الفيلم الكرتوني الجديد للأطفال،
وحتى الكبار، هو فيلم (النحلة)، الذي يثير الكثير
من القضايا الحياتية التي يعيشها الإنسان في
علاقته مع الحيوانات.. أهم تلك القضايا، هي اعتماد
الإنسان في غذائه علي
انتاج وغذاء كائنات أخري، مثل
البيض والألبان والعسل..!!
أطفالي هم الذين اصطحبوني معهم..
لمشاهدة هذا الفيلم العجيب.. كان لابد من أحد يذهب
معهم..!! أتذكر سؤال طفلتي الصغيرة بعد نهاية
الفيلم.. بابا هذا الفيلم للأطفال أم للكبار..؟!
السؤال في الواقع كان صادماً بالنسبة لي.. حتى
أنني تحاشيت الإجابة عليه..!!
عموماً.. فيلم النحلة يتحدث عن ذكر
النحل الذي يكتشف بعد تخرجه من
الجامعة أن الإنسان يسرق ويأكل العسل الذي ينتجه
النحل دون مقابل فيقرر رفع قضية
أمام المحكمة للمطالبة بحقوق النحل
في العسل الذي ينتجه.. الجميل في الموضوع بأن ذكر
النحل هذا يكسب القضية بمساعدة صديقته البشرية..!!
هنا تبدأ الأمور في التعقد.. فبعد
أن كانت خلايا النحل تعمل بشكل متواصل لإنتاج
العسل، بعد مرورها اليومي على الأزهار لإمتصاص
رحيقها، والمساهمة في نفس الوقت في عملية التلقيح
الطبيعي للأزهار.. الآن أصبح العسل الذي استرجع من
الإنسان متكدس ولابد من التوقف عن الإنتاج.. هنا
يعيش النحل حياة كلها رفاهية وكسل، ويصبح يومهم
بدون معنى، بعد أن كانت حياتهم مكرسة لصناعة
العسل.. الأدهى من كل ذلك، هي الخطورة التي باتت
وشيكة على مجمل الإنتاج الزراعي.. المعتمد أساساً
في التلقيح على النحل.. وعمل النحل.. لذا يكون
مصير المنتوج الزراعي كله بين أيدى النحل.. إما أن
يبدأ النحل في العمل من جديد.. أو تموت الأشجار
وتنتهي الخضرة..!!
المهم بأن القرار الأخير في
الفيلم.. جاء بعودة النحل للعمل الدؤوب في إنتاج
العسل، بعد مرورهم على الزهور لتلقيحها..!!
هنا نرى بأن الفكرة تجر الفكرة في
هذا الفيلم الجميل.. صحيح بأنها أفكار من الخيال،
لكنها ذات معان هامة، تساعد الطفل على إطلاق خياله
وأفكاره لآفاق رحبة..!!
الكل يعرف بأن السينما منذ
بداياتها، بدأت تهتم بأفلام الأطفال.. منذ أفلام
ميكي ماوس، ودونالد ذي داك، وسنو وايت.. وغيرها من
الأفلام المهمة..!!
في السنوات العشر الأخيرة.. بدأت
أفلام الأطفال تأخذ أشكالاً متعددة في صناعتها..
تزيد من تعلق الطفل بها.. كل هذا جاء في صالح هذه
النوعية من الأفلام.. حيث استثمر صناع أفلام
الرسوم المتحركة.. ذلك التطور الهائل الذي حدث في
تكنلوجيا صناعة الفيلم.. وبدأو في ابتكار أشكال
جديدة وخلاقة.. وخلق شخصيات وأفكار خيالية أخرى مع
تلك التقنية الجديدة.. أفكار لا حدود لها،
مستثمرين تلك القدرة الخيالية الهائلة التي
يمتلكها الطفل..!!
وهذا ما جعل أفلام الرسوم المتحركة
في الوقت الحاضر، أكثر شهرة حتى من الأفلام
العادية، حيث حصدت شهرة ونجاحاً جماهيرياً
ونقدياً.. وأصبحت تسيطر على شباك التذاكر عند
إطلاقها.. شهرة ونجاح ينافس ما تلك الشهرة التي
يتمتع بها الفيلم العادي.. كما بدأت تجتذب لها
نجوم هوليوود الكبار للمشاركة في التمثيل
الصوتي..!!
السؤال الذي يطرح نفسه دائماً..
أين هي سينما الأطفال في الوطن العربي، من كل هذا
التطور الهائل الذي تحضى به أفلام الرسوم
المتحركة..؟!
|