سينماتك

 

مهمة صعبة

تحويل الفسيخ إلى شربات حقا مهمة صعبة

منى الغازى

 

 

 

 

ما كتبته

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

 

صفحات خاصة

أمين صالح

عبدالقادر عقيل

يوخنا دانيال

 

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

 

أرشيف

إبحث في سينماتك

 

سجل الزوار

إحصائيات استخدام الموقع

 

 

 

سينماتك

 

القضاء على الفساد مهمة صعبة، ومحاولة كشفه للجماهير مهمة صعبة بل مجرد التفكير فى مواجهته مهمة صعبة وان تتكاتف قوى الخير وتتحد معا مهمة صعبة وان يكسب اللص تعاطف الجماهير مهمة صعبة ولكن من المؤكد أن كل هذا سيكون مجرد مهام بسيطة أمام أن تصنع من الفسيخ شربات أو أن تقدم فيلما جيدا دون سيناريو محبوك، وقد اقتحم إيهاب راضى بفيلمه الجديد مهمة صعبة جميع أبواب المهام الصعبة من الفساد وحتى الفسيخ.

بتتبع مراحل المهمة الصعبة نجدها تبدأ من فكرة تقديم فيلم عن المبيدات المسرطنة وهى واحدة من أهم قضايا الفساد التى مازالنا نعيشها ونعيش توابعها، بينما تمر فى الصحف مرور الكرام وتتعرض لها سينما التوك توك باعتبارها شقاوة أولاد ذوات ولكنها تجارة سلعتها 73 مليون مواطن حسب آخر إحصاء ومن هنا تأتى مشكلة تناول فكرة ذات أهداف تعليمية فى إطار وسط سينمائى تسيطر عليه التفاهة، إذن فليكن خليط قليل من هنا وقليل من هناك، وبعض الاكشن والتراجيديا إلى جانب رقصة وأغنية والنتيجة مجموعة مشاهد مجمعة يمكن فصلها فى المهمة الصعبة الى فيلمين واضحى المعالم احدهما دراما اجتماعية من بطولة علا غانم والآخر فيلم أكشن بطولة طارق علام و مجدى كامل، وبدمج الفيلمين نصل إلى فيلم ثالث له سيناريو مفكك وبه حوار رديء تماما وعند تلك اللحظة تبدأ الرائحة النفاذة للفسيخ فى الظهور، فنرى مجموعة من المشاهد المفتعلة والمواقف غير المتماسكة دراميا لشاب عاطل سامي ينقذ فتاة من محاولة اغتصاب ليسقط متهما فى جريمة قتل وبعد محاكمة غير منتظمة الحوار يحصل على حكم بالسجن لمدة عام، وهناك يلتقى بشوقى الذى يفعل كل ما يجلب المال وعمله الأساسى بودى جارد وتربطهما صداقة تستمر بعد الخروج من السجن فينضم سامى إلى شوقى فى عصابة رجل الأعمال لولو بيه المتخصص فى شراء الشيكات المعدومة واسترداد قيمتها بطرقه الخاصة.

هذا هو الفيلم الاكشن، أما الآخر فنرى قصة دكتورة تحاليل درست فى أمريكا وتعمل فى إدارة تابعة لوزارة الزراعة وترفض دخول صفقة كيماويات ومبيدات تعلم أن بها مواد خطيرة تكتشف بعد ذلك أنها مواد مسببة للسرطان يستوردها رجال أعمال ويقومون برشوة الوزارة كلها ماعدا الوزير طبعا وتأتى الموافقات على حد قولهم من فوق ونصعد لأعلى بالاسانسير من قيادات الوزارة إلى رجل الأعمال الصغير ثم الذى فوقه، ثم لابد أن يتعطل الاسانسير لان أكثر من ذلك قد يوقف عرض الفيلم، ولكن نعلم من خلال الحوار أن هناك من هم فى الأدوار الأعلى، ولهم أدوار أهم!.

يربط الفيلمين مجموعة من المصادفات تعمل على ربط كل الخيوط فى فيلم واحد مفتعل البناء، وبالاتفاق الضمنى بين أطراف العمل على انه سيناريو وحوار ضعيف جاءت بقية الأشياء تعمل فى خطوط بعيده تماما عن منطق الواقعية أو حتى الفانتازيا.

يبدأ المخرج إيهاب راضى صراعه مع قوى الطبيعة فى محاولة لصنع شربات من الفسيخ فيصور السيناريو الواقعى فرضيا بالمنهج التأثيرى والطبيعى فيلجأ إلى تعدد الزوايا والمونتاج السريع والإضاءات الخاصة متعمدا إخفاء الجانب غير الواقعى فى اغلب الأوقات ورغم ذلك يسقط فى أزمة الفصام الفيلمى فيقدم بمنهجه التأثيرى مشاهد فيلم الحركة وتضم شخصيات طارق علام ومجدى كامل و حجاج عبد العظيم ويعتمد فيها على اللقطات الواسعة والقطعات الخشنة بينها وبين لقطات قريبة جدا مع حركة دائمة للكاميرا، ثم يتحول تكنيك الإخراج فى مشاهد الفيلم الثانى وتضم مشاهد علا غانم وعمرو مهدى، وتأتى تلك المشاهد كلاسيكية تعتمد على الكاميرا الثابتة والزوايا الضيقة والانتقالات السلسة يسقط بينهما جزء تليفزيونى الإخراج من بطولة كريمة مختار وجمال إسماعيل ودنيا، وتسيطر عليه زوايا الفعل ورد الفعل، يتقدم ذلك جميعا أفان تتر مشهد ما قبل التترات، ويسيطر عليه حوار شديد الواقعية وبناء سردى صحفى بينما يلجأ إيهاب راضى إلى توضيح منهجه فى إخراج الفيلم من خلال ذلك المشهد الذى تختلط فيه المناهج الثلاثة احد أفضل مشاهد الفيلم إخراجيا، كما جاء تنفيذ مشاهد الحركة جيد رغم ضعف تنفيذ مشهد معركة النهاية التى وجب لها أن تتناسب مع كم العنف المفترض فى شخصياتها ولكنها جاءت بسيطة وسهلة زى شكة الدبوس.

رغم ذلك فهناك صورة بصرية جيدة وحركة كاميرا مميزة يعود الفضل فيها لمدير التصوير احمد حسين رغم وجود شكر خاص لشريف الشيمى يسبق اسم مدير التصوير وبغض النظر عن مجهود كل منهما فقد جاء عمل مدير التصوير جيدا وبشكل خاص مشاهد الليل، والموسيقى التصويرية لتامر كروان الذى انتشر اسمه كصانع للموسيقى التصويرية فى السينما المصرية فى الفترة الأخيرة غير موجود ويسيطر على القيمة الموسيقية للفيلم عصام كاريكا سواء كان بألحانه أو بصوته الذى جاء مناسبا ومعبرا عن حالة الفيلم.

يبقى لنا التمثيل الذى جمع فيه أربعة أجيال جميعهم أجادوا بدرجات متفاوتة لنجد فى المقدمة طارق علام الذى يقدم واحدا من أفضل أدواره السينمائية قياسا بأعماله السابقة ثم النجم الشاب مجدى كامل فى دور سيكون مفتاحه إلى قلوب الجماهير وفى الغالب إلى صدارة الأفيش، يليهم الصاعد بقوة خالد الصاوى صاحب الأداء المتزن أما الشاب عمرو مهدى فرغم تميز دوره عن أدواره السابقة فإنه مازال يعتمد على الشكل أكثر من الأداء وعلى الصوت أكثر من الإحساس، بالنسبة للأدوار النسائية فرغم سيطرة الأداء التليفزيونى والخطابى على بعض المشاهد فإن علا غانم ودنيا أجادتا ارتداء الشخصيات، أما المطربة مروة فقد مرت بالفيلم مرور الكرام مكتفية ببعض العرى وأغنية وحيدة من باب التفاريح.

العربي المصرية في 4 فبراير 2007

 

الدخول إلى عش الدبابير لكسر احتكار الكبار

محمد جمال 

الصورة السينمائية تظل الأكثر بلاغة وتأثيرا من ركام الكلام.. وكم من صورة أسقطت الأقنعة عن وجوه شرسة ومتوحشة، وكم من صورة نائمة فى سراديب المحاكم والنسيان أيقظتها يد مؤلف.. وصاغتها حرفية كاتب سيناريو لتقدم لنا فى النهاية فيلما متكامل الابهار، والمضمون!

البطل كان ولا يزال قريبا من قلوب البسطاء الذين اقتراب منهم وهو يقدم برامجه الشهيرة كلام من دهب، والأفضل، وكل الكلام.. وهو الإعلامى طارق علام الذى خاض تجربة السينما من باب القضايا الوطنية والجماهيرية فقدم لنا من قبل الكافيير، وأجندة حمراء.. ثم عاد للمرة الثالثة ليؤكد أن نجوميته لم تحترق كما ادعى البعض بل توهجت.. وازدادت لمعانا.. وخبرة.. لمست ذلك بنفسى فى الحفل المهيب فى سينما جودنيوز والذى حضره حشد فنى وإعلامى وصحفى وفضائى وبأسماء كبيرة منها الكاتب وعضو مجلس الشعب مصطفى بكرى والإعلامى عمرو الليثى..

فى فيلمه الثالث مهمة صعبة - الذى كتب فكرته هاشم القيسية وأعد له السيناريو حمدى يوسف الذى طرحت له السينما أكثر من عمل منها السقوط فى الوحل، وأمير الظلام- اقتحم طارق علام.. بجرأة ضابط الشرطة السابق عش الدبابير.. حين أعاد فتح ملف قضية المبيدات المسرطنة.. وهى قضية فساد ذمم تقاطعت فيها خيوط المشهد الاجتماعى والسياسى بالجريمة المنظمة.. وهى قضية يستحق الرقيب على أبو شادي التحية على إجازته لها بالعرض الدرامي! مثلما يستحق طارق علام نفسه التحية على إعادته لوجوه غابت عن شاشة السينما لسنوات طويلة منها القديرة كريمة مختار، والقدير سعيد صالح والقدير جمال اسماعيل وأحمد بدير والمتميز هشام عبدالحميد العائد بنجومية الكبار بعد أن دخل فيلمه خريف آدم مسابقة أوسكار جولدن جلوب!

والذى لم يتردد لحظة فى الظهور كضيف شرف حين جسد شخصية والد دنيا احدى بطلات الفيلم أمام علا غانم..

أعاد طارق علام البريق من جديد لأفلام الأكشن.. بشكل فاق ما قدمه أحمد جلال فى أبو علي، وواحد من الناس، وطارق العريان فى تيتو والامبراطور حيث تم انفاق نحو ثلاثة ملايين جنيه على تصميم المعارك وتفجير السيارات والمؤثرات الصوتية سيارتان مرسيدس تم حرقهما، ومعرض سيارات تمت اقامته داخل استوديو مصر ومعه نايت كلوب تم تكسيرهما ولا تزال آثار تدميرهما باقية حتى اليوم!!

واجتهد المخرج ايهاب راضى فى تقديم فيلم متكامل سواء فى الاخراج أو المونتاج أو التصوير الذى أعلن ميلاد مصور متميز هو أحمد حسين ومفاجأة الفيلم كانت فى مجدى كامل الذى رفع شعار هاملت الشهير أكون أو لا أكون حين أعاد تجسيد دور الفيلين المودرن! ولخص كل مواد التمثيل التى يدرسها لطلبة المعهد العالى للفنون المسرحية فى فن الآداء الذى يذوب تماما فى الشخصية الفنية ليصل صادقا الى قلوب الناس! البطولة الجماعية التى استثمر حمدى يوسف المؤلف والسيناريست صداقاته بنجوم الوسط الفنى ليجمعها فى عمل واحد.. جذبت انتباه الجمهور مع ظهور كل ممثل فى مشهد دون الاخلال بالمباراة التنافسية بين حجاج عبدالعظيم وسليمان عيد.. أو بين خالد الصاوى ومجدى كامل.. وفى مقدمة كل هؤلاء.. يظهر طارق علام أو سامي الذى ساقته شهامته وهو ينقذ دنيا من الاغتصاب فيتورط فى جريمة قتل ويدخل السجن لتبدأ رحلته فى دخول أوكار الكبار الذين يتساقطون أمام مطرقة العدالة والقانون.. وهو ما جسدته فينالة الفيلم حين خرج طارق علام ومعه علا غانم الطبيبة التى تحدت الكبار وكشفت عن المواد المسرطنة، والمحامى عمرو مهدي منتصرين بكلمة العدالة وهم خارجون من المحكمة!

الفيلم هو باكورة الانتاج الروائى السينمائى المصرى.. لشركة الريف الاماراتية التى قدمت عدة أعمال درامية سورية مهمة منها الهشيم، وأسياد المال، وحسيبة وبين الهدب دمعة بجانب البرنامج الناجح فى الخليج ستريت سمارتس.. ومؤخرا انتهت من أضخم عمل سينمائى سورى وهو فيلم المهد.. المخرج محمد ملص وفى سؤال عابر للمستشار هاشم القيسية رئيس مجلس ادارة الشركة هل مهمة صعبة سيكون المؤشر لتواجدكم وسط الكيانات الانتاجية الكبيرة على شاشة الدراما المصرية؟ وكانت اجابته مباشرة: أى عمل فنى عربى لا يكتب له الامتياز الا بحضور الفن والفنانين المصريين وطموحنا هو اقتحام العالمية بأعمال فنية عربية مصرية متكاملة.. أما سفير دولة الامارات العربية فى مصر السيد أحمد الميل الزعابى فأكد أن الفن هو جسر الوحدة العربية.. وصورتنا أمام العالم يجب أن تكون مشرقة من خلال أعمال عربية تجمع كل الأشقاء العرب وفى مقدمتهم مصر هوليود الشرق! ويؤكد أن فريق مهمة صعبة نجح فى التحليق منفردا خارج سرب أفشل

العربي المصرية في 4 فبراير 2007

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك