ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

SAVING PRIVATE RYAN

1998

إنقاذ الجندي ريان

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج بتاريخ 19 مايو 1999

 
 
 

بطاقة الفيلم

 

 

 

العرض الأول: 24 يوليو 1998ـ النّوع: دراما/ أكشن ـ التقدير: R ـ زمن العرض: 170 دقيقة ـ بطولة: توم هانكس، توم سيزيمور، إدوارد بيرنز، باري ببير، آدم غولدبيرج، فين ديزل، جيوفاني ريبيسي، جيرمي دافيس، مات دامون، تيد دانسون، بول جياماتي و دينز فارينا ـ سيناريو: فرانك درابونت، روبرت رودات ـ تصوير: جانيوسز كامينسكي ـ إنتاج: مارك هوفمان ـ إخراج: ستيفن سبيلبيرج

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

SAVING PRIVATE RYAN

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... ترجمة وإعداد: حسن حداد

 
 
 
 
 

الثلاثين دقيقة الأولى من فيلم "إنقاذ الجندي ريان" صارخة، محيرة، دموية، فنحن أمام فيلم معركة أصيل ومرعب، حيث أنه يقدم قصص لم تروى من قبل على الشاشة.
هذا فيلم حرب عالمية ثانية، وبنضال بطيء على الشاطئ في معركة نورماندي وبمئات من الجنود، والعديد منهم يموتون ميتة شنيعة من التعب، والمخرج ستيفن سبيلبيرج يريد من المتفرج أن يفهم ماذا تعني الحرب.

وهي تعني أن يراقب صديق يصرخ من المعاناة لأمّه كما يتدفّق دم من الأطراف في جميع الاتجاهات بواسطة لغم .. وتعني أن يقتل غرباء صغار، وجها لوجه أحيانا. وهي تعني، إذا عشت،أن تكون نفس الرجل مرة ثانية.

فيلم "إنقاذ الجندي ريان" يحكي عن قصّة وحدة جيش أرسلت وراء الخطوط الألمانية لكي تسترجع جندي قتل أخوته الثلاثة في المعركة، والأم لا يجب أن تحزن على كل أربعة منهم. إنه حكاية مؤثرة حول الواجب والشّرف، الشك والإيمان، الوطنية والشجاعة، ومع هؤلاء الممثلين تصبح متعاطف بحميمية ليوم النصر معهم.

لكنها مشاهد المعركة، التي تحرق في رأيك للأيام القادمة، والتي ميّزت هذا الفيلم. بدونهم سيكون فقط طلع مساعد آخر لسبيلبيرج بان بجرعة ثقيلة من تلويح العلم.

كتبه المناور، في لحظات عاصرة. ريان يزور قبور منقذه في مقبرة شاطئ نورماندي، صميم الفيلم يبدأ بالنّقل الأمريكي بضرب شاطئ أوماها في 6 يونيو عام 1944، ويكون قصف بلا رحمة بالمقاومة الألمانية المتحصّنة بعمق.

توم هانكس يقوم بدور نقيب يقود وحدته التي تتكون من توم سيزيمور، إدوارد بيرنز، باري بيبرز، آدم غولدبيرج، فين ديزل وجيوفاني ريبيسي. وفي الجزء المبكّر للاعتداء، والذي يعد واقعياً بطريقة ما العديد من المتفرجين لن يحتمل أن يكون قادر مشاهدتها.

