شعار الموقع (Our Logo)

 

 

في سنوات غابرة  انما ليست بعيدة كان لموسيقا الأفلام الصادرة على اسطوانات رواج أكبر مما هو الحال عليه هذه الأيام. والعام 2003 برهن على أنه استمرار لعملية تراجع في المبيعات بدأت قبل أربع سنوات. وفي حين أن الأرقام النهائية ليست متوفرة وقت توجه هذا الكتاب للطبع في الشهر الأول من العام ،2004 الا أن المؤكد هو أن العام المنصرم سجل انحسارا عن العام الأسبق قدره نحو 30 مليون اسطوانة. هذا مرده، أساسا، أن سوق الأسطوانات (على السي دي او خلافه) ليست كبيرة أساسا لاستقبال العدد الكبير من موسيقا الأفلام التي يوفرها. والمعروف اليوم أن موسيقا الأفلام تلعب دورا ترويجيا وتسويقيا منفصلا لصالح الفيلم كما لصالحها هي الى جانب دورها الأساسي (المفترض) وهو تغذية الأجواء الخاصة بالفيلم.

ما حدث هو أن نحو 200 اسطوانة جديدة من هذا النوع تتوفر لها الدعامات الإنتاجية لغزو الأسواق الأمريكية وبعض العالمية. لكن هذا النوع من الموسيقا ليس منتشرا الى الحد الذي يستطيع معه اجتياز حدوده النوعية. اولئك الذين يقصدون فيلم “منزل الرمل والضباب” وفي بالهم شراء موسيقاه (الجيّدة) لجيمس هورنر هم قلة قياسا بالذين يترصدون أغاني “البوب” و”الراب” على محطات الإذاعة.

على ذلك، فإن حقيقة أن موسيقا “تشيكاغو” (التي كتبها داني الفمان وجون كندر) باعت، مع مطلع العام ،2003 ما يكفي لوضعها على قمة الإصدارات الموسيقية في العام الماضي. حقيقة أن الفيلم من نوع “الميوزيكالز”، من ناحية، وأنه حقق نجاحا فنيا وتجاريا وفاز بأوسكارات ساعد كثيرا. لكن في حالة الأسطوانة الثانية في قائمة أكثر الأسطوانات رواجا، وهي تلك التابعة لفيلم “ليزي ماغواير موفي”، فإن المبيع اعتمد على الممثلة الشبابية  هيلاري داف التي لها معجبون كثيرون في حلقاتها التلفزيونية- تحت ذات الاسم. ويساعد كثيرا اذا ما كانت الأسطوانة الفيلمية مؤداة بصوت نجم غنائي كما الحال مع “8 ميل” (غناء إمينيم) او “توباك: انبعاث” (نجوم راب بالإضافة الى شاكر توباك الذي يدور الفيلم عنه).

بالتالي من المهم جدا التفريق بين نجاح اسطوانة فيلم تبعا لما نتعارف عليه باسم “موسيقا تصويرية” ونجاح اسطوانة فيلم بسبب احتوائها على الأغاني التي حشدها الفيلم للمناسبة. ومعظم ما تعكسه قائمة أنجح عشر أسطوانات أفلام مبيعة هو من النوع الثاني.

في هذا التحقيق لائحتان واحدة بأكثر -1 اسطوانات أفلام رواجا والثانية لائحة بأكثر  ببعض  بأبرز أفلام العام الماضي وواضعي موسيقاها.

 

بعض أهم الأفلام وأهم مؤلفيها الموسيقيين:

 

[عشرة أفلام بارزة وموسيقاها]:

 

الفيلم: “سمكة كبيرة”Big Fish

المؤلف: داني إلفمان Danny Elfman

نوع الفيلم: دراما فانتازية  ريف. انتقال بين الأزمنة.

 تقييم: الفيلم: *** الموسيقا: ****

موسيقا إلفمان تنضم الى الأجواء الخاصة التي شيّدها المخرج تيم بيرتون متعاملة مع الطبيعة والفانتازيا برعاية ودقة. الاثنتا عشرة الأخيرة من الفيلم ذات طبيعة موسيقية عاطفية وهي أفضل ما في موسيقا الفيلم كونها توحد ما سبق في لحن متواصل دون انقطاع.

 

الفيلم: “جبل بارد” Cold Mountain

المؤلف: غبريال يارد Gaberiel Yared

نوع الفيلم: دراما عاطفية في إطار الحرب الأهلية الأمريكية

تقييم: **** الموسيقا: ****

هناك صعوبة وبراعة شديدتان في طريقة تأليف غبريال يارد موسيقا هذا الفيلم معتمدا على عزف البيانو وحده غالبا، وعلى موسيقا تتردد أكثر من مرة قبل أن تختلف قليلا. صعوبة المسألة هي إبقاؤها مثيرة للاهتمام متدخلة بتأثير. موسيقا مشاهد الحرب الأهلية قد تبقى في البال أكثر من سواها.

 

الفيلم: “المبرّد” The Cooler

المؤلف: مارك إيشام Mark Isham

نوع الفيلم: تشويق في إطار كازينوهات القمار قائم على معضلة عاطفية

تقييم: الفيلم: *** الموسيقا: ***

مارك إيشام واحد من أكثر الموسيقيين موهبة وأبعدهم عن مجال الألحان الهادرة (كتب معظم موسيقا أفلام ألان رادولف) وحتى حين استخدامه فرقة كبيرة كما الحال في هذا الفيلم فإنه لا يسعى لنوعية موسيقا جون ويليامز (“انديانا جونز”، “ستار وورز” الخ...) بل إبقائها حميمة. يعتمد على الجاز ومشتقاته البوقية. موسيقاه هنا مناسبة للفيلم انما لا تتعداه.

 

الفيلم: “إيجاد نيمو” Finding Nemo

المؤلف: توماس نيومان Thomas Newman

نوع الفيلم: رسوم متحركة مع حبكة عاطفية حول حب سمكة أب لابنها المغامر

تقييم: الفيلم: **** الموسيقا: ***

عوض أن يتعامل نيومان مع شخصيات الفيلم المائية كان عليه التعامل مع ظروف القصة ومناحيها من موقف كوميدي الى آخر تشويقي الى وقع مفاجئ الخ... هذا ما يجعل موسيقاه ساخرة وأقرب الى جسور ليعبر شعور المشاهد عليها صوب الموقف. هذه أول مرة يكتب فيها للرسوم المتحركة.

 

الفيلم: “الفتاة ذات الحلق الماسي” Girl With a Pearl Earing

المؤلف: ألكسندر دسبلات Alexandre Desplat

نوع الفيلم: جزء محدد بقيام الرسام الهولندي يوهانس فرمير برسم خادمته.

تقييم: الفيلم: **** الموسيقا: ****

على الرغم من تأثيرات جورج دلرو تؤسس موسيقا دسبلات كيانها الخاص متعاملة مع عناصر محدودة لكنها بالغة الأهمية: هناك غموض الشخصيات ومشاهد داخلية ذات مصدر ضوء واحد وصمت عوض الحوار. اعتمد المؤلف على الهارب والبيانو وآلة حديثة اسمها فيبرافون لإنتاج جو موسيقي ملائم للفترة التاريخية وتلويناتها الداكنة.

 

الفيلم: “منزل الرمل والضباب” House of Sand and Fog

المؤلف: جيمس هورنر James Horner

نوع الفيلم: دراما نزاع حول منزل يقع على شاطئ البحر بين امريكية ومهاجر.

تقييم: الفيلم: **** الموسيقا: ****

جيمس هورنر (واسمه ذي دلالة) يعتمد على الأبواق لكنه في السنوات الأخيرة مال ايضا الى الأوركسترا الكبيرة كما الحال هنا. هناك ايضا ميل للبيانو المنفرد (قام به بنفسه) ما يثير تنوّعا لكنه لا يثير أنغاما حانية كما الحال في أعماله السابقة. السبب يكمن في طبيعة القصة (“النزاع على حجر” كما يصفها المؤلف). لكن في نهاية الفيلم تنبري الموسيقا للعب دورها الأبرز منتقلة الى تصوير انزلاق الشخصيات الى النهاية على لولب من الأحداث.

 

الفيلم: “الساموراي الأخير” The Last Samurai

المؤلف: هانز زيمر Hans Zimmer

نوع الفيلم: أكشن ساموراي مع خلفية أحداث من الوسترن الأمريكي.

تقييم: الفيلم: *** الموسيقا: ***

زيمر يعمد الى موسيقا حيوية وذات طاقة كبيرة جامعا بين ما هو “وسترن” أمريكي و”ساموراي” ياباني. وليس سهلا كتابة موسيقا قائمة على توليفة فنية بين ثقافتين، لكن هانز أداها جيدا. وهو حسنا فعل أن نوّع الموسيقا بناء على شخصيتي الفيلم، توم كروز يعكس الجانب الأمريكي، وحين يظهر كن واتانابي (البطولة الثانية) فهو يعكس الجانب الياباني. على ذلك، هناك حس بأن الموسيقا وظيفية أكثر منها إبداعا حقيقيا.

 

الفيلم: “سيد الخواتم: عودة الملك” Lord of the Rings: Retun of the King

المؤلف: هوارد شور Howard Shore

نوع الفيلم: فانتازيا في عوالم وأزمنة بعيدة وأجواء بالغة الغرابة.

تقييم: الفيلم: ***** الموسيقا: *****

وضع شور موسيقا كل الثلاثية الى الآن، ومن يستمع اليها يجدها أوبرالية - ملحمية كما هو المفترض بها (وهو نال اوسكار أفضل موسيقا عن الجزء الأول)، لكنه سيلحظ ايضا انها تختلف في تفاصيل دقيقة ولو أن هذا الاختلاف لا يشكل منحى قائما بذاته. كما الفيلم، هي الموسيقا-  الأوركسترا الأضخم وهي ليست فارغة بل متفاعلة مع الحدث الدائر وذات استخدامات متنوعة وإيقاع من خلفي الى هادر.

جريدة الخليج في  15 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

شاهدت الفيلم..

ماذا عن الموسيقى؟

محمد رضا