اتهامات كثيرة واجهها السيناريست عاطف بشاي فور عرض حلقات مسلسل السندريللا.. أخطاء ومغالطات في حق رموز الفن والثقافة الذين عاشوا في حياة سعاد حسني و ظهروا كرسوم كاريكاتورية.. افتعال مواقف لم تكن تمت للصدق بأي صلة أحداث وحوارات كاذبة لم يكن لها وجود في الواقع علي بدرخان خائن.. كامل الشناوي عاشق ولهان.. عبدالحليم حافظ تزوج سعاد حسني.. وأشياء أخري كثيرة كلها القت بعاطف بشاي في قفص الاتهام.

وفي كل مرة يحاول فيها الدفاع عن نفسه يتعرض لمؤامرة تمنعه من الكلام لدرجة انه تعرض لأزمة قلبية ودخل المستشفي لمدة ثلاثة أيام.. بعدها قرر أن يبوح بالحقائق في هذا الحوار الذي خص به أخبار النجوم في البداية كان عاطف بشاي منفعلا للغاية وطوال الحوار ومكالمات زوجته لاتنقطع تدعوه لأن يهدأ.. لأن التوتر الشديد الذي لازمه طوال الفترة الماضية تسبب في تعرضه لازمة قلبية ونفسية ودخل علي اثرها المستشفي.. وحاولت أنا أيضا أن أهديء من ثورته وقلت له ان أي متهم من حقه ان يدافع عن نفسه ومن حقك الآن ان تتكلم.. وان تطلق صرخة الحقيقة التي تؤمن بها..، وهنا قال: اسمح لي أن أقول كل ما أريد وأرد علي الاتهامات كلها وأبوح بما في قلبي ثم نبدأ الحوار فقال: فكل ما حاولت أن أزهو به في العمل وأطمح له في السيناريو حدث عكسه تماما، وهذا ما أفزعني.. فهم أرادوا مسلسل 'حراق' حسب تصريح المخرج، بحيث تكون في كل حلقة فضيحة.. ورفضت أنا ذلك.. وكانت النتيجة ان المسلسل ظهر كعمل تجاري رخيص، والخطير في الأمر انهم أرادوا ان يلصقوا بي ما لم اكتبه وان ادافع عنه.. فكيف أدافع عن اخطاء غيري.. لقد تبرأت من المسلسل عندما لمحت التشويه في السيناريو وليس كما تصور البعض بعدما فشل وحجتي في هذا ان هناك نصا أصليا لمن يريد ان يطلع عليه ولم أجد أمامي سوي ان أعرض علي النقاد السيناريو الذي كتبته، والمدهش ان المنتج نفسه تبرأ قبلي من السيناريو بعد مرور اسبوع رغم انه اخر شخص يمكن أن يتبرأ من العمل لمصلحته التجارية.

.. يصمت عاطف بشاي ثم يواصل: ان ما بني علي باطل فهو باطل، وأنا لايعنيني الذي شوه السيناريو لكن من الشرف ان يعلن هو عن نفسه،.. وقد كانت الحجة في تشويه الشخصيات والرموز الكبيرة انهم بشر فلماذا الغضب اذن.. نعم انهم ليسوا ملائكة لكن من قال انه يجب ان تسييء لهم مثلما حدث مع صلاح جاهين.. فقد كنت أريد أن أقدم له باقة ورد علي قبره فاذا بيد غليظة تفسد هذا وتظهره بشكل رديء.. هناك فرق كبير بين ما كتبته وما ظهر علي الشاشة.

·         هل هناك تعمد للإساءة؟

نعم واكتشفت ذلك، وكنت أقول لنفسي في البداية: لاتكن سييء الظن، لكن بمرور الوقت اكتشفت انه لا توجد شخصية لم يتم تشويهها، والذين أرادوا توريطي ونسبوا هذه الاساءات لي ارتدت السهام إليهم بشكل أو بآخر.. والحقيقة التي أحب أن أظهرها للجميع انني تعاملت مع شخصيات المسلسل بحب شديد، الذين نفذوه تعاملوا معها بكراهية شديدة وغير مبررة وهذا يسأل فيه علماء النفس.. فهناك كم من الحقد تجاه الشخصيات غير عادي وهذا هو أحد الاسباب الرئيسية لهجوم الكثير من النقاد علي العمل.. فهناك يد آثمة تعمدت الاساءة للرموز الثقافية والفنية وهذا هزني كثيرا.

·         ولماذا كان الصمت طوال هذه الفترة؟

لم أصمت.. والأمر فهم خطأ.. فحتي نهاية الحلقة السادسة لم تكن هناك مشكلة.. فقط كانت هناك بعض الاختصارات غير الضارة بالمضمون، ثم بدأ بعد ذلك التدهور تدريجيا. وكان يهمني أن أنتظر لأجمع كل العناصر المشوهة ثم اتكلم وبدأت الكارثة فتجد حلقة يتم منها حذف خمسة مشاهد ثم تجد الحلقة التالية عشرين مشهدا وهكذا، وبعد مرور عشرة أيام أعلنت استيائي الشديد وكانت الشرارة الأولي أن المنتج أعلن عدم رضاه وقال: المسلسل في رقبة المخرج سمير سيف.

·         وهل حدثت مواجهة بينك وبين المخرج؟

لا، لسبب هام وهي انني اعتبرت ان المسألة أخذت شكل الاهانة الشديدة لي، فليس هكذا تكون العلاقة بين المخرج وكاتب السيناريو، فالمخرج حينما يريد ان يغير شيء لابد ان يشور المؤلف ويتحاور معه واما ان يقتنع أولا.. هذا هو الفرق، لكني وجدت ان هناك اعتداء ووجب علي أن أعلن أن هذا ليس مسلسلي.

·         في تصورك ما حجم التشوية؟

تم حذف اكثر من ثلثي المشاهد التي كتبتها، ولو حدث ذلك مع أي مؤلف حتي لو كان عبقريا لابد أن يؤثرعلي العمل.. ثم ان المسألة ليست فقط اختصار 200 مشهد، لكن التشويه أخذ عدة أشكال، أما كتابة كاملة لمواقف ومشاهد وأحداث جديدة ليس لها علاقة بالواقع، أو أخذ أفكار موجودة في مشاهد وتحويرها. وقد تغير الحوار بنسبة 70 % وهو أشد ما اعتز به في كتاباتي.

وفي المجمل التشويه امتد إلي تغير بناء العمل خاصة فيما يسمي بالمشهد الرئيسي مثلا: علاقة صلاح كريم بسعاد حسني بها 'ماسترسين' مهم جدا هو حادثة الطلاق وقد كتبت هذا المشهد في خمس صفحات، ووجدته جملتين علي الشاشة وتم الغاء الباقي!! وأصبحت أنا مؤلف لايعرف كيف يبني نهاية لمشهد اساسي، بالاضافة إلي أن الراوي علي الورق حجمه قليل ولكن تم استغلاله في حوارات عديدة.. هذا التشويه تسبب في ان كل حلقة أصبحت ريبورتاجا لفيلم من اعمال سعاد حسني يعاد تصويره. مع أجزاء يحكيها الراوي، والباقي دراما.. بينما كان من المفترض ان الحلقة تكون كلها دراما والرواي مشهدا واحدا وايضا اطار التشويه، كان المسلسل فرصة للتأمل في الابعاد النفسية والاجتماعية للابطال المعاصرين للسندريللا، لكن كل هذا لم يجده المشاهد في العمل.

ثم انني لم أزوج عبدالحليم بسعاد في المسلسل عكس ما ظهر فقد رصدت واقعا اجتماعيا وسياسيا ومعاني اكثر من وقائع شخصية وقد عملت علي منطق الواقع الذي يقول: ان عبدالحليم جاء له نزيف وقال له الدكتور في لندن انه اصيب بتليف كامل في الكبد وسأله عبدالحليم: بصراحة هل استطيع ان أتزوج وأجاب الطبيب: لا، فكيف بعد هذه الواقعة بعشر سنوات يتزوج.. ان المخرج استند في التغيير علي شائعات وقال: فليكتب عاطف بشاي ما يريد وأنا سأقدم ما أريد.

·         هل لمست روح الغدر هذه من البداية؟

لم أحضر التصوير، وحتي اذا كنت لمست هذا الغدر من البداية فلم يكن لدي دليل عليه.. أنا لا أتهم بدون أدلة.

وفي حدود علمي أعرف أنني أتعامل مع مخرج كبير ولا أشك في هذا وعندما قال انه يريد فضيحة في كل حلقة قلت لا، لكني وجدت ذلك في المسلسل.

·         يعني ايه وجود فضيحة؟

أي أن يكون المسلسل 'حراق' أي تقديم عمل تجاري رخيص.

·         عفوا نعود إلي المنطق الدرامي في واقعة حليم وسعاد ماذا كنت تريد؟

أنا لايعنيني شخصيا الواقعة بقدر ما يعنيني المغزي.. ماذا أريد ان أقول من خلال هذه العلاقة... فقصة الحب هذه كانت لابد ان تنتهي بالفشل لأن هناك خلافا بين طبيعتين: رجل منظم وامرأة فنها هوكل حياتها العادية والعملية كان يهمني أن أوصل هذه النقاط في العلاقة وليس الزواج.. كان يهمني أن أقدم الكثير من القيم والتأمل.. لكنها تحولت إلي فضائح وقصص نميمة عن زواج وطلاق.

·         قلت ان هناك مشاهد أخري تم تغييرها تماما؟

علاقة علي بدرخان، فهو عندي أهم علاقة عاشتها سعاد حسني.. 11 سنة كاملة قدمت فيها أهم أعمالها الفنية ودخلت في مرحلة النضج الفني، وهذه العلاقة كان من المفترض أن تأخذ جزءا كبيرا من المسلسل فقصة الحب تم غزلها من مشهد لمشهد.. فهي وجدت فيه سندا قويا يفكر معها في مستقبل فني كبير، هذه المشاهد لم يتم تصويرها.. وقد قدمت علي بدرخان بحب باعتباره أهم شخصية في حياتها لكنهم قدموه هو الآخر بكراهية.. حيث ظهر كخائن وقيل علي لسانه جمل لايمكن ان اكتبها.. فدمروا المعني والشخصية، بالاضافة إلي تجريح لشخصيات لم أجرحها.. ونسبت إلي.

.. نفس المنطق حدث مع صلاح جاهين.. تم حذف حوارات وشخصيات وايجاد شخصيات أخري مثل مني قطان زوجته فهي ليس لها وجود تماما في السيناريو ووجدتها في مشهد تذهب لصلاح جاهين وتقول له انت تخونني لانك تحب سعاد حسني. وقد أثار هذا استياء الكثير من المشاهدين وعائلة صلاح جاهين، أيضا الرباعيات قيل ان تامر حبيب الذي جسد شخصية صلاح جاهين اتفق مع سمير سيف علي الغاء الرباعيات مع انها كانت خلاصة حكمته في الحياة.

وتحول جاهين في المسلسل إلي 'مطيباتي' لسعاد حسني.

·         كل المشاهد ظهرت بشكل كاريكاتيري لماذا؟

أنا أيضا أتساءل معك.. وهذا ما جعلني أطبع عرض السيناريو في كتاب ليري الجميع كيف رسمت هذه الشخصيات وكيف تم تشويهها علي الشاشة.. في النهاية لم أجد تفسيرا لذلك.

·         اذن انت تتبرأ حتي من وصف الشخصيات؟

طبعا، فانا أصف الشخصية طبقا للوثائق والمعلومات، ومن المهم الشبه لكن ليس بهذه الطريقة الكاريكاتورية مثلما حدث مع كامل الشناوي حيث ظهر 'بلياتشو' خاليا من التعبير..

·         اذا كان لا الحوار والسيناريو لك.. اذن ماذا لك في المسلسل؟

شذرات.. بقايا أفكار.. بقايا بناء. فقد تم تمزيق العمل وتحويله إلي اشلاء، ومن ضمن العيوب الجسيمة التي شاهدها المتفرج علي الشاشة ان الحلقة الاخيرة كان بها حوالي 45 مشهدا في لندن مهمة للغاية لم يصورها المخرج.. وكانت النتيجة ان كل مشاهد لندن تم تصويرها في بيت نادية يسري بعد اختصار 90 % من الحلقة فبدت بنهاية هزيلة جدا.

·         وكيف سكت علي ذلك؟

لن أسكت، قدمت شكوي للنقابة لأطالب بالتحقيق في تشويه العمل بأكمله.

·         هل تفكر في رفع دعوي قضائية؟

طبعا

·         ألم تفكر في رفع اسمك من المسلسل؟

نعم.

·         أتصور أنك أخطأت عندما قررت الصمت من البداية؟

تنازعتني أشياء كثيرة.. أردت أن أتمهل حتي أجمع أكبر عدد من الاخطاء، وأحيانا يمكن ان تصرخ.. فلا تجد صدي نتيجة ان العمل جماعي، واذا كان هناك تواطؤ من أطراف عديدة علي تغيير السيناريو فما جدوي ان تناقش مثلا بطلة العمل.

·         لكني أتصور انك دفعت الثمن وحدك؟

لا، دعني أكون اكثر تفاؤلا، وإلا سأعتزل الكتابة.. الجميع أدرك ان هذا ليس عاطف بشاي وهذا ما أسعدني.

·         بماذا تدين نفسك في المسلسل؟

فنيا.. أزعم أنني كتبت قناعاتي، انما أدين نفسي انسانيا.. بأنني كنت حسن النية صادقا مع الناس.. لم أخذ بعض الحذر ووضعت ثقتي فيمن لايستحقها، لدرجة انه حتي الشخصيات الثانوية شوهت مثل المخرج حسام الدين مصطفي الذي ظهر 'كمجنون'، وفطين عبدالوهاب يتحول إلي 'غبي'، وزبيدة ثروت ظهرت وكأنها 'حاقدة' علي سعاد حسني.

·         اذن لماذا تمت الاستعانة بك؟

تم ذلك من خلال ممدوح الليثي وباعتبار كما كتب في العقد انني أحد كبار كتاب السيناريو.

·         ما حقيقة التهديدات التي وصلتك لتجبرك علي عدم التحدث بالحقيقة؟

كانت هناك رغبة من ممدوح الليثي ان تتم السيطرة علي الموضوع باعتبار أننا أسرة العمل، وعلينا ألا نشوهه،.. كانوا يريدون ان اسكت عن الحقيقة.

أخبار النجوم في 11 نوفمبر 2006

"كامل الأوصاف".. ودعوة مباشرة للحجاب

بقلم : ايريس نظمي   

يطل علينا أحمد البدري بفيلمين من اخراجه ضمن أفلام العيد وان صح القول فلنقل 'خبطتين'.. هما 'عليا الطرب بالتلاتة' و'كامل الأوصاف'.. وكانت فرصة عرضهما في العيد هي المنقذ للفيلمين.

وأحمد البدري يحاول دائما مغازلة شباك التذاكر.. فغالبا ما يقدم البطل المطرب مثل محمد فؤاد وحلا شيحة في 'غاوي حب' الذي لم يحقق النجاح المطلوب.. فأفلامه يحاول فيها عمل توليفة.. شيء من الحب والرومانسية .. وكام أغنية.. ولا مانع من التنويه عن أعمال مشبوهة مع شوية أكشن ليرضي ذوق الشباب ومشاهد العيد.

والفيلم بطولة عامر منيب الذي سبق أن قدم 'سحر العيون' و'كيمو وانتيمو' وبالرغم من أن عامر منيب يتمتع بالقبول أو الحضور علي الشاشة لكنه لم يترك أي بصمة في أفلامه.

وفيلم 'كامل الأوصاف' الذي كتبه 'أحمد البيه' يعتمد علي التباين بين أختين.. والفارق الكبير في سلوك كل منهما.. الاولي نبيلة 'حلا شيحة' فتاة محجبة، والأخري نور 'علا غانم' فتاة سافرة، الاولي خجولة 'متربية' تمتنع عن محادثة الشبان كما تمتنع عن دخول المصعد اذا كان يحمل أحد الشبان.. وهي فتاة منطوية رغم انها هي وعائلتها من رواد أحد الاندية الكبري. أما الاخري 'نور' فهي ترتدي أحدث ازياء الشباب 'الروش' والفساتين العارية التي تكشف أكثر مما تستر.. كما أنها مندفعة في مشاعرها وتصرفاتها فاذا أحبت فهي تصرح بحبها بشجاعة وبدون حياء تحسد عليه ودون أن تعرف اذا كان الطرف الآخر يحبها أم لا..

وقد أكد 'البدري' علي هذه الاختلافات بشكل مبالغ فيه ومباشر.. وكأن كل المحجبات ملائكة وكل السافرات شياطين وبئس المصير.. وبالطبع لا تتفق الاختان علي رأي ولا يلتقيان في مجتمع واحد.. فالأخت نور ترتاد النوادي والملاهي الليلية وصالات الرقص.. أما الاخري فتقضي وقتها في القراءة وفي الصلاة.

أما الام 'رجاء الجداوي' فهي امرأة متصابية.. تعيش حياتها منذ وفاة الزوج.. فهي غير محجبة.. دائما 'مهندمة' علي سنجة '10' لا تبدو الا وهي تضع الماكياج وتلبس أحلي الثياب ذات الألوان المبهجة، ولم تنس رجاء انها بدأت عارضة أزياء مع الفارق الآن بالنسبة لعشرات الكيلوجرامات التي تحملها الآن. انها امرأة متحررة وهي تميل أكثر الي الابنة 'نور' لانها تشبهها.. فكثيرا ما تدور الاحاديث بينهما بعكس أختها المحجبة.

أخبار النجوم في 11 نوفمبر 2006

 

فيلم الأسبوع.. مسز هندرسن

د.رفيق الصبان 

مسز هندرسن.. هي قصة هذه الارملة التي تعيش في لندن وحيدة بعد موت زوجها والتي لا ترغب أن تكون واحدة من عامة العجائز العاطلات عن العمل اللاتي يقضين أوقاتهن في لعب البريدج.. لانها مصرة علي أنه مازال لها دور في الحياة يمكن أن تلعبه وأن تلعبه بجدارة معتمدة علي ذكائها وحسها عن الواقع الاجتماعي الذي تعيش فيه.. وهل هناك واقع أشهر وأخشي من واقع الجنس في زمن الحروب والازمات والايام التي يضيع فيها الانسان نفسه'.

الفيلم يبدأ بداية مدهشة.. في المقابر الانجليزية حيث تقيم مسز هندرسن مراسم دفن زوجها الذي كان يشغل منصبا كبيرا في الهند.

مشهد يقدم فيه فريرز لوحات حية عن مقابر بيضاء غارقة في بحر من الخضرة و'مقابر' اجتماعية تتمثل في طقوس انجليزية باردة مجردة عن الروح تصاحب هذه اللحظات الحزينة التي تنتهي بأن تأخذ مسز هندرسن قاربا صغيرا.. تمخر فيه النهر الهادي غارقة في تفكير عميق.. وتجيء الايام التالية.. التي لا تعرف مسز هندرسن كيف تقضيها .. ضائعة بين الحفلات الخيرية المزيفة وجلسات البريدج والنميمة.. ولحظات الفراغ المفزعة وهي لا تريد البحث عن عشيق صغير كما نصحها احدي صديقاتها. رغم انها تملك أموالا كافية.. لشراء أي شاب تريد كما لا تريد أن تدفن نفسها حية.. ضمن جدران التقاليد والزمن.

وفي أثناء جولة لها.. في المدينة تري مسز هندرسن مسرحا قديما قيد الهدم فتقرر شراؤه.. وتجديده مع دهشة جميع المحيطين بها ثم تتعاقد مع رجل من أصل أوروبي له باع في ادارة المسارح كي يساعدها علي تشغيله.

نحن في بدايات عام ..1937 حيث كانت لندن تعج بالمسارح.. وأوروبا كلها رهينة قلق مبهم من خطر يهددها قادم من البحر.. حيث ابتدأت زعامة هتلر تنمو وتتسع.

فماذا يفعل مسرح جديد.. لا هوية له ضمن مئات المسارح الاخري التي تقدم عروضا مختلفة وهنا تطرأ.. في ذهن مسز هندرسن فكرة مجنونة.. لم لا تتحدي كل الخبث البورجوازي الذي تعيش فيه طبقتها.. وتقدم في لندن شأن العاصمة الفرنسية المجاورة.. مشاهد عارية.. يمكنها أن تجذب جمهورا جديدا ومختلفا.. أن تكسر بذلك حدة الخبث الانجليزي العريق الذي يسمح بارتكاب الخطايا كلها شريطة أن تظل محبوسة بين أربعة جدران.

وبالطبع فان مشروعها يصطدم بالقوانين الانجليزية الصارمة التي تمنع العري علي المسرح منعا مطلقا وهكذا تقابل مسز هندرسن رئيس الوزراء الانجليزي آنذاك اللورد تشمبرلن لتجعله يوافق علي تقديمها مشاهد عارية.. متحججة باللوحات العارية المعروضة في المتاحف.. ويستجيب اللورد الي مطالبها شريطة أن تقدم هندرسن هذه المشاهد علي المسرح من خلال لوحات جامدة حية لا تتحرك.

وتنجح هندرسن في خرق أول قاعدة بورجوازية للمجتمع الفكتوري المتعصب.. وتقدم أمام علية القوم الذين جاءوا لمشاهدة الافتتاح.. نساء عاريات تماما في تابلوهات جامدة.

وينجح المسرح نجاحا لم يتوقعه أحد.. ويصبح من أكثر المسارح جماهيرية تقدم فيه العروض بشكل منتظم طيلة الليل دون انقطاع.

وكان لابد من العثور علي الفتيات اللاتي يقلب الظهور عرايا أمام الجمهور وهنا يقدم فريرز مشاهد سينمائية لا تنسي عن جلسات الاختيار وعن جميع العقد النفسية الكامنة لدي الشعب الانجليزي رجالا ونساء.. ويبدأ وجه هندرسن الثوري بالظهور جليا.. وتبدأ أفكارها التي كانت مستترة تطفو للسطح.. واضحة صريحة.

وتشتعل الحرب.. وينشغل الناس بشبح الموت الذي بدأ يطل بوجهه القبيح ليأكل شباب أوروبا الذين راحوا ضحية جنون حكامهم.

أخبار النجوم في 11 نوفمبر 2006

 

سينماتك

 

بعد تعرضه لأزمة قلبية ..يكشف تفاصيل المؤامرة علي سعاد حسني

عاطف بشاي: أنا برئ من فضيحة السندريللا

حوار خالد محمود

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك