* الأفلام الضاحكة والسهلة تشكل 80% من إنتاجنا السينمائي قد تحمل بعض التسلية والترفيه ولكنها لا تحمل مضمونا

* إقبال الجمهور علي أفلام الكوميديا لا يعني جعل النقاد ولا أن الجمهور يرفض الأفلام الجادة

* فقدان التوازن في المواسم السينمائية الأخيرة فتح الباب أمام اتهامها بالسطحية والابتزال

* لا أجد مبررا لرفض فيلم «ملاكي إسكندرية» الاشتراك في المهرجان.. والأفلام الأخري غيابها غير مؤثر!

لا أستطيع أن أتهم سينمانا الحالية بالإسفاف وفساد الذوق والبحث عن الربح التجاري مهما كانت الوسيلة.. فهذا أمر غير عادل لأن السينما منذ بداياتها وهي تمشي علي ساقين هما الفن والتجارة.. والمهم كي يكون سيرها منتظما ومعقولا وليس مترددا أو أعرج.. أن يكون هناك توازن حقيقي بين التجاري والفني.. بحيث لا يطغي أحدهم علي الآخر وحتي إذا مالت كفة الواحد أكثر من الثاني فإن هذا يكون حدثا مؤقتا.. يستمر قليلا ثم تعود الأمور إلي نصابها.

ولكن فقدان هذا التوازن في المواسم السينمائية الأخيرة في مصر هو الذي فتح الباب واسعا أمام الانتقادات الكثيرة والاتهامات الجارحة والأوصاف التي تبدأ من كلمة السطحية وتنتهي بكلمة الابتذال.

والحق أن الرأي النقدي المصري.. ليس مخطئا كل الخطأ.. وليس متجنيا كما يحلو لنجوم الكوميديا الكبار أن يصفوه.. فالأفلام الضاحكة والسهلة التي أصبحت تشكل ثمانين في المائة من إنتاجنا.. هي خير دليل علي صحة كلام النقاد.. حتي لو خالف الجمهور رأيهم وذهب بملايينه وألوفه لمشاهدة نتاج هذا النوع من الأفلام.. الذي أصبح بالنسبة للجمهور الكبير اشبه ما يكون بمخدر موضعي.. ينسبة همومه والمشاكل التي تحيط به والأعباء التي يتحملها والسياسة العالمية الفاجرة التي يشهدها.

لذلك كان من الطبيعي أن يبحث هذا الجمهور عما يعيد الضحكة إلي شفاهه.. والنسيان إلي عقله.. وأن يضع ستارا شفافا (رغم سوء قماشه) يمنعه من العودة إلي نفسه وواقعه ومواجهة الأعباء التي أصبحت كتفاه عاجزة عن حملها. وهكذا.. ذهب التوازن الجميل الذي تقول عنه.. والذي كانت تتمتع به السينما المصرية خلال الستينيات والسبعينيات وحتي أواخر الثمانينيات.. إذ كنا نشهد إلي جانب أفلام الكبار صلاح أبو سيف وبركات وكمال الشيخ وحسين كمال ويوسف شاهين.. أفلاما شابة مليئة بالتجديد والفكر السينمائي المتألق تقودها كوكبة من المخرجين الذين فهموا تماما معني السينما ومسئوليتها وقدموا من خلال رؤيتهم للعالم أفلاما تعبر عنهم وعن عالمهم وعن دنياهم.. لكي تصبح الشاشة التي يقدمون عليها أفلامهم مرآة حقيقية عاكسة لمجتمع ولدنيا السياسة والعواطف.. وهكذا رأينا إذن أفلام رأفت الميهي وعاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة وداود عبدالسيد.

هذه الحقائق ظهرت جلبة واضحة.. لا يمكن المناقشة حولها.. إثر استعراض الأفلام المصرية التي تتنافس هذا العام للحصول علي التميز في المهرجان القومي الثاني عشر للسينما المصرية ستة وعشرون فيلما طويلا.. هم نتاج الموسم السينمائي في سنة 2005 إلي جانب عشرة أفلام أخري أو أكثر رفضت الاشتراك في المسابقة.. اعتقادا منها أنها ليست بحاجة إلي أي تقدير رسمي.. فحب الجماهير وتشجيعهم هو خبير تقدير.. وليست بحاجة إلي أي مكافأة نقدية لأن أرباح هذه الأفلام.. تكفي وتزيد.. إذن فلم الاشتراك.. والنتيجة الواضحة إذا تحققت هي مجرد تمثال صغير.. وبضعة آلاف الجنيهات لا تسمن ولا تغني عن جوع.

المهم لنضع جانبا هذه الأفلام «المتمردة» لأن حضورها أو عدمه كان سيان في التقييم النهائي لهذا الموسم. (وربما استثنيت فقط فيلم «ملاكي إسكندرية» لـ ساندرا نشأت لأن دون شك.. يحمل بعض ميزات لا يمكن تجاهلها.. ولم أستطع أن أجد مبررا لرفض نتيجة الاشتراك به مع باقي الأفلام).

المهم أننا أمام مجموعة من الأفلام تجاوزت العشرين.. خمسة أو ستة أفلام فقط.. تخرج منها حاملة صفة فيلم سينمائي حقيقي أما الأفلام الأخري.. فهي مجرد.. فقاعات فارغة في الهواء قد تحمل بعض التسلية والترفيه ولكنها من هذا النوع الذي نراه كي ننساه.. مجموعة من الأفلام السياسية.. حاولت السينما المصرية كعادتها أن تحذو بها حذو السينما الأمريكية فتقدم عن طريق الكوميديا اللاذعة.. نقدا سياسيا مباشرا حول أوضاع دقيقة تعيشها البلاد.

من بين هذه الأفلام.. التي حققت نجاحا علي الصعيدين الفني والتجاري فيلم «السفارة في العمارة» للمخرج الشاب عمرو عرفة والذي لعب بطولته عادل إمام.. والذي يعالج بأسلوب مباشر قضية التطبيع التي عرف المؤلف يوسف معاطي كيف يسير بها إلي منتهاها.. وكيف يفجر من خلالها الكثير من القضايا الأخري.

وكيف يترك المشاهد.. حائرا يطرح علي نفسه عددا لا ينتهي من الأسئلة حول هذه القضية الشائكة التي كانت منذ بدايتها ومازالت.. تمس ضمير ووجدان المتفرج المصري وتستحوذ علي اهتمامه وتحدد له مواقفة.

إلي جانب هذا الفيلم كانت هناك الكوميديا السياسية «ليلة سقوط بغداد» التي كتبها وأخرجها المخرج الشاب محمد أمين وقدم لنا فيها ممثلا كوميديا من الطراز الأول أحمد عيد الذي فجر هذا الفيلم مواهبه كلها.. التي لم تستطع أفلامه السابقة أن تؤكدها بشكل صريح. «ليلة سقوط بغداد» فانتازيا سوداء.. تمس الجرح الحقيقي في قلب المواطن المصري.. وتحاول أن تشحذ كبرياءه الهاربة وأن تقنعه بنصر مستحيل حتي لو كان عن طريق الوهم والخيال.

فيلم مليء بالشجن رغم الضحكات التي تملأ جوانبه.. يدغدغ حواسك.. ويجعلك تخلط دون إرادة منك الضحكة بالدمعة والابتسامة بالتأمل.

إنه نوع جديد من الفانتازيا السياسية تذكرنا بأسلوبها الصارخ والموجع معا بأفلام شهيرة من هذا النوع كفيلم ارنست لوبنش الشهير «أن تكون أولا تكون» أو فيلم ستانلي كوبريك المذهل «السيد سترا بخلاف».

محمد أمين.. يوقع في هذا الفيلم شهادة تميزه.. وتميز العالم السينمائي الخاص به الذي يصنعه.. مستعملا الجرأة والخيال الجامح سلاحا.. والجنس.. وسيلة وبرهانا.

وإذا كانت السياسة ظاهرة.. في هذين الفيلمين.. وقدمت علي مستوي سينمائي جيد.. تضافرت فيه جهود الكتابة والإخراج والتمثيل.

فإن الأفلام السياسية الأخري.. التي حاولت أن تركب الموجة السائدة جاءت هزيلة مرتبكة لم ينقذها سيناريو متمكن ولا أداء جيد.. فجاءت كالبطة العرجاء.. تثير الشفقة أكثر مما تثير الإعجاب وأعني بها «معلهش إحنا بنتبهدل» الذي أخرجه شريف مندور وكتبه وياللعجب نفس يوسف معاطي!!

أفلام الشباب احتلت حيزا كبيرا.. وحاولت أن تصور مشاكلهم وأحلامهم وطموحاتهم.. كفيلم «حمادة يلعب» الذي أخرجه سعيد حامد.. ولم يتمكن من إعطاء النجم الكوميدي الجديد أحمد رزق الفرصة الكبيرة التي أتاحها لـ«محمد الهنيدي» قبل ذلك.. و«بحبك وبموت فيك» الذي أخرجه سيد عيسوي.. وكان أسوأ بطاقة تعريف يمكن أن يقدمها مخرج لجمهوره.. و«علي سبايسي» الذي قتل معنويا نجم الغناء الشعبي «حكيم».. و«ويجا» خالد يوسف بادعائه الفكري وابتذاله الجنسي.. و«أحلام عمرنا» الذي حاول فيه مخرج الإعلانات عثمان أبو لبن أن يقتحم ميدان السينما.. فجاءت محاولته باهتة.. بلا لون ولا طعم ولا رائحة.. رغم وجود مجموعة من النجوم الشبان الذين شاركوا في الفيلم ويتمتعون بشعبية مرموقة كـ «مني زكي» و«منة شلبي» كذلك فيلم سميح منسي «واحد كابوتشينو» الذي كان الاطلالة الأخيرة للممثل الشاب عبدالله محمود.. الذي يمكنا أن نذكره في أفلام أخري كـ «إسكندرية ليه».. و«يا طالع النخل» خير من أن نتذكره بهذا الفيلم الرديء الذي أساء إلي ذكراه عوضا عن يجددها.. أو فيلم «عيال حبيبة» لـ «مجدي الهواري» الذي يحاول أن يجد لنفسه مكانا في الخارطة السينمائية مهما كان الثمن والذي بذل جهدا خارقا لمحاولة فرض نجمه حمادة هلال دون أن يحقق جزءا بسيطا من أمانيه.. و«أريد خلعا» للمخرج الشاب أحمد عواض الذي حاول أن ينسينا تنازلاته السابقة لكي يحتل مكانا مميزا في الكوميديا المصرية.. بأن يقدم كوميديا ذات هدف اجتماعي.. ولكن ما كل ما يتمني المرء يدركه.. و«غاوي حب» الذي أخرجه أحمد البدري ولم يستطع رغم مجهوده الكبير أن يعيد الألق لنجم الغناء محمد فؤاد.. الذي بدا في الفيلم.. وكأنه يودع الشاشة التي أحبته يوما.. كذلك سقط أيضا سامح عبدالعزيز في تجربته الأولي «درس خصوصي» في أن يصنع من بطله المغني محمد عطية نجما وأن يصنع من نفسه مخرجا ذا قيمة.. وربما كان أحمد مكي.. هو الوحيد بين هؤلاء المخرجين الشبان الذين قدموا تجاربهم الأولي.. هو الوحيد الذي يستحق الانتباه.. نظرا للنظرة الجديدة المبتكرة التي ألقاها علي مجتمعه في فيلم «الحاسة السابعة» الذي لم يلق أي تجاوب من الجمهور.. رغم عدد من الحسنات السينمائية التي ميزته.

الأفلام البوليسية التي جاءت لتحصد النجاح الشعبي الذي حققه فيلم «ملاكي إسكندرية» لم تكن علي المستوي المطلوب.. وتاهت بين حذلقات الكاميرا وضعف السيناريو رغم وجود نجم شاب له معجبيه الكثار من الشباب أحمد السقا في فيلم «حرب أطاليا» الذي أخرجه أيضا لأول مرة أحمد صالح.

وفيلم عثمان أبو لبن الثاني «فتح عينيك» الذي شهد تراجعا مؤسفا لبطله مصطفي شعبان علي كل المستويات ومحاولة تستحق التشجيع النسبي لاستعمال الحركة السينمائية المبهرة التي تحاول أن تقلد أفلام الحركة الأمريكية رغم الفارق الكبير في مستوي العرض والتنفيذ.

ولكن بقي من بين أفلام الشباب ومشاكلهم يلم أو أكثر يستحق التعليق.. فيلم «أبو علي» الذي أخرجه بمزيج من الكوميديا والحركة أحمد نادر جلال الذي ازداد نضجا وتمكنا.. وأكد بصورة قاطعة نجومية كل من مني زكي وكريم عبدالعزيز.. و«الحياة منتهي اللذة» الذي أخرجته كعمل أول منال الصيفي وأكدت فيه موهبتها إلي جانب موهبة كاتبة السيناريو شهيرة سلام.

شهيرة سلام لم تكن أول سيناريست نسائي يلفت النظر.. فقد جاءت قبلها زينب عزيز في كوميديا سهلة ومقبولة إلي حد كبير أخرجها ببراعة علي إدريس ليقدم لنا المطرب الوحيد الذي استطاع أن يفرض نفسه سينمائيا.. مصطفي قمر إلي جانب أربع نجمات شابات مرموقات.. ووسام سليمان التي كتبت واحدا من أجمل أفلام هذا العام «بنات وسط البلد» الذي أعاد إلي الأضواء مخرجا من كبار مخرجينا ومن أكثرهم موهبة محمد خان.

إلي جانب هذا العائد الكبير.. هناك نجم صاعد في عالم الإخراج هو محمد ياسين الذي قدم لنا أيضا واحدا من أهم أفلام هذا العام وأكثرها إثارة للجدل حول نمو الإرهاب في مجتمعنا في «دم الغزال» الذي جمع إلي جانب السيناريو الذكي واللماح.. أداء مدهشا من كل من نور الشريف ومحمود عبدالمغني «أحمد زكي الجديد» ومن مني زكي التي ازدادت إشراقا وأصالة وموهبة.. وعمرو واكد الذي يؤكد فيلم أثر الآخر أنه واحد من أهم آمالنا السينمائية المستقبلية.

ويبقي آخر فيلم كتبه العبقري محسن زايد «فرحان ملازم آدم» الذي لم يحقق مع الأسف النجاح الذي يستحقه رغم الموهبة الكبيرة التي أبداها فيه فتحي عبدالوهاب.. والألق المعتاد لـ «لبلبة» في دور يذكرنا بدور كاريوكا في «شباب امرأة».

فيلم «فرحان ملازم آدم».. بشجنه العميق.. بنظرات التساؤل والحيرة التي يطرحها شاب قروي بريء وطاهر.. علي مجتمع لوثه.. واغتصب براءته.. كان يمكن أن يكون حدثا سينمائيا حقيقيا.. لولا لعبة الروليت القاسية التي أطاحت به تماما كفيلم «خالي من الكولسترول» لـ «محمد أبو سيف» الذي حالفه نفس سوء الحظ.. وأخرجه تماما من حلبة السباق رغم الفكر السينمائي الجديد والمبتكر الذي كان يحمله.. ولا يمكننا أن نطبق هذا القول عن فيلم كاملة أبو ذكري الرائع «ملك وكتابة» الذي أعادنا إلي عطر السينما الجيدة.. بموضوعه.. وإخراجه وكتابته والأداء العبقري الذي قامت به هند صبري.. إلي جانب محمود حميدة (أكثر ممثلينا الآن احتراما لنفسه ولفنه) والذي وضع كاملة أبو ذكري في فيلمها الثاني في قائمة مخرجينا الكبار الذين ننتظر منهم الكثير والكثير جدا.

أما بالنسبة إلي نجوم الكوميديا.. فقد أكد كل من «أنا وخالتي» لـ«محمد هنيدي».. و«زكي شان» لـ «أحمد حلمي».. هبوط أسهم الأول.. وصعود أسهم الثاني.. دون أن يحقق أي منهما أي قيمة سينمائية حقيقية.

نعم.. موسم.. فقد كثيرا من التوازن بين الفني والتجاري.. ولكنه وضع في كفة «الفني» أفلاما أعتقد أنها رغم قلتها من الأفلام التي سنذكرها طويلا.. والتي ستترك في صفحة السينما.. آثارا حلوة لا تنسي.

جريدة القاهرة في 25 أبريل 2006

 

الإخوان هم الحكومة.. والبطالة والانتماء هم شبابنا

شئ من الخوف فى المهرجان القومى للسينما 

جواز عتريس من فؤادة باطل عرض افتتاح المهرجان القومى الثانى عشر، وعتريس 2006 هو قوى الظلام متمثلة فى شخصية مقنعة بالسواد خصصت لها شاشة عرض لصور من الأفلام والنيران تأكلها، بينما فؤادة بالملابس البيضاء تمثلها الشاشة اليسرى بها صور أفلام تقاوم الظلام، يتصارعان وتنتصر فؤادة مع مشهد المشاعل من شيء من الخوف رؤية لمصمم العرض تعكس موقفا رسمياً من مهرجان وزارة الثقافة يعكس توجهه السياسى. وعلى النقيض من الافتتاح سارت أفلام الأيام الأولى - القصيرة والتسجيلية- عاكسة هموم شباب يتناولون مشاكل حياتية ركزست فى الكثير منها على العلاقة بين المرأة والرجل، أو عن إحباطات العمل وخاصة عدم القدرة على التعبير الفنى فى الزمن المعاصر فى فيلم الشاب صانع الأفلام أحمد عبد الله عشان ترتاحوا فيه حنين للماضى بكل رموزه الفنية بيانو أدريان، وعبد الوهاب، وتوجو مزراحى أو عدم النجاح فى تسويق الأفكار كما فى الورق العمل الأول لمحمد القلعاوى، بحيث بدا أن هموم صناع الأفلام ذاتية تتحدث فى قضايا الوجود ومشاكل الحياة عاكسة بعض الاضطرابات النفسية والخلل المجتمعى دون أن يظهر - حتى كتابة هذه السطور - فى أى فيلم موقف ما مما يحدث فى مصر وإن كانت بعض الأفلام تعكس اختناقات الشباب من القيود المجتمعية والظروف المعيشية التى تمنعهم من التواصل والحياة السليمة، كما فى فات الميعاد لكريم حنفى.

توافق المضمون الذى يريد كريم حنفى التعبير عنه مع الشكل حيث كانت الصورة بها قدر من عشوائية التفاصيل والاعتناء بالديكورات، من أشياء مبعثرة ولوحة معوجة على الحائط، مع قدر من التنسيق فى حجرة الفتاة يعكس شخصيتها الحالمة المقاومة للظروف.

شاهدنا مجموعة أفلام آرت لاب وهو قسم بالجامعة الأمريكية يحاضر فيه أساتذة السينما المعروفون وجلهم من معهد السينما، يقدم دروسا مكثفة لصنع الأفلام وتطور إنتاجها هذا العام على مستوى التقنية واللغة السينمائية، وإن ظل المضمون تائها، تزداد حيرتنا بشأنه عندما يشرح أصحاب الأفلام مقاصدهم أو يترفع بعضهم لقد أنجزت الفيلم وكل ما أريد قوله متروك لكم ثم يعود ليشرح مضطرا حينما تحاصره الأسئلة: لماذا هاجس الجنس لديك؟لماذا.. مثلما حدث مع يوسف هشام عزير الإنتاج الذى أوضح بنفسه أنه يقصد إقلاق الجمهور متوقعا الكثير من ردود الأفعال الرافضة أو المتسائلة. فى يوم واحد عرض ليوسف هشام ثلاثة أفلام مدينة الجنس، وعن قرب، وبنى آدم واسمى خالد وهو أنضجها فيه يحقق طموحا فنيا فى اتباع أسلوب سرد حداثى، يعيد حكى الموقف عدة مرات كاشفا أمرا جديدا فى كل مرة.

قام بالتمثيل زميله المخرج محمد قابيل والممثل شريف رمزى فى أداء جيد للشخصية التى تتساءل كثيرا فى الفيلم عن كونها إنسانا طيبا أم شريرا؟ وينتهى بأنه غير واثق إلا من كونه بنى آدم واسمى خالد، الميل الفلسفى ملمح متكرر لدى يوسف هشام الذى يدرك أن تطور لغة تعبيره السينمائى سيأتى من خلال المزيد من صنع الأفلام وهو ما يراه محمد قابيل الذى لم يدرس السينما أكاديميا وإن كان تعلم صنع الأفلام من مساعدة زملاء له ومنا خلال ما أخرجه، وهو ينافس فى المهرجان بعمل بينى وبينك الذى يعكس تفهما لرسم الشخصيات واختلافها نجح فيه فى تصوير جلسة مجموعة أشخاص مختلفين حول مائدة، وكل من رسم الشخصيات والنجاح فى تصويرها، تحديان يواجههما أى صانع أفلام نجح فيه ما محمد قابيل بدرجة كبيرة.

من الأسماء الواعدة أيضا تامر البستانى فى فيلمه قطط بلدى المأخوذ عن قصة قبيل الرحيل لنجيب محفوظ مع إعدادها لتناسب زمانا ومكانا جديدين.

درس البستانى فى إيطاليا كيفية إعداد الأعمال الأدبية لأفلام، ونجح فى فيلمه على مستوى الإجادة الفنية وترك الموضوع مفتوحا لتأويلات كل مشاهد. قام أحمد عبد الله بعمل المونتاج له، وهو نفسه صاحب فيلم عشان ترتاحوا الذى سبق ذكره. وهؤلاء جميعا سينمائيون مستقلون، يتعاونون معا ولا يكفون عن العمل، مدركين أن تطورهم سيأتى من خبرة عمل الأفلام وليس من اجترار الأحلام أو التراجع عن تحقيقها. تعرض الأفلام التسجيلية والقصيرة فى قاعة مسرح الموسيقى العربية لأول مرة ومن الممكن أن يخصص طوال العام للأفلام القصيرة التى يصنعها شباب واعد يحتاج منا أن نتابعه مشاهدة ونقدا.

العربي الصرية في 23 أبريل 2006

«دم الغزال» و«ملك وكتابة» يقتسمان جوائز المهرجان القومي للسينما المصرية 

انفرد فيلما «دم الغزال» و«ملك وكتابة» بالنصيب الأكبر من جوائز المهرجان القومي الثاني عشر للسينما المصرية من بين 26 فيلما شاركت في المسابقة التي استمرت فعالياتها وعروضها وندواتها على مدار الأسبوع الماضي.

وأقيم حفل متواضع لتوزيع جوائز المهرجان مساء أول من أمس على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية بعد أن قرر وزير الثقافة المصري إلغاء الحفل الفني تضامنا مع أسر ضحايا تفجيرات منتجع «دهب» التي وقعت مساء الاثنين الماضي، وتم الاكتفاء بعرض أكثر فيلم حصل على جوائز من بين 15 جائزة مقدمة.

وغاب وزير الثقافة عن حفل الختام الذي شهد غياب نجوم الفن المصري حتى إن النجوم الحاصلين على جوائز لم يحضروا الحفل ومنهم: محمود حميدة ومنى زكي، واقتصر الحضور على النجوم ليلى علوي ونبيلة عبيد ولبلبة ومحمود ياسين.

وحاز فيلم «دم الغزال» للمؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين على 6 جوائز هي جائزة أحسن فيلم وقيمتها 150 ألف جنيه مصري (25 الف دولار أميركي) وجائزة خاصة للمخرج وجائزة أحسن ممثلة لمنى زكي وجائزة أحسن ممثل دور ثاني لعمرو واكد وجائزة الديكور لعادل المغربي وجائزة التصوير لمحسن أحمد.

وحصل فيلم «ملك وكتابة» تأليف أحمد الناصر وسامي حسام وإخراج كاملة أبو زكري على 5 جوائز هي جائزة ثاني أحسن فيلم وقيمتها 100 ألف جنيه (17 ألف دولار) وجائزة أحسن ممثل لمحمود حميدة وجائزة إخراج العمل الأول وجائزة السيناريو مناصفة بين مؤلفيه وجائزة أحسن موسيقى لخالد شكري.

وحصل المخرج محمد خان على جائزة أحسن مخرج عن فيلمه «بنات وسط البلد» تاليف وسام سليمان وبطولة منه شلبي وهند صبري. وكانت المفاجأة في حصول الفنانة سعاد نصر على جائزة أحسن ممثلة دور ثاني عن دورها المتميز في فيلم «الحياة منتهى اللذة» تأليف شهيرة سلام واخرج منال الصيفي وبطولة حنان ترك ومنة شلبي ويوري مرقدي. (د.ب.أ)

البيان الإماراتية في 28 أبريل 2006

 

نصف مليون جنيه تبحث عن أصحابها .. في المهرجان القومي

نيللي ومني وحلا .. ومنة .. في الترشيحات. حكيم وفؤاد وحمادة .. وقمر .. "آوت" !!

كتب نادر أحمد : 

تختتم مساء اليوم فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للسينما المصرية بتسليم فاروق حسني وزير الثقافة والناقد علي أبو شادي جوائز المهرجان والتي تصل لأكثر من نصف مليون جنيه في مسابقتي الأفلام الروائية والتسجيلية والكارتون حيث تشهد تلك الدورة منافسة شديدة بين النجوم الشباب والذين أكدوا تواجدهم الفني في الوسط السينمائي.. وبين النجوم الكبار الذين انخفض عدد أفلامهم السينمائية.

يتنافس علي جوائز التمثيل النسائي كل من مني زكي وحلا شيحا ونيللي كريم ومنة شلبي أمام نجمتي السينما الكبيرتين يسرا وإلهام شاهين.. بينما تحاول التونسية هند صبري خاصة أنها حصلت في دورة العام الماضي علي جائزة خاصة. ويتصارع علي جائزة أحسن ممثل كل من أشرف عبدالباقي ومصطفي شعبان أمام النجمين الكبيرين عادل امام ونور الشريف.. بينما هناك منافسة أخري من محمود حميدة وخالد صالح اللذين فازا العام الماضي بجائزة أحسن ممثل.. وممثل مساعد.

الجائزة الخاصة

أما الجائزة الخاصة فقد يحصل عليها الفنان حسن حسني تقديراً لمجموعة أعماله في الدورة والتي بلغت ثمانية أفلام هي زكي شان واحد كاباتشينو ليلة سقوط بغداد حمادة يلعب يا أنا ياخالتي خالي من الكوليسترول درس خصوصي فرحان ملازم آدم.. وهي أفلام تتراوح مابين الهلس والجد.. ولكن يبقي أن حسن حسني يؤدي دوره بإتقان في كل فيلم من تلك الأفلام. وقد تذهب الجائزة الخاصة للفنان الراحل عبدالله محمود لإنتاج فيلمه "واحد كاباتشينو" ودخوله عش الدبابير في عالم الانتاج ووقوف مافيا الانتاج والتوزيع أمام فيلمه الوحيد الذي انتجه قبل رحيله..

النجوم خارج النص

أما نجوم الغناء حكيم ومحمد فؤاد وفارس وحمادة هلال ومصطفي قمر فهم بعيدون تماماً عن تلك الجوائز.

وفي جوائز الانتاج لأحسن فيلم فهناك منافسة بين دم الغزال وأحلام عمرنا وويجا والسفارة في العمارة وأريد خلعاً وحرب أطاليا. أما جوائز الاخراج فهناك عمرو عرفة ومحمد ياسين وخالد يوسف. بينما يتنافس علي جوائز اخراج العمل الأول كل من محمد أمين وكاملة أبو ذكري وعثمان أبو لبن. وفي المونتاج هناك مها رشدي ومعتز الكاتب وماجد مجدي. والديكور كل من عادل المغربي وخالد أمين وصالح المرسي. والسيناريو بلال فضل ويوسف معاطي ووحيد حامد ومحمد أمين. وفي التصوير طارق التلمساني وأحمد المرسي وايهاب محمد علي.

وفي الموسيقي التصويرية هناك الموسيقار عمر خيرت ومودي الإمام وهاني مهني ويحيي الموجي.. وإذا كانت تلك الترشيحات جاءت للأعمال المتميزة فإن لجان التحكيم لها شأن آخر في كل دورة من دورات المهرجان.

الجمهورية المصرية في 26 أبريل 2006

 

غياب النجوم الظاهرة الأهم في مهرجانات السينما المصرية 

تحول غياب نجوم الفن عن حضور الحفلات والفعاليات إلي سمة أساسية للمهرجانات الفنية المصرية وذلك خلافا لما يحدث في المهرجانات العالمية والعربية التي يتوافد عليها النجوم من كل مكان ومنهم النجوم المصريون أنفسهم.

وبينما ارتبطت الظاهرة في السنوات الماضية بالنجوم الشباب فقط والذين كانو يتعللون في العادة بانشغالهم او عدم اهتمامهم بالمهرجانات امتدت هذا العام لتشمل الكبار ايضا. وتغيب النجوم المصريون من كل الاعمار عن حضور فعاليات مهرجان جمعية الفيلم المصري الذي أقيم في الآونة الأخيرة ثم عن حفل افتتاح المهرجان القومي للسينما مساء الاربعاء الماضي والذي لم يتجاوز عدد النجوم الذين حضروه أصابع اليدين رغم مشاركة أفلام تضم عشرات منهم.

واعتبر الناقد السينمائي محمد صلاح الدين غياب النجوم عن المهرجان ظاهرة غريبة وغير مفهومة السبب خاصة بعد تكرارها في كل المهرجانات المصرية التي تضم أفلامهم و افلام زملائهم وأساتذتهم. وقال صلاح الدين لوكالة الانباء الالمانية ان غياب النجوم يمكن تفسيره علي انه جهل بأهمية المهرجانات وعدم اكتراث منهم بالالتقاء مع زملائهم ومشاهدة الاعمال التي يقدمها الاخرون، مشيرا الي ان النجوم العالميين يحرصون علي حضور المهرجانات الفنية بينما يتعلل نجومنا بانشغالهم بالتصوير. وأضاف أن العديد من نجوم السينما العالمية الكبار يشترطون في عقود اعمالهم عدم التصوير في ايام انعقاد المهرجانات التي يحرصون علي حضورها ومنها مهرجانات محلية صغيرة بينما لا يشغل نجوم مصر انفسهم بمهرجانات مصرية مهمة.

وقالت الناقدة والكاتبة ماجدة خيرالله ان المهرجانات هي الفرصة الوحيدة لتجمع السينمائيين الذين لا يجتمعون الا نادرا وغياب النجوم بهذا الشكل المخزي عيب كبير لا يمكن تقبله منهم في الوقت الذي يتحتم عليهم الحضور لتشجيع زملائهم بغض النظر عن مشاركة أفلامهم. وأضافت انها تستنكر هذا الغياب المتكرر عن المهرجانات المصرية والحرص علي حضور المهرجانات العربية والعالمية وبعضها مهرجانات صغيرة ولا قيمة لها بينما المهرجانات المصرية معترف بها دوليا وترعاها وزارة الثقافة المصرية.

أما الناقدة ماجدة موريس فوصفت غياب النجوم عن المهرجانات بكونه نوعاً من قلة الثقافة والادراك، مشيرة الي ان الحضور والمشاركة ضروريان لدعم المهنة التي ينتمون لها في مهرجاناتها وبالذات في المهرجانات المحلية التي تتنافس فيها الاعمال المصرية دون غيرها. وقالت ان البعض كان يبرر غيابه بعدم مشاركة فيلم له بالمهرجان أو بانشغاله لكن الواقع يؤكد ان المسألة متعلقة بعدم تقديرهم لاهمية انعقاد المهرجانات واعتبارها نوعاً من الرفاهية أو التجمعات التقليدية غير المفيدة لهم مهنيا رغم ان الواقع يخالف ذلك تماما.

في حين علق الفنان محمود ياسين قائلا لا ضرر من غياب النجوم علي المهرجانات لانها ستنجح رغم عدم وجودهم وسيكون الغائبون الخاسر الاكبر جراء تغيبهم عن تلك التظاهرات الفنية التي تضم ابناء المهنة في كل التخصصات وتسمح بالتبادل الفكري والفني بينهم. وأشار الفنان الكبير الي ان كل من يحضر من الفنيين ونجوم الصف الثاني واصحاب الافلام التسجيلية والافلام القصيرة وغيرهم من الجنود المجهولين في الاعمال الفنية وجميعهم نجوم لا يعرفهم الجمهور يستفيدون من غياب النجوم الذين يخطفون الاضواء في العادة علي حسابهم.

الميثاق البحرينية في 26 أبريل 2006

 

سينماتك

 

د. رفيق الصبان يكتب عن اتجاهات الأفلام في المهرجان القومي للسينما

بعض أفلام الكوميديا فقاعات هواء فارغة تشبه المخدر الموضعي الذي ينسي المواطن همومه

 

 

 

 

سينماتك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك