جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

سينماتك

 

 

 

قراءة للسينما الإيرانية..

إبداع بصري وتجربة منحازة للإنسانية

كتب: جعفر حمزة

 

 

سينماتك

·         ''لا يولد الإبداع إلاّ من رحم الحاجة، ولا تتجسد القوة في الصورة المرسلة إلاّ بعد معاناة وملامسة للواقع''

بعد معرفة الإنسان الثورة في أشكالها المختلفة، الساكنة منها والمتحركة، أصبحت ''السلوكيات البصرية'' تُصاغ من لدن صاحب الصورة الأكبر والأشد تأثيراً في اللون والصوت والحركة، وقد أخذت السينما الغربية بجدارة العمل المتواصل والإبداع التقني الذي لا ينقطع على عاتقها رفع لواء ''الصورة المطلقة''ذات المبادئ والقيم التي تروجها الحضارة الغربية عامة والأمريكية خاصة؛ ليتحول ذلك اللواء إلى الساحة السياسية والاقتصادية بعد أن كان ولو لفترة بسيطة مرفرفاً على الساحة الاجتماعية والإنسانية بصورة عامة، وتتحول الرسائل وتختلف التوجهات بناء على من يملك القدرة على حمل هذه الراية وبأي كيفية.

سيطرة بصرية وثورة أخرى!

وقد صاغت التوجهات الغربية والأمريكية العقلية ''المبصرة'' للصورة لتبث من خلال الشاشة قيم ورسائل تؤمن بها لذاتها أو لغيرها، وكما يقال ''إن من يملك الصورة صناعة وبثّاً هو من يملك المقدرة على صياغة سبيل تؤمن به الشعوب وتتصور بأنها على حق في ذلك''، وبالفعل فإن السينما الأمريكية بالخصوص عبر مصنع القناعات ''هوليوود'' قد بسطت سيطرتها ''البصرية'' تزامناً -وقد يكون قبل ذلك- مع بسط سيطرتها ''السياسية'' و''العسكرية'' في العالم، إلا أن استمرار الحال على ما هو عليه مُحال رياضياً وعقلياً؛ إذ أن فلسلفة ونظام تدافع القوى متأصل في ذات الكون في جميع ذراته ولو لاه لانعدم أصل الاستقرار وانتفت الحاجة لوجود قوى تسيطر وأخرى تناضل، وبعبارة أخرى هناك توجه يرفع وآخر يدفع لتستمر عملية التحرك الديناميكي في التعامل مع الذات والآخر.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتغيير نظام الحكم في بلد كبير في المنطقة، كان لا بد من التوقع بأن التغيير لا يشمل نظاماً سياسياً بقدر ما كان تحولاً حقيقياً في التعاطي مع الدين بطريقة جديدة ألقت بظلالها على ميادين مختلفة من الحياة الإيرانية بعد انتصار الثورة ولاسيما ''الفن والسينما''.

إذ أن ''الفن والسينما'' لم يمثلا ذلك ''الشر المطلق'' في ذاته ليُقصى من الساحة بشكل مطلق، فقد حث الإمام الخميني الراحل على ضرورة الاستفادة من الفن والسينما لخدمة الإسلام، وقد كان هذا التوجه جديداً نوعاً ما عندما نقرأ خطوط الساحة الدينية في العالم الإسلامي آنذاك.

وقبل الخوض في معرفة ''النسيج الإيراني'' المميز للسينما بعد الثورة، لا بد من الحديث الممهد لتلمس ولادة السينما في إيران، فقد كانت الخطوة الفعلية الأولى لإنتاج الأفلام لعامة الناس في إيران عن طريق ''ميرزا إبراهيم خان صحافبشي'' في العام 1905م، والذي رافق ''مظفر الدين شاه'' في الخارج ليقوم بتصوير فيلم عن رحلة الملك إلى أوروبا.

وفي العام 1933م أنتج أول فيلم ناطق في إيران عن طريق شركة إنتاج هندية بعنوان "The Lor Girl"، وعلى الرغم من التاريخ الطويل نوعاً ما للسينما الإيرانية إلا أن الصورة فيها لم تأخذ حظها من تقديم الواقع الحقيقي للمجتمع الإيراني، ففي الفترة ما بين  1941 إلى 1968 شهدت مدىً واسعاً من الأفلام الهابطة التي تقدم محتوىً عن الجنس والعنف والترفيه الهابط، وفي نهاية الستينيات قام العديد من المنتجين والمخرجين الإيرانيين بتقديم أفلام تختلف عن سابقاتها من الأفلام التي لم تسلط الضوء على المجتمع الإيراني، ويعتبر فيلم ''البقرة'' للمخرج ''داريوش مهرجوئي'' أول فيلم يعالج ويحلل الوضع الاجتماعي الإيراني في ذلك الوقت.

رسائل لخدمة الدعاية الحربية وأخرى فنية

بعد انتصار الثورة في إيران كان التوجه من الحكومة في ذلك الوقت التشجيع على ''الفن الملتزم'' الذي يقدم الصورة التي تبني المجتمع ولا تهدمه، ومن منجزات الثورة في إيران إنشاء مؤسسة الفارابي سنة 1983م من قبل قسم الشؤون السينمائية في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، والمؤسسة مختصة بكل شؤون السينما، وصناعة الأفلام و إنتاجها، فضلاً عن منحها للمخرجين والمنتجين الصغار قروضاً بمعدل نسبة فوائد منخفضة، وتمويل للمواد الأولية اللازمة للإنتاج السينمائي كإعارة الكاميرات للتصوير، ونشر الكثير من المطبوعات المعنية بالسينما فناً وخبراً وصناعة، والمؤسسة تموّل الكثير من المهرجانات السينمائية في إيران، ويشهد عمل مؤسسة الفارابي توسعاً ملحوظاً يمتد إلى تسويق وترويج السينما الإيرانية في جميع أنحاء العالم، وتقديم تلك الأفلام إلى المهرجانات العالمية.

لم تقتصر سنة 1983م على إنشاء مؤسسة الفارابي، بل تم افتتاح مهرجان فجر السينمائي الأول في السنة نفسها من قبل المخرج سيد محمد بهشتي، وهي الخطوة الفعلية الأولى لفتح المجال للإبداع الإيراني بالظهور محلياً وذلك بالاعتماد على مواد أولية بسيطة في الإنتاج السينمائي، وبداية فعلية لصد تدفق الأفلام الهابطة ذات المحتوى المفتقد للصورة الواقعية المفيدة للمجتمع،واعتبر المهرجان فرصة عملية للنقد واستعراض للأفلام الناشئة.

ومنذ انطلاقة مؤسسة الفارابي التي دامت 22 عاماً، فقد  لعبت المؤسسة دوراً مهماً وملحوظاً في ثقافة المجتمع الإيراني، وخلال الحرب المفروضة بين العراق وإيران قامت المؤسسة بدعم واحتضان الجهود من قبل مخرجي الأفلام لإنتاج أفلام عن الحرب المفروضة وما يسمى بحرب الدفاع المقدس، التي تجسدت فيها معان قلما كانت السينما بشكل عام تأخذها كمفردة لتسليط الضوء عليها، وهي الجانب الروحي والمعنوي في الحروب ويتضح هذا الأمر في نسبة كبيرة من الأفلام الإيرانية التي صورت الارتباط الروحي بين الجندي وربه، والتضحية في سبيل وطنه ليكون شهيداً، وهو المقدم على الموت بدل أن يكون متجنباً عنه، واستعانت السينما الإيرانية بمفردات تاريخية دينية كمعركة كربلاء كأيقونة للتضحية والفداء في الحروب.

السينما البيضاء

وفضلاً عن تلك الجنبة الروحية ''الحربية''، فما يميز السينما الإيرانية خطابها البسيط في عفويته الإنسانية التي لم تعتمد على الجنس، العنف، أو المغامرات لتقديم أصل الفكرة في الفيلم، ولقد نجحت السينما الإيرانية بامتياز  من دون اللجوء إلى تلك السبل، وهي السينما التي قدمت معاني الإنسانية في عنوانها العام والخاص للعالم، ولقد كسبت ثناءً محموداً من لدن نقاد ومشاهدين من شتى أنحاء العالم.

وللمرأة نصيب مشهود في السينما الإيرانية، فخلال السنوات التي أعقبت انتصار الثورة في إيران، لم تلعب المرأة الإيرانية دوراً مهماً في التمثيل فقط، بل أخذت دورها المميز كمخرجة ومنتجة وكاتبة، ولم يكن حال سينما الأطفال بأقل شأناً وأهمية من سينما الكبار، فقد خصصت السينما الإيرانية بمؤسساتها المختلفة مهرجاناً دولياً لسينما الأطفال والناشئة، وقد قامت مؤسسة الفارابي بتشجيع العديد من المخرجين والمنتجين  بالتركيز على الطفل في السينما الإيرانية ''البيضاء''.

تسع سماوات للصورة الإيرانية

من المقومات الذاتية والخارجية للسينما الإيرانية في عالمنا المعاصر التي أصبحت قيد الدراسة لتفكيك ''الحياكة البصرية'' المميزة للسينما الإيرانية، خصوصاً بعد الظهور الفارض لنفسه بها في المحافل والمهرجانات السينمائية العالمية هي كالتالي:

أولاً: ما يتمتع به المجتمع الإيراني من تمازج عجيب بين الحضارات والثقافات المتعددة والتي أكسبته خلفية اجتماعية تتميز بالتعددية في التناول، فالحضارة الفارسية القديمة التي ترسم العمق التاريخي القديم للمجتمع الإيراني من جهة، بالإضافة إلى تأصل الحضارة الإسلامية وتمازجها الفريد من نوعه مع بقية الأعراق والانتماءات التاريخية من جهة أخرى كونتا مرآة تعكس الأيقونة الإيرانية المعاصرة من خلال الحبكة المحكمة والدقيقة والمتنوعة للمجتمع الإيراني، وبعبارة أخرى يأخذ المجتمع الإيراني صفة ''الفسيفساء'' في التركيب والتنوع، وهو من ضمن المكونات الأساسية للصورة السينمائية الإيرانية التي لا يُغفل منها الجانب العرفاني المتعمق في المعاني الإنسانية عبر الدين والشعر والفن.

ثانياً: الألم الذي يحتضنه المجتمع، فالصورة السينمائية ما هي إلا انعكاس للألم الذي يعيشه المجتمع، ويأمل أن يتحرر منه الأمل، لذا يُلحظ التميز المبدع لاستعراض الألم في السينما الإيرانية من خلال ''المرايا العاكسة'' لا النظرة المباشرة، وبمعنى آخر يتم استعراض الألم، ألم الطفولة والفراق والاشتياق عبر دلالات ورموز بسيطة لا يجهد المشاهد فكره في تحليلها والوصول إلى المغزى من ورائها، بل هي بسيطة في التحليل وعميقة في الطرح والتصوير، ما يجعل المشاهد منغمساً في المشهد بالرغم من بساطته في التركيب وسهولته في العرض، إلا أن القوة تتركز في المعنى الذي يحتويه المشهد من خلال قسمات طفل، أو دمعة أم أو انكسار صبية، وهو نفس المعنى الجاذب بلا شعوريته المباشرة للمشاهد الذي يتفاعل بحرارة من الداخل مع المشهد من خلال مشاعر حقيقية تتفاعل مع المشاهد ضمن توليفة ثنائية محكمة.

ثالثاً: اعتماد السينما الإيرانية على ''اللاممثلين'' في نتاجاتها الفنية، فالبطل أو صاحب القصة في الفيلم لا يمثل الدور بل هو بالفعل صاحب الدور فعلاً أو قوة، بمعنى آخر أن الممثل إما أن يكون ذا ألم وضعه تحت الكاميرا ليقول رسالته، ففي فيلم ''صبغة الله - لون الجنة ''  يقوم بدور الطفل الأعمى في الدور الرئيسي طفل أعمى في الحقيقة، لذا لا تشعر بأن المسألة هي تمثيل بل واقع تتحسسه عندما تشاهد الفيلم، وكما يقول أحد النقاد السينمائيين أن الفيلم يخلو من ممثلين في إشارة إلى العمق الواقعي للقصة بعيداً عن مسميات الممثلين وأدوارهم، وهذه الجنبة الفنية في السينما الإيرانية هي صاحبة الفضل في تكوّن ''الثقب الأسود'' الجاذب لكل شيء بخصوص هذه السينما  من دون غيرها.

رابعاً: الوسط الجمالي المكون للصورة ضمن بيئة المخرج أو المصور تعطي الزوايا الإبداعية الخاصة بالفيلم، نتيجة ''التحف البصرية'' الطبيعية والبشرية المحيطة، ما يعزز من الحصيلة الفنية في تذوق زاوية الصورة والتقاطها، الطبيعة الخضراء،الصحراء الشاسعة ،الجبال الشاهقة، الأنهار والمروج الخضراء كلها تمثل امتدادات بصرية تُثري الذائقة الفنية للمخرج والمصور فضلاً عن المؤلف، ومن جهة أخرى هناك ''التحف المدنية المعقدة'' متمثلة في زحام المدينة وضجيجها وآلامها وتعقيداتها، ومن بين تلك ''التحفتين'' تخرج انعكاسات صورية لا تهمل الجانب الذوقي في الصورة، وكيف تهملها إن كانت مكونا أساسيا من الشخصية الإيرانية.

خامساً: على الرغم من وجود ''السجادة السينمائية الإيرانية'' في تركيبتها المعقدة، إلا أن الشكل العام لها يمثل ''راحة بصرية'' للمشاهد، لذا بالإمكان ملاحظة ''قوة البساطة'' في السينما الإيرانية من خلال استخدام التقنية البسيطة من جهة، واختيار زوايا التصوير من جهة أخرى، ويكأن الفيلم تم تصويره من دون ''كاميرا'' بل بعين بشرية هي عين المشاهد نفسه وتلك البساطة هي مكمن القوة الجاذبة للمشاهدة.

سادساً: التوظيف الطبيعي في الاستخدام المبدع لبراءة الطفولة، فقد أصبحت السينما الإيرانية من ضمن القائمة الأولى عالمياً في سينما الطفل، و يبدو أن المخرج مجيد مجيدي اتخذ لنفسه سبيلاً منفرداً في تسليط الضوء على سينما الطفل في أفلامه ''صبغة الله - لون الجنة''، ''أطفال السماء'' و ''الأب''، ومنحى سينما الطفل أخذت مساحتها الكبيرة ليس ضمن السينما الإيرانية فحسب، بل انسحب ذلك الاهتمام على الإعلام الإيراني بشتى صوره، بدءا بالمجلات المتخصصة بشؤون الطفل، مروراً بالبرامج والمسلسلات الاجتماعية الذي يقوم ببطولتها الأطفال، وانتهاء بالحضور الخاص في المهرجانات السينمائية للطفل عبر زوايا معنونة باسم الطفل.

وتعتبر السينما الإيرانية من ضمن السينما القليلة المستخدمة للطفل في البطولة ضمن سلسة الأفلام المنتجة لبلد واحد، ولهذا الأمر دلالته العميقة في الاستفادة الإبداعية من لدن السينما الإيرانية لهذا العنصر ''الرابح'' في نتاجاتها.

سابعاً: ''البساطة المكانية'' وهي من ضمن المكونات القلائل التي بالإمكان التوظيف الفعلي لها بتحويلها من نقطة ضعف في الفيلم إلى مكسب ومنطلق لزوايا جديدة يمكن للمشاهد النظر إليها  من دون ''تركيب بصري'' مُتعب، ما تتخذه السينما الإيرانية من ميزة تتسم بها هي ''بساطة الصورة'' سواء بالنسبة في تصوير المناظر الطبيعية التي تضفي مشاعر السكينة والراحة على المشاهد، أو من خلال ''المواضيع قيد التصوير'' المتمثلة في المباني والأرصفة والغرف في المدن والقرى على حد سواء، وتلك نقطة تُحسب للسينما الإيرانية في رصيد حسابها الإبداعي المتنامي.

ثامناً: الموسيقى الإيرانية التصويرية ذات ''النغم الحي'' المليء بالأحاسيس، ومن المعروف أن الموسيقى الإيرانية التقليدية تتمتع بمزية نقل ''النَفَس'' من النفس إلى الآلة عبر مقطوعات حزينة حينا ومفرحة حينا آخر ضمن تركيب موسيقي يتميز بالتسلسل الدقيق في اتخاذ النغمة في الرفع أو الخفض، وتأخذ الموسيقى الإيرانية الحديثة نمط الدمج الإبداعي بين الموسيقى التقليدية والحديثة لاستخراج ''هجين'' موسيقي له الطابع الإيراني الخاص، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر الموسيقار المعروف ''مجيد انتظامي'' صاحب الموسيقى الإيرانية للكثير من الأفلام والمسلسلات الدينية والاجتماعية، والموسيقار الإيراني ''لوريس طيجكنافوريان'' صاحب الموسيقى التصويرية لفيلم ''السيد المسيح'' الذي سُينتج قريبا في الجمهورية الإسلامية في إيران.

تاسعاً: طرق الأبواب المُثيرة للتوجس نتيجة طبيعة ''العلاقة الموضوعية'' للفكرة المطروحة، سواء كانت من ضمن ''التابو -المحرّم'' أو المسكوت عنه، أو من خلال تقديم ''إضاءة'' لزوايا لا يوجد فيها إنارة للنظر إليها، ويسري ذلك الأمر على الكثير من العناوين ''المحرّمة'' اجتماعياً أو ثقافياً، مع وجود ''مبررات'' دينية لا يكون للدين يدٌ فيها أصلاً. وذلك الطرق ''الإبداعي'' ميزة أخرى للسينما الإيرانية.

لقد باتت السينما الإيرانية ترسم سبيلاً سينمائياً عالمياً جديداً، وطريقاً يلامس الإنسان في إنسانيته بمفرداتها المختلفة بعيداًعن صورة الجنس والعنف والخيال المفرط الذي يعزز الهوة بين الإنسان و واقعه من جهة، ويُصنّع وحدات استهلاكية إعلامية من جهة أخرى، وتلك كانت الرسالة ببساطة إمكاناتها وصفاء رسالتها التي جسدتها السينما الإيرانية الماضية قدماً على الصعيد العالمي باعتراف جماهيري واحترافي في آن واحد.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

السينما الإيرانية الجديدة الـسـيـاســة الحـضور والــهـوية

إعداد: ريتشارد تابر

''هذه المختارة الأدبية تُبين لي أنها المكان الأفضل لكي نتعلم عن هذه السينما المميزة'' شارلوت ستشولوم.

''يقدم هذا الكتاب سياقات متعددة ومتنوعة من الثقافة إلى الاجتماع، ومن الاقتصاد إلى السياسة''

مجلة "Film magazine" ''كتاب لا غنى عنه لأولئك الساعين لمعرفة سينما مثيرة للاهتمام'' Sight & Sound

السينما الإيرانية اليوم لم تفرض وجودها على الساحة العالمية للسينما كونها مميزة ضمن الإطار المحلي للمجتمع الإيراني فقط، والذي جذب الأضواء محلياً وهو سر انطلاقة لفتت الاهتمام العالمي لهذه السينما التي باتت جزءًا من شخصية مجتمع متنوع وغني بالتراث والثقافة في آن واحد.

القوام الخاص بالسينما الإيرانية بات يسحر المشاهدين في المجتمع الغربي، ويقدم نوعاً من ''التناقض'' المتخيل عند الكثيرين بخصوص ''إيران'' كونها ضد التطور ومواكبة العصر.

المساهمون في كتابة هذا الكتاب ينظرون بعمق للسبيل الذي جعلت السينما الإيرانية تصبح ''سينما عالمية''.

ومن خلال وجهات النظر الذي يقدمها المساهمون في هذا الكتاب يكتشفون ولادة سينما أخذت تطرح مفرداتها الخاصة على العالم تحت عناوين مختلفة منها ''سينما الأخلاق'' أو ''سينما المبادئ'' وأيضاً ''سينما الإنسان''، وكيف وضعت هذه السينما مقومات عديدة للثقافة الإيرانية.

يتضمن الكتاب الكثير من التحليلات والمقالات التي تضع السينما الإيرانية محل تحليل نقدي وموضوعي لتكون السينما الإيرانية ''توجهاً'' مستقلاً في حد ذاته دون السينمات الأخرى في العالم.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

»السينما الإيرانية« البدايات والمعاصرة .. كراسات السينما.. مسابقة أفلام من الإمارات

إعداد: صلاح صلاح، مسعود أمر الله آل علي 

الكراسة التاسعة من سلسلة كراسات السينما الصادرة عن المؤسسة الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

''رحلة مزخرفة كسجاد إيراني دقيق يأخذ الزمان والمكان دورهما في صياغة صورة، كانت لها بدايتها التي أسهمت في إضفاء روح مميزة لهذه السينما التي باتت أقرب إلى أن تكون مدرسة للصورة منها سينما مشاركة فقط''

٠٧١ هي عدد صفحات هذا الكراس الذي يحمل التاريخ والرائحة وصوت الماء من إيران عبر استعراض شيّق وملاحظات دقيقة وطريفة تبسط بين يديك ''سجاد'' إيراني تنظر لكل معالمه وزواياه لتدرك عمق هذه الصناعة التي مرت بظروف مختلفة شابتها الكثير من الصعوبات والتقلبات حالها كحال طبيعة أرض إيران المتنوعة والمختلفة، وكأن السينما هي ''خارطة'' جغرافية تعكس الجبال والهضاب والمدن والقرى ملامحها الواقعية دون ''تكبير'' أو ''تصغير'' للصورة المعاشة.

يتميز هذا الكراس بغناه المعرفي المتقن و''المحبوك'' في السرد التاريخي الجذاب، بالرغم من قلة الصور الداعمة لما تقرأه، فالحديث عن البدايات للسينما الإيرانية أخذت أول ''خيوطها'' بالتكوّن عام 1900م حيث صور ''ميرزا إبراهيم خان'' الاحتفالات الخاصة بمظفر الدين شاه حاكم إيران آنذاك بالإضافة إلى الاحتفالات الدينية، ويُعتبر ''إبراهيم خان'' أول مصور سينمائي في إيران.

وكما يقول الكاتب أن في الوقت الذي بدأت فيه السينما في مكان آخر في العالم كمحطة جذب شعبية بقيت في إيران عدة سنوات في خدمة حلقات محصورة من رجالات البلاط والأرستقراطية.

إلا أن الأمر لم يطول كثيراً حيث حمى وطيس المنافسة في دور العرض الإيرانية بعد فتح أول دار عرض سينمائية عام 1912م وسُمح للنساء بحضور العرض.

وأُدخل الصوت على السينما الصامتة وافتتحت سينما القصر عام 1930م حيث كان حدثاً تاريخياً مهماً في السينما الإيرانية و''خيطاً'' مهماً وأساسياً في ''سجّاد السينما الإيرانية''.

يستعرض الكاتب حوادث متعددة عاشتها السينما الإيرانية خلال الحرب العالمية الثانية والتي فرضت نوعاً من ''الرقابة'' على نوعية الأفلام سواء المنتجة داخل إيران أو المستوردة والتي تحوي رسائل سياسية أو اجتماعية تتعارض مع السياسة العامة للدولة آنذاك.

وكانت سنوات الخمول في السينما الإيرانية قد استمرت 12 عاماً في الفترة (1936- 1948) إذ خيّم على المشهد السينمائي الإيراني صمت وروح من الخمول، حيث لم تُنتج أي أفلام روائية. شهدت السنوات المذكورة أعظم فترة اضطرابات اجتماعية وسياسية في العالم. كانت السينما قد حققت تحفاً لا تُنسى ورسخت نفسها كوسيلة إعلامية قوية.

ويستعرض الكاتب نماذج من الأفلام السينمائية التي راهنت في كثير منها على الأسلوب التجاري الترويجي الممزوج بالعنف والجنس في بعض منها، إلا أن الكثير من تلك التجارب لم تبلغ مرحلة النضج الذي يجذب المشاهد ويقنعه بأن ما يشاهده هي مادة سينمائية تستحق أن تأخذ جزء من ماله ووقته.

أصبح الدافع للمستثمرين الجدد في الصناعة السينمائية هو النجاح التجاري لبعض الأفلام التي لاقت رواجاً جماهيرياً كفيلم ''كنز هارون'' 1966م، إذ ارتفع الإنتاج السنوي من 40 فيلماً في العام إلى 52 فيلماً عام ,1967 وإلى 80 فيلماً عام 1968م. ويُعتبر عام 1969م سنة إنتاج فيلم ''البقرة'' للمخرج داريوش مهرجوئي نقطة تحول في تاريخ السينما الإيرانية حيث استقبله الجمهور بحماس عظيم رغم تجاهله كل عناصر جاذبية شباك التذاكر في السينما التجارية.

وكانت السنوات بين 1970 حتى 1973 مثمرة بالنسبة للسينما الإيرانية الجادة، إلا أن الأزمة الاقتصادية عام 1973م أجبرت العديد من المخرجين ترك المهنة، وبدت نسخ الأفلام الأجنبية حينها تجارة رابحة.

وأتت الثورة الإسلامية والحرب العراقة الإيرانية لتجعل السينما آخر شيء يمكن التفكير فيه حينها، فقد ظلت عملية إنتاج الأفلام التي قُدّرت في عام 1972 بـ (90) فيلماً روائياً تنحدر تدريجياً إلى أن بلغت (18) فيلماً في 1978م، ووصلت إلى انخفاض تاريخي يقدر بـ (11) فيلماً في العام .82

في العام 1983م تم إنشاء ''مؤسسة الفارابي السينمائية'' وكان أمر إنشائها يرجع إلى تحديد الشكل الجديد للإنتاج الثقافي وخلق سينما وطنية تحمل هويتها الثقافية الخاصة، لترقى بذوق الجمهور، وتمنح الأولوية للإنتاج لإيراني في صالات العرض.

وتمثل مؤسسة الفارابي انطلاقة جديدة في التاريخ السينمائي الإيراني المعاصر بعد الثورة الإسلامية، حيث حققت قفزة في الكم والنوع معاً في العقد التالي حيث تم إنتاج ما يقارب0(5 فيلماً روائياً ما بين 1983 و ,1992 وانبثق عدد من أهم المخرجين المحتفى بهم عالمياً في هذه الفترة. وأخذت الأفلام الإيرانية تحقق حضوراً ملحوظاً بل ومميزاً في المهرجانات العالمية.

يقول ''فخر الدين أنور'' رئيس الشؤون السينمائية بوزارة الإرشاد الإسلامي : ( كلما بقينا غير مبالين بسينما الغرب، كلما حظينا براحة ذهنية أكبر، فلو انشغلت بالمخرج سبيلبيرج، والواقعية الجديدة الإيطالية، وجورج لوكاس ستخسر عندها استقلاليتك).

ويأخذك الكرّاس الصغير في رحلة متنوعة الألوان عبر المرور بقراءات لأفلام إيرانية متعددة منها فيلم ''البالون الأبيض''، وفيلم ''باشو'' بالإضافة إلى استعراض السير الذاتية لمخرجين إيرانيين حفروا اسمهم عبر أفلامهم التي تركت بصماتها الواضحة في سينما الإنسان. وتأخذ أفلام الأطفال مساحة معقولة من الاستعراض ليكون هذا الكراس رحلة ممتعة ومشوقة تطرح للقارئ الكريم خلفية مهمة جداً عن السينما الإيرانية.

وبعبارة أخرى إن هذا الكراس يعد بحق ''سجادة صغيرة'' منسوجة بطريقة محكمة ودقيقة مقدمة للقارئ المهتم.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

عــــدســـــــة

احتفاء بالسينما الإيرانية

فريد رمضان 

ما الذي يدفعنا في ملحق (خيوط الضوء) لأن نحتفي بالسينما الإيرانية؟ ربما يسأل البعض.

منذ أن بدأنا في »الوطن«  إصدار ملحق سينمائي، فكرنا كثيرا فيما يمكن أن نذهب إليه في تقديم مادة ثقافية سينمائية متميزة، وكانت تصوراتنا أن نحقق ملفات تبحث في سينما العالم، منحازين أكثر لسينما العالم الثالث، والسينما الأوربية، ربما لأن أفلامها لا تجد لها فسحة من العرض في الصالات التجارية في البحرين، ويشكل البحث عنها ومشاهدتها معاناة تستحق ذلك، ولأنها أيضاً سينما ذات شكل وهوية مختلفة عما نشاهده في دور العروض التي تحتكرها الأفلام الهندية، والأمريكية. 

أن نفتح ملفات خاصة، يعني أن نسعى في عرض معلومات سينمائية تلم، ولو بشكل بسيط بهذه السينما، تاريخها، أهم أفلامها، تميزها، آلية الإنتاج لديها، ولماذا هي متميزة، وكيف استطاعت أن تحقق لها حضوراً دولياً هاماً في المهرجانات العالمية؟

وها نحن في هذا العدد نبدأ المحاولة في تقديم ملف سينمائي يحتفي بالسينما الإيرانية، هذه التجربة العريقة والتي بدأت مع أول فيلم إيراني ناطق في عام ٣٣٩١م، مثلها مثل السينما المصرية، إذ وبالرغم من التاريخ الطويل للتجربتين إلا أن الصورة فيها لم تأخذ حظها من عرض الواقع الحقيقي لمجتمعاتها، إلا فيما ندر، وكرست تجارب الإنتاج السينمائية على مدى واسع على إنتاج الأفلام التجارية، التي تقدم محتوى من الجنس والعنف والترفيه والغناء. ومع بروز أسماء سينمائية جديدة في الإخراج والتأليف والتمويل، فإنّ التشابه أيضاً تلازم بين التجربتين الإيرانية والمصرية،  ففي نهاية الستينات قام العديد من المنتجين والمخرجين الإيرانيين بتقديم أفلام تختلف عن سابقها من الأفلام ،التي لم تسلط الضوء على المجتمع الإيراني، ويعتبر فيلم (البقرة) للمخرج (داريوش مهرجوئي) أول فيلم يعالج ويحلل الوضع الاجتماعي الإيراني وبإمكانيات قليلة جدا حيث يحكي (مهرجوئي) قصة جنون فلاح فقير نتيجة موت بقرته أو مورد رزقه الوحيد، ويستخدم أسلوب السرد المباشر واللقطات الكبيرة للتعبير عن مأساة هذا الفلاح البسيط الذي يتحول إلى رمز عام للشعب الإيراني الفقير المقهور تحت حكم الشاه في تلك الفترة.

وبعد انطلاق الثورة الإيرانية، وبروز الرقابة المتشددة على صناعة الفيلم، لم يمنع هذا رواد سينما التسعينات من أمثال محسن مخملباف، وعباس كياروستامي، ومجيد مجيدي، وجعفر بناهي، وسميرة مخملباف، وميترا فاراهاني، وغيرهم من تقديم أفلام ذات قيمة فنية وموضوعية عالية حققت الجوائز على مستوى المهرجانات الدولية. ولم تستطع الرقابة أن تمنعهم من التعبير عن تجاربهم، مرة بالتحايل، ومرة بالرمز، فمخملباف كان يلجأ أحيانا لتصوير أفلامه خارج إيران، وخاصة في تركيا، وكذلك في حالة جعفر بناهي الذي جعل الأطفال مواضيع لأفلامه مثل فيلم (البالون الأبيض) رمزا للحرية، أو أن الحياة هي الألوان كما في فيلم (كبه) لمخملباف، في مواجهة (الشادور) الأسود!.

السينما الإيرانية تمثل نموذجا يستحق الدرس والتأمل على مستويين. الأول القيمة الفنية لأفلامها التي حققت حضوراً عالميا. ثانيا درس التحايل على الرقابة والجرأة في طرح مواضيع جريئة ليس آخرها بالطبع فيلم (السحلية)، الذي وجه نقدا مباشرا على استقلال بعض رجال الدين لسلطتهم في المجتمع. إنّها بحق سينما تعكس واقعها بكل إشكالياته.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

كبّه..

أو الحياة هي الألوان

إخراج: محسن مخملباف

سيناريو وحوار: محسن مخملباف

تمثيل: شقايق جودت، عباس سياهي

هذا فيلم ينحاز لجمال الحياة، ويتعاطى مع الجمال الإنساني، بعيداً عن المدنية المتوحشة.  كما يتحول لقصيدة حب متناغمة حيث يأخذنا المخرج محسن مخملباف إلى جنوب شرق إيران، بين الاغادير الطبيعية والسهول الخضراء، وحياة بسيطة قائمة على الرعي والزراعة وصناعة السجاد.

عجوزان يحملان سجادة (كبّه)، يجلسان عند غدير ويتحاوران فيمن سيقوم بغسل هذه السجادة من غبار السنين الطويلة، يتساءلان عن حكاية اللوحة التي تطرز السجادة والمتمثلة في شابٍ وشابة يمتطيان حصاناً أبيض. في هذه الأثناء تتجسد لهما روح السجادة على شكل فتاة حسناء وأسمها كبّه أيضاً. تبدأ في سرد حكايتها مع الفارس الذي تحبه وتتمنى الزواج منه، والذي يلاحق قبيلتها في ترحالهم من مكان إلى مكان. يشترط الأب في قبول هذا الزواج عودة عمها المدرس من المدينة، وأن تلد أمها، وثالث الشروط عودة أختها التي ضاعت أثناء بحثها عن ماعز تائه في الجبال. يعود العم وتلد الأم، ولكن الأخت الضائعة تموت. تشعر كبّه باليأس من استمرار رفض الأب، فتنصاع لتحريض العم الذي يحثها بالهرب مع من تحب، فتفعل ذلك، يطاردهما الأب ويطلق عليهما النار.

رغم بساطة الحكاية إلا أن الفيلم يمتاز بشاعرية فياضة استطاعت كاميرا المخرج أن تتسلل برفق وبكثير من الحب لتصل إلى المعنى المتمثل في (الحياة هي الألوان)، حتى أضحت لقطاته لوحات تشكيلية. أنه فيلم غير عادي، لا يلتزم بالمنطق، من أجل تأكيد منطق الجمال وحده. فالعم المدرس يبدو حضوره كحضور الشاعر وهو يلقي قصائده، هذا المدرس الذي يشرح للأطفال معنى الألوان، فيبدأ بقطف الألوان من الحياة نفسها، في مشهد من المشاهد الجميلة.

والفيلم بشكل عام يمتاز بشاعرية خلابة، تشبه الحنين إلى الطبيعة وحياة الأرياف. حتى مياه الغدير التي تنساب بصفاء تحتضن ورود الفارس العاشق التي يرسلها إلى حبيبته كبّه.

يذكرنا محسن مخملباف في هذا الفيلم بكاميرا المخرج الروسي أندريه تاركوفسكي، خاصة في فيلميه (الحنين) و(المقتفي). ولكن يبقى لهذا الفيلم نكهته الخاصة ورسالته الهامة للشعب الإيراني بشكل خاص وللإنسان بشكل عام على أن الحياة هي الألوان بتعددها وجمالها الخلاب، وليست مجرد لون الواحد، كالأسود مثلاً. 

محسن مخملباف

وُلد مخملباف في طهران عام 1957م. أخرج عدّة نصوص مسرحية سريّة في المساجد، وهو طالب في المدرسة العليا. أمضى ما يقارب الخمس سنوات في سجون الشاه بسبب عضويته كمناضل في الجماعة السياسية الإسلامية.

هجر مخملباف بعد الثورة النشاط السياسي، وشرع في كتابة نصوص إذاعية، حتى أصبح رئيساً لمكتب الفنون والإبداع الإسلامي، الذي من أهدافه المعلنة: طرح الأفكار الإسلامية عبر الفنّ، وتحفيز الفنانين للأفكار المغايرة.

بدأ مخملباف إخراج الأفلام عام 1982م في  الوقت الذي كان يمارس فيه كتابة السيناريوهات والكتب: ''الفرار من الشيطان إلى الرب'' كان بمثابة دراسة فلسفية.

وفي نص  ''مقاطعة'' ظهرت محاولات مخملباف السياسية في قصة تدور حول شاب يساري يُقبض عليه البوليس السري لنظم الشاه. وفي السجن يتعرّف إلى شباب مسلمين متهمين بمقاومة الحكم أيضاً، وعندها يشرع في التشكيك بأيديولوجياته السابقة.

أكد فيلم ''راكب الدراجة -''1989 قدرة مخملباف الفريدة في تحويل موضوع خيالي متنافر إلى آخر غني وخصب، يمزّق العقل ويستنطق أوتار القلب، وذلك عندما يوافق لاجئ أفغاني -لتسديد النفقات الطبية لزوجته المحتضرة- على تحد مجنون: أن يقود دراجة هوائية حول ميدان لمدة أسبوع كامل دون توقف مطلقاً.

تحدث مخملباف ذات مرة في لقاء أُجري عام 1991م: '' أسلوبي مستنبط من القرآن، بقدر ما هو متأرجح بين الواقعية والسوريالية. وكما ذُكر في آياتنا المقدسة فإن الله والإنسان موجودان معاً. لذا تجد في قصصي الواقعي والسوريالي جنباً إلى جنب، وينصبّان في حكاية ذات تكنيك شخصي''.

بعد فترة غاب وتأمل (يُعرّف مخملباف الإخراج بـ'' عادة كالتدخين'')، يصنع فيلمين جريئين قَلَبا الإكبار الديني المبسّط ضده.

فيلم ''وقت للحب''، وهو قصة عشق رومانسية، صُوّر في تركيا. وفيلم ''ليالي زاينده رود'' الذي يتناول قصة قتلى الثورة، المغيبين ثقافياً بشكل غير محتمل، ومن غير شك، تم منع عرض هذين الفيلمين.

محسن مخملباف من رواد المخرجين الذين ''نسجوا'' ''ترنيمة'' خاصة لمعنى السينما الإيرانية المعاصرة.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

مخرج يحفر في الثقافة الإيرانية المتنوعة: علي حاتمي.. من المسرح إلى فضاء السينما

ولد المخرج وكاتب السيناريو الإيراني علي حاتمي في طهران من عام ,1944 وتوفى في عام 1996م. تخرج من كلية الفنون - قسم الدراما. بدأ عمله الفني متخصصا في كتابة سيناريوهات  قصيرة لتمثيليات تلفزيونية، إضافة إلى مؤلفاته في المسرح. والتي نذكر منها، مسرحية: الشيطان وحسن الجريء، مسرحية آدم وحواء، قصة رجل السمك، مدينة البرتقال والخياط والحرير. بدأ اهتمامه بالإخراج السينمائي في عام 1970م، عندما كتب وإخرج فيلم (حسن الجريئ). عند سنوات من عمله السينمائي شكل علي حاتمي خط سينمائي يعبر عن تجربته وخصوصيتها في سياق السينما الإيرانية، لاتصالها بالمحيط الاجتماعي والبيئة الإيرانية بتنوع ثقافتها، والتراث العريق لها، والذي ركز على إظهاره في أفلامه. توفى في عام 1996 وهو يصور فيلمه الذي لم يتمه بعنوان ( بطل العالم تختي).

تزوج الكاتب والمخرج علي حاتمي من الممثلة الإيرانية المشهورة (زاري كوشكم)، وانجب منها ابنته (ليلى) التي مثلت في فيلم حمل اسمها.

كتب حاتمي سيناريوهات كل أفلامه، ونذكر منها:

مسلسل الغابة للتلفزيون في عام 1968م، قصة حب ليلة الجمعة، مدين الشمس، ومدينة القمر. حسن الجريء، والذي فاز عنه بجائزة أحسن سيناريو في مهرجان إيران السينمائي الأول. قلوب محطمة في عام 1978م، جعفر خان يعود من أوربا، والذي فاز بعدة جوائز منها أحسن مكياج، أحسن تمثيل، وأحسن ممثل مساعد، وفيلم الأم في عام 1986م، وأخيرا فيلم مؤسسة العقاب في عام 1996م.

الوطن البحرينية في 11 يناير 2006

 

Color of Paradise

صبغة الله

الممثلون: محسن رمضاني، حسن محجوب.

المخرج: مجيد مجيدي.

تصنيف الفيلم: عام.

مدة الفيلم:٥١١ دقيقة. 

موت زوجته وثقل الأعباء والفقر لم يكن ذلك كافياً حتى يُضاف إلى ذلك ''طفلٌ أعمى'' إلى مسؤوليات والد ''محمد''. قصة إنسانية عميقة المعاني لطفل أعمى لم يكفه معاناته بالعمى ليكون له أب يشعر بعبء تحمل مسؤوليته وكأنه ليس بوالد له، ما يراه محمد هو لون الحياة في معانيها المتعددة من خلال ''حنان'' جدته التي يحب الحديث والجلوس معها، إلا أن ''رغبة'' الأب في ''لون'' الحياة التي يريدها من خلال تفكيره بالزواج من جديد و''نيته'' التخلص من عبء أصبح ''ثقيلاً'' عليه ويريد أن يدير ظهره عنه هو ولده ''محمد''. ومع وفاة الجدة تغيب ألوان الحياة في بصيرة ''محمد'' ليتحول الأب إلى ''ناقم'' على ولده ''الشؤم'' ويخطط لرميه في النهر، ويستيقظ ''ضمير'' الأب في الآونة الأخيرة ليجد ابنه قد فارق الحياة على ضفاف الحر بعد أن عرف ''ألوان الجنة'' كما هي دون ''تزيين'' أو ''تزييف'' لها. فيلم مليء بالدلالات الإنسانية العميقة التي تأخذك لعالم ليس ببعيد عنك فهو بين ''جنبيك'' قلبك.

 

The Lizard

السحلية

الممثلون: برافيز باثيو.

المخرج: كمال تبريزي.

تصنيف الفيلم:عام.

مدة الفيلم:٥١١ دقيقة 

مع سجّل حافل بالسرقات، أُوقف ''رضا'' خلال آخر عملية سطو قام بها وأُدخل السجن. كونه لا يحتمل البقاء في السجن وخصوصاً مع وجود رئيس مركز السجن الذي وضع النديّة والتحدي معه، أصبح الفرار هو الحل الوحيد له لا غير.

وقد وجد طريقة غريبة للهروب من خلال لبسه لزي رجل دين والفرار وما لاقاه من التقدير والاحترام لم يكن هو ما حصل عليه فحسب، إذ إن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، فكيف يواجه ''مهام'' رجل دين وهو سارق ولا يعرف من أمور دينه ما يغنيه ويساعده لأن يكون ''رجل دين''. أحداث مليئة بالكوميديا والمعاني والمشاعر والرسائل، فيلم غني في مادته وأسلوبه المميز.

ما يقدمه الفيلم أكثر من مجرد قصة، ما يقدمه هو معنى إنساني قد يكون وراء ثياب ''لص'' أو وراء زي ''عالم دين''. أحدث هذا الفيلم ضجة في إيران ومع ذلك عُرض أكثر من مرة فيها.

 

Children of Heaven

أطفال السماء

الممثلون: محمد أمير ناجي، أمير فروخ هاشميان، بهاري صديقي، نفيسه جعفر محمدي.

المخرج: مجيد مجيدي.

تصنيف الفيلم: عام.

مدة الفيلم: ٩٨ دقيقة.

لم يكن الفقر هو إدامهم الوحيد الذي يقتاتون عليه كل يوم، حتى أصبح فقدان حذاء زُهري سبيلاً آخر لا بد أن تعالجه هذه الفتاة الصغيرة مع أخيها علي الذي أضاع فردتي حذائها. ومع حبكة قصصية تأخذ لعالم الصفاء مع مزيج غريب من الفقر وروح طفولية لا ترى فيها إلا قمة الإنسانية بكل معانيها المختلفة، فيخرج ذينك الطفلين بفكرة مشاركتهما بفردتي حذاء ''واحد'' بينهما، فيا ترى كيف سيتعاملان مع وضع جديد لم يكن الفقر بغريب عليهما فيه؟ فهل تنجح خطتهما ''البريئة'' لحين حصولهما على ''الأمل'' المفقود في حذاء زُهري؟

 

cinemairan.com

موقع يهتم بالسينما الفارسية -كما يشير الموقع- بمعنى آخر يهتم بالسينما سواء من داخل إيران أو خارجها، ويعرض الأخبار المتعلقة المهرجانات التي يشارك فيها مخرجون معروفون وهواة في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.

ويتضمن الموقع بالإضافة إلى الأخبار مواقع أخرى ذات صلة وبإمكانك التعرف على المهتمين بالسينما الإيرانية حول العالم.

 

cinemajidi.com

''أطفال الجنة''، ''لون الجنة''، ''المطر''، و''الأب'' بعض نتاجات المبدع والمخرج الإيراني مجيد مجيدي، يعرض هذا الموقع الشخصي للمخرج أفلامه ونبذة عن المخرج، بالإضافة إلى المقابلات التي أجريت معه وألبوم الصور الخاص بأفلامه.

 

iranchamber.com

موقع لغرفة المجتمع الإيراني والذي يُعتبر بحق موسوعة متكاملة عن للكثير من المواضيع المتعلقة بالمجتمع الإيراني، وللسينما نصيب كبير في هذا الموقع، حيث يتناول تاريخ السينما الإيرانية والتطور الذي حصل لها بعد الثورة الإسلامية في إيران، بالإضافة إلى الكثير من التحليلات والمقالات المتعلقة بالسينما الإيرانية بصورة عامة. موقع ثري بالمعلومات التي لا غنى للباحث والمهتم عنها.           

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سينماتك