حينما يعرض اي فيلم نعرف هويته قبل مشاهدته.. فمثلا أفلام سعد وهنيدي تعتمد علي الافيهات واضحاك الناس بأية وسيلة.،وقيمة الفيلم تعتمد علي صانعه ومخرجه.. وفيلم من اخراج ساندرا نشأت يعتبر حالة خاصة.. فساندرا يهمها قبل كل شيء قيمة الفيلم من الناحية الفنية ومخاطبة عقل المشاهد وليس غرائزه.،وفيلم 'الرهينة' الذي كتب قصته د. نبيل فاروق ومن سيناريو نادر صلاح الدين فيلم يستحق المناقشة.. وبالتأكيد فإن الفيلم سيكون له طابع مميز عن أفلام المضحكين.،فمثلا حينما يقدم محمد سعد فيلما فهو البطل والمخرج وكل شيء.. كل مايهمه اضحاك الجماهير بالافيهات التي يقدمها فأصبحت أفلامه نموذجا واحدا.،أقول هذا لأن كاتب السيناريو هو نفس كاتب أفلام محمد سعد. لكن حينما تكون ساندرا هي المخرجة فبالتأكيد ستختلف الدراما التي تقدمها من وجهة نظرها. ان ساندرا نشأت التي قدمت 'ملاكي اسكندرية' وهو الفيلم الذي قدمته بأسلوب الاكشن وحقق نجاحا جماهيريا ارادت أن تقدم فيلما آخر يعتمد علي الاكشن وهو فيلم 'الرهينة' الذي يتناول قضية حساسة هي قضية الوحدة الوطنية. لقد قدمت السينما من قبل افلاما عن الوحدة الوطنية لكنها لم تحقق النجاح الذي كنا نتوقعه. في هذا الفيلم ارادت ساندرا ان تقدم فيلما جماهيريا فجمعت بين الاكشن والتشويق والترقب في اطار أقرب إلي الكوميديا الخفيفة.. وبالطبع نجحت في تقديم فيلم مشوق.. فمعظم افلام الحركة افلام مشوقة.. لكن ساندرا تفرعت من قضية الوحدة الوطنية إلي موضوعات فرعية مثل المصريين من اولاد البلد النازحين من مصر بحثا عن فرصة عمل.. وكيف يعيشون، وكيف ان الدعاية الخارجية هي التي تصنع الارهاب المقترن بالجماعات الاسلامية.. مستغلة الشكل الخارجي من الذقون والملابس.. لتوهم العالم بأن هؤلاء هم الارهابيون. في البداية وقبل نزول التترات نشاهد فتاة اجنبية جميلة تعزف في اوبرا اوكرانيا تحس بأنها فتاة رومانسية.. لكن تأتيها مكالمة تليفونية لنري الوجه الآخر لها.. فهي تستدعي لتنفيذ عملية اغتيال أحد الرؤساء الافارقة وتنجح في ذلك ويتضح أنها قاتلة أجيرة. في هذه المقدمة تحس بأنك تشاهد فيلما أمريكيا بالنسبة للمكان والاخراج والفتاة الأجيرة التي تشبه رجال المخابرات بالزي الذي ترتديه لنري تحولا تاما لفيلم مصري.. تنقلنا المخرجة إلي الطائرة الأوكرانية القادمة من مصر والتي يلتقي فيها عالم الذرة الدكتور مكرم اسحق الحائز علي جائزة نوبل، مع الشاب مصطفي ابن بلد قادم إلي اوكرانيا بحثا عن عمل لم يحققه في مصر.. وتدور مناقشة بين مصطفي (أحمد عز) وعالم الذره د. مكرم اسحق . وعند النزول الي مطار اوكرانيا يختطف عالم الذرة المسيحي.. فهو أول قبطي يحصل علي جائزة نوبل امام عيني مصطفي.. ونعرف ان الجماعات الاسلامية هي التي خطفته لقتله أو هكذا تقول له القاتلة الأجيرة. وتبدأ عملية البحث عن الكمبيوتر الذي كان يحمله مصطفي للدكتور مكرم والذي اراد ان يوصله إلي بيت صديقه بعد ان اعطاه مبلغا من المال لوقت الحاجة. ويقوم مصطفي بتبليغ السفارة المصرية في اوكرانيا.. الذين يقولون له بدافع الحرص.. ان عالم الذرة د. مكرم لم يكن من المسافرين بالطائرة فيصاب بحالة إحباط. تنقلنا ساندرا بعد ذلك من مشاهد الاكشن إلي موضوع آخر.. وهو البيت الذي يعيش فيه المصريون القادمون للعمل في اوكرانيا.. وكيف يعيشون.. يعانون من ضيق المكان والجوع والكبت الجنسي .. ان هذا البيت يرمز إلي مصر.. وقد اختار كاتب السيناريو اضافة هذا الجزء الذي كان يمكن ان يكون موضوعا مستقلا ليبين الذل والمهانة التي يعيشها المصريون من اولاد البلد للبحث عن فرصة عمل.. هذا الجزء اخرجته ساندرا بحس واقعي كأنها تنذر الشباب بما يعانيه زملاؤهم في الخارج.. وتحذر بأن الحياة في بلدنا مهما كانت فهي أرحم بكثير من المعاملة في الخارج.. وهو ايضا ماقاله الدكتور مكرم للشاب مصطفي الذي جاء ليجرب حظه في بلاد غريبة لايعرف عنها شيئا. يلتقي مصطفي بمذيعة التليفزيون لينا 'ياسمين عبدالعزيز' وهي مذيعة فضولية تريد ان تعرف منه حكاية الدكتور مكرم والكمبيوتر الذي كان يحمله لكي تقدمه برنامجا في التليفزيون.. تنقلنا ساندرا إلي مرحلة اخري مرحلة المطادرات بالعربات من الجهة التي تريد الحصول علي الكمبيوتر. ومصطفي ولينا.. هذه المطادرات التي قدمتها بشكل فانتازي لانراها الا في افلام جيمس بوند.. حيث العربات تطير في الهواء وتنزل السلالم وتصعد الجبال.. ليخرج بها من أعلي الجبل إلي البحر ليصيح مصطفي 'صلي علي رسول الله'.. هذا المشهد الذي لايمكن ان ينجو منه احد.. لكنهما يخرجان من العربة التي تحطمت تماما بدون إصابة او خدش. وهذا المشهد غير واقعي فلماذا يلقون بها من فوق الجبل.. وهم في الاصل يبحثون عن كمبيوتر الدكتور مكرم! وفي مشهد يذاع علي الفضائيات نري مجموعة من المتطرفين ذوي الذقون الذين يعلنون عن انفسهم بأنهم جماعات إسلامية ويقتلون الدكتور مكرم احد الرموز المسيحية الحائز علي جائزة نوبل.. ويتذكر مصطفي كلماته معه في الطائرة (مادام بتحب مصر سيبتها ليه). ويتساءل مصطفي (مين اللي ليه مصلحة في كده)؟ تصل الفانتازيا إلي قمتها.. حين تخطفه الفتاة الأجنبية (نور) بالطائرة الهليوكوبتر التي 'يتشعبط' فيها مصطفي لانقاذ حياة الدكتور مكرم.. هذا المشهد شاهدناه في الكثير من الافلام الأمريكية والمصرية ايضا.. ويتضح ان مقتل د. مكرم كان تمثيلية استغل فيها اناس من ذوي الاشكال الارهابية.. وينتهي الفيلم بمو عظة من الدكتور مكرم عن الوحدة الوطنية مع أغنية وطنية تقول كلماتها. بحبك وحشتيني حتي لو انت مطلعة عيني بحبك موت استطاعت ساندرا ان تقدم فيلما جماهيريا يجمع بين عدة قضايا مهمة وهي قضية الوحدة الوطنية.. والمصريين الذين سافروا للخارج للبحث عن فرصة عمل.. ايضا قضية الارهاب.. وقد كانت كل قضية من هذه تصلح وحدها فيلما.. لكنها نجحت في تقديم فيلم (اكشن) أميل إلي الفانتازيا بحرفية أقرب إلي الأفلام الأمريكية. لقد ارادت ساندرا ان تقدم مايريده الجمهور فاختارت بطلها من اولاد البلد الشعبيين لتقدمه بحس مصري صميم حتي تكسب جمهورا أكبر.. واستطاع المصور نزار شاكر ان يقدم الاكشن بأسلوب أمريكي كما استغل بنايات الأوبرا والكاتدرائيات الاوكرانية وأفراح الكنائس التي يندس فيه المجرمون.. لكن هذا أفسده القطع الكثير وكان يمكن للمونتاج ان يعالج ذلك.. فشتت التصاعد الدرامي. أحمد عز الذي قدم مع ساندرا (ملاكي اسكندرية) يؤكد نجوميته كبطل شعبي وليس مجرد شاب حليوة لقد نجح في تقديم افكار واحلام المواطن المصري.. والانتماء للوطن.. ويعتبر فيلم الرهينة مرحلة جديدة في حياته. أما صلاح عبدالله الذي تألق في مسلسل 'حدائق الشيطان ' فقد تألق ايضا في دور عالم الذره كأحد الرموز المسيحية. ياسمين عبدالعزيز (لينا) اضفت علي الفيلم روح الكوميديا الخفيفة.. فلا تحس انها مذيعة جادة بالتليفزيون.. فتعبيرات وجهها الطفولي ابعدتنا عن كونها مذيعة تقدم برامج سياسية.. ولكنها مشاغبة نتعاطف معها كفتاة تعيش وحدها في الخارج. نور استطاعت ان تقوم بدور القاتلة الأجنبية الأجيرة التي نراها في الافلام الأمريكية بأسلوبها في الكلام وطريقة لبسها. ماجد كدواني ادخل الضحكة والبهجة علي فيلم يعالج موضوع الوحدة الوطنية. عموما فإن فيلم 'الرهينة' لساندرا نشأت يعتبر حالة خاصة بين أفلام العيد.. ولو أن احدا اخرج الفيلم غير ساندرا لأصبح الفيلم اشبه بأفلام نجوم الكوميديا من المضحكين. أخبار النجوم في 12 يناير 2007
بحب السينما .. الرهينة بقلم : إيريس نظمي حينما يعرض اي فيلم نعرف هويته قبل مشاهدته.. فمثلا أفلام سعد وهنيدي تعتمد علي الافيهات واضحاك الناس بأية وسيلة.،وقيمة الفيلم تعتمد علي صانعه ومخرجه.. وفيلم من اخراج ساندرا نشأت يعتبر حالة خاصة.. فساندرا يهمها قبل كل شيء قيمة الفيلم من الناحية الفنية ومخاطبة عقل المشاهد وليس غرائزه.،وفيلم 'الرهينة' الذي كتب قصته د. نبيل فاروق ومن سيناريو نادر صلاح الدين فيلم يستحق المناقشة.. وبالتأكيد فإن الفيلم سيكون له طابع مميز عن أفلام المضحكين.،فمثلا حينما يقدم محمد سعد فيلما فهو البطل والمخرج وكل شيء.. كل مايهمه اضحاك الجماهير بالافيهات التي يقدمها فأصبحت أفلامه نموذجا واحدا.،أقول هذا لأن كاتب السيناريو هو نفس كاتب أفلام محمد سعد. لكن حينما تكون ساندرا هي المخرجة فبالتأكيد ستختلف الدراما التي تقدمها من وجهة نظرها. ان ساندرا نشأت التي قدمت 'ملاكي اسكندرية' وهو الفيلم الذي قدمته بأسلوب الاكشن وحقق نجاحا جماهيريا ارادت أن تقدم فيلما آخر يعتمد علي الاكشن وهو فيلم 'الرهينة' الذي يتناول قضية حساسة هي قضية الوحدة الوطنية. لقد قدمت السينما من قبل افلاما عن الوحدة الوطنية لكنها لم تحقق النجاح الذي كنا نتوقعه. في هذا الفيلم ارادت ساندرا ان تقدم فيلما جماهيريا فجمعت بين الاكشن والتشويق والترقب في اطار أقرب إلي الكوميديا الخفيفة.. وبالطبع نجحت في تقديم فيلم مشوق.. فمعظم افلام الحركة افلام مشوقة.. لكن ساندرا تفرعت من قضية الوحدة الوطنية إلي موضوعات فرعية مثل المصريين من اولاد البلد النازحين من مصر بحثا عن فرصة عمل.. وكيف يعيشون، وكيف ان الدعاية الخارجية هي التي تصنع الارهاب المقترن بالجماعات الاسلامية.. مستغلة الشكل الخارجي من الذقون والملابس.. لتوهم العالم بأن هؤلاء هم الارهابيون. في البداية وقبل نزول التترات نشاهد فتاة اجنبية جميلة تعزف في اوبرا اوكرانيا تحس بأنها فتاة رومانسية.. لكن تأتيها مكالمة تليفونية لنري الوجه الآخر لها.. فهي تستدعي لتنفيذ عملية اغتيال أحد الرؤساء الافارقة وتنجح في ذلك ويتضح أنها قاتلة أجيرة. في هذه المقدمة تحس بأنك تشاهد فيلما أمريكيا بالنسبة للمكان والاخراج والفتاة الأجيرة التي تشبه رجال المخابرات بالزي الذي ترتديه لنري تحولا تاما لفيلم مصري.. تنقلنا المخرجة إلي الطائرة الأوكرانية القادمة من مصر والتي يلتقي فيها عالم الذرة الدكتور مكرم اسحق الحائز علي جائزة نوبل، مع الشاب مصطفي ابن بلد قادم إلي اوكرانيا بحثا عن عمل لم يحققه في مصر.. وتدور مناقشة بين مصطفي (أحمد عز) وعالم الذره د. مكرم اسحق . وعند النزول الي مطار اوكرانيا يختطف عالم الذرة المسيحي.. فهو أول قبطي يحصل علي جائزة نوبل امام عيني مصطفي.. ونعرف ان الجماعات الاسلامية هي التي خطفته لقتله أو هكذا تقول له القاتلة الأجيرة. وتبدأ عملية البحث عن الكمبيوتر الذي كان يحمله مصطفي للدكتور مكرم والذي اراد ان يوصله إلي بيت صديقه بعد ان اعطاه مبلغا من المال لوقت الحاجة. ويقوم مصطفي بتبليغ السفارة المصرية في اوكرانيا.. الذين يقولون له بدافع الحرص.. ان عالم الذرة د. مكرم لم يكن من المسافرين بالطائرة فيصاب بحالة إحباط. تنقلنا ساندرا بعد ذلك من مشاهد الاكشن إلي موضوع آخر.. وهو البيت الذي يعيش فيه المصريون القادمون للعمل في اوكرانيا.. وكيف يعيشون.. يعانون من ضيق المكان والجوع والكبت الجنسي .. ان هذا البيت يرمز إلي مصر.. وقد اختار كاتب السيناريو اضافة هذا الجزء الذي كان يمكن ان يكون موضوعا مستقلا ليبين الذل والمهانة التي يعيشها المصريون من اولاد البلد للبحث عن فرصة عمل.. هذا الجزء اخرجته ساندرا بحس واقعي كأنها تنذر الشباب بما يعانيه زملاؤهم في الخارج.. وتحذر بأن الحياة في بلدنا مهما كانت فهي أرحم بكثير من المعاملة في الخارج.. وهو ايضا ماقاله الدكتور مكرم للشاب مصطفي الذي جاء ليجرب حظه في بلاد غريبة لايعرف عنها شيئا. يلتقي مصطفي بمذيعة التليفزيون لينا 'ياسمين عبدالعزيز' وهي مذيعة فضولية تريد ان تعرف منه حكاية الدكتور مكرم والكمبيوتر الذي كان يحمله لكي تقدمه برنامجا في التليفزيون.. تنقلنا ساندرا إلي مرحلة اخري مرحلة المطادرات بالعربات من الجهة التي تريد الحصول علي الكمبيوتر. ومصطفي ولينا.. هذه المطادرات التي قدمتها بشكل فانتازي لانراها الا في افلام جيمس بوند.. حيث العربات تطير في الهواء وتنزل السلالم وتصعد الجبال.. ليخرج بها من أعلي الجبل إلي البحر ليصيح مصطفي 'صلي علي رسول الله'.. هذا المشهد الذي لايمكن ان ينجو منه احد.. لكنهما يخرجان من العربة التي تحطمت تماما بدون إصابة او خدش. وهذا المشهد غير واقعي فلماذا يلقون بها من فوق الجبل.. وهم في الاصل يبحثون عن كمبيوتر الدكتور مكرم! وفي مشهد يذاع علي الفضائيات نري مجموعة من المتطرفين ذوي الذقون الذين يعلنون عن انفسهم بأنهم جماعات إسلامية ويقتلون الدكتور مكرم احد الرموز المسيحية الحائز علي جائزة نوبل.. ويتذكر مصطفي كلماته معه في الطائرة (مادام بتحب مصر سيبتها ليه). ويتساءل مصطفي (مين اللي ليه مصلحة في كده)؟ تصل الفانتازيا إلي قمتها.. حين تخطفه الفتاة الأجنبية (نور) بالطائرة الهليوكوبتر التي 'يتشعبط' فيها مصطفي لانقاذ حياة الدكتور مكرم.. هذا المشهد شاهدناه في الكثير من الافلام الأمريكية والمصرية ايضا.. ويتضح ان مقتل د. مكرم كان تمثيلية استغل فيها اناس من ذوي الاشكال الارهابية.. وينتهي الفيلم بمو عظة من الدكتور مكرم عن الوحدة الوطنية مع أغنية وطنية تقول كلماتها. بحبك وحشتيني حتي لو انت مطلعة عيني بحبك موت استطاعت ساندرا ان تقدم فيلما جماهيريا يجمع بين عدة قضايا مهمة وهي قضية الوحدة الوطنية.. والمصريين الذين سافروا للخارج للبحث عن فرصة عمل.. ايضا قضية الارهاب.. وقد كانت كل قضية من هذه تصلح وحدها فيلما.. لكنها نجحت في تقديم فيلم (اكشن) أميل إلي الفانتازيا بحرفية أقرب إلي الأفلام الأمريكية. لقد ارادت ساندرا ان تقدم مايريده الجمهور فاختارت بطلها من اولاد البلد الشعبيين لتقدمه بحس مصري صميم حتي تكسب جمهورا أكبر.. واستطاع المصور نزار شاكر ان يقدم الاكشن بأسلوب أمريكي كما استغل بنايات الأوبرا والكاتدرائيات الاوكرانية وأفراح الكنائس التي يندس فيه المجرمون.. لكن هذا أفسده القطع الكثير وكان يمكن للمونتاج ان يعالج ذلك.. فشتت التصاعد الدرامي. أحمد عز الذي قدم مع ساندرا (ملاكي اسكندرية) يؤكد نجوميته كبطل شعبي وليس مجرد شاب حليوة لقد نجح في تقديم افكار واحلام المواطن المصري.. والانتماء للوطن.. ويعتبر فيلم الرهينة مرحلة جديدة في حياته. أما صلاح عبدالله الذي تألق في مسلسل 'حدائق الشيطان ' فقد تألق ايضا في دور عالم الذره كأحد الرموز المسيحية. ياسمين عبدالعزيز (لينا) اضفت علي الفيلم روح الكوميديا الخفيفة.. فلا تحس انها مذيعة جادة بالتليفزيون.. فتعبيرات وجهها الطفولي ابعدتنا عن كونها مذيعة تقدم برامج سياسية.. ولكنها مشاغبة نتعاطف معها كفتاة تعيش وحدها في الخارج. نور استطاعت ان تقوم بدور القاتلة الأجنبية الأجيرة التي نراها في الافلام الأمريكية بأسلوبها في الكلام وطريقة لبسها. ماجد كدواني ادخل الضحكة والبهجة علي فيلم يعالج موضوع الوحدة الوطنية. عموما فإن فيلم 'الرهينة' لساندرا نشأت يعتبر حالة خاصة بين أفلام العيد.. ولو أن احدا اخرج الفيلم غير ساندرا لأصبح الفيلم اشبه بأفلام نجوم الكوميديا من المضحكين. أخبار النجوم في 12 يناير 2007
خواطر ناقد كرموها في دبي فماذا نحن فاعلون في مصر إنهم يسرقون الفرحة من "نجاة" طارق الشناوي لم أصدق أن يصدق أحد أن هناك جمعية تحمل اسم 'محبي نجاة' ثم تعلن الجمعية غضبها لأن نجاة وافقت علي أن تحضر تكريمها في 'دبي' من إحدي الجمعيات الثقافية وهي باسم 'سلطان العويس' وتحصل علي جائزة عنوانها 'هؤلاء أسعدونا'.. محبو نجاة مفروض أنهم أكثر من يسعدون بتكريم نجاة من كل محبيها.. قالت لي رئيسة الجمعية السيدة بهجة البربري إن أحد المواقع الإلكترونية نسب للجمعية رفضها لتكريم نجاة في دبي وسألتني: ماذا تفعل؟.. قلت لها تجاهلي تماما ما ذكره هذا الموقع لأن العديد من الافتراءات تنشر ولا أحد يعيرها اهتماما وأن تكذيبها في الصحف لما تردد في الموقع سوف يمنحه ذيوعا وانتشارا إلا أنني فوجئت في أكثر من جريدة ومجلة تنشر الخبر باعتباره حقيقة وسبق السيف العزل وبدأت رئيسة الجمعية في إمداد الصحف بحقيقة موقف الجمعية المؤيدة والسعيد بالطبع بتكريم نجاة لتؤكد أن الجمعية من فرط سعادتها بصدد الإعداد لحفل يقام في نهاية هذا الشهر لتكريم نجاة.. كيف يصبح النت مصدرا لا يحتمل التشكيك لبعض الجرائد.. تلك هي فاجعتي الكبري من بعض الزملاء الذين لا يراجعون ما ينشر ويعودون للمصادر للتأكيد من صدق الخبر.. من حق الصحفي بالطبع أن يعتبر النت أحد مصادره لكنه فقط بداية للحصول علي الخبر ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة التأكد من المعلومات قبل النشر.. وتساءلت من هو صاحب المصلحة في نشر خبر كاذب عن فنانة كبيرة اعتزلت ولم تعد تهدد أحدا وطوال تاريخها الفني لم تدخل في معارك نميمة ولم تشارك في أن تضرب فنانا منافسا تحت الحزام.. أغلب معاركها الفنية كانت تكتفي فيها بالانسحاب. نجاة هذه الأيام خارج حسابات معارك الفنانين المفروض أنها لا تشكل خطرا علي أحد فمن هو صاحب المصلحة في ترويج الأكاذيب عنها؟.. من الذي يريد أن يسرق فرحتها بالتكريم.. هناك بالفعل من لا يريد لنجاة أن تفرح.. من يختلط عليه الأمر بين نجاة الإنسانة التي تبتعد عن الحفلات والصخب الإعلامي وبين نجاة الفنانة.. نجاة الإنسانة دائما تفضل العزلة الإعلامية وطوال تاريخها لم تسجل لقاء تلفزيونيا رغم الإغراءات المادية التي تنهال عليها ومن المعروف أن الفنان كلما ندرت لقاءاته كلما ارتفع سعره في سوق الفضائيات فما بالكم بفنانة لم تسجل من قبل وفي نفس الوقت لديها كل هذا التاريخ الحافل والعريض والثري إنسانيا وفنيا.. نجاة لا أتذكر لها إلا بعض حوارات قليلة جدا ومقتضبة في الإذاعة المصرية وبرغم أنني أري أن الفنان الذي يقيم بينه وبين الإعلام مثل هذه الحواجز يخسر أرضا وجمهورا كان من الممكن أن يصبح من عشاقه لأن بعض الحب الكامن للفنانين يلعب الوسيط الإعلامي دورا في دعمه.. الإعلام لا يصنع نجومية الفنان لكنه يساهم بقسط ملحوظ في خلق حالة الوهج والشغف كما أن هناك العديد من المواقف في حياة الفنان لا يكفي فيها أن تقدم عملا فنيا للإعلان عن رأيك.. بعض المواقف تحتاج إلي رسالة مباشرة تحمل رأي الفنان وتزيل الكثير من اللبس والغموض.. ولا يمكن أن يجد الفنان أي وسيط آخر غير الإعلام.. نجاة صنعت ببعدها الإعلامي حالة من الفتور مع الصحافة والإعلام وأيضا سمحت في بعض المواقف زيادة مساحة اللغط لأن الفنان بقدر ما يحتاج إلي الإعلام والصحافة فإنه يصبح أيضا أحد أسلحة الصحافة والإعلام في تحقيق الجذب الإعلامي.. ولهذا فإن البعض أمام تلك الأسوار التي صنعتها نجاة يجد نفسه لا شعوريا يقف علي الجانب الآخر منها، فهي لا تتكلم ولا تعلن مواقفها وإذا غضبت تقيم دعوي قضائية مثلما حدث مؤخرا كرد فعل لمسلسل السندريللا والذي شعرت بأن أحداثه أساءت إليها إنسانيا.. ولم تستطع أن تقهر هذا الحصار الذي فرضته نجاة سوي الكاتبة الكبيرة الرقيقة سناء البيسي وأعتقد أن نجاة هي التي لعبت الدول الأكبر في ذلك، أغلب الظن أن كلمات الكاتبة الكبيرة لامست ¢نجاة¢ فكان الاتصال والتواصل بينهما حتي أنها عندما قررت الاعتزال قبل ثلاث سنوات كانت سناء البيسي ومن خلال مجلة "نصف الدنيا¢ التي كانت ترأس تحريرها هي فقط التي حملت الخبر لعشاق نجاة.. هذا هو اختيار الفنانة الكبيرة بأن تبتعد عن الإعلام ورغم ذلك فإن نجاة تستحق منا بهذا العطاء الفني الذي منحته لنا أن نفرح معها وأن نحميها ممن يريدون أن يسرقوا فرحتها بالجائزة وفرحتنا بتكريمها!! تكريم نجاة في دبي يجب أن يدفعنا لكي نتحرك ونسأل لماذا لم نبحث عن تكريم لائق بها نقيمه في مصر لفنانة أعطت لنا أكثر من نصف قرن من الزمان أرق وأعذب الأغنيات.. ¢نجاة¢ تنتمي إلي جيل من المطربين والمطربات كان لديهم دائما إحساس بمسئولية اختيار الكلمات والألحان ولهذا عاشت ولا تزال أغنيات هذا الجيل وأتصور أن نجاة كانت هي أكثر فنانة في جيلها تمتلك القدرة علي الاختيار سواء للكلمات أو الألحان.. فلقد كانت هي دائما الأكثر استحواذا بين كل الأصوات علي ألحان كل من الملحنين الكبيرين محمد عبد الوهاب وكمال الطويل والمعروف أن عبد الوهاب والطويل أقل الملحنين إنتاجا ودائما ما يتوجسا مرات ومرات ويراجعان ألحانهما ولا يقدمان للجمهور إلا ما هو بالفعل نادرا واستثنائي.. كما أن علي حنجرة نجاة تجد أن كبار الشعراء قدموا لها أجمل أشعارهم بالفصحي غنت لكامل الشناوي وتلحين محمد عبد الوهاب ¢أيظن¢ ¢ألف أهواه¢ ¢متي ستعرف كلمات مأمون الشناوي وتلحين كمال الطويل أذكر "أسهر وأنشغل أنا¢ ¢استناني¢ ¢كلمني عن بكره¢ ولمرسي جميل عزيز ¢غريبة منسية¢ أيضا للطويل ولمرسي ¢أنا بستناك¢ لبليغ حمدي.. إنه رصيدنا وزادنا الغنائي الذي قدمته لنا نجاة.. وهذا العطاء الاستثنائي يدعونا للتفكير أيضا في جائزة استثنائية نمنحها لنجاة.. نعم إنها تعتذر عن العديد من التكريمات وذلك لأنها ترفض أن تقف في طابور المكرمين.. نجاة تستحق تكريم آخر له خصوصية تليق بها تؤكد تفردها وأيضا استثناءها.. وإذا ضنت عليها مصر بالتكريم فإن أقل ما نقدمه لنجاة هو أن نفرح ونسعد لتكريمها في دبي.. علينا أن نتصدي لمن يريدون سرقة الفرح!! أخبار النجوم في 12 يناير 2007 |
إيناس الدغيدي تتطور فنيا ولا تتغير فكريا الخيانة هي الحل في فيلم ما تيجي نرقص القاهرة - إيمان إبراهيم: لا جديد عند المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي· نساؤها لا يفكرن إلا في الجنس، ومشاهد مرغوبة لأنها ممنوعة، وعبارات مستفزة لإثارة النقاش والجدال حول فيلمها الجديد ''ما تيجي نرقص''· وهو بالمناسبة ليس جديدا أيضا، لأنه مجـــرد ترجمة بالعامية المصرية لعنوان الفيلم الأجنبي "shall we dance" الذي أخذت منه إيناس ما يعجبها، وأعادت تفصيله بمعرفة الناقد رفيق الصبان وشريكه في كتابة السيناريو أسامة فهمي· الفيلم الأجنبي ليس أميركيا كما يستسهل البعض توصيفه، لكنه في الأساس ياباني من تأليف واخراج ''ماسايوكي سو'' الذي أنتجه عام 1996 عندما وصل الى سن الأربعين، وأضفى عليه لمسة كوميدية ساخرة قللت من تأثير جرعة الفلسفة والتأمل التي يتسم بها أهل الشرق، كما قللت الثقل الميلودرامي لقضية ''أزمة منتصف العمر'' والتي عالجها الأدب العالمي في أعمال كثيرة كما تناولها علماء النفس في مؤلفات أكثر· ورغم أن السينما الأميركية كانت قد قدمت في عام 1937 فيلما بنفس العنوان للنجم الاستعراضي فريد إستير والنجمة جينجر روجرز، فإن موضوعه لم يكن له أي علاقة بالفيلم الياباني الذي يتناول التغيرات التي طرأت على حياة رجل متزوج شاهد فتاة حزينة في شرفة، وتأثر بنظراتها فقرر أن يتقرب منها فدخل عالم مدرسة الرقص التي كانت الفتاة تقف في شرفتها، وهو الموضوع نفسه الذي أعجب المخرج البريطاني بيتر شيلسوم المولود بالمصادفة أيضا في نفس العام الذي ولد فيه المخرج الياباني، وربما تحت تأثير التجربة الذاتية اقتنع شيلسوم تماما بفكرة الفيلم وقدمه بنفس العنوان في السينما الأميركية عام 2004 بعد أن أجرى عدة تعديلات على السيناريو بمعرفة الكاتبة أودري ويلز، وأسند بطولة فيلمه للنجم ريتشارد جير أمام كل من جينيفر لوبيز وسوزان ساراندون· اقتباس مخل في مقدمة فيلمها ''ماتيجي نرقص'' أشارت إيناس الدغيدي بوضوح إلى تأثرها بالفيلمين الياباني والأميركي، وهي إشارة لاتعني أي شيء على المستوى الفني إلا تجنب المخرجة أي تحامل نقدي في حال عدم ذكرها لفيلم اقتبست قصته وعنوانه بالنص بكثير من التصرف الذي أغفل أجمل مافي الفيلمين، وركز على توليفة التوابل الحارة التي تخصصت في إنتاجها وتسويقها· فنحن نشاهد يسرا تلعب ''بالمقلوب'' نفس الدور الذي لعبه ريتشارد جير، فهي زوجة فى منتصف العمر تعمل محاسبة في إحدى الشركات، وتبدو حياتها هادئة إلى حد الملل، ومستقرة إلى حد الجمود، وكل شيء فيها مثل خانات الأرقام التي تتعامل معها، ولا تكاد تشعر بمتعة نجاح زوجها، أو أمومتها لشاب في مرحلة المراهقة ـ كان فتاة في الفيلم الأجنبي ـ فهي تعيش حياتها كأنها آلة مبرمجة· ولكن حياتها تتغير عندما تسمع صوت موسيقى يتسلل من مكان ما في العمارة التي تعمل بها، وعندما تراقب مصدر الصوت تعرف أنها مدرسة لتعليم الرقص، وتشعر بالدهشة من المشاعر التي تبدو على وجوه رواد المدرسة· وفي لحظة تقرر الالتحاق بالمدرسة خلسة من دون أن يعلم زوجها، وتبدأ الاندماج مع الموسيقى وتشعر بحيوية روحها وجسدها، وتتأثر بلمسات مدرب الرقص (قام بدوره تامر هجرس)، وهي مشاهد قد تبدو ذات معنى على المستوى السينمائي في الغرب، لكنها عند المشاهد الشرقي تفقد البطلة الكثير من التعاطف، لأنها تشتري السعادة الجسدية بثمن أقرب إلى الخيانة الزوجية· وبالطبع يجنح فيلم إيناس ناحية الميلودراما إذ يلحظ الزوج (عزت أبوعوف) التغيرات العجيبة التي طرأت على زوجته (يسرا) فيراقبها ويعرف أنها تتردد على مدرسة للرقص فتتوتر العلاقة بينهما وينفصلان، فيما يتعاطف معها ابنها المراهق لأنه يعيش بنفس الطريقة مع اصدقائه وصديقاته، وبعد فترة يشعر الزوج بالتعاسة فيحاول هو الآخر ان يجرب العلاج الذي تعاطته زوجته ويذهب الى مدرسة الرقص بعد أن يقتنع فى النهاية بأنه ليس مجرد ابتذال للجسد، ولكنه متعة روحية ايضا· قصص فرعية هذا الخط الرئيسي للدراما تتخلله قصص فرعية لم يستطع كاتبا السيناريو والمخرجة توظيفها لتعميق إحساس إنساني أو ثقافي أو روحاني عند البطلة، لكن الفيلم تطرف في الحديث عن الحرية بلا قيود، حتى أنه قدم نماذج من الشواذ، كما قدم مشاهد لبنات محجبات يذهبن إلى مدرسة الرقص، وأظهر مدى تخلف أهالي هؤلاء المحجبات من خلال التركيز على شقيق إحدى الفتيات وإظهاره بمنطق المتخلف الهمجي الظالم الذي يبلغ أجهزة الأمن ضد مديرة المدرسة (الفنانة ليلى شعير) بعد أن يتهمها بإدارة المكان للأعمال المنافية للآداب· وقد حاول الفيلم أن يمرر الجمل من ثقب إبرة عندما أظهر تعاطفه مع مديرة المدرسة بعد مشاهد قليلة من الحوار الذي دار بينها وبين اثنين من الشباب ''المثليين'' وسألتهما عن مقدار راحتهما مع بعضهما ونصحتهما بأن يعيشا كما يريدان من دون أي اعتبار للمجتمع من حولهما ما دامت مثل هذه العلاقات ترضيهما· إذا تركنا مضمون الفيلم، والتفريعات التي تكررها المخرجة في معظم أفلامها لإثارة الأزمات، والظهور بمظهر الداعية للحرية في مواجهة سلوكيات مجتمع الرجال الذي يقهر المرأة ويسرق حقوقها، نقول بإنصاف إن إيناس الدغيدي تتطور من فيلم إلى فيلم، وان خبرتها الطويلة بعد 21 سنة إخراج افتتحتها بفيلم ''عفواً أيها القانون'' قد صارت أكثر نضجا مما شاهدناه في أفلامها الأخرى مثل ''زمن الممنوع''، و''قضية سميحة بدران''، و''لحم رخيص، و''استاكوزا''، و''مذكرات مراهقة''، و''دانتيلا'' وغيرها· كما ينبغي الإشادة بالمستوى الذي قدمه المصور محسن أحمد الذي تألق في تقديم صورة سلسة ومليئة بالتفاصيل ذات المعنى سواء في المشاهد الجماعية التي تطلبت المزيد من الحركة في صالة الرقص الضيقة، أو المشاهد الفردية التي تضمنت تعبيرات دقيقة بحركات الوجه أجادت يسرا التعبير عنها، فيما جاء الأداء نمطيا عند بقية الممثلين باستثناء هالة صدقي التي اجتهدت في إضفاء جو من المرح على الشخصية التي قدمتها، ولم يعبها إلا الوقوع في فخ المبالغة أحيانا وكأنها لا تخاطب جمهور الصالة بقدر ما ترسل رسالة ذات مغزى الى نجوم الكوميديا ومنتجي هذه النوعية من الأفلام· الإتحاد الإماراتية في 11 يناير 2007
فيلم الأسبوع العودة د.رفيق الصبان من الصعب جدا مشاهدة فيلم يأتيك محملا بعشرات الجوائز الكبري التي حصل عليها في مهرجانات هامة.. ومرشح لعشرات مثلها في الأشهر القادمة من أهمها جوائز الجولدن جلوب والاوسكار. كذلك من الصعب أن يحكم الانسان بحيادية مطلقة علي مخرج يتربع الان بعد كفاح طويل علي عرش السينما كواحد من أهم العاملين بها اليوم.. والذي يعتبر أي فيلم يخرجه حدثا سينمائيا لأحد لأهميته. فولسفير أو (العودة) مثل أسبانيا في مهرجان كان الأخير وحازت بطلاته الأربعة علي جائزة التمثيل النسائي. (حدث فريد قلما يحدث في مهرجان كبير كمهرجان كان) كما سبب فيلمه مثل الآخر (التربية الخاطئة) سيولا من الأراء المختلفة بشأنه.. دون ان يقلل أحد من أهميته والنظرة السينمائية الجديدة التي يطرحها. ومن قبل ذلك استولي (الحديث معها) و(كل شيء عن أبي) علي جوائز كبري متعددة ليس أقلها اوسكار أحسن فيلم أجنبي. وسبع جوائز مختلفة من الاتحاد الاوروبي. مسيرة بدور المودونار لم تكن علي ذلك مسيرة سهلة.. ولم تستطع عبقريته السينمائية ان تثبت نفسها إلا بعد كفاح طويل ومرير.. ابتدأها المودونار منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره وقرر رغم اعتراض اسرته ان يحترف السينما.. وابتدأ يعمل بكاميرا (8مم) ويقدم أفلامه التي تنطق بكل جديد سواء في اختيار الموضوع أو في طريقة طرحه أو في الاثار السينمائية الشتي التي يحملها. ورغم جمال أفلامه الأولي.. فان الشهرة الحقيقية علي المستوي العالمي لم تأته إلا عن طريق فيلمه الشهير (نساء علي شفا الانهيار العصبي) الذي أكد وجوده علي المستوي الاوروبي ثم العالمي.. عالم المودوفار.. عالم تختلط فيه الفانتازيا بالواقع.. والحلم بالحقيقة.. يصور ماهو موجود تحت بصره.. ولكنه ينجح في الوقت نفسه ان يصور ما يختفي في الصدور وما وراء الصورة ببساطة مذهلة وبعفوية تقطع النفس.. وحتي عندما يقدم في بعض أفلامه أكثر المشاهد جرأة وأكثرها خرقا للمتعارف عليه.. يبدو ذلك طبيعيا وبدون اقحام وكأن الأمر كان هكذا.. منذ بداية الكون. عالم المودوفار.. أيضا هو عالم المرأة.. بكل متناقضاتها.. بكل عنفها ورقتها وجمالها وجموحها وعاطفيتها وقسوتها. ظهر ذلك واضحا منذ واحدة من أفلامه الأولي. رباه.. ماذا فعلت لاستحق كل هذا.. واستمر يسير علي هذا الخط الملتهب.. حتي وصل الي أعلي درجاته التعبيرية في فيلمه الأخير فولفسير (العودة) بعد ان حقق قبله فيلمين كانت المرأة فيهما هي المنطلق والهدف والغاية 'كل شيي عداي'.. و(الحديث معها) المودوفار له طريقة خاصة في اظهار المرأة.. ويجعلها تبدو مختلفة تماما عن (المرأة) كما تقدمها افلام اخري. ولايخفي المودوفار. أن اسلوبه السينمائي الذي يعتمد أحيانا كثيرة علي الميلودراما متأثرا الي حد بعيد بالامريكي دوجلاس سيرك وبكثير من مخرجي الاربعينات.. بل انه يعترف ايضا انه اخذ شيئا ما من سينما (هيتشكوك) ولكنه رغم تفهمه العميق لهذه الأساليب المختلفة.. لم يسقط في تقليد أي فيلم منها، وبل بني عالمه الخاص.. عالمه المميز لوحده ومن خلال أفكاره والمواقف الغريبة التي يملأ بها أحداثه.. والتي تميل أحيانا الي السخرية وأحيانا اخري الي الدراما الزاعقة. في فيلم (العودة) يطرح المودوفار قصة شبح جده.. تعود الي الحياة لتظهر في حياة حفيدتيها.. ولتقلب حياتهما رأسا علي عقب. نحن اذن امام التصديق أو التكذيب.. لانعرف حقا اذا كانت هذه العودة من عالم الموت.. عودة حقيقية.. أم عودة مفتعلة.. أحداث الفيلم تبدأ من خلال حياة اختين تعيشان بشكل منعزل.. الواحدة مع ابنتها وزوجها.. ثم تكتشف ان ابنتها قد قتلت هذا الزوج.. دفاعا عن نفسها لانه حاول الاعتداء عليها ومشكلتها الرئيسية هي كيف تخفي معالم هذه الجريمة وتنقذ ابنتها. وحتي عندما تجرها أختها التي تملك صالونا لحلاقة السيدات وتضطر الي الذهاب الي القرية التي ولدت بها لدفن خالتها التي لازالت تعيش هناك.. وفي طريق العودة تكتشف ان جدتها الميتة قد قبعت لها في صندوق السيارة. انه شبح الميتة التي تعود لتشترك في حياة حفيدتيها. ورغم عقلانية (ريموندا) الأخت الصغري.. فان همها لاينحصر في وجود شبح الجدة الذي تنكره باديء الأمر، ثم تضطر للاعتراف به وانما في ايجاد حل لاخفاء جثة زوجها القتيل وانقاذ ابنتها من المصير القاتم الذي ينتظرها. لا أريد ان ادخل في تفاصيل هذا الفيلم المثير الذي يجمع بين أكثر من اسلوب وأكثر من طريقة.. عرف المودوفار كيف يمسك بخيوطها كلها وكيف يقدم فيلما عن (النساء) نبدو حقا ان شهدنا مثيلا له في (وبرتوار) السينما الحديثة.. رغم احتلال المرأة الدور الرئيسي في كثير من الأفلام في نظرة المودوفار للمرأة.. شيء من العشق الذي لاينضب.. وشيء من الحسد علي أنوثتها المتميزة وفهم عميق جميع تصرفاتها.. مهما شطحت هذه التصرفات أو خرجت عن المعتاد. ولقد وجد المودوفار في قصة العودة.. مجالا خصبا له كي يقدم نماذج مختلفة للمرأة يصعب علي المتفرج التخلص من تأثير أي واحدة منها. الأم والزوجة والأرملة والجارة العجوز، ثم الجدة (العائدة) لانقاذ حفيدتيها أو لاثارة البلبلة في حياتهن. لا أريد أن أعلق علي اداء كارين مورا في دور الجدة.. فكارين مورا اعتادت ان تلعب في أكثر من فيلم من بدايات المودوفار وأخص بالذكر (رباه ماذا فعلت لأستحق كل هذا..) و(نساء علي شفا الانهيار العصيب) ولكنها هذه المرة تعود بعد انقطاع عن المخرج زاد عن الخمسة عشر عاما. وقد ازدادت فهما له وغوصا في عالمه الخاص لتعيش معه.. قصة لانعرف كيف نميز بين خطوطها الواقعية وخطوطها الفانتازية. كذلك الحال مع (بنيلوب كروز) التي بدت لي في هذا الفيلم أكثر تألقا.. وأشد جاذبية من أي فيلم اخر لها.. بما في ذلك الأفلام التي مثلتها سابقا مع الموروفار. كارمن مورا وبنيلوب كروز. الممثلات الاخريات اللواتي لعبن الأدوار الأخري شكلن رباعيا يشبه رباعي الأوتار في معزوفات موزارت أو هاميرن. هذا الانسجام المدهش. هذه العفوية المطلقة.. وهذه السيطرة الغامضة التي نقع تحت سحرها.. دون ان ندرك من أين يأتي هذا السحر وماهو مصدره.. ومتي بدأ وكيف سينتهي. أغلب أحداث الفيلم تدور في الريف الأسباني العتيق.. حيث تسيطر العادات والتقاليد وحيث تلعب الأحاديث الهامسة والوقائع الغامضة دورا رئيسيا في تشكيل الحدث. العمة التي ماتت.. والجارة التي عرفت بموتها.. ووقفت الي جارتها وقفة اسطورية خارقة الي ان ذهبت حفيدتها التي اتت لاتمام مراسم دفنها. حاملة معها بصندوق سيارتها شبح الجدة العائدة.. لايمكن لأي مشاهد لفيلم العودة ان ينسي مشهد الجارة العجوز وهي تقف علي طرف الطريق. تودع بنظرة غامضة ابتعاد السيارة التي ستقطع برحيلها اخر خيط كان يربط هذه الجارة بالحياة.. وانها ستعود الي وحدتها القاتلة التي لن ينهيها إلا الموت. هل العودة.. فيلم عن الموت. أم فيلم عن الحياة. هذا هو السؤال الذي تدور حوله بعض أفلام المودوفار الأخيرة.. خصوصا (كل شيء عداي) أو الحياة التي تشبه الموت كما في (الحديث معها). الموت موجود بظله الكبير.. ويواجهه المودوفار دائما بنشوة الحياة وبهجتها وصخيبها وحنينها وحنانها. يقف شامخا علي الخط الفاصل بين حقيقتين لايملك الانسان سواهما (الموت والحياة) يربطهما المودوفار بخيط واحد قوي يوثقه تماما ثم يرميه الينا كي نلتقطه وتلفه حول أحاسيسنا وفكرنا. العودة.. هو أكثر من فيلم.. انه نشيد مبهج عن الموت. كما فهمه الرومانسيون في القرن التاسع عشر. واغنية فريدة للحياة يقدمها مخرج متمكن.. ربما كان من أهم مخرجي السينما خلال السنوات الأخيرة من خلال ممثلات أربع.. استطاع ان يستخلص من أوتارهن المشدودة.. واحدا من أجمل الألحان التي سمعناها من خلال الشاشة الصغيرة هذا العام. أخبار النجوم في 12 يناير 2007
|
الرهينة إخراج وقصة وأداء بقلم : د.عزة أحمد هيكل |