ان اي مراجعة فنية لسينما نور الشريف، واي مرور على ملامح البطل الذي قدمه في افلامه التي تقارب 170 فيلما، انما هي ايضا مراجعة للتاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للمجتمع المصري خلال اربعة عقود، وهي في جزء كبير منها مراجعة ايضا للتاريخ السياسي والاجتماعي للحياة العربية بشكل عام. في 'السراب' لعب نور الشريف أول بطولة مطلقة حيث جسد شخصية كامل، البطل الشاب الذي دللته أمه كثيرا، وحولته من شدة حبها وتدليلها له الى انسان بلا ارادة، غير قادر على التصرف. وتصدم زوجته في ليلة زفافها بعدم رجولة كامل، لكنها تكتشف بعد مضي الوقت انها مجرد حالة نفسية سببتها الظروف غير الطبيعية التي مر بها. لكنه شيئا فشيئا يسترد ثقته في نفسه وفي رجولته التي ظن انها لن تعود. استخدم نور الشريف في اداء هذا الدور أدواته الداخلية والخارجية في اظهار الانفعالات الصعبة والأبعاد النفسية العميقة. والتقط نور الدور المميز بحسه الفني، واعتبره نوعا من التحدي ومن تنويع الأدوار، إضافة الى تقديم مشكلة شريحة موجودة في المجتمع. زوجتي والكلب وفي 'زوجتي والكلب' أدى نور الشريف دورا يحسب له، وتميز اداؤه بالصدق والبساطة والاقناع. فحركته وطريقة ادائه للحوار والتعبيرات الصامتة كانت انعكاسا صادقا لشخصية الفتى المراهق الذي يعاني الوحدة والكبت الجنسي. وكان عام 1975 واحدا من أغزر أعوام نورالشريف على الاطلاق، فقد قام ببطولة 12 فيلما من أهمها فيلم 'الكرنك' من اخراج علي بدرخان وبطولة سعاد حسني وكمال الشناوي وفريد شوقي، والفيلم يمثل انتقادا حادا لثورة يوليو التي قبل ان تنهزم في عام 67، هزمت مثقفيها وكتابها. مع سبق الاصرار وفي عام 1979 قدم فيلم 'مع سبق الإصرار'، وجسدت فيه شخصية مدرس اكتشف خيانة صديق له تخلى عن انسانيته. واستطاع نور الشريف ان يعبر عن المعاناة الداخلية للمدرس بشكل لافت، فالدور مركب وعامر بالأحاسيس، واداه نور بشكل سلس وأعطاه قلبه ونبضه وأعصابه. وعلى الخط المقابل لمحمود ياسين يقف نور الشريف هذه المرة ليقدم لنا لوحة إنسانية متكاملة ذات أبعاد غائرة العمق والتأثير، من الزوج الطيب والمجروح في رجولته الى الأب الذي يفقد تماسكه الإنساني والمجرم الراقد في أعماقه، المبيت النية على الانتقام. وفي هذا الدور المركب الصعب استطاع نور ان يتحرك في شخصية جديدة تماما عليه. تناسى النجم اللامع وفتى الشاشة واصبح في صدق وواقعية 'مصيلحي' بشعره الأغبر وأعماقه الممزقة. لقد نجح في تجسيد شخصية تحسب له كنموذج لاداء الممثل القدير ومدى فهمه للشخصية التي يتقمصها. ويمكن اعتبار دور 'مصيلحي' علامة بارزة في حياة نور التمثيلية السابقة واللاحقة. حبيبي دائما ويعتبر فيلم 'حبيبي دائما' انتاج عام 1980 واحدا من أهم الأفلام الرومانسية في السينما العربية، وعلى رغم نسجه على منوال الفيلم الأميركي 'قصة حب' أنجز الفيلم بصياغة مصرية، قد نراها فيمن حولنا من محبين ونسمعها عمن حولنا من قصص وحكايات. انها تنويعة مختلفة من الشخصيات التي حرص نور الشريف خلال مسيرته السينمائية على تجسيدها. ضربة شمس وفي عام 1980 قدم نور الشريف فيلم 'ضربة شمس' وغامر بتقديم محمد خان كمخرج جديد سيكون له شأن بعد ذلك. غامر نور بماله الخاص في سوق لا يحتمل المغامرات، وكانت بداية دور سيلعبه في ما بعد كمنتج واع وممثل نظيف يحمل بعض القيم والمثاليات، وبعض الطموحات الفنية التي لم يعد احد يجرؤ عليها. خاض مجال الإنتاج ليعمل ما يحبه ويرتضيه ويتمناه، وليكون قادرا على الاختيار.. اختيار ملامح البطل الذي سوف يكون بعيدا عن قوالب المنتجين واختيارات السوق التي لا تعبر في أغلب الأحوال عن واقع الحياة. أهل القمة وفي عام 1981 قدم نور الشريف فيلم 'أهل القمة' عن قصة الكاتب نجيب محفوظ وسيناريو مصطفى محرم. و'أهل القمة' هنا هم اللصوص الجدد الذين استفادوا من قوانين الانفتاح الاقتصادي. ويمكن اعتبار 'أهل القمة' وثيقة مهمة تثبت انه في مجال السينما مثل بقية مجالات الفن والفكر، كان هناك من يقول الحقيقة حتى اذا كانت المتاعب من نصيبه. بطل الفيلم زعتر النوري بطموحاته وأحلامه باحتلال مكانة جديدة في عالم جديد، كان في تلك الفترة تعبيرا عن شريحة كاملة تتهيأ لاحتلال مكان الصدارة في المجتمع. سواق الأتوبيس وفي عام 1983 عرض فيلم 'سواق الأتوبيس' قصة محمد خان وسيناريو بشير الديك واخراج عاطف الطيب. ويقدم الفيلم محاولة الابن حسن سلطان (نور الشريف) انقاذ ورشة الأخشاب التي يملكها والده (عماد حمدي)، وتمثل له حياة الأب وكفاحه واصراره. ولكن لتراكم الديون تعرض الورشة للبيع في المزاد، وحسن مازال يقاوم. في 'سواق الأتوبيس' الذي يتسم برحابة الرؤية ودقة تحليل الواقع، يتابع عاطف الطيب رحلة الوعي عند بطله، ويرصد الفيلم مراحل التغير والتحول من المراقبة والتأمل حتى لحظة المواجهة والكشف عن التغيرات التي حدثت في بنية المجتمع المصري في السبعينات وما صاحبها من اهتزاز لسلم القيم واستشراء للفساد وسيادة القيم المادية وطغيان الجشع والطمع، بالإضافة الى شراسة الواقع الجديد الذي أدى الى انعدام الدفء في العلاقات العائلية والإنسانية. الورشة في 'سواق الاتوبيس' هي المرادف للحياة / الوطن ومعادل موضوعي للقيم النبيلة التي يدافع عنها حسن بطل الفيلم . وبطل الفيلم معادل لكل الأبطال الشرفاء الذين انتقلوا من تأمل الواقع الى مواجهته مهما كان الثمن. ويمكن القول ان صناع 'سواق الأتوبيس' استطاعوا ان يعبروا بصدق عن اللحظة التاريخية وأن يضعوا على المستوى السينمائي لبنة قوية وأساسية في صرح الواقعية الجديدة. آخر الرجال المحترمين وفي عام 1984 قدم نور الشريف فيلم 'آخر الرجال المحترمين' عن الأستاذ فرجاني المدرس الذي يعتبر أطفال المدرسة مسؤوليته الخاصة على كل المستويات الشخصية والعامة. وهو مرب فاضل مهمته بناء عقل الانسان ووجدانه بكل الصدق والحب، ولايستطيع تصور وجود عوامل اخرى تهدم ذلك البناء. ومن خلال شخصية فرجاني أيضا أكد نور الشريف قدراته الادائية، وقدم بعض ملامح البطل الطيب الذي يدخل في مواجهة غير متكافئة مع الروتين والفساد الحكومي. الصعاليك وفي 'الصعاليك' عام 1985 ومن خلال متابعة اثنين من الصعاليك الى القمة جرى تفنيد أكذوبة رجال الأعمال العصاميين. حاول الفيلم من خلال أبطاله الصعاليك ان يقدم تحليلا لأساليب الصعود غير المشروع بوعي فني واجتماعي واقتصادي وسياسي. لقد حاول المخرج داود عبد السيد البحث عن المنطق النفسي والاجتماعي في تصرفات شخصياته، كما استطاع الكشف عن ما يعتمل في داخلها من الحب والاشتهاء والندم والخيانة والجشع، كل ذلك من خلال عرض واقعي صادق للحياة. لقد حاول عبد السيد ان يبرر أفعال بطليه وانحرافهما نحو الشر ونجح في ذلك الى حد كبير، خصوصا انه اعتمد على اداء ممثليه اللذين قدما مباراة متواصلة في الاداء التلقائي نجح فيها الاثنان: نور الشريف بتقديمه عرضا لقدراته على الأداء الطبيعي والتعبير الحركي، ومحمود عبد العزيز بتمكنه من شد الانتباه بحيويته وخفة دمه. الزمار وزمن حاتم زهران وفي فيلم 'الزمار' عام 1985 قدم لنا نور الشريف جانبا من حياة الزمار حسن، الشاب المطارد والمتنقل من قرية الى قرية من قرى الصعيد بحثا عن الامان والاستقرار. وفي زمن 'حاتم زهران' 1988جسد شخصية الشاب الانتهازي الذي يهرب من أداء الخدمة العسكرية ويسافر الى اميركا. وهو على النقيض من اخيه يحيى الشهم الوطني الذي يستشهد في حرب 73، في الفيلم صيحة مبطنة ثم صرخة عالية عن الوضاعة التي وصل اليها الانفتاحيون الجدد بمحاولة ضربهم لكل القيم الأصيلة بحثا عن الثروة والمجد. قلب الليل وعن رواية للكاتب نجيب محفوظ قدم نور الشريف عام 1990 فيلم 'قلب الليل'، وفيه معالجة لقضية فلسفية مهمة اتعبت الفكر الإنساني كثيرا، هي قضية الحرية والاختيار مرورا بالأشواق والرغبات التي تعتمل في روح الشخصيات فتنطلق لتحطم النواهي والممنوعات. حاول الفيلم ان يتناول قضية اليقين المهتز بالشكوك والأسرار الغامضة، التي غالبا ما يعجز العقل البشري عن كشفها او ادراكها. وكانت إطلالة اخرى على بعض ملامح البطل المعاصر الذي ينشغل أحيانا بأزمة الوجود وأزمة البحث عن هوية. البحث عن سيد مرزوق وفي 'البحث عن سيد مرزوق' عام 1991 خاض نور الشريف تجربة مختلفة وفريدة عندما تجاوز داود عبد السيد مؤلف ومخرج الفيلم حدود الواقعية الصارمة وقرر ان يقفز فوق التفاصيل والعلاقات المرتبطة بالواقع ليخلق عالما مختلفا يرتكز على معطيات الواقع، لكنه يقوم على منطق خاص يمزج بين الحلم والواقع من دون تحديد لما بينهما من حدود، حيث ان الواقع هنا مجرد جسر يعبر عليه الفنان لينفذ الى جوهره محققا نوعا من الواقعية الجسورة التي تقترب الى حد ما من السريالية. دماء على الإسفلت وفي عام 1992 جسد نورفي فيلم 'دماء عل الاسفلت' شخصية الدكتور ثناء الذي يعمل في احدى المنظمات الدولية، وعندما يعود بعد غياب يفاجأ بأن الانحلال أصاب أسرته. ويحاول اصلاح الأمور مهما كانت الخسائر. كان نور الشريف قادرا على رغم الاختيارات المحدودة في السينما في ذلك الوقت على الاختيار بوعي ليقول كلمته من خلال ابطاله. ناجي العلي وفي عام 1992 قدم نور الشريف فيلم 'ناجي العلي' عن شخصية رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي صاحب الشخصية الشهيرة 'حنظلة'. وقدم نور تنويعة جديدة لملامح البطل الذي يحمل في قلبه الهم العربي ويرغب في تجاوز الواقع المهزوم ويحلم بالوطن الذي لا يدوسه الغرباء. ليلة ساخنة وفي عام 1996 قدم 'ليلة ساخنة'، ومع عاطف الطيب قام باستخراج احشاء القاهرة في ليلة رأس السنة، وأشار البطل الى امراض المدينة وتوحشها. وكان الفيلم بمنزلة تقرير بصري شديد السخونة عن افتقاد الدفء وتنامي تجارة التعصب والتشدد وغياب الوعي والانغماس في الملذات الصغيرة. كان 'ليلة ساخنة' تنويعة جديدة على 'سواق الأتوبيس'، لكن من خلال سائق تاكسي هذه المرة يستكشف ويكشف عن قاهرة التسعينات الشرسة التي لا ترحم مواطنيها، المفعمة بالحب الذابل والكراهية البغيضة، المحتشدة بالأوغاد والسفلة، وبالغلابة والمقهورين، المزدحمة بالجلادين والضحايا. المصير وفي 'المصير' الذي عرض عام 1997 برع نور الشريف في تجسيد شخصية ابن رشد، وصرخ في احد المشاهد باحساس المثقف المهموم بإيصال فكره وعمله للناس 'انا بكتب ايه ولمين ولا اللي بكتبه مابيوصلش لحد'. استعار 'المصير' حياة واحد من اكبر التنويرين، وعلى لسانه جاءت دعوة مهمة عالية الصوت واللهجة للدفاع عن خيارات الحداثة والفكر والفن. وكانت هناك أيضا صيحة تحذير وتنبيه من الردة الفكرية التي تطرق الأبواب بعنف وتأكل في طريقها وطرقها الأخضر واليابس.
تحت رعاية المجلس الوطني نادى الكويت للسينما يكرم نور الشريف تحت رعاية بدر الرفاعي الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أقام نادى الكويت للسينما حفل تكريم للفنان نور الشريف بمناسبة انتهائه من ورشة أعداد الممثل التي أقيمت في الفترة ما بين 9 الى 18 أبريل الجاري. وألقى منيف الحربي رئيس نادي الكويت للسينما كلمة أوضح فيها ان هذه الاحتفالية ما هي الا شيء بسيط أمام عطاءات نور الشريف التي امتدت لأربعة عقود أسس من خلالها شخصية سينمائية لها ملامح خاصة وواضحة، الى جانب ما قدمه في المسرح من أعمال فنية متميزة، مشيرا الى ان كل ما قدمه الشريف من إبداعات ما هو الا مراجعة لتاريخ وحياة المجتمع العربي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. بعدها ألقى طالب الرفاعي مدير إدارة الثقافة بالمجلس الوطني كلمة نيابة عن الأمين العام قال فيها ان تكريم نور الشريف ما هو الا تكريم للسينما العربية لكونه ليس محسوبا على الفن في مصر فقط، بل هو محسوب على هم المواطن والثقافة العربية لقربه من القراءة والاطلاع، مضيفا الى انه أيضا محسوب على المبدعين في التشكيل وكل فروع الفن، ومن يقترب منه يجده قريبا من الناس لتكريسه جزءا كبيرا من حياته لمعاناة الإنسان العربي. وبعدها قدم الفنان محمد المنصور الفنان نور الشريف ليلقي كلمته واصفا إياه بصديق الدرب وصاحب الكلمةالأكثرتاثيرا من أربعة عقود مضت. وفي كلمته أوضح الشريف ان العمر يقاس باللحظات السعيدة التي اعتبر فيها لحظات وجوده في الكويت من أهمها في حياته، شاكرا كل من شاركوا في الورشة على جدهم وقبولهم كنجوم للخضوع للتعلم والتدريب، ،وقد تخلل الحفل تقديم لوحة تذكارية للفنان نور الشريف من الفنان ناجي الحاي، وتقديم درع تكريمي من نادى الكويت للسينما وتقديم نسخة من كتاب ( نور الشريف الفنان الإنسان ) من تأليف الناقد السينمائي عماد النويرى مدير النادي كما تم عرض فيلم تسجيلي تحت عنوان ( ليلة نور ) من إخراج فيصل الدويسان ، الى جانب توزيع الشهادات للمشاركين في الورشة.وتقديم درع تكريمى لمى نور الشريف . وقد ادار برنامج الحفل الزميل عماد النويري واحتفل الحضور بقطع كعكة عيد ميلاد نور الشريف الذي سيوافق 28/4.
( نور الشريف الانسان والفنان ) ودراسة عن ملامح البطل صدر فى الكويت عن نادى الكويت للسينما كتاب ( نور الشريف الإنسان الفنان ) من تأليف الناقد السينمائي عماد النويرى , فى 132 صفحة من القطع المتوسط . ويعد الكتاب هو الاصدار الثالث للكاتب بعد مجموعته القصصية ( الرأس والجدار ) عام 1993 , وكتاب ( سينمائيات ) عام 2004 . جاء فى المقدمة : ( حينما يكرم نادى الكويت للسينما الفنان القدير نور الشريف من خلال هذا الإصدار إنما يكرم كل فنان عربي جاد اخلص لفنه والتزم بهموم عصره واستطاع ان يكون قدوة ونموذجا يحتذى به على مستوى الوطن العربي ) . ضم الكتاب بين أوراقه ( صور من مخزون الذاكرة ) وهى ذكريات تجمع الكاتب بالفنان نور الشريف منذ التقيا أول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1977 وحتى عام 2001 في مهرجان السينما العربية بباريس, مرورا بمهرجان ما نيلا السينمائي الدولي عام 1983, ومهرجان بغداد المسرحي عام 1985 . وتضمن الكتاب مجموعة من المقالات السينمائية التى كتبها الكاتب عن بعض أفلام نور الشريف في جريدة القبس الكويتية مثل فيلم ( بيت القاضي ) و( كتيبة إعدام ) و( ايام الغضب ) و( ليلة ساخنة ) . وعن ملامح البطل في سينما نور الشريف تناول الكاتب في دراسة مفصلة الأفلام التى قدمها نور الشريف خلال رحلته السينمائية وتناولت الدراسة بالعرض والتحليل مجموعة من أفلام الشريف اعتبرت كعلامات في تاريخ السينما المصرية والسينما العربية بشكل عام مثل ( العار ) و(حدوتة مصرية ) و( سواق الأتوبيس ) و( زمن حاتم زهران ) و ( المصير ) وجاء فى الدراسة : ( ان اية مراجعة فنية لسينما نور الشريف واى مرور على ملامح البطل الذى قدمه فى أفلامه التى تقارب ال170 فيلما انما هى مراجعة ايضا للتاريخ الاجتماعي والسياسي والاقتصادى للمجتمع المصري خلال أربعة عقود وهى في جزء كبير منها مراجعة أيضا للتاريخ السياسي والاجتماعي للحياة العربية بشكل عام ) . تضمن الكتاب ايضا فيلموغرافيا كاملة عن أعمال نور الشريف وثبت بأهم الجوائز والتكريمات خلال حياته الفنية . القبس الكويتية في 18 أبريل 2006
أصدره نادي الكويت للسينما وأعده النويري نور الشريف... الإنسان والفنان كتب عماد جمعة
اصدر نادي
الكويت للسينما كتابا تذكاريا بعنوان »نور الشريف الانسان والفنان« وذلك
بمناسبة تكريمه واشرافه على ورشة اعداد الممثل التي انتهت فعالياتها قبل
ايام، من كتابة واعداد الناقد الفني عماد النويري ويقع الكتاب في 123 صفحة
من القطع الصغير كتب مقدمته منيف الحربي رئيس مجلس ادارة النادي واشارفيها
الى ان هذا الكتاب يعتبر اطلالة على تاريخ كبير ونجم كبير بحجم نور الشريف
وهو خطوة نحو مكتبة سينمائية تلقي الضوء على مبدعين كبار يستحقون منا كل
تقدير، ويتجول بنا الكاتب في بانوراما فنية حول اعمال نور الشريف واهم
المحطات في حياته تحت مجموعة من العناوين منها صور من مخزون الذاكرة وملامح
البطل في سينما نور الشريف ونور ومشكلات السينما وجوانب من كتاباته وآرائه
في الفن والحياة بشكل عام والجوائز والتكريمات حيث يشير المؤلف الى انه
تربى في حي شعبي وعشق الفن وهو صغير وكيف اقتطع من مصروفه ليشاهد الافلام
في سينما الحي المجاور واشترك مع ابناء الحي في بناء مسرح على احدى عربات
الكارو ليصبح احد اهم نجوم المسرح بعد ذلك وكيف جاع وتعرى وسهر الليالي
الطوال ليحلق بأجنحة من الاصرار والامل فوق الاحزان ونام يحلم وواصل
الرحلة، وتخبط لكنه لم ينس ابدا كلماته المحببة التي يحفظها عن ظهر قلب
للخطيب الروماني شيشرون »الضربات المتواصلة ولو بأصغر بلطة كفيلة بان تحطم
اضخم صنم«. كما تحدث المؤلف عن ملامح البطل في سينما نور الشريف منذ انطلاقته عام 1967 في فيلم قصر الشوق ثم السراب وبئر الحرمان وبنات في الجامعة وزوجتي والكلب والسكرية ويتنقل الكاتب من فيلم الى فيلم راصدا مسيرة الشريف السينمائية واسلوبه في الأداء من خلال افلامه الكوميدية والاكشن والرومانسية وتنوع هذه الشخصيات وثرائها. وبعين المحلل المدقق يرصد الكاتب عشرات المشكلات السينمائية التي يطرح فيها نور الشريف وجهة نظره وكيفية العلاج مثل قلة دور العرض وتنازل الفنان عن قيمه في مقابل تأمين لقمة العيش لاولاده وبيع تراث السينما والهروب الى التلفزيون وغير ذلك. ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات كتبها الشريف تحت عنوان من قلبي وعقلي ثم مقالات عنه لمجموعة كبيرة من النقاد والادباء مثل نجيب محفوظ وسمير فريد واحمد صالح وحسن شاه وغيرهم. وفي نهاية الكتاب يقدم المؤلف فيلموجرافيا توثيقية لافلام نور الشريف والتي تصل لـ 170 فيلما ثم اعماله المسرحية والتلفزيونية والجوائز والتكريمات التي حصل عليها. والكتاب يعتبر وثيقة تاريخية رصدت معظم اعمال نور الشريف ان لم يكن جميعها وتضمنت تحليلات لهذه الاعمال بما يجعل فيه زادا كبيرا لكل من يريد ان يقترب من عالم نور الشريف الفنان والانسان. القبس الكويتية في 21 أبريل 2006 |
تنفي أية خلافات مع حنان ترك أو منى زكي يسرا: أستمتع بالعمل مع الجيل الجديد القاهرة زينب هاشم لا تزال يسرا، وستظل، تشيع بهجة بمجرد ظهورها على الشاشة أو في أي مكان تظهر به، جمالها وجاذبيتها ونجاحها في تألق دائم، وهو ما جعل لها نصيباً كبيراً من الحب والانبهار الدائم في قلوب جمهورها العريض الذي يعشقها وينتظر إطلالتها سواء على الشاشة الفضية أم الصغيرة. وربما ساعد في ذلك أيضاً التمتع بموهبتها وعطائها الفني الذي لا يتوقف. كانت مفاجأة يسرا في هذا العام لجمهورها الوجود في جميع المواسم السينمائية، كانت البداية مع الموسم الشتوي في فيلم “دم الغزال”، والآن تحتفل بنجاح فيلمها “كلام في الحب” المعروض منذ أيام، كما سيعرض لها في الموسم الصيفي فيلم “عمارة يعقوبيان”، في الوقت نفسه تصور أحدث تجاربها مع المخرجة إيناس الدغيدي وهو فيلم “ما تيجي نرقص”، وكل عمل تجربة منفردة وإضافة جديدة في حياة يسرا الفنية. التقينا بها وكان لنا معها هذا الحوار الذي تطرقنا فيه لجوانب شتى في حياتها الفنية. · ماذا عن فيلم “كلام في الحب” الذي يعرض حاليا في دور العرض؟ فيلم جديد كتبته السيناريست المتميزة زينب عزيز وإخراج علي إدريس، وقمت ببطولته مع مجموعة من النجوم الكبار، منهم حنان ترك وهشام سليم وطلعت زكريا، واستمتعت به جداً، خاصة أن زينب كتبت السيناريو لأقوم أنا ببطولة الفيلم، وكنت متحمسة جدا للعمل فيه لأنه مختلف عن كل ما قدمت في السينما، وأتمنى أن ينال رضا الجمهور. · الفيلم تأجل تصويره أكثر من مرة فما الأسباب؟ لم تكن هناك أي مشكلات في هذا العمل بل جمعت روحاً جميلة جداً، وكل ما حدث هو انشغال مخرج الفيلم وأبطاله في أعمال أخرى، ووجدنا أنفسنا نتعطل عن التصوير بشكل أو بآخر، ولم تحدث أي مشكلات لأن منتج الفيلم سامي العدل كان سخياً جداً في الإنتاج. صعوبات · هل واجهتك صعوبات في تناول شخصيتك في الفيلم؟ بالعكس شخصية “ناهد” عشت معها لحظات رومانسية جميلة، واستمتعت بها جدا لأن العمل يمثل حالة مختلفة، قد يجدني الجمهور كوميدية ورومانسية، بالإضافة إلى الخط التراجيدي، أي انه عمل جمع بين فنون كثيرة، وفي الحقيقة علي إدريس بذل مجهوداً غير طبيعي أثناء التصوير، واكتشفت ذلك أكثر مع أول مرة شاهدت فيها الفيلم، فلم أصدق أن العمل بهذا الجمال لأنني كنت متخوفة جداً من التجربة، لكن اطمأننت بمجرد ما لمست إعجاب الجميع، سواء في العرض الخاص أم بعده. · كيف كان استعدادك للشخصية؟ لم أفضل أن أقدم الشخصية من الخارج بل استعددت لها بشكل خاص وأثناء التصوير كنت لا أكتفي بتصوير مشاهدي فقط بل كنت أدخل المطبخ الخاص بالمطعم الذي كنا نقضي به عدداً كبيراً من الساعات لأتعلم مهارة التعامل مع المكان، وأتحدث مع “الشيف” المختص بإعداد الوجبات، وكنت سعيدة جدا بذلك لأنني استفدت جداً منه وتعلمت دروسا كثيرة لم أكن أجيدها. · ماذا عن تجربتك في العمل مع حنان ترك؟ ألم تخافي من أن تسحب منك البساط كعادة الشباب مع الكبار؟ هذه ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مع النجوم الشباب، وتحديدا مع حنان ترك، جمعتنا تجارب كثيرة من قبل، استمتعت جداً بالعمل معها، وكانت التجربة مشجعة جداً، ولا احد يملك أن يسحب البساط من تحت يسرا، كما أنني لا أفكر في ذلك، وأستمتع جداً بالعمل مع الجيل الجديد لأنني أثق في قدراتي. · يعرض لك حاليا عملان في وقت واحد وتنتظرين الثالث، ألم تخشي على نجوميتك من هذا الوجود المكثف؟ لا أخشى من ذلك لأن كل عمل حالة مختلفة تماماً عن الآخر، “دم الغزال” مختلف تماماً ليس بالنسبة لي ولكن بالنسبة للسينما أيضا، وتجربة أعتز بها جداً، وتميزت عن كل المعروض معها، وكانت التجربة مع نجوم كبار وقدمت فيه شخصية مختلفة تماما عما قدمت، أيضاً “كلام في الحب” مختلف عن “دم الغزال”، الأمر نفسه بالنسبة ل”عمارة يعقوبيان” و”ما تيجي نرقص”. · ولكن “دم الغزال” أطلق عليه البعض أنه موجه لطبقة معينة من الجمهور؟ الفيلم موجه لكل الطبقات وبصراحة رد فعل الجمهور بهرني ولم أكن أتوقعه، لكنني توقعت للعمل النجاح منذ اللحظة الأولى التي قرأت فيها السيناريو لأنه كان بالنسبة لي وللآخرين تنشيطا لذاكرة السينما، وذلك للتأكيد على مدى الخطورة التي يعاني منها المجتمع وسيعاني منها في الفترات المقبلة بسبب التطرف والإرهاب. · ذكرت قبل ذلك أن هناك مشاهد صعبة في الفيلم، ما هي؟ بالفعل كانت هناك مشاهد في منتهى الصعوبة ولا أنسى مشهد مشاجرة بيني وبين منى زكي من جهة وعبدالعزيز مخيون من جهة أخرى وكان الضرب الموجود في الفيلم حقيقياً، وفي هذا المشهد بالتحديد ضربت فيه بالرأس وكانت ضربة رأس قوية جداً، وكاد أنفي أن ينكسر بسبب اندماجنا أنا ومنى في المشهد، وظللنا لفترة طويلة بعد التصوير نعتذر ونطمئن على عبدالعزيز الذي ضربته منى على ظهره لدرجة أن أصابع يدها تركت بصمات واضحة على جسده، وكان من الممكن أن تنتج إصابات كثيرة وخطيرة لولا ستر الله. غموض · من الانتقادات الموجهة لشخصيتك في الفيلم أنها غامضة وتفاصيل حياتها أو بدايتها غير معروفة؟ شخصيتي في الفيلم بدأت حياتها ملوثة وهو ما أكدته تفاصيل العمل لأن الفيلم يوضح أنها عاشت من قبل حياة مختلفة تماما، وكانت تحاول طيلة الأحداث أن تغطي تاريخها الملوث في المجتمع الأول الذي عاشت فيه، ولا تنظر للناس في مجتمعها الجديد، وليس من الضروري أن نرى كيف تكونت ولكن الأهم أن نرى الحالة الجديدة التي وصلت إليها كما انه ليس من المهم أن نعرف من أين أتت إليها الثروة أو من الرجل الثري الذي أتى إليها بها. وكان الأهم أن يرى الجميع علاقتها بحنان وهي الفتاة التي قدمت شخصيتها منى زكي وكيف تهتم بها أو تحافظ عليها لأن الجمال في العمل كامن في علاقتها بحنان. · لكنك في بداية أحداث الفيلم ترفضين وجود حنان “منى زكي” في حياتك وإذا بنا في مشاهد تالية نجدها على “سريرك” أليس هناك تناقض؟ لا يوجد تناقض لأن وجود حنان في حياة شخصيتي بعد ذلك كان مبرراً لأنه في اللحظة التي سمحت لها بالعيش في بيتها والدخول إلى حجرتها الخاصة كانت اعتبرتها شريكتها في البيت لأنها خافت عليها جداً. · مع كل هذا الحب تردد وجود خلافات كثيرة وقعت بينك وبين منى زكي أثناء التصوير؟ غير صحيح، لم تحدث أي خلافات وأجواء التصوير كانت أكثر من رائعة لدرجة أننا كنا عندما ننتهي من تصوير المشاهد كنا لا نذهب إلى بيوتنا بل نفضل البقاء معاً وهذا منطقي جدا لأننا نعيش معا داخل بلاتوهات التصوير أكثر من العيش في بيوتنا. · ألم يكن لديك مشكلة في قبول دورك في “عمارة يعقوبيان” بمشاهده القليلة جداً؟ فيلم “عمارة يعقوبيان” لو أردنا الحديث عنه لن تكفينا ساعات طويلة من الحديث لأنه عمل جيد جداً ولا أحد يتخيل الاستقبال الحافل الذي استقبلنا به كفريق العمل في الفيلم في مهرجان برلين. لا أهتم بما أقدم في الفيلم من عدد مشاهد ولكن الأهم أن تكون مؤثرة في العمل، وهذا ينطبق على أي عمل فني، فما بالك بهذا العمل الذي تشارك فيه كوكبة من أهم واكبر النجوم؟ بالتأكيد لم أكن لأرفض الفرصة التي توافرت لها كل عناصر النجاح من رواية وسيناريو وحوار ومخرج وأهم النجوم. · ألم تطلبي يوما في هذا العمل أو غيره زيادة مساحة دورك من المؤلف؟ لا أتدخل في أي سيناريو على الإطلاق لأنني مؤمنة بالتخصص سواء كان ذلك في التصوير أم حتى في الجلسات التحضيرية للعمل، من الممكن أن أتناقش في الشخصية قبل التصوير ولكن عند بدئه لا أتدخل ولو في مشهد واحد مادمت مقتنعة بالعمل وبمؤلفه. · تنتظرين الانتهاء من تصوير أحدث أفلامك “ما تيجي نرقص” مع المخرجة إيناس الدغيدي، هل صحيح ما تردد عن كونه مسروقاً من فيلم أمريكي؟ هو بالفعل مقتبس عن فيلم أمريكي والفيلم الأمريكي مأخوذ عن فيلم ياباني وهذا أمر وارد بالنسبة لأي رواية، وهذا حتى لا يقول لي احد إن الفيلم مسروق لأن الأمريكيين يحققون نجاحاً كبيراً ولا يلتفتون لمثل هذه الأمور، في حين أننا لا يشغلنا إلا التفكير في أن الفيلم مسروق أم لا. الخليج الإماراتية في 21 أبريل 2006 الأفلام الدينية تجتاح هوليوود بقلم : محمود الزواوي تقدم هوليوود خلال الأشهر القليلة القادمة أكثر من 12 فيلما من الأفلام ذات الطابع الديني ضمن ركوب موجة جديدة من موجات الأفلام الناجحة تجاريا، وذلك بعد النجاح المذهل الذي حققته بعض هذه الأفلام، ومن أبرزها فيلم «آلام المسيح» (2004) الذي بلغت إيراداته العالمية الإجمالية على شباك التذاكر 612 مليون دولار رغم ميزانيته المحدودة التي اقتصرت على 30 مليون دولار، وفيلم «تاريخ نارنيا: الأسد والساحرة والرداء» (2005) الذي حصد 734 مليون دولار على شباك التذاكر، وهو فيلم ضخم الإنتاج بلغت تكاليف إنتاجه 180 مليون دولار. ومع أن بعض مظاهر موجات الأفلام السينمائية قديمة قدم هوليوود نفسها وتعود إلى عصر السينما الصامتة، إلا أنها تحولت إلى ظاهرة ثابتة في هوليوود منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي بظهور عدة موجات سينمائية، كموجة أفلام الخيال العلمي، ومن أشهرها سلسلة أفلام حرب النجوم التي بدأت بفيلم «حرب النجوم» (1977) وسلسلة أفلام سوبرمان التي استهلت بفيلم «سوبرمان» (1978)، وأفلام عصابات المافيا كسلسلة أفلام العراب التي بدأت بفيلم «العراب» (1972)، وفيلم «شوارع دنيئة» (1973)، وأفلام الكوارث كفيلم «زلزال» (1974) وفيلم «الجحيم الملتهب» (1974)، وأفلام الرعب كسلسلة أفلام «هالوين» التي كان أولها فيلم «هالوين» (1978) وفيلم «كاري» (1976). وتبدأ الموجات السينمائية عادة بفيلم من نوع سينمائي معين يحقق نجاحا كبيرا وغير متوقع على شباك التذاكر، ويتبع ذلك عادة بقيام أستوديوهات أخرى في هوليوود بإنتاج المزيد من أفلام هذا النوع السينمائي والتي تتخذ أحيانا شكل مسلسلات الأفلام المتممة، ثم تتحول إلى موجات سينمائية تحاول جميع الأستوديوهات ركوبها، سعيا لتحقيق أكبر قدر من الإيرادات والأرباح لأفلامها. وقد تستمر هذه الموجات السينمائية لعدة عقود، كما هو الحال بالنسبة لأفلام الخيال العلمي، أو قد تنحسر ثم تعود من آن لآخر، كما هو حال أفلام الرعب. وكان النجاح الهائل والمفاجيء الذي حققه فيلم «آلام المسيح» على شباك التذاكر، وما رافق ذلك من أرقام قياسية سجلها في الإيرادات، حافزا لانطلاق موجة الأفلام الدينية الجديدة في هوليوود، وذلك رغم الجدل الكبير الذي أثاره هذا الفيلم عند صدوره، ورغم الحملة الشعواء التي تعرض لها مخرج الفيلم ومنتجه النجم السينمائي الأميركي المولد والأسترالي النشأة والعالمي الشهرة ميل جيبسون من قبل بعض المنظمات اليهودية الأميركية والكتاب اليهود الذين أعلنوا أن الفيلم سيثير المعاداة لليهود لأنه يربط موت السيد المسيح باليهود. ومن المفارقات أن تلك الحملة كانت ذات مفعول معاكس، حيث أنها أسهمت في إقبال الجمهور على مشاهدة الفيلم. ويحتاج انطلاق الموجات السينمائية في هوليوود عادة إلى حوالي العامين منذ عرض الفيلم الأول في مثل هذه الموجات، وذلك بالنظر لمراحل الإنتاج المتعددة التي تمر بها الأفلام الجديدة، بدءا بإعداد السيناريو وانتهاء بتوزيع تلك الأفلام. وقد جاء عرض فيلم «تاريخ نارنيا: الأسد والساحرة والرداء» بعد مضي 22 شهرا على عرض فيلم «آلام المسيح». وتشتمل الأفلام ذات الطابع الديني التي ستقدمها هوليوود على تشكيلة منوعة من هذه الأفلام التي تسعى هوليوود من خلالها إلى جذب جمهور جديد، خاصة بعد التراجع في العدد الإجمالي لمشاهدي الأفلام السينمائية الأميركية خلال السنوات الثلاث الماضية وازدياد الإقبال على قراءة الكتب الدينية في الولايات المتحدة. وقد أظهر استطلاع لمؤسسة جالوب في أواخر العام الماضي أن 57 بالمائة من الأميركيين يعتبرون الدين «مهما جدا» في حياتهم اليومية، مما أسهم في تشجيع استوديوهات هوليوود على إنتاج المزيد من أفلام هذا النوع السينمائي. ويتصدر الأفلام الجديدة ذات الطابع السينمائي التي تقدمها هوليوود فيلم «شفرة دافينشي»، وهو فيلم ديني غير تقليدي، أثار الكتاب الشائع الذي يستند إليه للكاتب الأميركي دان براون الكثير من الجدل من حيث الموضوع والمضمون الذي اعترضت عليه الكنيسة الكاثوليكية بشدة، ومن حيث حقوق التأليف التي تم البت فيها في الآونة الأخيرة في المحاكم الأوروبية لصالح مؤلفه. وقد تقاضى الكاتب دان براون ستة ملايين دولار من الأستوديو المنتج للفيلم ثمنا للحقوق السينمائية لروايته. وهذا الفيلم ليس فيلما دينيا بمعنى الكلمة، ولكنه يتناول موضوعا دينيا. ولا تدافع قصة الفيلم عن قضية دينية، كفيلم «آلام المسيح» مثلا، بل إنها تثير الشكوك حول تورط الفاتيكان في جريمة قتل تقع في متحف اللوفر بباريس للتستر على سر قديم مفترض يتعلق بالديانة المسيحية مخفي في لوحات الفنان الشهير ليوناردو دافينشي منذ 500 عام. وقد وصف مسؤول في الفاتيكان كتاب «شفرة دافينشي» والفيلم المبني عليه أخيرا بأنهما «أمثلة أخرى على بيع السيد المسيح ضمن حملة الفن التاريخي المزيف». وتقدم قصة فيلم «شفرة دافينشي» بأسلوب تشويقي مثير، وتشمل مواقع تصوير مشاهده باريس ولندن وعدة مواقع بريطانية أخرى، بالإضافة إلى مالطا. وقد جندت هوليوود لهذا الفيلم الضخم الإنتاج مجموعة من المواهب الفنية المرموقة، على رأسهم الممثل توم هانكس، أحد أكبر نجوم هوليوود، بالاشتراك مع الممثلة الفرنسية أودري توتو والممثلين البريطانيين إيان ماكيلين وألفريد مولينا. والفيلم من إخراج المخرج الممثل المعروف رون هوارد، الذي تشمل أفلامه المتميزة فيلم «أبوللو 13» (1995) وفيلم «عقل جميل» (2001)، وفيلم «رجل السندريلا» (2005). ومن المتوقع أن يرافق عرض فيلم «شفرة دافينشي» الشهر القادم الكثير من الجدل والاحتجاجات بسبب حساسية موضوعه الديني، بل إن حملة الاحتجاجات على الفيلم بدأت عبر الإنترنت. وسوف يفتتح الفيلم في 73 دولة بينها تسع دول عربية تشمل الأردن ومصر وسوريا ولبنان وقطر وعمان والكويت والبحرين والإمارات. ومما يجدر ذكره أنه في حين أن وزارة الثقافة الفرنسية سمحت بتصوير مشاهد للفيلم في متحف اللوفر بباريس، فإن المسؤولين في كنيسة وستمنستر بلندن رفضوا السماح بالتصوير داخل الكنيسة لاعتبارهم كتاب «شفرة دافينشي» كتابا «غير سليم من الناحية اللاهوتية». واستبدلت تلك الكنيسة بكنائس بريطانية أخرى كمواقع للتصوير. ولعل في ذلك شيئا من المفارقة، حيث سمح في دولة كاثوليكية هي فرنسا بالتصوير في متحف اللوفر رغم إساءة الفيلم للمذهب الكاثوليكي، في حين لم يسمح بذلك في دولة بروتستانتية هي بريطانيا. وتضم الأفلام الجديدة ذات الطابع الديني الفيلم الجديد «تاريخ نارنيا: أمير الخزر»، الذي يواصل القصة الروحية لفيلم «تاريخ نارنيا: الأسد والساحرة والرداء»، صاحب الرقم القياسي في الإيرادات بين الأفلام ذات الطابع الديني. وهذان الفيلمان من إخراج المخرج النيوزيلندي أندرو أدامسون. وتشتمل هذه الأفلام أيضا على الفيلم التاريخي «المهد» الذي يتعلق برحلة السيدة مريم العذراء ويوسف النجار إلى بيت لحم لتضع السيد المسيح. ويجمع هذا الفيلم بين المخرجة الأميركية كاثرين هاردويك والممثلة الأسترالية كيشا كاسيل هيوز التي تقوم بدور السيدة مريم العذراء. ويقدم المخرج ستيفين هوبكنز فيلم «الحصاد» الذي تقوم فيه الممثلة الشابة هيلاري سوانك الحائزة على جائزة الأوسكار بدور مبشرة مسيحية تفقد إيمانها بعد مقتل أفراد أسرتها ولكنها تستعيد ذلك الإيمان بعد تعرضها لظروف صعبة غامضة. كما يقدم المخرج البريطاني جيمس مارش فيلم «الملك» الذي يقوم فيه الممثل وليام هيرت الحائز على جائزة الأوسكار بدور قسيس يلتئم شمله مع ابنه الضال ويقوده إلى طريق الصواب بعد عودته إلى بلدته الصغيرة بولاية تكساس. وسوف يظهر مدى الإقبال في دور السينما على الأفلام ذات الطابع الديني خلال الأشهر المقبلة ما إذا كانت موجة الأفلام الدينية مجرد موجة سينمائية عابرة أو متجددة. ويتوقف على النجاح التجاري لهذه الأفلام إنتاج المزيد منها أو اختفاؤها. إذ إن هوليوود لا تفهم لغة كما تفهم لغة الأرقام، أي لغة الربح والخسارة. ومما قاله الكاتب السينمائي أ. و. سكوت في مقال بصحيفة نيويورك تايمز إثر الضجة التي أثيرت عند عرض فيلم «آلام المسيح» قبل عامين «إن إيرادات شباك التذاكر في صناعة السينما هي المحك الأساسي لأنها أقوى وأهم دليل في السوق لا تستطيع هوليوود أن تتجاهله». وقد تنبأ هذا الكاتب، كنتيجة للنجاح المالي الذي حققه فيلم «آلام المسيح»، بظهور المزيد من الأفلام الدينية في المستقبل في أستوديوهات هوليوود نفسها التي رفضت توزيع ذلك الفيلم، وهذا هو ما تحقق بالفعل. * ناقد سينمائي الرأي الأردنية في 21 أبريل 2006
|
كان قادرا على الاختيار بوعي رغم الاختيارات المحدودة ملامح البطل في سينما نور الشريف عرض وتحليل عماد النويري |