فى الأغلب سوف يتذكر التاريخ هذه الفترة التى نحياها بكثير من الاحتقار، بعد أعوام قليلة أو قرون طويلة، لأننا حكومة ومعارضة فرطنا فى الكثير من دعائم هذا الوطن، أو قل لأنه كان لنا وطن فضيعناه، ودولة فقطعنا أوصالها، وتاريخ فلوثناه، وأصبح كل شيء معروضاً للبيع، وكله بثمنه... الغالى أحياناً والرخيص أحياناً أكثر. أكتب هذه الكلمات بالكثير من المرارة والحسرة، وأرجو أن أكون مخطئاً فى تقديرى، فأن يخطيء فرد فى تقييمه للأمور خير ألف مرة من أن يتأكد أن الهوان قد وصل بنا إلى الحالة المخزية التى وصلنا إليها. فقد طالعتنى تلك الأوجه على الشاشة الصغيرة وهى تتحدث بجرأة لها فى الحقيقة اسم آخر أكثر دقة عن الخير العميم الذى سوف يغرق بر مصر عندما يقوم منتج بريطانى يدعى جون هيمان بتمويل فيلم كتبه أحمد عثمان عنوانه نفرتيتى. أدلى المتكلمون ولا أقول المتحدثون فلعل بعضهم كان يتكلم عما لا يعلم يوسف عثمان مستشار رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، والمؤلف أحمد عثمان ولا أعرف العلاقة بين اسميهما ومعهما المذيع تامر بسيونى، فى برنامج البيت بيتهم الأسبوع الماضى، تكلموا بالعديد من العبارات الطنانة الرنانة، عن أنه قد آن الأوان لكى نؤجر أرض مصر لتصوير الأفلام العالمية كما تفعل المغرب وتونس ومونتينجرو، وأننا نعيش أزهى عصور ال...ية، لذلك فإنه من المسموح لأى عابر سبيل أن يلغوص فى تاريخنا كما يشاء ويصنع ما يريد من الأفلام، لأنه يجب ألا تكون هناك رقابة على حد تعبير المستشار يوسف عثمان أما مالم يتفوه به المتكلمون إياهم فهو أكثر كثيراً مما نطقوا به، فلم يقولوا لنا إذا كان تأجير الأوطان لإنتاج الأفلام فى أى بلد من العالم أسهم فى إنشاء صناعة سينما قوية بها؟ ولماذا تملك السينما الإيرانية أو الصينية كمجرد أمثلة رصيداً هائلاً من الأفلام العالمية بحق دون أن تلجأ هذه أو تلك لتأجير الأوطان وتاريخها؟ وهل سوف تسمح الرقابة بإنتاج فيلم يغوص فى تاريخ رجال السلطة المعاصرة فى مصر وحكاياتهم العائلية بنفس التسامح الذى سوف تبديه أمام إهانة أهم الشخصيات فى التاريخ المصرى القديم؟ وما هى الحكاية الحقيقية لفيلم نفرتيتى الذى يطرح أكثر الفروض مغالطة لكى يجعل من إخناتون وموسى شخصاً واحداً، بحيث تتم سرقة فكرة التوحيد التى ينسبها معظم دارسى المصريات إلى إخناتون، بل تتم سرقة مصريته، فيصبح فى هذه الحالة عبرانياً؟ يرجو كاتب هذه السطور من أهل الاختصاص فى التاريخ المصرى القديم ألا يدعوا الأمر يمر بهذه السهولة وليس على طريقة ملاحظات د.زاهى حواس كما فهمنا من المتكلمين أنها لم تتجاوز التعليق على خناقات ضراير أى الملكة وضرتها كما يدعو المثقفين إلى حملة حقيقية تطرح هذه المسألة للبحث، ومن المثير للمزيد من المرارة أن المثقفين وقفوا فى السبعينيات فى وجه نصاب كندى كانت السلطة ترتب أن تبيع له هضبة الأهرام، فما الذى أصابنا حتى نسكت اليوم عن بيع تاريخنا وحضارتنا؟ وإذا بدا للبعض أن الموضوع كله ليس إلا فيلماً والسلام، فأرجو أن نتمهل عند نقطتين، الأولى سياسية والأخرى سياسية أيضاً وإن بدا أنها ذات طابع ثقافى. أما النقطة الأولى فهى أنه لم يحدث فى تاريخ مصر المعاصر أن أصبحت السلطة الحاكمة بهذه النزق الذى تفكك به أوصال الدولة، وهذا ينسحب على كل المجالات فى التعليم والصحة والثقافة وحتى الأمن، من جانب آخر فإن المعارضة مشغولة - أو تبدو كذلك - بشعارات عامة أصابت الناس بالملل، بينما هناك مئات القضايا الحياتية واليومية التى تهم المواطن ولا تتحدث عنها المعارضة وتمضى فيها إلى آخر الشوط، إنها قضايا قد تبدو للوهلة الأولى ثانوية إلا أنها تعبر عن الآليات التى تدير بها السلطة أمورنا الآن، فمن ذلك العبقرى الذى قرر أن يبيع شوارع القاهرة لشركة تحصد الإتاوات من السيارات التى تركن على جوانب الطرق؟ من هو الذى أعطى شركات أجنبية رخصة بتوسيخ مدننا على هذا النحو الذى يعيدنا إلى القرون الوسطى فى أوربا وليس فى مصر؟ ومن هو الفاعل الحقيقى لجريمة بنى مزار البشعة إذا كانت المحكمة قد أصدرت حكمها بالبراءة على المتهم الذى دفعت به سلطات الأمن وراء الأسوار؟ هل وصلنا إلى نتيجة حاسمة فى مثل هذه القضايا وغيرها كثير؟ وهل تقوم الصحافة ولا أقول الصحف المعارضة بدورها فى تقديم تحقيقات صحفية حقيقية حول تلك القضايا؟ وهل ستسمح الرقابة بصنع أفلام تسجيلية عنها كما سوف تسمح لفيلم نفرتيتى؟ يقبع فى زوايا النسيان حتى اليوم ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً مشروع فيلم شادى عبد السلام عن إخناتون، هذا المشروع الذى قطع فيه الفنان الراحل مشواراً طويلاً فى التجهيز، لكنه لا يجد فرصة من منتج مصرى أو عربى أو أجنبى، بينما يندفع المدعو جون هيمان لإنتاج فيلم عن كتاب الصحفى السابق أحمد عثمان الذى يحمل اسم: موسى وإخناتون: التاريخ السرى لمصر فى زمن الخروج، يقصد خروج اليهود من مصر باستخدام مصطلح ورؤية العهد القديم، وبرغم أن الكتاب قد صدر منذ خمسة عشر عاماً فى عام 1990 ليواجه بالتجاهل أو السخرية من علماء المصريات وهو الأمر الذى سوف نتوقف عنده لاحقاً، فإنه يبدو أن الوقت قد حان لتنفيذ إحدى الضربات المتتالية التى انهالت على مصر مؤخراً وجعلتها تتراجع على المستوى الإقليمى أو العالمى، فإذا كان الفيلم المشبوه المزعوم يحمل اسم نفرتيتى، فإنه يتحدث عن أن إخناتون ليس إلا موسى نبى العبرانيين، ناهيك عن بعض شطحات أخرى مثل أن يويا جد إخناتون لأمه هو النبى يوسف بينما يفترض أن بين يوسف وموسى أربعة قرون على الأقل. ومن الحق القول إن هذا الرأى وجد بعض التأييد من بعض المتعصبين اليهود الذين يريدون سرقة التاريخ كله لحسابهم، وتقويض اعتقادات بعض الديانات الأخرى على طريقة شفرة دافنشى، لكن أرجو أن تتأمل هذا التعليق الذى ورد فى الموسوعة الإلكترونية ويكيبيديا فى استعراضها لفرضيات أحمد عثمان: إن أغلب علماء المصريات لا يأخذون هذه الأفكار على محمل الجد، لأنه ليست هناك علاقة بين آلهة العبرانيين مثل يهوه أو إيل بإله التوحيد عند المصريين آتون، بالإضافة إلى أن إخناتون قد ظهر قبل حوالى قرنين من ظهور أية آثار تدل على وجود حضارة أو ديانة للعبرانيين. لقد أراد سيجموند فرويد يوماً أن يفسر غموض أسطورة موسى فى كتابه موسى والتوحيد فجعل الرجل مصرياً من أتباع إخناتون، وتعقب جيمس بريستيد تأثير الحضارة المصرية وكتاب الموتى على مزامير داوود، واجتهد باحث مصرى هو عاطف عزت معتمدا على تفسيره للقرآن الكريم ليقول إن قصة موسى وفرعون لا علاقة لها بفراعنة مصر، وأنها حدثت على حدودها فى زمن الهكسوس، وأن فرعون المقصود ليس إلا اسم أحد ملوك الرعاة ولم يكن مصريا أبدا. لكن المنتج جون هيمان الذى توقف عن الإنتاج فى عام 1985!! يعود ليقول إن إخناتون هو موسى، وأن العهد القديم - هكذا يقول هيمان بالحرف الواحد - يؤكد أنه كانت هناك قصة حب بين موسى ونفرتيتى، ومالم يصرح به من خاض فى المسألة فى البرنامج التليفزيونى أن الاسم الأصلى للفيلم ليس نفرتيتى وإنما موسى ونفرتيتى على طريقة روميو وجولييت وحسن ونعيمة، وأن توت عنخ آمون فى نظرية أحمد عثمان هو يسوع المسيح!! وبعد ذلك نتحدث عن أن فيلمه المشبوه سوف ينقذ السينما المصرية ويجعلها عالمية، فهل بعد هذا الهذيان إلا التربص المهين بمصر وتاريخها؟ لقد أزاحوا رمسيس الثانى عن الأنظار بينما كان كل المصريين القادمين إلى القاهرة أو المغادرين لها ينظرون له فى اعتزاز، لأن الصهاينة يكررون المزاعم حول أنه هو فرعون الخروج بما يتناقض مع أبسط القواعد العلمية التاريخية، وها هى ديانة التوحيد تتم سرقتها من إخناتون ليقولوا إن عبرانياً هو الذى أتى بها واعتلى عرش مصر!! إنها ليست قضية أكاديمية أو ثقافية بأية حال، فهى قضية سياسية ذات علاقة بذلك الهوان الذى نبديه تجاه العدو بدعوى الحضارة والديموقراطية بينما نحن فى حقيقة الأمر بعيدون كل البعد عنهما، فهل آن الأوان لكى يتحرك المثقفون فى وجه هذا التراجع فى كل القضايا التى تهم الوطن والمواطنين؟! العربي المصرية في 17 ديسمبر 2006
أبو المكارم: قص ولزق منقول بالمسطرة من فيلمى القاهرة 2000 أشرف شتيوى أقام الصحفى هشام أبو المكارم دعوى قضائية مستعجلة لوقف عرض فيلم قص ولزق ضد مخرجة ومؤلفة الفيلم هالة خليل، ومنتج الفيلم محمد زين، ورئيس الرقابة على المصنفات على أبو شادى، ومنيب شافعى رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، كل بصفته. أبو المكارم أكد أن فيلم هالة خليل الأخير بعنوان قص ولزق والذى فازت عنه مؤخرا بجائزة السينما العربية فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وشاركت به أيضا فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، مأخوذ عن سيناريو وحوار فيلمه القاهرة 2000 الذى سبق وأرسله لهالة من أجل تنفيذه. ويحكى أبو المكارم الموضوع من بدايته، عندما أرسل سيناريو فيلمه بالبريد السريع للمخرجة هالة خليل ولديه رقم إيصال البريد وهو ما لم تنكره هالة التى أعجبت جدا بفكرة الفيلم، مؤكدة له أنها جديدة تماما على السينما على حد قولها له غير أنها طلبت بعض التعديلات على السيناريو، كما طالبته بتغيير اسم الفيلم من مصر هى أمى إلى القاهرة 2005 ليكون اسما تجاريا، فوافق وقام بالتعديلات وتغيير اسمه إلى القاهرة 2000 وأعاد إرساله مرة أخرى بالبريد، وبرقم إيصال جديد، مع تأكيد هالة بأنه سيكون فيلمها المقبل، ومنعته من التعاقد مع أى جهة أخرى، وأنها ستخرجه خلال العام 2006، فور أن تنتهى من فيلم آخر لها، غير أن أبو المكارم فوجئ بخروج فيلم آخر لهالة خليل بعنوان قص ولزق، ومن خلال التفاصيل التى نشرت عنه فى الصحف تبين له أنها تفاصيل وأحداث سيناريو فيلمه القاهرة 2000 ولكن مع بعض التعديلات، حيث يؤكد أبو المكارم أن هالة قامت بتبديل بطل فيلم القاهرة 2000 علاء الذى كان موظفا بمصلحة الشهر العقارى، إلى بطلة فى قص ولزق واسمها جميلة، الأول يحلم بالهجرة من الوطن، والثانية أيضا، الأول يسعى لتحقيق هذا الحلم طوال أحداث الفيلم، والثانية أيضا، الأول يشعر