتج دانماركي يتعهد تمويل المشاريع السينمائية لأصدقائها الفنانين، لكنه على غرار شخصية غودو الشهيرة مخرج لا يصل قط. وبعبارة اخرى الحقيقة في هذا الفيلم مؤسسة على الوهم. وهو المنتج الذي لا وجود حقيقيا له ووهم جيل من الشباب المقدوني الذي يعاني من اكتشاف الطريق الصحيح نحو صناعة السينما.

كرة القدم والسينما

لم تغب كرة القدم باعتبارها واحدة من أهم المواضيع التي تحظى باهتمام الانسان المعاصر عن مهرجان روتردام، فإضافة إلى فيلم "زيدان" من اخراج دوغلاس غوردونو فيليب بارينو المخصص عن أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان وتوظيف 17 كاميرا لتصوير لقطات قريبة من زيدان أثناء عدد من المباريات، شارك المخرج الايراني جعفر بناهي في فيلمه المعروف "افسايد" التسلل، والفيلم يرصد الاجواء الحماسية والشد في لعبة كرة القدم ويصور المشاعر المختلفة التي تنتاب الفتيات الايرانيات اللواتي تنكرن بازياء الشبان لحضور مباريات هذه اللعبة الشيقة. يستعرض الفيلم في بدايته فتاة ارتدت زيا ذكوريا وقد دهنت وجهها بالوان العلم الايراني من اجل اخفاء ملامح الانوثة. واثناء محاولتها شراء تذكرة من السوق السوداء تتعرض الى ابتزاز البائع الذي يطلع على هويتها الحقيقية ويطالب بمبلغ مضاعف ثم نتابع حادثة ترتبط بمصير الفتاة واخريات تم التعرف الى هويتهن الانثوية من بين مئات الفتيات المتنكرات اللواتي حضرن الاستوديو وقد تم إلقاء القبض عليهن وحجزهن في مكان خاص خلف اسيجة الملعب بانتظار الحافلة التي تقلهن الى المعتقل.وتتم الحراسة من قبل جنود ينتمون الى العوائل الفقيرة من شمال الريف الايراني وهنا نكون ازاء تضاد حاد في مستوى وعي فتيات طهرانيات ينتمين الى عوائل برجوازية وعلى مستوى عال من التحصيل العلمي مع جنود ينتمون الى الثقافة الريفية المحافظة. الا ان دفاع الفتيات عن وجهات نظرهن في الحياة وقد اتسم بالعمق والصلابة يضعهن في مقام جدير بالاحترام. في المشهد الذي يصور الفتيات جالسات بطريقة مثيرة للشفقة على ارضية المحتجز تتعالى هتافات الجمهور وهنا يشاركهن المشاهد الحسرة على متابعة مجريات المباريات.

صورة مدينتين

ضمن برنامجه المتبع منذ دورتين سابقتين، وفي محور "النقطة الساخنة" تسلط الدورة الحالية الضوء على الحياة السينمائية والفنية في كل من طهران وبخارست، من خلال عرض افلام طويلة وقصيرة وعروض أخرى لها صلة بالنشاط الموسيقي والفن التشكيلي، والأفلام الايرانية في هذا القسم هي :"الامام والانترنت" للمخرج رضا حائري و"انه الشتاء" من اخراج رفيع بيتز،و" السيد الفنان" لكاوه بهرامي مقدم اضافة الى فيلم "لارمان في طهران".  اما المشاركة العراقية فقد تلخصت بفيلمين هما "اجتياز الغبار" للمخرج شوكت أمين كوركي ويسرد الفيلم حكاية طفل مشرد ضائع في طريق عام، منبوذ بسبب الاسم الذي يحمله وهو اسم الدكتاتور العراقي المقبور نفسه ، جنديان يتشاجران حول تقديم المساعدة له أو الامتناع عنها، وفيلم نصف القمر، والفيلم وان كان من اخراج الايراني بهمن قبادي، لكنه على غرار افلامه السابقة يعالج بمهارة فنية عالية جوانب من الحياة القاسية للأكراد المقيمين في ايران والعراق. ويشارك في المهرجان نحو 240 فيلما طويلا و430 فيلما قصيرا، اضافة الى تقديم عروض موسيقية لعل من أهمها العرض الذي ستقدمه فرقة آبجيز الايرانية.

 

العنوان الألكتروني لمهرجان روتردام السينمائي الدولي

http://www.filmfestivalrotterdam.com/

العنوان الالكتروني لصندوق" هوبرت بالس" لدعم المخرجين الشباب في الدول النامية

press@filmfestivalrotterdam.com

عنوان الموقع الالكتروني للمخرج بهمن قبادي

http://www.mijfilm.com/

الحياة اللندنية في 16 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك