في عامه الثمانين لايزال نهر الموهبة يفيض عطاء، يتدفق في جداول الإبداع وينهمر في تدافع منظم، فيبدو صوت خرير الماء معزوفة موسيقية متناغمة مع الطبيعة، وكأنها طيف من المشاعر والأحاسيس الرقيقة تداعب الاشجار والغصون والبحار والجبال والوجوه التعبة والأخري الفرحة، وتلقي بأطنان من الياسمين في وجوه الناظرين، تتهادي بانسيابية وترسم علي السماء قوس قزح بألوانه الساحرة الجميلة0 بنفس حيوية أيامه الأولي في سان مارك والكلية الإنجليزية حتي عندما ذهب إلي معهد باسادينا، مازال الوهج يملأ عينيه في معرفة وتفسير وتحليل كل ما يدور حوله، ومازال الطفل داخله يحبو في إصرار ونهم وشوق ودون مراعاة لأي قواعد أو بروتوكولات0 فهو دائما داخل أقواس مغلقة علي جانبيها تلال من الأعمال العظيمة والاستثنائية، ومحاولة كتابة تاريخ السينما دونه، يعني ببساطة رسم حروف دون وضع النقاط عليها، لذلك يعني اسمه تحديد الكلمات السينمائية ونطقها نطقا صحيحا00 إنه الأستاذ يوسف شاهين00 يثير الجدل في أفلامه وآرائه ومواقفه، ويصنع حولها الضوضاء والفوضي المنظمة دون قصد أو بقصد، يقتحم دون تهور ويحسب جيدا المسافات التي تفصله عن الأجسام الصلبة والمشتعلة حتي تكاد أنفاسه تلامسها لكنها لا تحدث في وجهه أي إصابات00 يحرض علي الفكر والتأمل والمتابعة، ويترك للتجربة مهمة التحصيل، يعرف جيدا كيف يختار أسلحته وأدواته عند الإقدام علي خوض التجارب الجديدة00 يذاكر00 يقرأ00يراجع00 يناقش، ويكرر دون ملل أو كلل مقرراته، حتي يحفظها عن ظهر قلب، وكأنه تلميذ مقبل علي الامتحان الأخير، مرددا داخل نفسه كلمة هاملت الخالدة أكون أو لا أكون00 لا يخجل من الفشل00 ويكون أول الناقدين والجالدين لذاته، وغالبا ما يأتي العقاب مؤلما، لكنه يواصل مسيرته، ولا يكرر اخطاءه، الدبلوماسية صفة لا يتحلي بها، ولا يلهث وراءها رغم أن عفويته وتلقائيته تجعل المتربصين له يتصيدون الأخطاء التي تلازمه في كل تصريحاته وحواراته، والتي كثيرا ما يقع فيها، ويبدو أنه يهوي مهنة الدفاع والهجوم في ذات الوقت0 يثير المشاكل للآخرين الذي يغضبون من صراحته وأحيانا إباحيته، باختصار يوسف شاهين شخصية إما أن تحب لدرجة العشق أو تكره لدرجة الحنق0 لا يميل إلي مسك العصا من منتصفها ولا يجيد الرقص علي السلالم00 وليس لديه ما يخفيه00 كتاب مفتوح لكن قراءته تستلزم جهدا ومعاناة وصبرا0 وكثيرا لم يفلح البعض في قراءته؛ فيتهمونه بالجهل ويتهمهم هو بالتخلف،00 لكنه في أبسط الأحوال لغز يستعصي فك رموزه0 يتأتئ كثيرا لكن معانيه الصادقة تنفذ إلي مراميها، لأنه يغلفها بالتلقائية فتصل إلي القلوب قبل أن يكمل جمله المتعثرة00 يملك كادرات خاصة موقعة باسمه ولا يمكن تقليدها، خزائنه مليئة بالأسرار التي يفصح عنها كلما حانت الظروف00 هو أكثر المخرجين التي تعرضت أعمالهم لثورات الغضب والتشكيك، لكنه لم يبال ولم يلتفت وراءه يحمل في عقله بوصلة سير تحدد له الطرق الذي يمشي بها0 لذلك قطع مسافات شاسعة جعلته يبدو متفردا في الزمان والمكان00 لا يستطيع مقدم برامج مهما بلغ من حنكة وثقافة وقدرة علي الحوار أن يستضيف شاهين في برنامج علي الهواء، لأنه بذلك يكتب قرار فصله، فشاهين لا يستطيع أحد تحجيمه أو تلقينه أو التخمين بما سوف يقوله00 يتصرف كالأطفال ولا يخفي شيئا؛ يلفظ كل ما في صدره من كلمات ولا يحسب مردود ذلك علي الآخرين0 في عامه الثمانين لا يلتف حول الكلمات المطاطة أو الاسفنجية حروفه مربوطة بسلاسل صلبة لا يستطيع أحد فك حلقاتها00 لا يؤثر السلامة في معاركه، ويقاوم بكل قوة حتي الرمق الأخير0 الأسود والأحمر لونان حزينان وكئيبان، الأول يشير للحداد والثاني للدم، لكنهما ألوانه المفضلة0 التي توشم بها كادراته في لوحة الوطن، يحفر بأزميله تلك الحروف الغائرة التي لا يمحوها الزمن، ويظل الإنسان في منتصفها يرصد أيامه وطموحاته، ويفتش داخله عن معان أخري لم تكتشف، يمتطي طموحه ويمسك بلجام أفكاره ليصدرها عبر مشاهد مازالت محفورة في الأذهان0 النبوغ لا يأتي صدفة أو حتي بمرور الزمن، هناك دائما مؤشرات تلمح في البدايات الأولي تنبئ بوجود هذا العبقري، ومنذ فيلمه الأول بابا أمين عام 1950 والذي كسر فيه كل ما هو سائد، بطرح فكرة غير مسبوقة، وحتي آخر أفلامه إسكندرية نيويورك 2004 الذي كان أقرب لجلد الذات، ظل شاهين مثيرا للجدل، فريق يؤيده بقوة ويقف وراءه، وفريق آخر يهاجمه بشراسة ويتهمه بالتعالي والغموض، لكن الفريقين يتفقان في النهاية إنه أهم مخرجي مصر علي الإطلاق0 يحرص يوسف شاهين علي إجراء عملية فتح عقل لنفسه وللآخرين، يكشف فيها العيوب، ويحاول جاهدا أن يفك تلك الخيوط التي تتشابك من آن لآخر، ثم يقوم مرة أخري بإعادة تشبيكها وتربيطها وتعقيدها ويحتفظ لنفسه بخباياها وبأسرار النفاذ إليها00 يطرح تلك الأسئلة المستعصية والمسكوت عنها، ويبحث عن إجابات مقنعة ترضيه أولا00 يدخل حقول الألغام ليس لإبطال مفعولها وإنما لتفجيرها00 يعزف علي كمان أوتاره مصنوعة من شرايينه، في وقت ألف الناس فيه الضجيج والضوضاء والفوضي00 قادر علي تحريك الحلم وتطويره، فمازالت ريشته ترسم وتلون وتشكل، وأحيانا تعرج الخطوط الأفقية والرأسية ليثير القلق 00 قناعاته مرهونة بمصالح الغالبية، لذا فهو قادر دائما علي المشاركة والاقتحام دون أن يخشي عواقب طلقاته طالما أنها تصب في المصلحة العامة00 تحتوي كادراته كل جنوحه وفنونه وجنونه0 يشطر قلبه بالسكين ليكشف عن خزانة أسراره ولا يعبأ بشيء، يكشف كل أوراقه مرة واحدة00 مازال قادراً علي التحدي والمواجهة، ورغم بلوغه الثمانين، إلا أن الطفل الذي يقبع داخله لم يمل بعد من اللهو والعدو والمغامرة00 يسبح داخل البرك والمستنقعات، يصطدم كثيرا بالموانع والحوائل، لكنه يداوم السير والقفز، وأحيانا يحلق فوق الأشياء ليراها من جميع الاتجاهات00 ليس لديه أبعاد أو محاذير أو حدود، يقاوم، يشاكس، يعاند، ينفعل، يثور، يهدأ00 يعيش الحياة كما يحلو له أن يعيشها، فنان لا يخضع للرقابة أو التحديد00 يضع الملح علي الجروح، ويقترب من المناطق المحظورة 00 لا يخشي الطوفان لأن سدوده العالية تقيه شر الغرق، يدخل المناطق المظلمة ليضئ فيها شموعا لا تطفئها الرياح00 يتدثر من البرد بأغطية حريرية كاشفة،، أحيانا يثور عليها وينزعها فيبدو وحيدا، لكن صهيل كاميراته العفية لا يهدأ ولا يستكين00 يرصد بداياته في أمريكا حيث المحطة الأولي في معهد باسادينا بكاليفورنيا، بكل ما يحمله من دهشة وبراءة وخجل وحلم، يتحسس الخطي، ويتكشف عوالم غريبة تثير فيه الفضول، وتبدأ رحلة الخبرات والتعلم، يتعرض للاضطهاد والانكار، لكنه مثابر لا يستسلم ولا يرفع الرايات البيضاء0 رغم الجوائز العديدة التي نالها، والتكريمات التي حظي بها من مهرجانات عالمية، والشهرة الكبيرة وذيوع صيته في كل أرجاء العالم، إلا أن أهم لحظة في حياته كما يقول، كانت تلك اللحظة الفاصلة والتي أعلنت فيها الممثلة الفرنسية إيزابيل إدجاني رئيسة لجنة تحكيم مهرجان كان في دورته الخمسين عن منحه جائزة العيد الخمسيني عن مجمل أعماله السينمائية00 ويقول عنها : ضحكت وبكيت وكان قلبي مثل الفراشة، أتذكر أن الناس يومها في الصالة صفقوا جامد جدا، ثم وقفوا يصفقون حوالي 11 دقيقة، وأنا وسط هذه الحالة من الحب والتكريم سمعت زغرودة، وفي هذه اللحظة بكيت والدموع في عيني، وشعرت بأن كل المصريين معي، فمصر هي حبي وعشقي وأنا مصري لدرجة التطرف0 منذ عام 1950 وحتي 2006 شكلت أفلام يوسف شاهين ملامح أساسية في تاريخ السينما المصرية، وبلغ رصيد أفلامه 39 فيلما، شاركت معظمها في مهرجانات عالمية، ودُرس الكثير منها أيضا في المعاهد الفنية والأكاديمية، استطاع أن يصل بالفيلم المصري إلي العالمية، وقدم الفرص لكثير من النجوم الذين ذاع صيتهم بعد ذلك نذكر منهم علي سبيل المثال عمر الشريف وشكري سرحان وأحمد رمزي، وهند رستم، وعبد العزيز مخيون، وعبلة كامل، ومحسن محيي الدين وأحمد سلامة وعبد الله محمود، حتي من الأجيال الجديدة قدم حنان ترك وخالد النبوي وعمرو عبد الجليل، وهاني سلامة وأحمد يحيي وأحمد وفيق، حتي النجوم الذين لم يقدمهم في أعمالهم الأولي، عندما عملوا معه كان لهم شكل وأداء مختلفان0 أهم ما ميز أعمال شاهين هي حالة التمرد المستمرة علي القوالب الفنية الثابتة والمتجمدة والعبور إلي مناطق أخري كان له السبق في اختراقها، وقد اعتبر النقاد هذه النقلة جنونا وجنوحا منه، لكنه كان يحسب حسابات دقيقة قبل أن يخطو أي خطوة، كما تميزت أعماله بجرأة الطرح، فمازال شغوفا بتقديم رؤي مختلفة بصورة لم يعتد عليها الجمهور المصري، وربما هذا ما أثار الجدل حول أعماله، فلم يستسلم لحالات الكساد التي انتابت السينما، ولم يرضخ لإغراءات السينما التجارية وأفلام المقاولات، وظل حتي يومنا هذا وفيا لقناعاته رغم هبوب بعض العواصف، إلا أن ثقته بنفسه أثبتت عبر الأيام أنه كان بعيد النظر، في عام من الأعوام بلغت إيرادات أحد الأفلام التجارية عشرة أضعاف ما حصل عليه فيلم المصير لكن ذلك لم يزعزع الثقة داخله، ولم يعر الأمر كثيرا من الاهتمام، فمازالت أفلامه محفورة في الأذهان مثل ابن النيل، المهرج الكبير، سيدة القطار، صراع في الوادي، صراع في الميناء، باب الحديد، الأرض، جميلة الجزائرية، الناصر صلاح الدين، بياع الخواتم، الاختيار، العصفور، عودة الابن الضال، إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، الوداع بونابرت، اليوم السادس، المهاجر، المصير، الآخر وحتي فيلمه الأخير اسكندرية نيويورك00 كلها أعمال عظيمة أثرت السينما المصرية0 تقترب شخصيات يوسف شاهين من جموع الناس علي مختلف خلفياتها الاجتماعية والثقافية00 فهي شديدة الصلة بهم وبمعاناتهم، تحمل همومهم التي يقاسونها ويعانونها في حياتهم اليومية، فنجد أمين أفندي، حميدة، شحتوت، جمال، صابر أفندي، عصام، رجب، فريد، قناوي، هنومة، جميلة، عيسي العوام، فرجينيا، ابو سويلم، وصيفة، الشيخ حسونة، بهية، محمد المدبولي، الشيخ بكر، عوكا، علي، صديقة، يحيي، رام، سيمهت، اميهار، الشيخ رياض، ابن رشد، ملك، مارجريت، جينجر، الباشوات، الأفندية، العمال، الصنايعية، الطلبة، الفلاحين، الصعايدة، الفواعلية، المثقفين، كل هؤلاء الشخوص التي رصدتها كاميرا شاهين حاولت قدر إمكانها أن ترصد أنفاسها0 قدم شاهين وعلي مدار ستين عاما رؤيته لمعاناة الإنسان وحتي ولو كان ذلك من خلال تجربته الذاتية التي تملأها الأحداث والمواقف التي يمكن أن تتشابه أو تختلف مع الآخرين، ودائما يسعي لتعرية الواقع بكل اخطائه لطرح أفكار جديدة أكثر نبلا وتحضراً أو أكثر قسوة وإيلاما، لم يعبأ كثيرا بأهواء الجماهير أو متطلبات السوق، فهو مازال قادرا علي أن يطرح رؤاه التي لا تنفصل عما يشعر به الإنسان البسيط، ويضع أمام عينيه الآخر بعيدا عن حدود الدين واللون والجنسية ، ولا يؤرقه كثيرا الاختلافات الشكلية والرمزية فهو دائما يسعي للربط بين الآخرين في حلم واحد يعلي من القيم الإنسانية والروحية0 ويري شاهين أن الهموم الخاصة هي في حقيقتها هموم عامة لا يجب تجاهلها، أو علاجها في منأي عن الآخرين0 وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع ما يطرحه هذا الفنان من قضايا سيظل دائما 0 إن يوسف شاهين في عيده الثمانين يمثل حالة خاصة وفريدة نزعم أنها لن تتكرر بسماتها الحالية، لا شك أن هناك مخرجين عظاما وروادا، لكن يوسف شاهين المشاكس، المغامر، الجرئ، شخصية غير متكررة0 الأهالي المصرية في 1 فبراير 2006
يوسف شاهين.. بين التهنئة.. والاعتراف رضا النصيري كل سنة وأنت طيب ويارب تكون طيب.. نتمني مزيدا من الفن والإبداع والعطاء أبوسك بوسة المجنون العاقل يا أستاذي.. نتمني لك طول العمر هذه بعض من برقيات التهنئة التي تقدم بها أعضاء في الوسط الفني لمشاركة المخرج الكبير يوسف شاهين في عيد ميلاده الثمانين. إنه جو كما يطلقون عليه .. أو مخرج وعبقري السينما المصرية الذي مشي معنا علي الأرض ودخل بنا من باب الحديد فوصلنا للإسكندرية وسألناه إسكندرية ليه فأجاب إسكندرية نيويورك واسكندرية كمان وكمان فودع بونابرت وانتظر عودة الابن الضال والمهاجر وتحدث إلي الطرف الآخر ليحدد المصير فكان ابن النيل وحدوتة مصرية إنه المخرج يوسف شاهين. دراسة وموهبة الفنانة سهير المرشدي وصفت يوسف شاهين بأنه دارس وموهوب ولديه خبرة عريضة ودراسته متخصصة وتجربته الإخراجية عريقة ولا يستهان بها وتعليمه كان علي نفس القدر الكبير لموهبته وخبرته، وتقول: إنها محظوظة بتعاملها معه من خلال عودة الابن الضال وتوضح سهير أنه لم يتميز بالإخراج فقط، بل تميز بقدرته علي إدارة هذه الموهبة الإخراجية التي منحها له الله، وقد دعمها وعلم نفسه تعليما ليس بالبسيط، وتواصل وصفها ل يوسف شاهين بأن لديه قدرة عالية علي التواصل مع الآخرين كمخرج مثقف وكمنتج في حالات من المناخ غير المهيأ للإخراج مما يجعله يساعد بالإنتاج، وتضيف: شاهين عندما يري موهبة حقيقية يبدأ في استفزازها حتي تخرج أفضل ما لديها وقد فعل ذلك معي في عودة الابن الضال من خلال ثلاثة مواقف رفضت رفضا قاطعا تصويرها، ومع ذلك استطاع إقناعي بهذه اللحظات الثلاث حتي وصلت لدرجة لم أصل إليها مع أي مخرج آخر وتعلمت منه كيف يكون الفن الحقيقي؟!... فقد كان الإبداع الحقيقي علي المسرح فقط، ولم يحدث في السينما إلا بالمصادفة وبشكل قليل، فلم يتح هذا الإبداع إلا مع يوسف شاهين وكان يتعامل مع الفنان من خلال العقل كي يبرز موهبته ويرشد عواطفه من خلال العديد من الحيل فمرة يخاطب العقل، ومرة أخري يخاطب العواطف ويستفزها ومن أهم العلامات السينمائية لي عودة الابن الضال وأخيرا أقول له كل سنة وانت طيب ويارب تكون طيب والجميع يتمني لك المزيد من الإبداع والفن والعطاء. أراقبه كمخرج ويحتفل معنا بعيد ميلاد شاهين أيضا الفنان أحمد عبد العزيز حيث بدأ بتقديم التهنئة للمخرج الكبير قائلا: كل سنة وانت طيب وأتمني لك طول العمر.. ثم يسترسل بحديثه عن تجربته معه في وداعا بونابرت فيقول: كنت أراقب يوسف شاهين كمخرج وليس كممثل وتعلمت منه ما ساعدني في قيامي بالإخراج المسرحي من وقت لآخر، وأهم ماتعلمته هو التحضير للعمل بشكل جيد قبل البدء في تصويره أي ضرورة الاهتمام بما يسبق تنفيذ العمل الفني والإعداد له بشكل مناسب حتي يأخذ كل جزء حقه هذا بالإضافة إلي أنه يهتم بكل صغيرة وكبيرة من عناصر العمل وأهم ما أعجبني في أسلوبه أن جميع العاملين معه في موقع التصوير فاهمون وعلي علم بتفاصيل تنفيذ اليوم بداية من الملابس والحركة والديكور مما يوفر الوقت والجهد داخل اللوكيشن أي أنه بمجرد تحضير الكاميرا وموقعها، الجميع يعرف ما سوف يتم تصويره، ولا شك أن سينما يوسف شاهين سينما خاصة وأفلامه لها طابع مميز يرجع لعشقه للعمل السينمائي. العاقل المجنون أما الفنانة نادية لطفي: فكان تربطها به علاقة عائلية تعاملت معه كصديق وليس كمخرج وأول تعاون بينهما كان ثاني عمل لها خلال مشوارها الفني وهو فيلم حب إلي الأبد وكذلك غدا تبدأ الحياة عن بناء السد العالي ولكن لم يعرض أما الناصر صلاح الدين فهو ثالث تعامل بينهما، وتؤكد أن شاهين ساعدها في بدايتها الفنية حتي جعلها تري السينما برؤية تخصها فقد كانت الأدوار عندها لها شروط تصورتها ملائمة فنيا وعرفت أنه لا يوجد دور حلو وآخر سيئ ولكن هناك دور أجيده وآخر لا أجيد اداءه وتعلمت أن العمل هو ذوبان في الفن وشخصيات أتعامل معها بحيادية وكانت لي وقفات موضوعية وعقلانية معه، وأضافت نادية أنه تميز بطابع خاص كمخرج من خلال صفحات السينما المصرية، وأصبح صرحا كاملا داخل هذه الصفحات، وكانت طريقة تعامله مع الغير من خلال لغة الحوار المشترك الذي أحدث اتفاقا وتقاربا ضمنيا بينه وبين الجميع مما يؤدي للنجاح، وقد اتسم شاهين بسمو أفق ثقافته الإنسانية في الحياة مما ساعده علي التميز، وعن الناصر صلاح الدين قالت: إنه بمثابة مناخ وعمر لجميع من عمل فيه خلال سنين التصوير، فتضافرت الجهود والمجموعة كوحدة كاملة لتقديم العمل بداية من يوسف السباعي وحتي إسماعيل ولي الدين في التصوير والممثلين ليلي فوزي وأحمد مظهر وليلي طاهر وآخرين، والعمل الناجح يخلق الحب والحميمية العائلية والفكرية، وهذا العمل بما فيه من ثقل ترك لدي الجميع نوعا من المتعة الروحانية وفي النهاية قالت: دائماً أنت أستاذي ولكنك أجن عاقل وأعقل مجنون وأنا أبوسك بوسة المجنون العاقل. المخرج الأول ويقول الناقد السينمائي محمود قاسم: إن يوسف شاهين المخرج الأول والوحيد الذي بلغ هذه السن ولم يتوقف عن العمل بخلاف باقي جيله، ويبعث له برسالة مضمونها أن جو شاب أبيض الشعر في سن الثمانين ونحن النقاد نحبك منذ بابا أمين وحتي فيلمك الجديد الذي لم نره بعد، فقد كونت داخلنا جميع مراحل الإبداع من الفيلم الكوميدي الغنائي الوطني وحتي التاريخي ويصف شاهين بأنه المخرج المتنوع دائما فيرتدي ثوبا جديدا كل فترة ويؤكد أن أهم أفلامه حب إلي الأبد بناء علي رأي يوسف شاهين نفسه الذي صرح به لجمهوره وكان يدور حول عضو بمجلس الشعب أي أنه كان علي وعي سياسي قبل ظهور ماتسمي بالسينما السياسية بفترة طويلة. وكذلك باب الحديد الذي أخرجه في نفس العام 59 فهو مخرج صاحب رؤية ومتجدد وكذلك فهو مؤلف متميز في أفكاره ومثقف وعلي وعي بقضايا وطنه وهو لا يصنع الأفلام لإرهاق الناس في فهمها - كما يشاع عنه - بل ليجعلهم يفكرون في الحياة التي يعيشونها بشكل أعمق فهو صاحب أفلام جدلية وأخيرا أقول له كلك علي بعضك حلو. ويشاركه الرأي الناقد السينمائي الليبي رمضان سليم الذي يؤكد أن شاهين علامة في السينما القومية والعربية وتميز بأنه مجموعة مخرجين وليس مخرجا واحدا في كل فترة يتشكل بعدة أشكال ومراحل فهو متجدد دائما ولم يتوقف عن الإخراج حتي هذا العمر بل وسيبدأ بعد أسابيع في تصوير فيلم جديد وهو من أهم المخرجين الذين خرجوا من المحلية الضيقة إلي العالمية الرحبة ويطرح إشكاليات دائما ويداعب الجمهور فقط بل ولديه تساؤل باستمرار. وعن أهم أفلامه يؤكد سليم إن كل ناقد يظل يري فيلما معينا دون غيره فهناك باب الحديد يعتبر من أهم أفلامه وذلك لأسباب ذاتية وكذلك فيلم ابن النيل. ويصف سينما شاهين بأنها سينما الذات والسؤال.. حيث يجمع بين الذاتية والواقعية فمثلا فيلم اسكندرية كمان وكمان يعرض واقعا يعكس ذاتية لم يطرحها غيره في الوطن العربي ويقول أخيرا نتمني لك طول العمر ومزيدا من الأفلام والاحتفال به يجب أن يكون بشكل جيد وعلي مستوي أفلامه وعلينا أن نحاول إقامة ندوات عنه في هذه المرحلة. الأهالي المصرية في 1 فبراير 2006 |
نظرة تستعيد صورة المشاكس الأول في السينما العربية... يوسف شاهين في ذكرى ميلاده الثمانين: مسار سينمائي مثير للجدال طارق أوشن في منزل تستعمل داخله اربع لغات. ولد يوسف شاهين أو (جو) في السادس والعشرين من كانون الثاني (يناير) 1926 في مدينة الاسكندرية. وكانت المدينة تضم، وقتها، خليطاً من الاجناس والثقافات والأديان، من يونانيين وأتراك وايطاليين وأرمن ومسلمين ومسيحيين ويهود وهو ما سيؤثر لاحقاً في المسيرة السينمائية لهذا المخرج الذي آثر السفر باكراً الى الولايات المتحدة الاميركية لتعلم تقنيات الفن السابع. وعلى مدار مسيرة امتدت طوال نصف قرن ونيف ولا تزال متواصلة الى اليوم، قدم يوسف شاهين اكثر من اربعين شريطاً روائياً مطولاً توزعت على كل الأنماط السينمائية تقريباً بحيث قدم الكوميديا في («بابا امين»، «نساء بلا رجال»، «انت حبيبي») والدراما الاجتماعية في («ابن النيل») والمغامرات في («صراع في الوادي») والكوميديا الغنائية في («ودعت حبك»، «بياع الخواتم») والميلودراما في («صراع في الميناء»، «نداء العشاق»، «رجل في حياتي») والفيلم النضالي في («جميلة بوحيرد») والواقعية في («باب الحديد») والملحمة التاريخية في («الناصر صلاح الدين»، «وداعاً بونابرت»، «المهاجر»، «المصير») والسينما الحديثة في («فجر يوم جديد»، «الاختيار») والسيرة الذاتية في («اسكندرية ليه»، «حدوثة مصرية»، «اسكندرية كمان وكمان») والسياسي في («العصفور»، «عودة الابن الضال»)... الخ. لكن أهم ما يجعل من شاهين ممثلاً لتيار سينمائي قائم بذاته في العالم العربي تفوقه في ثلاثة انماط سينمائية رئيسة اذ استطاع ان يبدع في المجال الفني الصعب الذي اصطلح على تسميته بسينما المؤلف او السينما العالمة/ المثقفة، وان يكون واحداً من رموز الواقعية المصرية التي كانت بداياتها مع «العزيمة» لكمال سليم و «السوق السوداء» لكامل التلمساني في فترة الثلاثينات من القرن الماضي قبل ان تترسخ جذورها في الخمسينات على يد كل من صلاح أبو سيف وتوفيق صالح ويوسف شاهين. كما ان هذا الأخير أسس لأسلوب خاص في التعامل مع التاريخ واستلهام الأعمال السينمائية من ثناياه. من التاريخ الى الذات ان المتتبع للمسار السينمائي ليوسف شاهين خصوصاً في مراحل (نضج) رؤيته الفكرية يستنتج بما لا يدع مجالاً للشك ان المشروع (الشاهيني) مشغول دوماً بطرح اسئلة كبرى ومقلقة فى الآن ذاته تتوزع بين الذاتي والوطني والقومي والعالمي بنوع من الجرأة والشجاعة المتزاوجتين مع قدر من السطحية والشعبوية مع كامل الاسف. الجرأة والشجاعة صفتان يعترف له بهما الجميع على رغم الاختلاف معه أو التناقض الكلي مع طريقة المعالجة ومضمون الرؤية الفكرية لديه. هكذا نجد ان شاهين اشتغل اساساً على اربع «تيمات» اساسية نجملها في : اولاً اعادة قراءة التاريخ من وجهة نظر ذاتية تختلط خلالها السيرة الذاتية بالصيرورة التاريخية للمجتمعات العربية والإسلامية، ثانياً: مناقشة الدور المنتظر من المثقف العربي للمساهمة في البناء المجتمعي العام، ثالثاً البحث المضني عن التواصل مع الآخر محلياً كان أم أجنبياً، رابعاً وأخيراً تيمة التسامح والتعايش من منظور حوار الحضارات وعالمية الثقافة وإنسانية الحضارة كما يدعو إليها عدد من المثقفين العرب مثل ادوارد سعيد (الذي ظهر ممثلاً في فيلم «الآخر») كانعكاس لتوجه فكري بدا طاغياً في الفترة الأخيرة وكأننا ندعى لتقديم قرابين الولاء لذاك الآخر والتقرب إليه بالتبرؤ من حضارتنا وثوابتنا الضاربة جذورها في تكوين هويتنا المحلية المختلفة ابينا أم شئنا عن هويته هو. تأسيساً على ما سبق نجد ان يوسف شاهين يصر على ان تعامله مع الشخصيات التاريخية يخرج عن دائرة المعلوم في محاولة منه لملامسة كنهها على اعتبار ان تلك مسألة مرتبطة بإحساسه الشخصي(؟) الذي لا يمكنه الاشتغال في ظل وجود من يحاول تكبيله. وهذا طرح فيه الكثير مما يقال خصوصاً اذا كانت القراءة التاريخية ذات أبعاد اسقاطية على الحاضر. فهذا يحملها اكثر مما قد تحتمل ويجعلها منغرسة في اطار بروبغندا مرحلية تستهدف الرد على احداث آنية بالهروب الى ماض (مجيد) سعياً للتبرك بحسناته والتخفي وراء انجازاته المفترضة وعطاءات رجاله (الناصر صلاح الدين مثلاً الذي تحول فعلياً الى... جمال عبدالناصر). اما البحث المتواصل مع سبق الاصرار والترصد على هذا التواصل المزعوم مع الآخر ومحاولة التقرب منه والتوحد معه فقد شكل اساس سينما شاهين خصوصاً بعد ارتمائه الاختياري/ الاضطراري في احضان الانتاج المشترك بحثاً عن تألق و (مجد) عالميين استطاع فعلاً بلوغهما (لكن بأي ثمن؟). فمنذ فيلمه «عودة الابن الضال» 1976 المستوحى من الاصحاح الخامس عشر من انجيل متى. حيث يحلم البطل (هشام سليم) بتخطي واقعه بالهجرة الى اميركا مروراً بالجندي الانكليزي الظريف في «اسكندرية ليه» والجنرال المستنير المثقف والإنساني في «وداعا بونابرت» والفارس الأوربي النبيل ريتشارد قلب الاسد وزوجته لويزا في «الناصر صلاح الدين»... نجد الآخر الديني والجغرافي حاضراً بقوة في (المشروع السينمائي الشاهيني) بحيث يظهر مؤنساً. وديعاً، مثقفاً وقابلاً للتواصل الإنساني على رغم انه يشكل جزءاً من المشروع الاستعماري (جندي. جنرال، اميركا...) مما دعا النقاد الى اتهام شاهين بقصور نظرته الى الآخر وتجاهله معطيات تاريخية مؤكدة تجعل الصورة التي يقدمها عنه مبتورة ومنتقاة وكأنه يرى هذه العلاقة بنصف عين. ولأن العلاقة مع الآخر تستدعي بالضرورة اعمال فضيلة التسامح فقد شكلت هذه الاخيرة الحجر الاساس عند شاهين. فمنذ اللقطات الأولى في شريط «اسكندرية ليه» نرى النساء المصريات يصرخن من النوافذ عطفاً على جندي انكليزي يضربه مرسي بالحذاء على وجهه. وفي الفيلم ذاته يحشر شاهين مشاهد من وثائق سينمائية عن اضطهاد النازية لليهود من دون ادنى اشارة الى ما يحدث في فلسطين المحتلة. وفي «المهاجر» و «المصير» يقدم يوسف شاهين التيمة ذاتها بحيث يؤكد في المهاجر على ان العبراني (رام) انقذ مصر من الخراب بعد ان تعلم من ابنائها وهو ما اعتبره البعض تلميحاً منه الى ضرورة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتخلي عن فكرة الصراع والالتفات إلى الوضع الداخلي المتردي لتحقيق التنمية المنشودة كما جاء على لسان (رام) من ان يتحول الجنود المحتشدون على الجبهة الى فلاحين يزرعون الارض. وفي (المصير) يستلهم شاهين بنوع من الانتقائية والتطويع التاريخي شخصية ابن رشد رمزاً للتسامح الديني كرد فعل على ما كان يحدث وقتها في مصر من صراع بين الجماعات الدينية والدولة المركزية . وهو ما أكد عليه مجددا في فيلمه «الآخر» – هكذا مباشرة -. ولتحقيق ما يدعو إليه شاهين يرى ان للمثقف دوراً فاعلاً يجب عليه لعبه وهو ما دفعه الى ادانة ازدواجية المثقف المصري ومن خلاله العربي في شريط (الاختيار) محملاً اياه مسؤولية هزيمة 1967 بالذات ومن خلالها استمرارية العجز والانهزامية في مجتمعاتنا مديناً صفات الانتهازية والسلبية والانتظارية والتبعية للسلطة القائمة التي ميزت ولا تزال النخبة المثقفة في العالم العربي. نقاش حاد وبعيداً من مناقشة الطرح الفكري ليوسف شاهين، يمكن الاقرار ان معظم الافلام التي يقف وراء اخراجها لم تكن لتمر من دون اثارة لغط ونقاش حادين لطبيعة المواضيع التي يستثمرها بحسن نية أو غير ذلك لكن الاهم من تلك الزوابع الاعلامية يتمثل في اللمسة الشاهينية الخاصة التي حملتها الافلام المعنية. لمسة تترسخ في ذهنية المشاهد، ففي فيلم الارض (1970) لا يمكن ان ننسى مشهد الفلاح البسيط ابو سويلم مجروراً من طرف خيول السلطة ويده متشبثة بالأرض تنزف دماً فيما يرمز الى التمسك بالارض لكن ايضا بالوطن ورفض الهزيمة. كما لا يمكن نسيان النهاية المتعددة المستوى لفيلم «العصفور» المصور سنة 1972 من دون ان يسمح بعرضه إلا سنة 1974. وفيه قدم شاهين مجموعة من النماذج من مجتمع متنافر معبر عن تخلخل الوضع الداخلي المفسر للهزيمة. ففي نهاية الشريط نجد خطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حين يعلن عن تنحيه عن السلطة متابعاً بآلاف المواطنين المنكسرين المهزومين. وفي قطع لأحد الشوارع الخالية يظهر طفل صغير بثياب رثة يقود متسولاً ضريراً عاري الصدر. ثم خروج الجماهير التلقائي الى الشوارع رفضاً للهزيمة وتحرراً من الانتظارية والخوف. وعلى الجانب الآخر نلمح سيارات للقطاع العام سائرة ضد التيار الجماهيري محملة بمسروقات ستباع لأحد (اللصوص الشرعيين) وتلك دعوة صريحة للالتفات الى الوضع الداخلي قبل اي تفكير في مواجهة العدو الخارجي. وفي «باب الحديد» 1958 يركز شاهين على شخصية قناوي المتيم بحب بائعة المشروبات الغازية هنومة. وهنا لا ننسى مجموعة من المشاهد المؤثرة التي ابدع فيها شاهين اخراجاً وتمثيلاً أيضا كذاك الذي يتم فيه اقتياد قناوي من طرف ممرضي مستشفى المجانين وهو يصرخ محاولاً التحرر من قبضتهم... خلاصة القول ان يوسف شاهين يشكل – على رغم كل شيء - علامة من علامات الابداع السينمائي المضيئة في العالم العربي مع اننا افتقدنا فيه كثيراً من ذاك الابداع والشغب الفكري منذ نزوعه الاضطراري أو الاختياري إلى اللعب على اوتار الانتاج المشترك. فمن وقتها وهو يقدم أفلاماً بمقدار ما تطرح من اسئلة شجاعة وكبيرة (العلاقة مع الاخر. الدين. الجنس. العولمة...) فانها لا تكتفي بطرح الاسئلة تلك بل تقدم اجابات مرتبكة جعلت البعض يعتبره غير مؤهل للسباحة في بحر متلاطم الامواج كذاك الذي تشكله تلك الاشكالات الكبرى. فليس معقولاً ان يكون الحب مثلاً حلاً حقيقياً لمشكلات شديدة التعقيد كما يقترحه في «الآخر» على لسان آدم: (كان احسن نتعلم نحب بدل ما نقطع بعض حتت) وكأن كل تناقضات الواقع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية تبقى مجرد سوء تفاهم ليس الا. لتبقى خاصية شاهين الأصيلة انه لا يتوقف عن العمل والفعل السينمائيين بل يخلص لهما على رغم تقدم السن وترهل وضعية القلب مما يجعله مناضلاً سينمائياً حقيقياً من اجل استمرار ودوام الجملة السينمائية «سكوت... حنصور» وهي بالمناسبة عنوان فيلمه ما قبل الاخير مع المطربة لطيفة التونسية، قبل ان يساهم في اخراج مشترك لشريط دولي من انتاج القناة الفرنسية الخامسة يتناول فيه عدد من المخرجين العالميين احداث 11 أيلول (سبتمبر) وفق رؤاهم الشخصية وبعده شريطه الأخير «إسكندرية - نيويورك»، الذي يأتي مكملاً لثلاثية سيرته الذاتية التي ابتدأت مع «الاسكندرية ليه» 1978 مروراً بـ «الذاكرة» 1982 و «الإسكندرية كمان وكمان» (1989). وفي هذا الشريط يناقش شاهين علاقته الحميمية بالعالم الجديد اميركا، التي احبها بجنون في شبابه، ودرس في احد معاهدها الدرامية الخاصة، معهد «باسيدنا» الشهير للفنون الدرامية في كاليفورنيا، وظل كما في جل أفلامه ومواقفه الفكرية والسياسية منحازاً اليها، قبل ان يكتشف. بحسب عدد من تصريحاته الصحافية، خذلانها وخيانتها له... الحياة اللبنانية في 27 يناير 2006 |
نهر الموهبة يفيض عطاء.. شاهين في الثمانين أشرف بيدس |