بحالة من الغربة داخل الوطن والحزن والشجن، والثانية أيضا. كما أخذت هالة خليل تفاصيل شخصية حبيبة البطل نهلة فى القاهرة 2000 ووضعتها فى شخصية البطلة فى قص ولزق وكلتاهما تجرى عملية ترقيع غشاء البكارة، جميلة فى قص ولزق تتزوج من رجل لإصلاح أجهزة الأطباق الفضائية، ونهلة تتزوج من رجل يتاجر فى الأجهزة الكهربائية، كما أخذت هالة خليل تفاصيل شخصية شاب يدعى عنتر الذى يعمل مندوبا للمبيعات ويضرب بسبب بيع أدوات تجميل لزوجة رجل فى حى شعبى، فى القاهرة 2000 ووضعت هذه التفاصيل عن جميلة التى تعمل فى قص ولزق كوسيط فى عمليات البيع والشراء، كما أخذت واقعة ضرب مندوب المبيعات ووضعتها فى شخصية اشرف سرحان الذى يبيع عصفورا على اعتبار أنه ببغاء، ويضرب أيضا، وبينما قام أبو المكارم بتقديم شخصية أبو نهلة فى القاهرة 2000 عندما يجمع أخواتها ليجبرنها على قبول العريس، قامت هالة خليل بتحويله إلى أم جميلة فى فيلم قص ولزق والتى تقوم بجمع سيدات الحى لنفس السبب والبحث عن عريس لابنتها! العربي المصرية في 17 ديسمبر 2006 |
جوائز النقاد بعيدًا عن توازنات المهرجانات المكسيكى وبركات وكفاية.. براعة الحكى والأداء صفاء الليثى فى الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى تميزت المرأة المخرجة باتريشا جوردان فى النظرة الأخيرة، وجميلة صحراوى فى بركات وهالة خليل فى قص ولزق وكلها أفلام تحمل هموما عامة وتبتعد عن الانكفاء على الذات.
أحد الكتب
المهمة فى المكتبة السينمائية كتاب كيف تحكى الحكاية توثيق لورشة كتابة
السيناريو التى أدارها الروائى الكبير ماركيز. تبدو المخرجة باتريشيا آريجا
جوردان تلميذة نابهة فى هذه المدرسة حيث يتميز الفيلم بأسلوب سرده الذى
يسير فى خطين متوازيين لكل من البطل الوارث لفقد البصر عن أبيه، والبطلة
التى تقاوم أن ترث مهنة أمها العاهرة. دون استخدام للفلاش باك تمكنت
المخرجة وهى نفسها كاتبة السيناريو من بناء فيلم يعتمد على شخصيتين تقاومان
النصيب والقدر والإرث وتخلق عالمها. الرجل الناضج الفنان التشكيلى رغم فقده
شبه التام للبصر، والفتاة التى تختار أن تكون خادمة أفضل من أن تكون عاهرة
كأمها، وتصنع عالمها الخاص، وتغزل فراشات جميلة من القماش، تبيعها لتعول
نفسها. وفى مشهد فائق يطلب الأعمى عاهرة صينية، لا يتعامل مع جسدها جنسيا،
ولكنه يقوم بطلائها باللون الأحمر ليتمكن من رؤيتها بعد أن أصبح اللون
الأحمر هو اللون الوحيد الذى يمكنه رؤيته قبل فقده للبصر تماما، تنجح
المخرجة فى التعبير عما يراه وتبدو لنا لوحات من اللونين الأبيض والأحمر
كلوحاته المرسومة. أثناء مناقشة الفيلم مع الزملاء النقاد فى لجنة
الفيبريسى بالمهرجان، قلت إن هذا المشهد يذكرنى بفيلم قصير شاهدناه فى
مهرجان الإسماعيلية منذ عامين باسم السفينة من الصين وردت رئيسة اللجنة
العضو المكسيكية بأنها نفس المخرجة، فتحت ميشيل ليفيو الزميلة الفرنسية
الكتالوج ولم تجد اسم الفيلم فقط أخرجت فيلمين قصيرين وأكملنا النقاش
وأدركنا أن الفكرة ظلت مسكونة بداخل باتريشيا وطورتها فى فيلمها الطويل
الأول البديع الذى يتميز بإخراجه الفنى وجمال تكوين الصورة، وروعة الأداء
التمثيلى، والأهم البناء المحكم للسيناريو فى براعة تأخذ المشاهد إلى حتمية
أن يتقابل الخطان وأن يشكلا ثنائيا يعشق الجمال ويقاوم قبح العالم وعجزه.
سأستعير من الناقد الكبير سمير فريد تحليله عن عمل المخرجة هالة خليل- فى فيلمها الأول أحلى الأوقات بأنها تقاوم شروط السوق والسينما السائدة لتصل إلى أعلى مستوى ممكن فى مناخ صناعة السينما الحالية، فهذا ما فعلته أيضا فى فيلمها الثانى الذى كتبته بنفسها ونجحت فى رسم شخصيات يشعر المشاهد بأنها تعبر عن قطاع عريض من المصريين الطامحين لمستوى معيشة أفضل دون سقوط، قاومت كثيرا ولكنها ضمنت فيلمها أغنيتين خارج السياق، وأنهته نهاية سعيدة ممكنة ومتوقعة، مرضية للجميع. أثناء مناقشة الأفلام مع لجنة الفيبريسى لاختيار أفضل فيلم كنت البادئة- ترتيب أبجدى بالإنجليزية- وكنت وضعت الفيلم الصينى الطريق كاختيار أول والمكسيكيالنظرة الأخيرة كاختيار ثان وقص ولزق كاختيار ثالث والفيلم السيرلانكى سانكارا كاختيار رابع. اتفق الأعضاء الثلاثة الآخرون معى حول الأفلام باستثناء قص ولزق الذى بدا تقليديا بالنسبة لنقاد يبحثون عن عناصر الحداثة عند الحكم على الأفلام، وسقطت دفاعاتى، تذكرت تعليق خيرى بشارة بعدما خرجت منبهرة من فيلم مفيدة تلاتلى صمت القصور وقلت هذه هى السينما التى أحبها فقال دى سينما تانية نعم ما نشاهده فى أفلام عربية سينما أخرى لا نعرفها ولا يمكن أن نحققها ليس فقط لظروف الإنتاج ولكن أيضا لمزاج المتلقى وشروطه. تأخرت فى مشاهدة فيلم بركات وسمعت تعليقات من جمهور مثقف ومن نقاد، وهالنى عدم تقبل الجمهور المصرى لعمل بديع ينتمى حقا لسينما المرأة بمعناها الإيجابى، عميق ومؤثر، بالغ الرهافة. فى المشهد الختامى لفيلم المخرجة الجزائرية جميلة صحراوى يطلب الرجل من المرأة إحضار مسدس الشابة التى أخفته فى قفة، يلقيه فى أمواج البحر وهو يردد بركات مصحوبا بترجمة إنجليزية Enough وتردد المرأة خلفه بركات كفاية. فى البداية توحى المخرجة أنها ستتناول قضية المتأسلمين المتطرفين، يعد المشاهد المصرى نفسه لمشاهدة عنف وغلظة ودماء تسيل وأصوات ترتفع، وهو ما ابتعدت عنه تماما جميلة صحراوى وبتركيز على قضية العنف ضد المرأة من جانب الرجال عبر العديد من التفاصيل فى واحدة من أرق وأجمل المعالجات لهذا الموضوع. فيلم بركات من أفلام الطرق، فيه تقطع الطبيبة الشابة طريقا بمصاحبة طبيبة عجوز، وككل أفلام الطرق يخرج الشخص باحثا عن شخص أو شيء، وسواء وجده أم لا، أبدا لايعود نفس الشخص بل تتغير رؤيته وتتحقق له فائدة من رحلة الطريق. دون خطب أو حوار مباشر تصل جميلة صحراوى إلى تحليل لتنامى حركات الإسلام السياسى عبر توتر الرجال فى علاقتهم بالمرأة. ومع كل لجان التحكيم تحدث توازنات حيث تقاسم بركات جائزة أفضل فيلم عربى مع قص ولزق الذى ينتمى للسينما السائدة ويحمل خطابا مباشرا ولكن بركات يستحقها بلا منازع. العربي المصرية في 17 ديسمبر 2006