هذا المشهد يجعل هذا الغزو الجريء ذو خبرة عميقة. ومع لقطات الكاميرا الشّخصية في الغالب، بتأثيرات سبيلبيرج المتميزة، التي تدفعنا في منتصف اليأس والرّعب والدّخان وقصف المدفعية والمدافع الرّشاشة المستمرة. نشاهد الشّاطئ مليء بالأجسام. والأمواج كلها دماء. وعدسة الكاميرا تشعرك بأن الرّجل الذي بجانبكم هو الذي قتل لتوه. وصراخ الأوامر تضيع بشكل كبير في ضجيج انفجار الأصداف وصيحات الجنود المجروحين. وفجأة تستوعب نكران الجميل، والعمل العديم الجدوى من مساعد طبيب ساحة المعركة. فأنت هناك كأنك على كف عفريت وقلبك في حنجرتك.
خذ الجزء الأفضل ليوم بدأ هذه المعركة التاريخية على الساحل، وفي الوقت الذي نرى فيه توم هانكس يستلم طلبات وحدته الجديدة في خيمة قائده، فرقته العسكرية تستنزف تقريبا مابعده استنزاف.
في نفس الوقت، في مزرعة أمريكية، يحدث مشهد مؤلم جداً. أمّ لأربعة أبناء في الحرب تستلم ثلاث برقيات تعلن موتهم، ماعدا واحد منهم مفقود، والعقيد في قسم الحرب يقرّر أن ينظر فيه أمر ابنها الأخير ليرجع للبيت سالماً.
هانكس ووحدته يستلمان المهمة، لكن العديد منهم يفضّلوا أن يكونوا في المعركة المباشرة مع النّازيين ويسأل عن أهمية البحث في الرّيف الفرنسي عن رجل واحد.
تزاوج جيد جدا بين المثالية والبطولية بين أفلام حرب الأربعينات والواقعية الدرامية لحرب فيتنام التالية، "إنقاذ الجندي ريان" فيلم ساحق، بينما هو في كل الأحوال، فيلم لستيفن سبيلبيرج من أوله إلى آخره.
عندما لا يكون مستغرق بشكل مباشر في عمل حربي، وبالرغم من أن كل لحظة ناضجة توحي باحتمال هجوم، فالشخصيات في الوحدة التي تبحث عن ريان تعيش في محادثات حذرة وتتظاهر بشخصياتها.

مستغرقاً اللّيل في كنيسة خارجية مقصوفة، ينعي هانكس إلى سيزيمور العديد من الرّجال الذين ماتوا تحت إمرته، بينما تصدر تشنجات لاإرادية من يدّه بشكل عصبي. (بعد ذلك نشاهده في مشهد حيث يقاوم البكاء). جندي يعيد صورة أخرى لرسالة صديق ميت إلى والديه في قرطاسية عسكرية نظيفة، لذا فهم لن يرو الرسالة الأصلية المنقّعة في الدّم.
هم جميعا يبدون مرهقين بحدّة. البعض سيتعطّل قبل الآخر، والآخرين سيخافون أن يذهبوا خلال قصف الليل المسموع من مسافات طويلة.
صور سبيلبيرج هذا الفيلم في نغمات السكوت الرمادية، كما لو أن طين ساحة المعركة غطّى الرّجال والمزاج. والتصوير الرّائع من قبل جانوز كامنسكي (قائمة شيندلر، أميستاد، جيري ماجوير) يغيّر بشكل جميل من لقطات الجنود وهي تزحف عبر الأفق بينما وميض القنابل في الخلفية مع سرعة كاميرا بطيئة لتضخيم التّأثير الذي تعطيه الكاميرا المحمولة باليد.
وبالرغم من أن تصميم الإنتاج المفصّل جيد بشكل لا يصدق، فقد كان خارج الإطار. بعد اكتشاف ريان (مات دامون)، الذي يرفض أن يترك بريده، أبطالنا يشتركون معه للدفاع مع وحدته عن قرية مدمّرة مقصوفة، والتي تقود إلى آخر عشر دقائق، مشهد معركة حساسة حيث يحتشّدون حول العلم وهو يهوّي في مشهد من نورماندي.
لربما يسقط "إنقاذ الجندي ريان" كفيلم حرب لينهي بالتالي كل أفلام الحرب. لقد كان هناك بضعة أفلام جيدة هذا الصّيف، لكن لا شيء مزعج أو أكثر أصالة.

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004