الكويت/ الحياة: قبل فترة في برلين، أمس من نيويورك، وبعد أيام في «كان». نور الشريف منهمك هذه الأيام في التجوال بين المدن، في رفقة الفيلم الأخير الذي لعب فيه دور البطولة «عمارة يعقوبيان» الذي يقدم في عروض خاصة في هذه المدن وغيرها قبل ان ينطلق في عروضه التجارية.

وبين جولة وأخرى يكرّم نور الشريف، أو بالأحرى يكّرم فنان السينما فيه. وآخر تكريم له كان في الكويت حيث أقام نادي الكويت للسينما تحت رعاية بدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حفل تكريم للفنان نور الشريف لمناسبة انتهائه من ورشة إعداد الممثل التي أقيمت قبل أيام.

وألقى منيف الحربي رئيس نادي الكويت للسينما كلمة اوضح فيها ان هذه الاحتفالية «ما هي إلا شيء بسيط امام عطاءات نور الشريف التي امتدت لأربعة عقود أسس من خلالها شخصية سينمائية لها ملامح خاصة وواضحة، الى جانب ما قدمه في المسرح من أعمال فنية متميزة»، مشيراً الى ان كل ما قدمه الشريف من إبداعات ما هو إلا مراجعة لتاريخ المجتمع العربي وحياته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

بعدها ألقى طالب الرفاعي مدير إدارة الثقافة في المجلس الوطني كلمة نيابة عن الأمين العام قال فيها ان تكريم نور الشريف ما هو إلا تكريم للسينما العربية لكونه ليس محسوباً على الفن في مصر فقط، بل هو محسوب على هم المواطن والثقافة العربية لقربه من القراءة والاطلاع، مضيفاً انه ايضاً محسوب على المبدعين في التشكيل وكل فروع الفن، ومن يقترب منه يجده قريباً من الناس لتكريسه جزءاً كبيراً من حياته لمعاناة الإنسان العربي.

وبعدها قدم الفنان محمد المنصور الفنان نور الشريف ليلقي كلمته واصفاً إياه بصديق الدرب وصاحب الكلمة الأكثر تأثيراً من اربعة عقود مضت.

وفي كلمته أوضح الشريف ان العمر يقاس باللحظات السعيدة التي اعتبر فيها لحظات وجوده في الكويت من اهمها في حياته، شاكراً كل من شاركوا في الورشة على جدهم وقبولهم كنجوم للخضوع للتعلم والتدريب، وقد تخلل الحفل تقديم لوحة تذكارية للفنان نور الشريف من الفنان ناجي الحاي، وتقديم درع تكريمي من نادي الكويت للسينما وتقديم نسخة من كتاب «نور الشريف الفنان الإنسان» من تأليف الناقد السينمائي عماد النويري مدير النادي، كما تم عرض فيلم تسجيلي تحت عنوان «ليلة نور» من إخراج فيصل الدويسان، الى جانب توزيع الشهادات للمشاركين في الورشة، وتقديم درع تكريمي لمي نور الشريف. وقد أدار برنامج الاحتفال عماد النويري الذي أصدر كتاباً في الكويت عن نادي الكويت للسينما بعنوان «نور الشريف الإنسان الفنان» في 132 صفحة من القطع المتوسط. ويعد الكتاب الإصدار الثالث للكاتب بعد مجموعته القصصية «الرأس والجدار» عام 1993، وكتاب «سينمائيات» عام 2004.

جاء في المقدمة: «حينما يكرم نادي الكويت للسينما الفنان القدير نور الشريف من خلال هذا الإصدار إنما يكرم كل فنان عربي جاد أخلص لفنه والتزم هموم عصره واستطاع ان يكون قدوة ونموذجاً يحتذى به على مستوى الوطن العربي». ضم الكتاب بين أوراقه «صور من مخزون الذاكرة» وهي ذكريات تجمع الكاتب بالفنان نور الشريف منذ التقيا للمرة الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1977 وحتى عام 2001 في مهرجان السينما العربية في باريس، مروراً بمهرجان مانيلا السينمائي الدولي عام 1983، ومهرجان بغداد المسرحي عام 1985. وتضمن الكتاب مجموعة من المقالات السينمائية التي كتبها الكاتب عن بعض افلام نور الشريف في جريدة القبس الكويتية مثل فيلم «بيت القاضي» و «كتيبة إعدام» و «أيام الغضب» و «ليلة ساخنة». وعن ملامح البطل في سينما نور الشريف تناول الكاتب في دراسة مفصلة الأفلام التي قدمها نور الشريف خلال رحلته السينمائية وتناولت الدراسة بالعرض والتحليل مجموعة من افلام الشريف اعتبرت علامات في تاريخ السينما المصرية والسينما العربية في شكل عام مثل: «العار» و «حدوتة مصرية» و «سواق الأوتوبيس» و «زمن حاتم زهران» و «المصير». وجاء في الدراسة: «ان اية مراجعة فنية لسينما نور الشريف وأي مرور على ملامح البطل الذي قدمه في افلامه التي تقارب الـ 170 فيلماً، إنما هي مراجعة ايضاً للتاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمع المصري خلال اربعة عقود، وهي في جزء كبير منها مراجعة ايضاً للتاريخ السياسي والاجتماعي للحياة العربية في شكل عام». تضمن الكتاب ايضاً فيلموغرافيا كاملة عن اعمال نور الشريف وثبت بأهم الجوائز والتكريمات خلال حياته الفنية.

ضجة

وكان نور الشريف شارك في مهرجان برلين مع فيلم «عمارة يعقوبيان» وهو عبّر في مناسبات عدة عن رأيه في الفيلم وفي الأسباب التي جعلته ينال كل هذه الضجة قبل عرضه وبعده. وكان جواب نور الشريف ان سبب الضجة «هو النص في البداية، أي الرواية التي كتبها الطبيب المصري علاء الأسواني وأثارت اهتماماً كبيراً جداً بعد نشرها. ويعود ذلك الى أمرين: الجرأة في معالجة شخصيات محددة في المجتمع المصري وفي العالم العربي لم يعمل احد من المبدعين على الاقتراب منها بعمق كأنها تابوهات خوفاً من رد عكسي يسبب مشكلة للكاتب مثل الصحافي الشاذ جنسياً، وهي شخصية لم تُطرح مسبقاً أبداً، ربما أشير إليها في مقالات او انتقادات لكن ليس في عمل ادبي يتناولها بهذا البعد الإنساني لا الكاريكاتوري، بخاصة ان شخصية الشاذ في الأفلام المصرية القديمة كانت تعكس كـ «صبي العلمة» (صبي الراقصات) بلا دراسة لأسباب شذوذه في السلوك. ثانياً انه رصد النماذج الأخرى في طبقات الواقع المصري مثل ابن البواب الذي يمثله محمد عادل إمام في أول تجربة ودور رئيس له، إضافة الى رصد نفوذ شخصيات موجودة في البلد سواء في الحزب او من رجال الأعمال. والعمل الأدبي هذا اثار ضجة الى درجة ان القراء بدأوا يتساءلون من يقصد علي الأسواني في الواقع بالشخصية الفلانية، وعندما اهتمت دور النشر العالمية والجامعة الأميركية في القاهرة وبعد ان حصل كاتبها على جائزة نجيب محفوظ وترجمت الى الإنكليزية بدأت دور النشر العالمية تهتم بها. وللأسف الشديد يظل الانتقاد في العالم العربي محصوراً بالاختلاف في الرأي وبمحاولة تشويه صورة الإبداع. نحترم حرية الانتقاد، لكن يتوجب على المرء ان يكون موضوعياً. قد يقترب كاتب او مخرج سينمائي من الشخصية المعالجة بصورة فجة بهدف التجارة وجذب الناس، لكن هنا في الفيلم فإن التناول تحليلي». وإذ قلنا لنور الشريف ان هناك من انتقد وتحدث عن طرح الفيلم لبعض المشاكل وبعض الشخصيات في المجتمع المصري في شكل لا يتماشى والحقيقة... قال: «لا بد من التطرق الى هذه الأمور، ولا سيما شخصية الطالب المسالم الذي صار إرهابياً بتأمل. هذا الشاب هو ابن بواب ومتفوق في الدراسة وكان يساعد والده بكل رجولة وبلا خجل لأن والده حارس بناية. لكنه عندما حصل في دراسته الجامعية على تقديرات مميزة رأى ان من حقه ان يصبح وكيل نيابة أو ان يكون في الجيش. وطبعاً عندما أحلم أنا ان أكون ضابطاً في الجيش أو وكيل نيابة وأعاقب لأن والدي بواب أو يمارس أي مهنة فقيرة، فهذا تصرف مرفوض تماماً. وهذا الشاب الذي يحمل آمالاً تعرّض حلمه للدمار وقُبل فقط في كليات نظرية مثل كلية السياسة والاقتصاد. داخل هذه الكلية وفي ظل الإحباط والمناخ العام كان من السهل تجنيده. تأكد، وهذه وجهة نظر نور الشريف، أن لا يوجد أي شاب في مصر او العالم يرفض ان يعيش حياة طبيعية إلا اذا كان محبطاً. وهذا أخطر شيء في واقعنا العربي والشباب يعانون بطالة كبيرة وإحباطاً في تحقيق الأحلام. جمال عبدالناصر زعيم الأمة العربية كان والده بوسطجياً. وبعد تغيير شروط القبول في الجيش وفي الشرطة وفي سلك النيابة منع اولاد الفقراء من دخول هذه المهن بحجة ان من السهل رشوة ابن الفقير, وقد يكون حاقداً على الأغنياء. ولأننا في زمن رأسمالي صرف منذ سنوات حصل منع، وهذه قنبلة موقوتة. وللأسف الشديد ان الجميع ينظر الى الإرهاب على انه تطرف ديني فقط في وقت علينا ان نفرق بين الإرهاب كإرهاب والتطرف في السلوك او العنف في السلوك الذي يحصل نتيجة احباط، وهذا موجود في كل شارع في انكلترا وألمانيا وأميركا خصوصاً اكثر من العالم الإسلامي».

ازدهار متواصل

وحول الجديد الذي يجعل السينما المصرية تعود الى المشاركة في مهرجانات عالمية بعد غياب، قال الشريف: «السينما المصرية في حال ازدهار تجاري مستمر منذ ست او سبع سنوات، لكن يغيب عن هذا الازدهار القيمة الفنية باستثناء تجارب محدودة جداً.

ومع توقف الشركات المصرية القديمة عن مواصلة الإنتاج ودخول شركات إنتاج جديدة صغيرة هي غير الشركات الكبيرة التي نشأت وقامت بعمل عظيم في مصر مثل تأسيس دور عرض على مستوى عالمي بالفعل، لكن معظم المنتجين الجدد اعتقدوا وتوهموا ان هذا رأسمال – ونحن نتكلم طبعاً في عالم الاقتصاد الحر – يريد الكسب معتقداً ان الأفلام الكوميدية هي الوحيدة التي تحقق الربح فاستمر التيار هذا في إنتاج مثل هذه الأفلام لمدة طويلة بلغت ثماني سنوات. لذلك من الصعب العثور على فيلم كان يمكن ان يمثل مصر من خلالها. صحيح ان بعض الأفلام الجيدة رشح للحصول على اوسكار افضل فيلم اجنبي مثل «سهر الليالي»، وأن بعض الأفلام نال جوائز في مهرجانات كان وبرلين وفينيسيا، لكنني أرى شقين: الأول اننا شطار في الإبداع على مستوى التمثيل والإخراج، لكننا لا نجيد التسويق. ونحن في عالم يعتمد على التسويق قبل كل شيء.

احب هنا ان اعطيك مثالاً على ذلك: عندما كنا في «مهرجان كان» قبل ست سنوات مع فيلم «المصير» كنا خارج المسابقة ثم حدث ان لم تسمح الرقابة في ايران بعرض فيلم ايراني داخل المسابقة فأُدخل «المصير» كبديل من الفيلم الإيراني على رغم مرور خمسة ايام على بدء المسابقة. وهنا انفجر النقاد هجوماً على ادارة المهرجان متسائلين كيف ان الفيلم كان خارج المسابقة وأنهم يتفرجون منذ ايام عدة على افلام دون المستوى. لا أقصد الإساءة الى لجان الاختيار في المهرجانات الكبرى، لكن تبقى العلاقات الشخصية مع بعض الأسماء الكبيرة تلعب دورها، وكل إدارة مهرجان تبتغي حضور أكبر عدد ممكن من النجوم من اجل الإبهار الإعلامي، وهذه تبقى وسيلة ضغط. لكن من المؤكد ان افلاماً تتعرض للظلم لعدم اختيارها داخل المسابقة او في أي مسابقة فرعية اخرى. لذا أحب أن أشكر عماد اديب رئيس مجلس ادارة «غود نيوز غروب» لإنتاجه «عمارة يعقوبيان» وعمله على إنتاج افلام اخرى جيدة. وأعتقد ان منهجه في التفكير سيضيف الى السينما المصرية قيمة ويفتح لها اسواقاً جديدة».

الحياة اللبنانية في 28 أبريل 2006

 

السينما تستلهم الفلسفة لدعم القضية الفلسطينية... فلسفة عمانويل لفيناس في خدمة الفن السابع

لاهاي - صلاح حسن 

سيدتان هولنديتان وناشط سياسي يقومون بأعباء مؤسسة «تلانس لوت» الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والتي تنظم الكثير من النشاطات التي تسلط الضوء من خلال الادب والفن على البلدان التي تنتهك حكوماتها حقوق الانسان. وتتبنى بالتعاون مع منظمة العفو الدولية الدفاع عن الكتاب والفنانين الذين يتعرضون للتعذيب والسجن بسبب افكارهم ومواقفهم. ساهمت هذه المؤسسة باطلاق سراح عدد من السجناء السياسيين والمثقفين في العالم عبر الحملات الاعلامية التي نظمتها بالتنسيق مع مؤسسات حقوقية أخرى من بينهم الشاعر السوري فرج بيرقدار الذي قضى 14 عاماً في السجون السورية.

سنوياً تنظم مؤسسة «تلانس لوت» مهرجاناً ثقافياً وفكرياً وفنياً في العاصمة لاهاي يبدأ من السادس من كانون الأول (ديسمبر) ولغاية الثاني عشر منه وتتوزع نشاطاته بين المسرح والسينما والشعر والفنون التشكيلية والبصرية، كما تحيي المؤسسة امسيات ثقافية ومحاضرات فكرية يدعى لها عدد من الكتّاب والفنانين الذين لهم انجازات في مجال الدفاع عن حقوق الانسان.

وقبل ايام اقامت المؤسسة الحلقة الثانية ضمن نشاط حمل عنوان «السلام من منظور الفلسفة والسينما» تناولت موضوعات العنف والحرب وصورة الآخر من منظور الفيلسوف الفرنسي ايمانويل لفيناس وعرضت فيلم PRIVAT للمخرج الايطالي سافريو كوستانزو. هذا الفيلم يستعرض حياة عائلة فلسطينية مثقفة يحتل الجنود الاسرائيليون الطابق الاعلى من بيتها ويمارس كل الوسائل الوحشية لارغام افرادها على ترك البيت لكن محاولاتهم لجر العائلة لاستخدام القوة كمبرر لترحيلهم تبوء في نهاية المطاف بالفشل اذ يصر رب العائلة «محمد» على ممارسة الطرق السلمية وفي مقدمها الحوار مع الجنود المحتلين.

تنظيم قمع الآخر

في البداية قدم البروفسور بيت لين هوفرز أستاذ الفلسفة والثيولوجيا في جامعتي ايندهوفن وتلبورخ محاضرة عن فلسفة ايمانويل لفيناس والتطور الذي قدمه هذا الفيلسوف لمفهوم الآخر والمسؤولية، وهو ايضاً أحد اكثر الفلاسفة تطرقاً للاخلاق في القرن العشرين، القرن الذي غلب عليه طابع العقلانية والبيروقراطية المنظمة لقمع الآخر واقصائه، اذ يشكل جهده الفلسفي دعوة لتبني المسؤولية تجاه الآخر. فعلى رغم عملية القتل المبرمجة التي راح ضحيتها حوالى ستة ملايين انسان من ضمنهم عائلة لفيناس نفسه، الا ان ذلك لم يؤثر سلباً في الاهمية التي منحها لفيناس للآخر، اذ واظب في مجمل نتاجه الفلسفي على البحث عن الآخر والاعتراف به وهي الموضوعية التي تعد نواة البحوث الفلسفية غداة الحرب العالمية الثانية في القارة الاوروبية عموماً وفي فرنسا على وجه التحديد. فقد جهدت الاطروحات الفلسفية الى تشذيب هذه «الثيمة» من الاضافات الخرافية التي لحقت بها وتنقيتها عبر محاولات حثيثة تهدف الى بلوغ «الموضوع» العقلاني المنسجم الذي دعا اليه ديكارت في بدايات عصر النهضة الاوروبية.

في فيلم عنوانه «لا تقتل» للمخرج كريستف كيسلوفسكي، يقدم شاب نمسوي يدعى «ياتشيك» ومن دون أي سبب منطقي أو دافع عاطفي، وبطريقة لا تخلو من الوحشية على ارتكاب جريمة قتل ضحيتها سائق سيارة أجرة في اواسط العمر. وبعد ان يخنق ياتشيك السائق بحبل أعده لهذه الجريمة يسحب الضحية من مقعده ويطرحه على الارض ليوجه له ضربات عنيفة عدة باسطوانة حديد ثم يحطم رأس الضحية بصخرة كبيرة يعثر عليها صدفة في مكان ارتكاب الجريمة، لكن ياتشيك الذي نفّذ كل هذه التفاصيل بهدوء تام وبلا أي ارتباك، يقف للحظات مشوّشاً ومرعوباً أمام وجه ضحيته.

وفي مشهد من فيلم PRIVAT يتجه رب العائلة الفلسطينية محمد وبسبب السهاد والارق الى طاولة الطعام في مطبخ بيته المحتل من قبل الجنود الاسرائيليين حيث يصادف آمر الجنود مستيقظاً هو الآخر وقد كان التعب بادياً على ملامحه ويبدأ الحوار بسؤال يشترك في الاجابة عنه كل من صاحب الدار والجندي المحتل: ماذا تفعل هنا؟ يصوّب صاحب الدار محمد نظراته الى عيني المحتل الذي بدا غارقاً في هلوسة تدل على ضياعه وعدم قدرته على مواجهة محمد ونظراته المتسائلة. من هذين المشهدين يمكن الدخول الى الاضافة التي قدمها لفيناس عن دور الوجه في تقديم وفضح المشاعر الداخلية للكائن البشري. يقول لفيناس في حوار أجري معه: «ثمة علاقة وطيدة بين الوجه والحوار. الوجه هو الناطق والمتحدث هو الذي يتيح امكانية التحاور ويبتدئ الحوار... ان القول الاول الذي يطلقه الوجه هو: «لا تقتل!» وهو فعل آمر. في تجلي الوجه ثمة حكم وفعل أمر كأنه يصدر من السيد (المتعالي) وفي الوقت نفسه يمكن وصف نداء الوجه برجاء مستنجد انه ذلك الضعيف الذي يتعين على ان اخدمه بكل ما استطيع وأظل مداناً له في الوقت نفسه».

بعد المحاضرة وعرض الفيلم جرت مناقشة ادارتها الدكتورة ايلينا كولمانس وشارك فيها البرفسور لين هاوفرز والمحلل النفساني ايريك روما ونبيل الصحار عضو مؤسسة الحوار الفلسطيني – الاسرائيلي.

الحياة اللبنانية في 28 أبريل 2006

التحضيرات لبينالي السينما العربية الثامن في باريس (22 الى 30 تموز)

تكريم أحمد زكي والافتتاح بـ"حليم"

ريما المسمار

هذا العام موعد انعقاد دورة جديدة لبينالي السينما العربية في باريس بين 22 و30 تموز/يوليو. ينظم معهد العالم العربي بباريس الدورة الثامنة للسينما العربية مستضيفاً افلاماً وسينمائيين يمثلون الانتاجات العربية الحديثة في أربع فئات أساسية: الافلام الروائية الطويلة، الافلام الروائية القصيرة، الافلام الوثائقية الطويلة والافلام الوثائقية القصيرة. وهي الفئات التي تتبارى الافلام فيها على جوائز المهرجان. في الدورات السابقة، كانت ادارة المهرجان تستغل أجواء مهرجان "كان" وحشده الصحافي والسينمائي للإعلان عن برنامج البينالي الرسمي حيث كان يصادف انعقاد الاول قبل شهر من الثاني. اما هذا العام، فقد ارتأت ادارة البينالي ان تؤخر موعده شهراً بما يخلف تساؤلات حول امكانية اكتمال البرنامج ابان ايام مهرجان كان السينمائي. المعروف ان لجنة الاختيار التي تضم مديرة المهرجان ماجدة واصف مكبة في هذه الاثناء على مشاهدة الافلام لاختيار الصالح منها للمشاركة في المسابقة. بعض الأنشطة المرافق للدورة المقبلة معد سلفاً كما قالت واصف في دردشة مع "المستقبل" خلال انعقاد مهرجان الجزيرة الدولي للإنتاج التلفزيوني بالدوحة الشهر الماضي حيث شاركت في عضوية لجنة التحكيم.

تحمل الدورة الثامنة لبينالي السينما العربية اسم الممثل الراحل أحمد زكي في لفتة تكريمية تصادف مع مرور نيف وسنة على وفاته. ويقوم المهرجان بعرض عشرة من افلامه في الهواء الطلق. ولكن الحدث الأكبر الذي يعول المهرجان عليه ويندرج في إطار تكريم زكي هو افتتاح الدورة بفيلم "حليم" الذي لم يُعرض بعد. والمعروف انه الفيلم الأخير لزكي الذي لم يكن قد انتهى من تصويره عندما داهمه الموت، فأسندت المهمة الى ابنه الذي يشبهه لاستكمال المشاهد المتبقية. كما ان فريق الفيلم بقيادة المخرج شريف عرفة والمنتج عماد الدين أديب قام بتصوير جنازة الممثل­نزولاً عند رغبته­ لاستخدامها في الفيلم على انها جنازة العندليب. كل تلك المقومات والظروف الدرامية والتراجيدية التي أحاطت به تجعل من الفيلم عملاً منتظراً بامتياز.

الى فئات المسابقة والتكريم، تشير واصف الى تخصيص قسم بانتاجات قناة الجزيرة الوثائقية على غرار ما فعل المهرجان قبل عامين بتخصيصه فئة بالانتاجات التلفزيونية الخليجية. لم تؤكد واصف تحول ذلك البرنامج فئة ثابتة في المهرجان للدورات المقبلة وتعتبرها بمثابة تسليط الضوء على عمل قناة تلفزيونية. كذلك اختير عنوان الندوة الاساسية للمهرجان: "دراسة العوامل اللازمة لخلق سوق عربية اوروبية امام الانتاج السينمائي".

في حين لم يتم الاختيار النهائي لأفلام المسابقة، اشارت واصف الى بعض العناوين شبه المؤكد في الروائي الطويل منها: "عمارة يعقوبيان" لمروان حامد الذي عرض في مهرجان برلين في شباط الماضي وسيُعرض في السوق في مهرجان كان المقبل؛ "بوسطة" لفيليب عرقتنجي؛ "صباح" لربى ندّا؛ "العشق والهوى" لكاملة ابو ذكرى. اما على مستوى الافلام الوثائقية فلم تشأ البوح الا بعنوان واحد هو "من يوم ما تركت" لمحمد بكري في اطار حوارية مع صديقه الكاتب المسرحي الراحل اميل حبيبي.

من خلال مشاهداتها خلال العامين الفائتين، تشير واصف الى ان كمّاً كبيراً من الانتاجات السينمائية ظهر في الاونة الأخيرة وتلاحظ كيف ان الدعم السينمائي المتواصل في المغرب يحقق انتاجاً متوازناً. وتعتبر ان الانتاج السينمائي المصري حقق تقدماً على الرغم من سيطرة موجة الكوميديا الركيكة بدليل بروز افلام طموحة مثل "حليم" و"يعقوبيان". بينما تعتبر ان القفزة النوعية تتحقق بشكل اوضح وملموس في الوثائقي حيث "نلمس الوعي وطرق التعبير الجديدة".

تعتبر واصف ان جزءاً كبيراً من مهمة بينالي السينما العربية الى جانب نشرها السينما العربية في اوروبا والبحث عن اسواق لها، يقوم على اكتشاف السينمائيين العرب ومواكبة مولدهم مشيرة الى ان سينمائيين عرب كثر قدموا افلامهم الاولى في البينالي ولاقوا في ما بعد شهرة واسعة في اعمالهم اللاحقة مثل مروان حامد على سبيل المثال لا الحصر الذي عرض له المعهد فيلمه القصير الاول "لي لي".

المستقبل اللبنانية في 28 أبريل 2006

 

كلوني يتدخل في أزمة دارفور  

واشنطن (رويترز) : مثلما فعل أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي من مختلف الاتجاهات استغل الممثل الأمريكي جورج كلوني الحائز على جائزة أوسكار شهرته لجذب الاهتمام لأزمة دارفور في غرب السودان بأن قال يوم الخميس ان المنطقة تشهد أول إبادة جماعية هذا القرن.

وحكى كلوني روايات مؤثرة عن مشاهداته أثناء الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان والى منطقة دارفور السودانية حيث شاهد اللاجئين داخل مخيمات قذرة ونساء يواجهن خطر الموت أو الاغتصاب بينما كن ينقبن بحثا عن الطعام.

وحث كلوني المواطنين على المشاركة في تجمعات حاشدة بمختلف أرجاء الولايات المتحدة الاحد القادم للضغط على حكومة الخرطوم لوقف ما تقول واشنطن انها فظائع ترقى الى إبادة جماعية في دارفور.

ومن المنتظر ان يشارك ممثلون من هوليوود وزعماء سياسيون وزعماء دينيون وشخصيات رياضية ضمن آخرين في المظاهرات التي من المتوقع ان تضم مئات الالاف من الاشخاص.

وقال كلوني في مؤتمر صحفي في نادي الصحافة القومي "الشيء الذي لا يمكننا ان نفعله هو ان ندير رؤوسنا ونحوِل بصرنا بعيدا ونتمنى ان يختفي هذا الامر بشكل ما.."

واضاف قائلا "انها أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين."

وعرض كلوني شريط فيديو قصيرا عن زيارته مع والده للسودان وتشاد المجاورة تضمن مجموعة من المقابلات والصور المُفزعة لأطفال يعتريهم الهزال الشديد في مخيمات متربة.

وقال الممثل الامريكي وهو يقف والى جواره السناتور الجمهوري سام براونباك والسناتور الديمقراطي باراك اوباما ان فتاة صغيرة سألته خلال رحلته متي سيعود "ويوقف هذا؟."

وعندما قال لها ان ذلك سيكون قريبا ردت عليه الفتاة قائلة "ذلك ما تقولونه دائما."

وينظر الى كلوني في الغالب على انه أقرب للديمقراطيين وكثيرا ما وجه انتقادات لإدارة بوش على سياساتها لكنه قال يوم الخميس ان قضايا مثل دارفور لا يمكن ان يُنظر اليها من منظور حزبي.

وحملت جماعتان متمردتان في دارفور السلاح في أوائل 2003 بسبب ما يعتبرونه إهمالا من حكومة السودان المركزية للمنطقة.

وتواجه الخرطوم اتهامات بتسليح الجنجويد وهي ميليشيا ينتمي أغلب مقاتليها الى قبائل عربية لسحق التمرد. وتنفي الحكومة السودانية تلك الاتهامات.

وقتل عشرات الالاف في حملة من القتل والاغتصاب والنهب والحرائق وتشرد أكثر من مليوني شخص الى مخيمات للاجئين في دارفور ودولة تشاد المجاورة.

موقع "إيلاف" في 28 أبريل 2006

 

سينماتك

 

كُرّم وصدر كتاب عنه في الكويت ويتجوّل مع «عمارة يعقوبيان»...

نور الشريف: الأفلام المصرية المتنوعة تزدهر عاماً بعد عام

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك