يعرض مهرجان سينما الواقعCINEMA DU REEL من تنظيم مركز جورج بومبيدو في دورته المقبلة في الفترة من5 الي 14 مارس، فيلم"ROUTE 181." أي"طريق 181" من اخراج الفلسطيني ميشيل خليفي، مخرج "الذاكرة الخصبة" و"عرس الجليل" والعديد من الافلام الروائية والوثائقية المهمة، بمشاركة المخرج الاسرائيلي ايال سيفان، مخرج فيلم " عقبة جبر" و"اذكر" المهمين، والمعروف بوقوفه الي جانب الحقوق الفلسطينية المشروعة في الارض المحتلة، ومناهضته للصهيونية، وسياسات حكومة شارون الجزار العنصرية في التوسع والاحتلال، وبناء المستوطنات والجدارالعازل.. رصاصة حية في مظروف وكانت قناة "ارتيه" ARTEالفرنسية الالمانية الثقافية، حققت سبقا بعرض فيلمهما في العام الماضي وقبل خروجه للعرض في فرنسا، وسفره في مهرجانات العالم السينمائية، فاذا بانصار اسرائيل وسياسات شارون في الدوائر اليهودية الفرنسية، يتهمون القناة المذكورة بمعاداة السامية، وبالسعي الي نشر الكراهية والعداء تجاه اليهود ودولة اسرائيل في فرنسا، كما هددت بعض المنظمات الصهيونية اليمينية المتطرفة المخرج الاسرائيلي ايال سيفان بالقتل، وارسلت اليه مظروفا دمويا يحتوي علي رصاصة حية، مع رسالة تفيد بان الرصاصة القادمة سوف تخترق جسده، وكان الفيلم الذي يستغرق عرضه اكثر من 4 ساعات وشاهدناه علي محطة قناة آرتيه، نبه الي عملية " صهينة فلسطين " التي جرت، بخروج الحكومات التي تعاقبت علي اسرائيل، عن خطوط التقسيم في قرار" تقسيم فلسطين" رقم 181 الصادر عن هيئة الامم المتحدة في 1947، ويقضي بتقسيم فلسطين الي دولتين ويرسم حدودهما، اذ يحكي الفيلم من خلال تجوال الكاميرا في انحاء اسرائيل علي طول خط التقسيم الافتراضي VIRTUEL، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، يحكي عن عمليات نهب الارض الفلسطينية، والانتاكات والمذابح التي وقعت من اجل السيطرة والاستيلاء عليها، وظروف واوضاع النكبة التي حلت علي الشعب الفلسطيني، في الماضي حين فقد الارض، وفي الحاضر بعد ان صارلاجئا مشردا او مواطنا اسرائيليا من الدرجة الثانية، بسبب ممارسات وسياسات التمييز العنصري التي تنتهجها اسرائيل، كما ينوه الفيلم بأهمية اعتراف أسرائيل، وقبل أي سلام، بالاعتداءات التي وقعت علي حقوق الآخرين اصحاب الارض، ومخالفاتها لكل الشرائع والقوانين الدولية، وكل الجرائم والمذابح التي ارتكبتها، وهو يعرض في نفس الوقت لكل تلك القري الفلسطينية( اكثر من 140 قرية) التي اختفت من علي خريطة اسرائيل في الوقت الحاضر، علي الرغم من تواجدها علي خط التقسيم لعام 1947، ويسترجع الفيلم ذاكرتها، ويذكر الغافلين في اسرائيل بحضورها.. ذاكرة التوسع الاستعماري الصهيوني في فلسطين ثم يروح يسجل بالكاميرا احاديث الناس، ويطلق شهادات بالغة القسوة والرعب، بخصوص تلك الكراهية المتأصلة في نفوس بعض اليهود تجاه الفلسطينيين والعرب المسلمين، ومن ضمنها شهادة لصاحبة مطعم وباريهودية يمينية متطرفة، تطلب جهارا في الفيلم ان تحصد اسرائيل ارواحهم، وتقول في الفيلم انها تخشي علي نفسها من صا حب المطعم الفلسطيني العربي العجوز الذي يحضر أحيانا ويحوم حول المكان، ويحن الي ذكريات الماضي، وكانت حكومة اسرائيل انتزعت منه ملكية المطعم، وطردته هو وعياله واسرته، وغيرت اسم القرية التي كانوا يقطنون، وسكنتها للمهاجرين اليهود الجدد، ثم منحت المطعم لتلك السيدة اليهودية التي علقت في انحائه صورا لانتصارات اسرائيل العسكرية في حروبها مع العرب،لتذكر دوما بأن الحرب هي الوسيلة الوحيدة لتأديبهم، وتخليص العالم من شرورهم.. ويصدمنا ذلك الفيلم الوثائقي السياسي المتميز، يصدمنا ويحرك مشاعرنا بتلك الشهادات علي لسان الفلسطينيين والاسرائيليين ومن كافة الاعمار والطبقات والانتماءات، وهو يسرد عليناحكايات المذابح التي وقعت وينبش في تفاصيلها وجثثها، ويكاد يكون من خلال البحث عن تلك القري التي كانت موجودة في " خط التقسيم " ثم اختفت، وزيارة متاحف الانتصارات الاسرائيلية في حرب 1948، والاطلاع علي خرائط فلسطين القديمة المنهوبة علي الجدران.. يكاد يكون بمثابة تحقيق ميداني في ذاكرة "الهمجية الصهيونية" من خلال عمليات الغزو والنهب والاحتيال والنصب التي وقعت للاستيلاء علي الارض الفلسطينية وتشريد شعبها، ومسلسل اغتصاب الارض الذي مازال قائما، ويمثل العامود الفقري لسياسات التوسع الصهيونية كما هو معروف.. كما يكشف هذا الفيلم من افلام الطريق ROAD MOVIE التي تنطلق علي الارض، وتختلط بالناس وتصبح نافذة مفتوحة علي الحياة في المجتمع الاسرائيلي بكل تناقضاته، يكشف عن ثمرة تعاون سينمائي فلسطيني اسرائيلي مشترك، لفضح سياسات الدولة الاسرائلية الصهيونية التوسعية، منذ صدور قرار التقسيم ولحد الآن، أي مع الشروع في تشييد الجدار العازل، الذي تستورد له اسرائيل عمالا من كوريا، وسوف يمتد الي مسافة 700 كيلومترا.. ولذلك يعتبر هذا الفيلم من وجهة نظرنا، وثيقة سياسية للتاريخ، وخطوة علي طريق صنع سينما فلسطينية اسرائيلية مشتركة، ولم لا، بهدف تعبئة كل القوي المناهضة للصهيونية داخل اسرائيل، وخارجها ايضا، من اجل المطالبة بسلام حقيقي يحافظ علي حقوق الفلسطينيين المشروعة، مع اعتراف اسرائيل بكل الجرائم التي ارتكبتها في حقهم، وحولت بلادهم الي " مستعمرة" صهيونية كما يكشف الفيلم.. وفي اطار مهرجان "سينما الواقع" الذي نعتبره من اهم المهرجانات المخصصة للسينما الوثائقية في العالم والتفكير في مشاكل عصرنا، وهو مهرجان بمسابقة، وسوف نتوقف عند ابرز افلامه في عدد مقبل من " يلاف"، يعرض فيلم "طريق 181" مقاطع من رحلة في فلسطين-اسرائيل" لميشيل خليفي وايال سيفان، يوم الخميس 11 مارس في الثالثة والنصف بعد الظهر، كما يعرض مرة ثانية يوم الاحد 14 مارس في الرابعة مساء، في مركز جورج بومبيدو الشهير، ونحن نرشحه للمشاهدة عن جدارة، وزائرا كنت ام مقيما، لاتدع فرصة مشاهدة هذا الفيلم في باريس تفتك باي ثمن.. موقع "إيلاف" في 21 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
فلسطين في مهرجان "سينما الواقع" الـ 26" "طريق 181" تعاون سينمائي فلسطيني/ إسرائيلي مشترك صلاح هاشم |
مقالات ذات صلة: الطريق 181: لميشيل خليفي وإيال سيفان.. ذاكرة سينمائية للمستقبل _______________
|