تموج الحركة السينمائية بتيارات مختلفة من صنوف الأفلام والأفكار. وكالعادة تقف السينما التسجيلية علي حافة المشهد تكتفي بالتأمل والفرجة، وتشارك علي استحياء في المهرجانات والمناسبات الرسمية، وربما تكون الأسبق في الوصول إلي الجوائز، لكنها تظل بعيدة عن الجمهور وكأنها حاجز منيع يحول بينها وبين النور.. آخر تلك الأفلام التي أشبعت جوائز وثناء فيلم نجيب محفوظ للسيناريست والمخرج الكبير هاشم النحاس الذي يطرح من خلال بانوراما مأهولة بالسرد والتفاصيل مسيرة محفوظ الروائية الفنية، مكسبا إياها مذاقا سياسيا اجتماعيا استقاه النحاس من بين الحياة الزاخمة بالخبرات والإبداع الثري لصاحب نوبل ، مضمنا آراءه في القضايا السياسية بحرفية تتوازي مع براعة الكاتب الكبير التي عايشناها في روايته القاهرة الجديدة أو القاهرة 30 حسب تسميتها السينمائية، وميرامار وثرثرة فوق النيل والكرنك وأولاد حارتنا والشحاذ والحرافيش والثلاثية وخان الخليلي. انتخاب ذكي من جانب هاشم النحاس لأهم أعمال الأديب الكبير يغزله في خيط واحد ليكون مشدودا علي امتداد الرحلة الإبداعية الزاخمة ـ الزاخرة ـ فنري صورة نجيب محفوظ علي مقهي وادي النيل بوسط العاصمة مستقرا علي مقعده واضعا ساقا فوق الأخري وممسكا بصحيفة يقلب صفحاتها مع فنجان قهوة فنتذكر أجواء خان الخليلي بعبقها التاريخي ونتذكر النابغة.. ثم ينتقل بنا المشهد إلي كوبري قصر النيل فنطالع عميد الرواية العربية وهو يمشي الهويني في تأمل وسكون يصاحبه صوت الراوي نور الشريف الذي يتابع تحركات البطل في تأمل مواز ويتلو مقاطع من نصوص الرواية الخالدة أولاد حارتنا ، ويقدم قراءات تحليلية تتجاوب باقتدار مع المشاهد التسجيلية الحية وتتنامي موسيقاها مع وقع الخطوات كأنها خلفية تراجيدية لحيرة الراوي الباحث عن المعاني الكونية في ذلك النفق الممتد علي مرمي البصر، والمطروح علي جانبي النيل بدلالاته التاريخية، وخلوده الأبدي متحديا غشاوة الضباب الذي يكسو الصباح الباكر وينذر بسطوع شمس يوم جديد، وبينما تختلط الأفكار وتتزاحم الهواجس في رأس المتلقي تقترب الكاميرا من وجه نجيب محفوظ وملامحه لتربط بين البعد الفكري والذهني الدائر في الرؤوس وعبقرية العقل الذي صنع الملاحم وصاغ مئات الأفكار لشخصيات رواياته بشتي اختلافاتها، وتبايناتها الاجتماعية والنفسية بإعجاز يؤكد عظمة الكاتب وعبقريته، ومن كوبري قصر النيل ورومانسية النيل إلي حي خان الخليلي، حيث يلفحنا عبق التاريخ والطرز المعمارية الطاعنة في القدم، وتقودنا الكاميرا إلي الحواري الضيقة والمقاهي الشعبية الشهيرة لنسير بمحاذاة الرجل الذي قضي عمره متجولا متأملا باحثا في وجوه البسطاء وعوالمهم عن المدهش والمثير ليفرز من لحمهم ودمهم إبداعا جديدا يضاف لرصيده الوفير ، ناقلا إلينا عبر كتابة فلسفية عذابات هؤلاء الكادحين الفقراء أو ربما ينتقل بهم الينا من آخرين يعيشون في حماية فتوات الحسينية والدرب الأحمر والجمالية، فنري صور الطغيان والشر وانسحاق العدل تحت سنابك الخيول، وتلوح في الأفق أشباح الإجرام وضحايا الديكتاتورية العمياء علي يد صبية تحولوا بفعل ضعف الآخرين إلي فتوات يتولون مقاليد الحكم في الحارة ويقبضون بأيديهم علي مقدرات الفقراء المعدمين، قبل ظهور عاشور الناجي، ذلك الرجل الذي يتبني مفهوما مغايرا للفتوة قوامه العدل والقسطاس. هنا يبشر نجيب محفوظ بفجر جديد لواقع ساده الظلام ويقطع باستحالة دوام الحال علي ما هو عليه، وإن امتدت ولاية الظلم دهرا لا بد أن ينقشع الظلام وتأتي الثورة من رحم الواقع، ويتقاطع سيناريو هاشم النحاس أو رؤيته السينمائية مع ذلك التنبؤ ملقيا الضوء علي تنوع سياسي آخر في القاهرة 30 فنري ملامح الفساد السياسي وخضوع البطل محجوب عبد الدايم ـ الشخصية التي جسدها الفنان الكبير حمدي أحمد.. صورتين لعملة واحدة، إذ يضطر الموظف البسيط لركوب موجة الانتهازية ويأخذ في التسلق والصعود علي درج الانحراف والتنازل إلي الحد الذي يوصله إلي بيع شرفه والمتاجرة في عرضه كثمن لرفاهيته وانتقاله من حياة العدم إلي حياة الرغد، وينطوي المعني الفلسفي الكلي علي عبثية الواقع وخيانته، فهو إن منحك شيئا لا بد أن يأخذ أضعاف ما حصلت عليه، فهي الضريبة المقدرة سلفا لمن ابتغي علوا في الأرض وفسادا.. والإشارة الدالة في الفيلم أو الشخصية هي نوع من الإدانة الجماعية لكل أطراف اللعبة ممن ارتضوا لأنفسهم الهوان وعجزوا عن التغيير، وفيما نري هذا الإلماح لفساد السلطة والمثقف علي السواء قبل الثورة يطلعنا الفيلم البديع علي مشاهد أخري من فيلم الكرنك لنقرأ بين السطور رأي محفوظ في مرحلة الغليان التي جسدت صراع الأجنحة وبروز مراكز القوي، كما اصطلح علي تسميتها بعد قيام ثورة يوليو، وسيطرة الدولة البوليسية علي السلطة، وهو ما نختلف معه تماما، حيث لا مجال للمقارنة السياسية بين زمن اتسم بالاستبداد والهيمنة واستغلال الثروات وهو الزمن الملكي وبين فترة وجيزة من مسيرة تاريخية شامخة امتلأت بالإنجازات وأعادت تشكيل الواقع بما يقتضيه الظرف السياسي، حتي وإن كانت هناك بعض السلبيات فالمساوئ لا تحجب المحاسن ولكن العكس هو الصحيح فإن الحسنة تمحو السيئة.. كما أنني أري ان هذا التنوع الفكري والسياسي في روايات نجيب محفوظ لا يمثل إلا وجهة نظره، وعلي السينما أن تنقل ذلك في إطاره التسجيلي لا بوصفه حكما يستوجب الاعتماد أو التعتيم عليه، وأقول ذلك ليس احتجاجا علي الرؤية السينمائية لهاشم النحاس، ولكن ردا علي ما أثير من جدل سابق عند عرض الفيلم عرضا خاصا من أن نجيب محفوظ أدان الثورة وممارساتها البوليسية لميوله الشخصية لحزب الوفد، وبغض النظر عما اذا كان ذلك صحيحا أو غير صحيح فهو لا يعني شيئا غير أن الفيلم قدم لنا وثيقة سينمائية بانورامية بالغة الثراء لحياة كاتب عملاق عاصر فترات عديدة من الحكم واستخلص منها عصاراتها في إبداع راق وعظيم .. وتتوالي المشاهد ويعرج المخرج علي حالة الفصام التي يعاني منها السيد أحمد عبد الجواد في الثلاثية مستعرضا آيات الديكتاتورية والقسوة داخل البيت تسير في تواز مناقض لطبيعة البطل خارج البيت، فمن الامتثال الأخلاقي والقوة إلي المجون والانحلال والإغراق في الملذات الفاتنة، ممارسات تشي بانقسام واضح تلقي بظلالها علي الواقع المحيط بالبطل سي السيد إذ تختلط الاتجاهات والتيارات ويعج الشارع بالثوريين وأنصار سعد زغلول المناهضين للاحتلال البريطاني، وتنتشر علي الجانب الآخر أعمال التدليس السياسي وتنشط بيوت الدعارة بدلالاتها الاجتماعية والسياسية لتمثل معادلا مطابقا لشيزوفرانيا البطل السيد أحمد عبد الجواد .. كما يعكس التزاوج أيضا قدرة الكاتب الكبير علي رصد الظواهر والتدقيق في النفس البشرية وإسقاطات ذلك التباين علي المجتمع ككل لتبدو الصورة النهائية مكتملة المراحل والمعاني، وهي الترجمة الإبداعية التي تؤكد أن الإنسان ربيب بيئته، وأن من الصعوبة بمكان فصل النفس الإنسانية عن المؤثرات المحيطة سواء كانت المؤثرات بيئية أو ميتافيزيقية أو غيبية، فالمحصلة النهائية تصب في قلب ووجدان وثقافة البشر. الفيلم جولة سياحية في حياة وواقع نجيب محفوظ وإبحار لا نهائي في فلسفة الكون.. لقد استوعب هاشم النحاس درس الأديب وامتص رحيق إبداعه وأفرز لنا رحيقا سينمائيا مماثلا في زمن فني لا يتجاوز الثلاثين دقيقة وهي بلاغة التعبير التي تصيب كبد المعني دون شرود أو جنوح.. إنه الفيلم الذي يليق بنجيب محفوظ ـ قيمة ومكانة. القدس العربي في 26 يناير 2006
عاصمة السينما تجاهلت اعمال هتلر الي ان بدأ باضطهاد اليهود:
المغرب ـ د. عمر الفاتحي: مؤخرا وضمن سلسلة افلامها الوثائقية، عرضت القناة الفرنسية ـ الألمانية أرتي ARTE . شريطا وثائقيا حول علاقة هوليوود بألمانيا النازية. الفيلم يستعرض كيف تعامل أرباب الشركات السينمائية مع ظهور الحزب النازي في المانيا خلال العشرينات من القرن الماضي، حيث حاول هؤلاء ـ الذين اغلبهم من اصول يهودية ـ التغاضي عن اتخاذ موقف من النازية في اعمالهم السينمائية علي اعتبار انهم أمريكيون قبل أن يكونوا يهودا. لكن مع حلول ليلة 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1938 وهو التاريخ الذي أصدر فيه هتلر أوامره باعتقال اليهــود وترحيلهم الي مراكــز الاعتقال، تغير الأمر وتكونت جمعـيات ـ بمبــادرة من أرباب الشركات السينمــــائية ـ من أجل استقــــبال اليهـــود المهاجـرين من ألمانـــــيا وباقي الدول الأوروبية، في سرية تامة مخافة من رد فعل التنظيمــــات العنصرية المتعاطفة مع النازية ، كمنظمة جيـــرمان بوند ومنظمة كي كليكس كلان . علي المستوي السينمائي، شرعت هوليوود في انتاج العديد من الافلام الدعائية المناهضة للنازية: اعترافات جاسوس ألماني وهو فيلم كوميدي صادف انتاجه من طرف شركة وارنر، قيام السلطات الامريكية بشن حملة تحقيق واسعة في صفوف الامريكيين من اصل ألماني. كما أن كل الممثلين فيه اشترطوا علي الشركة المنتجة ومخرج الفيلم تصوير مشاهده في سرية تامة وعدم ظهور أسمائهم في جنريك الفيلم مخافة من المنظمات المتعاطفة مع النازية. فيلمان كوميديان فقط كسرا عقدة الخوف وتم توزيعهما علي نطاق واسع في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وهما: الديكتاتور لشارلي شابلن (1938) و أكون أو لا أكون للمخرج الامريكي ارنست ليبتش 1942، حسب الفيلم الوثائقي، أنه بعد انتصار الحلـفاء سنة 1945كانت المصالح السينمائية التابعة لوزارة الدفاع الامريكية السابقة الي الدخول الي مراكز الاعتقال ـ حتي قبل المصالح الطبية والاسعاف ـ لتوثيق البشاعات التي شهــــدتها هذه المراكز والتي أحدث عرضها بالقنــــــوات التلفزية آنذاك، ردة فعل قوية من الجمــهــــور دفع بوسائل الاعلام خاصة الامريكية والبريطانية الي التحفظ في الاتصــال بالضحايا وانجاز تحقيقات مصورة معهم. لكن مع ظـــــهور مسلسل جذور سنة 1977 والذي يحكي عن معاناة السود بأمريكا ، سواء قبل الحرب الاهلية أو بعدها، وما حققه من نجاح كاسح علي المستوي العالمي دفع بأرباب الشركات السينمائية في هوليوود الي انتاج أشرطة وثائقية وروائية عن معاناة اليهود خلال الحقبة النازية. omar _ elfatihi@ yahoo.fr القدس العربي في 26 يناير 2006 |
فيلم فى انتظار السعادة للموريتانى سيسيكو حوار سينماتوغرافى مشفّر سوسيوثقافيّا صابر سميح بن عامر انتظمت مؤخرا بالعاصمة التونسية أيام السينما الافريقية فى تونس على امتداد أربعة أيام متعاقبة من 5 إلى 8 كانون الثاني/ يناير 2006 بدار الثقافة المغاربيّة ابن خلدون وذلك بمبادرة من الجمعية التونسية لرقيّ النقد السينماتوغرافي. وقد شمل برنامج التظاهرة عروضا لمختلف الأفلام القصيرة والطويلة من جل البلدان الافريقيّة تقريبا وخاصة منها السوداء. سيما من جنوب افريقيا والسينغال ومالى إضافة إلى البلد المغاربى الوحيد الحاضر فى هذه التظاهرة وأعنى ههنا موريتانيا الممثلة فى الفيلم الحائز على العقب الذهبى لمهرجان واغادوغو البوركينى لسنة 2003 .. وهو فيلم هيريماكونو أو فى انتظار السعادة للمخرج الموريتانى عبد الرحمان سيسيكو. سينمائى موريتانى من مواليد سنة 1961 بموريتانيا، قضى طفولته فى مالى ثم عاد إلى موريتانيا مجدّدا قبل أن يلتحق بالاتحاد السوفياتى سابقا لينهى دراسته وتكوينه فى المجال السينمائى حيث حاز على شهادة فى الإنتاج السينمائى بمعهد "ف.ج.إ.ك" "VGIK" بموسكو السوفياتية. وبعد تخرّجه شرع عبد الرحمان سيسيكو فى العمل السينمائى متنقلا بين فرنسا والبلدان الافريقية. عبد الرحمان سيسيكو ومن خلال أفلامه السبعة التى أنجزها انطلاقا من سنة 1989 وإلى حدود شريطه الأخير موضوع مقالنا "هيريماكونو" أو فى انتظار السعادة سنة 2002 يضع فى حسبانه مشاغل قارته السمراء كأساس فى تصوراته السينمائية الثقافية حيث يجمع سيسيكو فى أعماله بين الجانب الخيالى والموسيقى والسياسى والشعرى مركزا أساسا على القارة الافريقية. ومن أفلامه المنجزة أربعة أشرطة قصيرة وثلاثة طويلة هى تباعا: اللعبة "1981" شريط قصير الجمل والعصى العائمة "1994"، شريط قصير صابريّا "1995"، شريط قصير روستوف ـ لواندا "1997"، شريط طويل الحياة فوق الأرض "1998"، وأخيرا فى انتظار السعادة أو هيريماكونو "2002". نواذيبو قرية صغيرة تقريبا على الحدود البحريّة الموريتانية وعبد الله مواطن موريتانى مهاجر عائد لتوّه إلى وطنه وقريته لأجل ملاقاة أمه بعد طول غياب، فى انتظار معاودة الرحيل إلى بلدان الشمال موطن إقامته. فى هذا العالم الجديد القديم الذى وجد نفسه فيه يصدم عبد الله بتقاليد وعادات جديدة فى قريته وبواقع حياتى مرير. ورغم جهله للغته الأم يحاول فك رموز تلك اللغة ليذهب بعيدا فى تخيلاته الجامحة نحو الأمل. والفيلم كعادة سيسيكو لم يخلو من شاعرية وخيال وخطاب سياسى مبطن، وما الفانوس المضيء فى أعماق البحر إلاّ دليلا على هذا الرمز السوسيوثقافى الذى يمنهج سيماءات سيسيكو. وإضافة إلى فيلم الموريتانى عبد الرحمان سيسيكو احتفت الأيام بأفلام افريقية أخرى ضاربة فى الخصوصية الجنوبية من ذلك فيلم كابوس داروين للمخرج هوبير سوبر أدروم لزولا ماسيكو من جنوب افريقيا و بائعة الشمس الصغيرة للسينغالى جبريل ديوب مانبيلى وغيرها من الأفلام الطويلة والقصيرة على حدّ سواء. هذا وقد انتظمت على هامش الأيام ورشة للكتابة ومنتدى للنقد السينماتوغرافى حول السينما فى افريقيا السوداء تخلّلته عدّة محاضرات وتقديم لمختلف المقالات التى تم إعدادها خلال ورشات الكتابة. موقع "العرب أنلاين" في 25 يناير 2006 الفنانون يؤكدون: عقاب البداية الحقيقية للسينما الاماراتية الجمهور يشهد عرض أول فيلم سينمائي اماراتي: الشارقة ـ من احمد جمال المجايدة : يعرض في دور السينما الامارات والخليجية الفيلم عقاب وهو أول فيلم سينمائي اماراتي بمجمع سينما سينلكس بدبي بحضور أبطال العمل وعدد كبير من الإعلاميين والمهتمين بالحركة الفنية بالإمارات . مجيد عبدالرزاق بطل ومنتج ومخرج الفيلم اكد فيلم عقاب ،أنه كان مجرد حلم راوده منذ أوائل السبعينات حين فتنته رواية الكونت دي مونت كرستو للكاتب ألكسندر دوماس، وأصبح مشغولاً بأبطالها وأحداثها وتمني أن ينتجها سينمائياً. وأكد عبدالرازق وهو تاجر اثاث معروف في الامارا أنه تحدث في ذلك مع د.حبيب غلوم منذ أوائل التسعينات بل وتدرب علي كتابة السيناريو وتكنيك الإخراج ليتمكن من إنتاج الفيلم. وأشارالي دور العديد من الجهات في مساعدته علي إنتاج العمل في الشارقة والفجيرة ودبي، مؤكداً أنه حاول الاستعانة بفريق محترف من الفنيين من الهند تجاوز عددهم 30 فرداً، وأقدم علي شراء كل التجهيزات السينمائية لهذا العمل. أشار الي مساعدة المسرحي والفنان الاماراتي المعروف الدكتور حبيب غلوم، له في اختيار الممثلين الإماراتيين وأنه اختار بنفسه أبطال العمل من نجوم الخليج. وأكد أن التكلفة النهائية للفيلم الاماراتي الاول تجاوزت خمسة ملايين درهم. وعن إمكانية تكرار التجربة قال: إن ذلك يعتمد علي نجاح التجربة. وعن عدم مشاركة (عقاب)في مهرجان دبي السينمائي أكد مجيد أنه لم يكن انتهي تماماً من تجهيز العمل للعرض قبل بدء المهرجان. أما هيفاء حسين التي قامت بدور حبيبة البطل فقالت: سعدت جداً بتـرشيحي لهذا الـــدور في أول تجربة لي أمام كاميرا السينما، كما أن الدور المكتوب بشكل جيد، خاصة انه يتناول مرحلة سنية طويلة ربما تصل الي 20 سنة. ومجيد كمخرج وممثل، إضافة الي أنه مؤمن جداً بموضوع الفيلم ولديه تصور مسبق عن الأحداث والمواقف، مؤمن أيضاً بأنه مجال جديد عليه، ولم يقصر في السؤال بل والتدريب والاستعانة بالفنيين أيضاً، لكن أداءه كان جيداً وعموماً نترك الحكم للجمهور. وأكدت أن هناك فارقاً كبيراً بين كاميرا السينما والفيديو. وقال د.حبيب غلوم ان فيلم عقاب مجرد خطوة علي طريق طويل، وقمت بما أستطيع كفنان وممثل لمصلحة العمل، خاصة أن مجيد كان يعتبرني مستشاره في أغلب الأمور التي تخص التمثيل والممثلين. وأكد أن عقاب هو أول فيلم في الإمارات، يعتمد علي اللهجة الإماراتية، ومن الصعب المقارنة بينه وبين أي أعمال أخري. وعن الرقابة وموقفها من العمل قال: اختلفنا فقط علي مشهد النهاية وعدلناه بلا مشاكل قبل إجازة الفيلم، الذي حاول جاهداً أن يحمل كل عادات وتقاليد وقيم الإنسان العربي الأصيل. وعن دوره أكد حبيب غلوم أن مساحة الدور ليست كبيرة ولكنها مؤثرة في الأحداث للفيلم، كما أنه لم يركز علي دوره قدر تركيزه علي العمل ككل. وأكد أن عقاب يعد البداية الحقيقية للسينما الاماراتية ويجب أن يراه الجمهور والنقاد من هذا المنطلق، وأضاف: إن عرضه الآن ربما يتيح له فرصة المشاركة في المهرجانات وعلي رأسها مهرجان دبي السينمائي. واشار الي الاستعانة بفريق كبير من الهند نظرا الي خبرة الهنود في هذا المجال. القدس العربي في 25 يناير 2006
|
فيلم من إخراج هاشم النحاس نجيب محفوظ.. من الحرافيش إلي نوبل القاهرة ـ كمال القاضي |