شعار الموقع (Our Logo)

 

 

خلال السنوات الماضية سيطر عدد محدود من شركات الإنتاج علي صناعة الفيلم المصري ، فرضت شروطها علي نوعية الأفلام وأذواق الجماهير وأمسكت بكل خيوط لعبة الإنتاج السينمائي، حتي أصبحت معظم الأفلام متشابهة تبحث عن الربح وتقلد بعضها وكأنها تستجدي النجاح بأية طريقة.

وبعد فترة غياب عاد نظام الإنتاج الفردي ليساهم في إنقاذ السينما من كبوتها ويعيدها لعصرها الذهبي الذي أنتجت فيه علي أيدي أفراد أفلاما كبيرة عاشت في وجدان الجماهير وظلت أسماء منتجيها تتردد حتي اليوم مثل رمسيس نجيب وآسيا وغيرهما.

وفي الوقت الحالي يجري الإعداد لإنتاج حوالي 20 فيلما بمبادرات من منتجين أفراد بعيدا عن تحكم عدد محدود من الشركات التي تفرض رؤيتها علي أذواق الملايين وخلال فترة قريبة سيزداد عدد المنتجين الذين يستثمرون أموالهم في صناعة سينما جديدة تكتب نهاية للأفلام الهابطة.

'أخبار النجوم' طرحت هذه القضية علي السينمائيين فماذا قالوا عن عودة الانتاج الفردي من جديد؟

الناقد أحمد رأفت بهجت يؤكد ان السينما المصرية قامت علي أكتاف المنتج الفرد ولكنها لم تحقق التكامل الصناعي والتجاري لأن المشروعات الكبيرة والمتكاملة مثل انشاء الاستوديهات ودور العرض وانتاج الافلام لايقدر علي تحملها المنتج الفرد الذي تسيطر علي افكاره مباديء المكسب ويسعي إلي الربح فلا يهتم بالمشروعات المتكاملة.. لكن المنتج الفرد والشركات الانتاجية معا يمكن ان ينقذا صناعة السينما.. فنحن في حاجة الي مؤسسات عملاقة تتبني عملية الإنتاج وفي نفس الوقت نحن في حاجة إلي أن يقوم كل الناس بالتفكير في الانتاج.. وان كان يعيب نظام الانتاج الفرد عدم التنوع فهم يبحثون دائما عن المكسب وهذا حقهم وبهذا يفقدون القدرة علي التنوع منذ اللحظة الاولي .. ويحاولون ركوب الموجة وتقديم نفس انواع الاعمال التي نجحت مع اخرين.. اما الاستثناءات الفنية الكبيرة فهي قليلة للأسف.. واعتقد ان نظام العمل المؤسسي هو القادر علي تقديم التنوع ورسم الخطط الانتاجية بحيث تقدم اعمال ذات قيمة وبجوارها اعمال اخري تجارية وهي الاشياء غير الموجودة في النظام الفردي.

دعاة الهدم

المخرج محمد كامل القليوبي يقول انه متفائل للغاية بعودة نظام المنتج الفرد للظهور علي الساحة السينمائية من جديد ويوضح : انا شخصيا اتمني ان يستثمر الجميع اموالهم في السينما فهذا في حد ذاته مكسب للانتاج السينمائي وربما التنافس يهتم بخلق نوع من السينما الجيدة خاصة اذا أصبح الجمهور قادرا علي تجاهل الاعمال الهابطة وبدأ في قبول الاعمال الفنية القيمة أعتقد اننا سوف نشهد تقدما ملحوظا علي جميع المستويات.

ويضيف القليوبي : هناك من يعترض علي دخول عدد كبير من المنتجين الجدد الي الساحة بحجة انهم ليسوا منتجين أو أن هدفهم الوحيد هو الربح وأري أن من يعترض علي ذلك هو نفسه الذي لايريد للسينما أن تتقدم ويريد ان يظل بمفرده مسيطرا علي السوق السينمائية ويحاول بشتي الطرق تعطيل مسيرة المنتجين الجدد عن مواصلة عملهم لتخلو له الساحة بمفرده . فهم أنفسهم علي الارجح الذين عارضوا دخول الشركات الكبيرة مجال الانتاج وهم الذين سيعارضون اي فكرة جديدة تحاول النهوض بالسينما.

إنتاج بلا شروط

الناقد كمال رمزي يقول: صناعة السينما دائما في اي مكان تحتمل الانتاج المؤسسي والانتاج الفردي فالسينما دائما كانت تسير بالتوازي بين الانتاج الفردي وانتاج الشركات او القطاع العام وحتي في أمريكا هناك استوديوهات ضخمة وشركات عملاقة وهناك ايضا بعض المنتجين المتحمسين والمغامرين ينتجون افلاما وكل ذلك لصالح السينما في نهاية الامر.

ومستوي الافلام ليس مرهونا بنوع الانتاج فمن الممكن ان تقدم عملا لمنتج فرد أكثر رقيا من افلام تنتجها الشركات الكبري.

ويضيف رمزي: المشكلة الحقيقية ليست فيمن ينتج للسينما وانما فيمن يكسب من السينما ولايستثمر امواله فيها.. ولذلك عندما يظهر اي شخص جديد ينتج للسينما أكون سعيدا بذلك ولايهمني اذا كان سيقدم عملا راقيا ام لا، فلا يهمني ذلك وتلك مشكلة المنتج الشخصية ولايجب ان نصادر علي من ينتج ونشترط عليه انتاج نوعية معينة من الافلام.. فقد يغري المنتج الفرد الذي يقدم افلاما ليست ذات قيمة منتجا اخر يقدم نوعية متميزة من الافلام.. فمرحبا بأي رأسمال يستثمر لصالح السينما.

موزعون فقط

أماالمؤلف والمنتج وحيد حامد فيقول: الموجود الان علي الساحة هو عدد من الموزعين المتحدين المتفقين علي كل بنود اللعبة وينفذونها بكل دقة وهم الذين ينتجون الافلام من الباطن ويضعون أسماء وهمية كمنتجين. هذه هي الحقيقة التي يجب أن ننتبه لها ولاننكرها.. فالموزع الان هو سيد الموقف الذي يتحكم في كل شيء وهو يمسك كل خيوط اللعبة بيديه ويفرض كلمته علي الجميع. ويعرض مايراه ويرفض عرض ما لايحبه.. ولذلك فانا لا اعتبرما حدث عودة لنظام انتاجي كان مختفيا ولكنه نوع من التضليل الذي نعيشه.

الممول الرئيسي

المخرج والناقد سيد سعيد يقول: علي مدي فترات طويلة مر تاريخ السينما المصرية بأزمات متشابهة فيما يتعلق بحجم الانتاج ونوعيته ففي البداية كان المنتج الفرد هو الممول الرئيسي للسينما وكان متورطا بها وكان جزءا من العملية السينمائية وكانت السينما هي مهمته الاساسية ثم ظهرت شركات كبيرة وظهر القطاع العام وأنتج عددا ضخما من الافلام وقام بإنتاج كل النوعيات المتميزة والهابطة.. وبأنهيار القطاع العام بدأت الازمة تستفحل وتقلص حجم الانتاج وانهارت دور العرض فبدأت ظواهر كثيرة بسبب منتجي السينما الذين دخلوا ليستغلوا انهيار القطاع العام وقدموا افلاما عرفت بعد ذلك بأفلام 'المقاولات' وبعدها وفي هذه المرحلة بدأت الشركات العملاقة التي تمتلك المقومات اللازمة للنجاح في الظهور مرة اخري لكن للأسف الشديد لم تدر هذه الشركات بفكر مؤسسي ففشلت وهذه الايام ظهر المنتج الفرد من جديد وكل ما أخشاه ان يسود هذه المرحلة المنتج الذي يسعي للمكسب والربح وبعدها يهجر الانتاج السينمائي.

فترة إنتقالية

الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة يؤكد أن أزمة السينما لم تحل بوجود عدد كبير من المنتجين ويقول : المشكلة أن الفترة الانتقالية قد طال أمرها .. والحقيقة أن ظاهرة تعدد شركات الإنتاج ايا كان حجمها هو آمر لابد منه حتي لايكون هناك احتكار للاتجاهات الفنية بين شركتين أو ثلاث فقط.

وهنا لابد وأن تتحرك المؤسسات الإعلامية والحركة النقدية والجمهور في توجيه هؤلاء المنتجين إلي تقديم سينما مختلفة بعيدا عن المستوي السينمائي المتدني .. وعلي الجمهور التصدي لنوعية الأفلام الهابطة التي يراها فهو بهذا التصرف يمنع هذه الأفلام.

ويوضح مدكور رأيه قائلا : ربما تكون المشكلة الاساسية في نظام الانتاج الفردي هو أنه يمكن أن يهرب من شكل الإنتاج الضخم بتقديم أفلام دون المستوي تعيد ظاهرة سينما المقاولات واتمني أن يقدم هذا النظام سينما مختلفة وجادة.

زيادة الإنتاج

لكن منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما يؤكد أنه متفائل بعودة المنتج الفرد ويقول: هذه الفترة من أفضل الفترات علي الاطلاق في تاريخ السينما فهناك مايقرب من 20 فيلما حتي الآن يتم الاعداد لها من منتجين أفراد وهذه المسألة سوف تعيد للسينما عصرها الذهبي تدريجيا .. فعدد الأفلام سوف يزيد وربما يصل إلي خمسين فيلما وأكثر كما كنا زمان وأعتقد إن الفترة القادمة سوف تشهد نجاحا كبيرا لهذه الظاهرة وسوف تشهد اسماء كثيرة جديدة ونحن في حاجة إلي زيادة عدد الشركات والإنتاج وهو الشئ الوحيد الذي سيصلح مسار السينما.

ويضيف منيب: أعتقد أننا تعلمنا من الدروس الماضية وأدركنا أن التنوع مطلوب .. واعتقد أن العدد الكبير من المنتجين الجدد سوف يقدم لنا تنوعا كبيرا علي مستوي الأفلام.

إنتاج خاص

المخرج منير راضي ويؤكد أنه يفكر جديا في إنتاج الأفلام بنفسه ويقول:
بعد أن عاد المنتج الفرد للظهور مرة آخري أصبحت الفرصة جيدة لتقديم أفلام متميزة فقديما كأن هناك 30 أو 40 منتجا يقدمون أفلامهم بحرية دون أية ضغوط أو مصالح .. ولهذا أفكر جديا في الإنتاج مثلي مثل آخرين من المخرجين الذين ضاقوا بنظام الإنتاج في بعض المؤسسات .. وأعتقد أنه لو تم ذلك فسوف يكون هناك مناخ جيد للعمل.

طموحات السينمائيين

محمد زين أحد المنتجين الجدد الذي دخل السينما بفيلم بطولة أشرف عبد الباقي يقول: المناخ لايزال سيئا ونحن لم نتحمس بما يكفي ولكننا فكرنا في تغيير المناخ لتقديم أفلام جيدة .. فأنا شخصيا أعمل منذ 25 عاما في المجال السينمائي وكنت أري أن معظم القائمين علي الإنتاج السينمائي ليس لهم هوية وليس لهم طموحات للسينما وطموحاتهم كلها تقتصر علي المكاسب فقط .. ولكن هناك عددا آخر دخلوا المجال وهدفهم إعادة قيمة حب المهنة والتي قدمت لنا من قبل افلاما ذات قيمة فظاهرة المنتج الفرد ظاهرة صحية تماما.

فالمنتج الفرد بعكس الشركات الكبيرة التي تعتمد علي تاريخها يفكر في إنتاج أفلام جيدة المستوي حتي يستثمر أما الشركات الكبري فمن الممكن ان تقدم افلاما دون المستوي وأخري جيدة وسوف تظل مستمرة.. لهذا فأنا اتوقع أن يسود العمل السينمائي في الفترات القادمة نوع من الرخاء الإنتاجي.

جريدة الحياة في  5 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

20 فيلماً في الطريق تواجه نظام الإحتكار:

السينما تحلم بأيامها الحلوة مع عودة الإنتاج الفردي

محمد عدوي