فى كابول اكسبرس.. بوليود تسجل تحركات طالبان كريتيفاس مخرجى –رويترز أزيح الستار عن فيلم جديد فى بوليوود يتناول أفغانستان التى دمرتها الحرب. يؤكد صناع فيلم "كابول اكسبرس" الذى يدور حول رحلة يقوم بها ثلاثة صحفيين لمدة 48 ساعة على أن الفيلم لا يهدف الى القاء عظة سياسية ولكنه يتضمن حوارات ساخرة كثيرا ما تحمل الولايات المتحدة وحركة طالبان الافغانية مسؤولية المآسى التى يعيشها الافغان العاديون. وواجه الفيلم عند افتتاحه آراء نقدية مختلطة إذ وصفه البعض بأنه فيلم وثائقى مشوش فى حين أشاد آخرون بتصويره للمجتمع الافغانى فى فترة ما بعد طالبان. وقال الناقد البارز فى بوليوود تاران ادارش "كابول اكسبرس ليس فيلما وثائقيا على الاطلاق. إنه فيلم بكل معنى الكلمة وعلى وجه الدقة هو فيلم إثارة وحركة يمتاز بجرأته فى التعامل مع موضوع صعب ومختلف." أما الناقد السينمائى خالد محمد فأختلف معه. وكتب محمد فى صحيفة هندوستان تايمز "طول الفيلم تبدو السياسة مشوشة. وفى نهاية الأمر يدافع عن طالبان ويتعاطف معها... بصراحة توقعنا المزيد من الغضب والفحوى من هذا الفيلم الذى يستوحى موضوعه من الحقائق." ويبدأ الفيلم بصحفيين تلفزيونين هنديين يقومان برحلة فى سيارة جيب يطلق عليها مالكها اسم كابول اكسبرس فى إطار بحثهما عن مقاتل من طالبان لاجراء مقابلة معه. وفى طريقهما يلتقيان بمصورة أمريكية. ويظهر الفيلم بعد ذلك مشاهد الدمار فى أفغانستان والمبانى والناس الذين تعرضوا للقصف. ولإحداث الإثارة هناك تبادل لاطلاق النيران بين مقاتلى طالبان وخصومهم. ومن أجل السياسة هناك حوارات بين الصحفيين ومقاتل طالبان الذى اتخذهم رهائن. وصور الفيلم فى أفغانستان لمدة 45 يوما تحت اجراءات أمنية مشددة وفرتها الحكومة الافغانية. وكانت الرحلات المتعددة التى قام بها مخرج الفيلم كبير خان للبلاد بعد الاطاحة بحكم طالبان عام 2001 مصدر الهام للمخرج للقيام بهذا الفيلم. وقال خان مخرج الافلام الوثائقية إنه بالرغم من كل التهديدات بالقتل من طالبان إلا أنه لم يتخيل تصوير أول أفلامه الروائية فى أى مكان غير أفغانستان. وتابع "البلاد ليست مجرد موقع ولكنها شخصية فى فيلمي." وقال كثير من الممثلين الأفغان والباكستانيين والأمريكيين إنهم صوروا فى أفغانستان رغم الأوضاع الصعبة والمقيدة. العرب أنلاين في 19 ديسمبر 2006
|
فى نفرتيتى.. فيلم أحمد عثمان المزعوم بيع الشعب المصرى وتأجير تاريخه مفروشا أحمد يوسف |