سينماتك

 

ضوء ...

الوقوع في أسر الصورة التلفزيونية

عدنان مدانات

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

في أيامنا الحالية يكتسب ظهور امرؤ ما في التلفزيون أهمية استثنائية خاصة. فيكفي أن تصادف مذيعة التلفزيون مواطنا ما وتصوره وهو يجيب على سؤال ما، حتى يصبح هذا المواطن مهماً لمن يلتقي به ويعرفه أو يتعرف عليه من خلال صورته التي تم بثها.

سيقول له الجميع: رأيناك على التلفزيون ليلة البارحة. وهم بذلك، كأنما يهنئونه على هذا الظهور المميز.

نقرأ في قصة قصيرة جدا للكاتب الروسي أنطون تشيخوف يعود زمن كتابتها إلى العقد الأخير من القرن التاسع عشر، كيف يندفع أحد الموظفين الصغار نحو الحي الذي يقطن فيه وهو يلوح بجريدة ويعلن بفرح شديد أمام كل من يصادفه أنه أصبح مشهورا، إذ ان الجريدة قد نشرت اسمه. ويتبين في نهاية القصة أن اسمه ورد في الجريدة على النحو التالي: بينما كان الموظف في البلدية س. ن، يعبر الشارع صدمه حنطور.

هناك من لا يكتفي بهذا الظهور المصادف. فغالبا ما يتجمع الناس أمام كاميرا التلفزيون في الشارع وهي تصور شخصا ما يدلي بحديث أو يجيب على أسئلة، فيحتشد الناس من حوله ومن خلفه ويميلون نحو اليسار أحيانا ونحو اليمين أحيانا أخرى وكل منهم يريد أن  “يسرق الكاميرا” أي أن يكون على مرأى من الجميع في مواجهة عدسة الكاميرا، بعضهم يبتسم للكاميرا وبعضهم يلوّح بيده وقد يدفع آخرون بعيدا من يقفون بجانبهم ويزاحمونهم على الصورة، ولا يبالون برجاء المصور لهم كي يبتعدوا، بل يصرون على حقهم في البقاء في مواجهة الكاميرا وكلهم يشعرون بنشوة غامضة وهم يرون العدسة مصوبة باتجاههم والتي ستنقلهم إلى فضاء الشهرة.

كل من يظهر على شاشة التلفزيون يصبح مشهوراً ومهماً، على الأقل في نظر نفسه أو أقربائه أو زملائه وأصدقائه المقربين ويصبح ذلك الظهور مادة للحديث والسمر، وربما الحسد أيضا.

إلى حد ما، يمكن اعتبار حالة انبهار الشخص العادي بظهور صورته على الشاشة، من الأمور التي شجعت على الاستمرار في إنتاج برامج “الكاميرا الخفية” التلفزيونية، فعلى الرغم من أن الكاميرا الخفية تتلصص على الناس وتتعدى على، وتفضح بعض خصوصياتهم وتنشرها أمام الملأ، وعلى الرغم من المقالب التي يهيئها معدو هذه البرامج للشخصيات التي يصطادونها والتي تثير غضبهم وعصبيتهم في أحيان كثيرة، إلا أن الضحايا الغاضبين سرعان ما يتخلون عن فورة غضبهم وينتقلون إلى حالة من السعادة المفاجئة إذ يعرفون أنهم سيظهرون على شاشة التلفزيون.

الحائزون على النصيب الأكبر من صورة التلفزيون، مثل المذيعين والمذيعات والممثلين والممثلات، يصبحون، بتكرار ظهور صورتهم مشهورين وذوي سطوة بالنسبة لجماهير المشاهدين ولهم العديد من المعجبين. ولا يتعلق الأمر بالشهرة فقط، بل ان تكرار ظهور صورة شخص ممثل أو ممثل ما يعني أن يتم تكريسه بسرعة كنجم، وذلك على العكس مما كان يحصل في عالم السينما في الماضي، حيث لم يكن يصل إلى مرتبة النجومية ويحصل على هذا اللقب إلا الممثلون والممثلات من أصحاب الحضور الخاص أو”الكاريزيما”، والذين أدوا أدواراً مهمة انحفرت في وجدان جماهير المشاهدين. وحتى هذا لم يكن كافيا، إذ كان الوصول إلى مرتبة النجومية يتطلب مساعدة إضافية من وسائل دعاية وإعلان مكثفة، تستخدم فيها الأخبار، خاصة المثيرة، وتروى من خلالها الحكايات، ومعظمها حكايات مفبركة أو مبالغ فيها، بقصد تلميع صورة الممثل المراد جعله نجما، وإحاطته بهالة من الأضواء التي تجعله محط اهتمام الجميع. ولهذا، فإنه وعلى الرغم من أن آلاف الممثلين والممثلات ظهروا في تاريخ السينما العالمية في مئات الأفلام، وبعضهم كشفوا عن موهبة كبيرة وأدوا بإقناع أدوارا معقدة وقدموا شخصيات أثرت في الناس فتعاطفوا مع مصائرها، إلا أن عدد من لقبوا منهم بالنجوم كان ضئيلا جدا، وهذا على العكس مما يحصل في مجال التلفزيون، حيث يتزايد يوما إثر يوم عدد حملة هذا اللقب من الممثلين والممثلات المشاركين في المسلسلات التلفزيونية. جعل التلفزيون من لقب النجم مشاعا لفتيات وفتيان الإعلانات ولمقدمي ومقدمات البرامج على اختلافها وحتى للمفكرين والباحثين والمحللين السياسيين، الذين يتكرر ظهورهم في البرامج التلفزيونية المختلفة.

الخليج الإماراتية في 9 فبراير 2007

 

ظاهرة جديدة انتشرت في السينما المصرية مؤخراً

أفلام بلا نجوم مغامرة محسوبة

القاهرة - “الخليج”: رغم أن السينما تعتمد في معظم الأحيان على شعبية النجم ونفوذه في شباك التذاكر ولهذا يفرض النجوم شروطهم وأجورهم إلا أن هناك اتجاها جديدا في السينما المصرية في الفترة الأخيرة لإسناد بطولات بعض الأفلام لممثلين جدد لنصبح أمام أفلام من دون نجوم، فهل هي مغامرة؟ وهل يصبح الاعتماد أكبر على الموضوع؟ وهل يمكن لهذه الأفلام أن تحقق الإيرادات التي تحققها أفلام النجوم؟ تساؤلات عديدة تبحث السطور المقبلة عن إجاباتها.

عندما قدم المنتج حسين القلا الموسم الماضي فيلم “أوقات فراغ” وصفه الكثيرون بالمنتج المغامر لأن الفيلم لا يعتمد على أي نجوم ولعب بطولته مجموعة من الشباب منهم راندة البحيري وأحمد حداد وصفا، إلا أن هذه التجربة على ما يبدو شجعت آخرين على تكرارها. وهناك الآن أكثر من فيلم من النوعية نفسها التي تعتمد على وجوه جديدة منها “ورق التوت” للمخرج عمرو بيومي وأبطاله هم الوجوه الشابة فرح يوسف وسمية التونسية وريم سيد حجاب وفريدة واحمد نوار وفيلم “شارع 18” الذي يضم عمر حسن يوسف واحمد فاروق فلوكس ودنيا سمير غانم وهي أشهر من في هذا الفيلم و”توتي فروتي” للجزائرية سارة بسام ومحمود العيسوي والتونسية سمية و”استغماية” لهايدي كرم وأحمد يحيى وسارة بسام أيضا وغيرها من الأفلام.

في البداية يقول المنتج هاني فوزي الذي ينتج “توتي فروتي” و”ورق التوت”: عندي مشروع ضخم لإنتاج عشرة أفلام يلعب بطولتها ممثلون جدد فهذه الأفلام فرصة لتقديم نجوم جدد للسينما لأننا عدنا إلى المشكلة القديمة وهي احتكار عدد قليل من النجوم للبطولات ودورنا كمنتجين أن نكسر هذا الاحتكار وأن نجدد دم السينما المصرية. ولا ابحث عن الوجوه الجديدة لأقدم أفلاما أقل تكلفة صحيح ميزانيات هذه الأفلام اقل من ميزانيات أفلام النجوم بسبب الفارق الشاسع في الأجور لكن هناك نفقات أخرى تتكلفها هذه الأفلام وقد لا تتكلفها أفلام النجوم منها مثلا الاستهلاك المضاعف للعلب الخام فمعظم المشاهد تعاد أكثر من مرة بسبب افتقاد الوجوه الشابة للخبرة أمام الكاميرا كما أن هذه الأفلام تحتاج إلى دعاية اكبر لأن اسم النجم يكون وحده دعاية لأي فيلم، ورغم ذلك فهذه الأفلام يمكنها أن تحقق نجاحا لا يقل عن نجاح أي من أفلام النجوم بدليل أن النجوم الموجودين الآن حققوا نجاحا جماهيريا في أفلام قدموها قبل أن يتحولوا لنجوم شباك.

غير مضمونة

المنتج محمد العدل الذي ينتج “شارع 18” يقول: هذه ليست أول مرة أنتج فيها فيلما بوجوه جديدة، فمعظم النجوم الموجودين الآن في السينما خرجوا من أفلامي ومنحتهم الفرص التي أصبحوا بها نجوما وهذا دور ألعبه وأنا مقتنع به تماما ولهذا لا أخشى أبدا من إسناد بطولة أي فيلم لوجوه شابة ما دمت مقتنعاً بموهبتها، أما حسابات المكسب والخسارة في السينما فلا يمكن لأي شخص أن يضمنها سواء كان الفيلم به نجوم أم لا والتجارب السابقة تؤكد ذلك فهناك أفلام لعب بطولتها نجوم ولم تحقق شيئا وهناك تجارب اعتمدت على وجوه شابة وكانت إيراداتها أفضل والمهم الاهتمام بكل عناصر الفيلم وتقديم عمل سينمائي جيد في النهاية.

أما المنتج حسين القلا الذي غامر بتجربة فيلم “أوقات فراغ” فرغم اعترافه بأنها كانت مغامرة بالفعل لكنه راض عن التجربة تماما ويقول: نعم أنا راض عن الفيلم ونجاحه وتقديمي لوجوه شابة من خلاله والتجربة كلها كانت جيدة ولهذا سأكررها فمن حق الوجوه الجديدة أن تحصل على فرصتها ليس في التمثيل فقط لكن في التأليف والإخراج والتصوير أيضا. ولا أنافس أفلام النجوم عندما أنتج أفلاما بوجوه شابة لكنني أقدم سينما شابة في موضوعاتها وفكرها وأدائها وإذا لم نقدم وجوها جديدة للسينما ستظل كل الأفلام تدور في فلك عدد قليل جدا من نجوم الشباك، ولست ضد النجوم وأفلامهم أبدا لكنني مع وجود أفلام الوجوه الجديدة بجوارهم، صحيح هذه الأفلام لن تحقق إيرادات ضخمة مقارنة بأفلام نجوم الشباك لكن في النهاية الإيرادات التي تحققها يمكن أن يكون فيها مكسب معقول بالمقارنة بتكاليفها الأقل.

الفرصة

الوجه الجديد “فرح يوسف” التي تلعب بطولة فيلم “ورق التوت” فتقول: أدرس بمعهد الفنون المسرحية واشتركت من قبل في عدد من الأفلام الروائية القصيرة بالإضافة إلى دور صغير في فيلم “مافيش غير كده” مع نبيلة عبيد لكن “ورق التوت” هو الفرصة الحقيقية والأولى لي في السينما ولهذا ابذل أقصى جهدي لأقدم نفسي للجمهور وللوسط السينمائي كله بشكل جيد وأنا وفريق الفيلم من الوجوه الشابة نعتبر أنفسنا محظوظين بهذا الفيلم لأن هناك مشكلة في منحنا الفرصة كوجوه جديدة فمعظم المنتجين يفضلون اللعب مع النجوم والأدوار التي تتاح لنا لا تتعدى كونها أدوارا هامشية وصغيرة من الصعب أن نلفت بها الأنظار إلينا ولهذا حماس المنتج هاني فوزي لإنتاج هذا الفيلم بوجوه شابة فرصة لنا أتمنى أن نحسن استغلالها.

الفنان الصاعد عمر حسن يوسف اختاره المنتج محمد العدل لبطولة فيلم “شارع 18” وعن هذه التجربة يقول عمر: أحب التمثيل جدا وعندما أعلنت رغبتي في التمثيل لوالدّي الفنانين حسن يوسف وشمس البارودي وجدت تشجيعا منهما وكثيراً من النصائح أيضا ورغم أني درست السياحة والفنادق وعملت في هذا المجال لفترة لكنني حصلت على إجازة من الشركة التي أعمل بها حتى أتفرغ تماما لأول فيلم لي خاصة أن التجربة الأولى تفرق كثيرا مع أي فنان شاب وفرصة كبيرة مثل بطولة فيلم إذا لم أحسن استغلالها ربما لا يتشجع المنتجون بعد ذلك على إسناد فرص أخرى لي. ولهذا فالفيلم بالنسبة لي تحد كبير ولست أنا فقط لكن كل النجوم الجدد في الفيلم لديهم   الإحساس نفسه.

الجزائرية سارة بسام من الوجوه الشابة أيضا التي حصلت مؤخرا على فرصة البطولة من خلال فيلمين هما “استغماية” و”توتي فروتي” وعن الفرصتين تقول: رغم أنني غنيت وشاركت أيضا في مسلسل “مواطن بدرجة وزير” مع النجم حسين فهمي لكن عيني كانت على السينما ومصادفة التقيت بالمنتج هاني فوزي الذي اختارني لدور البطولة في “استغماية” مع المخرج عماد البهات وعندما تأكد أنني مشروع ممثلة جيدة لم يتردد في اسناد بطولة “توتي فروتي” لي رغم اختلاف الدورين. فأنا في الفيلم الأول أجسد شخصية فتاة فلسطينية تعيش في مصر وتنخدع في قصة حب أما في الفيلم الثاني فدوري كوميدي وهذا التنويع بالتأكيد في مصلحتي لأنه سيقدمني للجمهور كفنانة يمكنها أن تلعب أدوارا مختلفة واشعر بأن السينما بدأت تفتح أبوابها لي ولغيري من النجوم الشباب والمهم أن نثبت أنفسنا في الفرص التي حصلنا عليها.

الخليج الإماراتية في 9 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك