ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

THE TRUMAN SHOW

1998

عرض ترومان

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج على ثلاث حلقات من 7 إلى 21 أبريل 1999

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

العرض الأول: 5 يونيو 1998 ـ النّوع: دراما/أكشن ـ التقدير:PG-13 ـ بطولة: جم كاري، لورا لينني، نوح إميريتش ، ناتاشا مسيلهون، إد هاريس، هولندا تايلور ـ سيناريو: أندرو نيكول ـ إنتاج: سكوت رودن، أندرو نيكول، إدوارد إس. فيلدمان، آدم شرويدر، لنن بليشيت ـ إخراج: بيتر واير

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

The Truman Show

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: غاث فرانكلين

 
 
 
 
 

الخلاصة: إذا اعتقدت بأن فيلمه (Cable Guy) كان خطوة بعيدة عن تهريج جيم كاري الإعتيادي، فإن فيلم (عرض ترومان The Truman Show) قفزة عملاقة. ليس هناك سحب وجه مزعج، لا تعلّق دبر بالنّكات ولا ألاعيب مهرج. "معرض ترومان" ليس حتى كوميديا، أكثر دراما مع قليل من العناصر الكوميدية. ومع ذلك، فالمهم جداً فيه تلك الأصالة في الفكرة وتنفيذ المفهوم نفسه الذي يعادل جنون الأحلام.
لقد قال جيم كاري بأنه اراد أن يقدم عدة أفلام درامية ويذهب في نفس الطريق الذي سار عليه توم هانكس، وهذا إختيار أول جيد له في أن يقتحم تلك المساحة. الكوميديا القديمة التي قدمها يحتمل أن تكون مخيبة قليلاً، لكن أولئك الذين لم يتقبلوه من قبل سيحبّوه في هذا الفيلم. إنّ الممثلين المساعدين كلهم جيدون، مع لورا لينني التي لعبت ربة البيت التي تجعل السيدة. برادي تشبه سائق درّاجة أنيق، وإد هاريس في دور المخرج كرسوف المعرض الذي تصرّف مثل الخالق والأبّ مع ترومان.
المعجب بسمبسونس سيحبّ هاري شيرير كصحفي متملق يقابل كرسوف. والكوميديا هنا مبالغة وخارجة عن الموضوع، بل وبالأحرى ذكية جدا. أغلبيتها تتعلّق بالحوادث التي تجعل ترومان يشك، والتي تجعله غافلاً عما يحدث حقا، وتبحث أيضا في إنتاج وضع يصبح عادي جدا هذه الأيام. الشّيئ الآخر الذي ستلاحظه الطّريقه التي كانت تصور بها المشاهد، فأي من العدسات المتعدّدة أن تجعلنا ننظر حيث أننا نتنقل بين مئات من الكاميرات المخفية نشرت في جميع أنحاء مدينة. إنها حقاً متعة، وكان بالإمكان أن يقدم الفيلم مشاهد كوميدية أكثر، لكن بجانب ذلك فهو ممتع جداً ومصنوع جيداً .... غارث فرانكلين

منذ تسع وعشرون سنة مضت، تبنت شركة أومنيكام طفل رضيع ليصبح موضوع برنامج التّلفزيون الأكثر الشّعبية على مر الزمن. إسم الطفل ترومان بوربانك.
عن الفيلم:
زور المدينة الجميلة (سيهافن Seahaven) لمعلومات الفيلم. إدخل البيوت من تحت الأفق. إنّ عرض ترومان يأتي لدور السينما في جميع أنحاء أمريكا الشمالية في الخامس من يونيو.
عن العرض:
تعلّم أكثر عن نجم عرض التلفزيون الجذّاب ترومان بوربانك منذ اليوم الأول لمولده. ولرؤية ماوراء المشاهد وتجرّبة رؤيا كرسوف، خالق عرض ترومان، إدخل غرفة السّيطرة في القمر في سماء سيهافين التّامة. إستعمل لوحة السّيطرة لتستكشف شبكة أكثر من 5000 كاميرا مخفية التي جعلت العرض محتمل. إذا كنت لم تركّبتهم مسبقا، نوصيك أن تحمّل (Shockwave Flash) و (Quicktime) لكي تستمتع بالكامل من على كرسي المدير.

ترومان بوربانك لديه ذلك الشّعور بأنه مراقب.
وهو لا يعرف إن كان محقاً أم لا.
كل ثانية في كل يوم، منذ لحظة ولادته، أي منذ الثلاثون عاماً الماضية، كان ترومان بوربانك النّجم الذي لا يعلم لأطول أوبرا وثائقية وأكثر شعبية في التاريخ. الصّورة متقنة لمدينة (سيهافين Seahaven) و يدعو للبيت في الحقيقة مرحلة الصوت العملاق. فأصدقاء ترومان وعائلته وكل شخص يقابله، هم في الحقيقة ممثلون. يعيش كل لحظة تحت نظرة الآلاف من الكاميرات التليفيزيونية المخفية.

مرحبا بكم في "عرض ترومان" العالمي:
شركة بارومنت "عرض ترومان" النجوم جيم كاري، لورا لينني، نوح إميريتش، ناتاشا مسيلهون، هولندا تايلور، براين ديليت وإد هاريس.
من إنتاج شركة سكوت رودن إخراج بيتر واير عن سيناريو كتبه أندرو نيكول. والفيلم أنتجه سكوت رودن، أندرو نيكول، إدوارد إس. فيلدمان وآدم شرويدر. ولنن بليشيت قام بالإنتاج التّنفيذي. وشركة بارومنت هي جزء من شركة فياكوم لعمليات التّرفيه المحدودة.
والذي يقلق ترومان، هو هذا العالم المضحك بشكل مظلم والذي هو نوع كأنه كابوس اليقظة على خلاف أي شئ خلق سابقا في الفيلم. هذه المرآة المنحرفة من العصر الألقي لأمريكا تتحدث مباشرة لرعب أعماقنا وإحباطنا. وترومان لم يتورط لوحده بشبكة الجواسيس الإنسانيين والإلكترونيين، فهو محصور بشكل حرفي في حياته الخاصة، وقد وقع تحت الوجود السّريالي واجبر على أن يقضي فيه كل سنواته الثّلاثون. وإدراكه بأنه قد حصر في علبة مثل فراشة، صمم ترومان بأنّ هدفه الوحيد يجب أن يكون الآن أن يهرب من (سيهافين ) مهما كلفه الأمر. لكنه لم يعرف حتى الأن ما هي حدود قوة كرسوف (إد هاريس)، والذي خلق العرض وانتجه وأخرجه واشرف عليه خلال كل الفترة الماضية. ولا حتى واجه رعبه الأعظم، الذي يحتمل أن يكون حتى أكثر فعّالية من مشيئة القدر مثل كرسوف في إبقائه سجيناً في (سيهافين ).
والفيلم كوميديا سوداء، لحد الآن مبهج بشكل جوهري وملهم، قصّة ترومان تعكس الآمال والقلق الذي يجعلنا نترنح على مشارف نهاية القرن.

 
 
 
 
 
 
 
 

جيم كاري

 
 
 
 
 

نحن أمام فنان كوميدي عظيم بأدواره الأخيرة مثل سلسلة أفلام (إي سي فينتورا Ace Ventura) و(كذاب، كذاب Liar, Liar) و(القناع The Mask). والى حد ما فيلمه (مركب خط التليفزيون Cable Guy)عام 1996، الذي يشكل نقطة إنعطاف من الكوميديا الصرفة إلى المواضيع الأكثر إثارة، والذي لاقى نجاحاً كبيراً أيضا في شباك التذاكر. ولد جيم كاري في أونتاريو بكندا، وبدأ الكوميديا في "يك يك" في تورونتو، وتنقل بين النوادي في كندا حتى عمر التاسعة عشرة، ومن ثم سافر الى لوس أنجلوس.

 بعد فترة قصيرة من إنضمامه كعضو نظامي في فرقة لوس أنجلوس للكوميديا، جاء العميد "رودني دانجيرفيلد" ورأى كاري ورتّب لجولة في الولايات المتحدة. ومشواره في التليفزيون بدأ في السابعة من العمر بظهوره في محطة(بي بي إس PBS) في مسلسل للأطفال باسم (شارع السمسم Sesame Street)، لكن دوره كان في هيئة الثعلب "من لون الحيّ"، الذي بدأ في عام 1990، الذي جعل كاري يظهر الى النور. وفي عام 1994 شاهدنا كاري في الخيمة مع (إي سي فينتورا): مخبر الحيوانات الأليفة، وفي (القناع) و(أخرس وأخرس Dumb and Dumber)، وتبعه في عام 1995 بظهوره بدور رددلر في (وطواط الى الأبد )، ومشواره السينمائي كان على قاعدة صلبة. حيث أن لديه أربعة أفلام أخرى مخطط لها أن تعرض في موسم 1999-1998، يشمل ذلك دوره كأندي كوفمان الكوميدي إنتاج شركة يونيفيرسال (رجل على القمر Man on the Moon)، إخراج ميلوس فورمان.

 
 
 
 
 
 
 
 

بيتر واير.. المخرج

 
 
 
 
 
المخرج الأسترالي بيتر واير معروف بأفلام مثل: (غاليبولي Gallipoli)، (نزهة فوق الصخرة المعلقة Picnic at Hanging Rock)، (سنة الحياة الخطرة The Year of Living Dangerously) و(شاهد Witness). وقد حصل على ترشيح أوسكار أفضل سيناريو عام 1991 فيلمه الكوميدي الرّومانسي (بطاقة خضراء Green Card)، الذي قام ببطولته الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو (في أول أدواره النّاطقة بالأنكليزية) مع أندي ماكدويل.
وقد كان فيلم واير السابق هو (جمعية الشعراء الميتين Dead Poet's Society)، وهو دراما شخصة قام ببطولتها روبين ويليامس كمعلّم إنجليزي غريب الأطوار وسعيد يلهم طلابه، وقد حصل هذا الفيلم أيضاً على ترشيح أوسكار أفضل مخرج، كما حصل على جائزة (BAFTA) لأفضل فيلم وجائزة دوناتيلو الإيطالية لأفضل إخراج.

ولد في سدني باستراليا، وبدأ مهنة السينما بثلاثة أفلام قصيرة فائزة، وذلك قبل إخراجه لفيلم (السّيارات التي اكلت باريس The Cars That Ate Paris)، وهو فيلم رعب كوميدي شاذّ مستند على قصّه قصيرة من تأليفة. نجاح فيلمه الدّولي الأول جاء في عام 1975 مع فيلم (نزهة فوق الصخرة المعلقة Picnic at Hanging Rock) الذي جلب إنتباه واسع الإنتشار واصبح الفيلم الأسترالي الأكثر نجاحا في السبعينات. في عام 1977، أخرج واير فيلم (الموجة الأخيرة The Last Wave) بطولة ريتشارد شامبرلين كمحامي مطارد بالأحلام. بعد ذلك كتب وأخرج فيلم (السّبّاك The Plumber) " ( 1978)، كوميديا أسود غير عادي جعل للتّلفزيون الذي فاز بجائزة الأسترالي سامي لمسرحيّات تلفزيون الكاتب الأفضل ومسرحيّة التّلفزيون الأفضل.
فيلم واير القادم كان (غاليبولي Gallipoli)، ويحكي قصّة الشّابين الأستراليين اللذان انغمسا في التّأجّج المثالي للحرب العالمية الأولى، الذي إكستح جوائز المعهد الأسترالي للسينما ولاقى نجاحح عالمي في شباك التذاكر. وفي عام 1983 قدم مع نجم فيلمه السابق (غاليبولي) ميل جيبسون مرة ثانية في فيلم (سنة الحياة الخطرة The Year of Living Dangerously)، الذي قام ببطولته أمام جيبسون، ليندا هنت سيجوورني ويفر. وقد فازت هنت بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة لدورها البارز في هذا الفيلم. في عام 1985 قدم واير النجم هاريسون فورد في فيلم (شاهد)، في قصة مثيرة التي تحكي عن ولد صغير من قبيلة الأميش يصبح شاهد في جريمة قتل، يشعل إصطدام العادات والتقاليد ضمن جماعته. حصل هذا الفيلم على ثمان ترشيحات لجائزة الأوسكار، أهمها أفضل فيلم وأفضل مخرج.
أخر أفلام واير كان (جرئ Fearless)، وهو دراما حول تغيير ردود الفعل عند الناس للمأساة والخسارة، الذي قام ببطولته جيف بريدجز، روزي بيريز، إيزابيلا روزسيليني وجون تورتوررو.
 
 
 
 
فيلموغرافيا

أفلامه كممثل:

ذكريات مرتجلة (1996) Mémoire retrouvée, La

هومسدل (1971) Homesdale

أفلامه كمخرج:

عرض ترومان (1998) The Truman Show

شجاع (1993) Fearless

بطاقة خضراء (1990) Green Card

جماعة الشعراء الميتين (1989) Dead Poets Society

ساحل البعوض (1986) The Mosquito Coast

شاهد (1985) Witness

سنة الحياة الخطرة (1983) Year of Living Dangerously

جاليبولي (1981) Gallipoli

السمكري (1979) Plumber, The

الموجة الأخيرة (1977) The Last Wave

مملكة لوك (1976) Luke's Kingdom

نزهة فوق الصخرة المعلقة (1975) Picnic at Hanging Rock

السيارة التي أكلت باريس (1974) The Cars That Ate Paris

هومسدل (1971) Homesdale

ثلاثة للرحيل (1971) Three to Go

 
 
 
 
 
 
 
 
 

عن فترة الإعداد والتصوير: ما وراء الكواليس

 
 
 
 
 

بدأ التصوير الفوتوغرافي الرئيسي ل"عرض ترومان" في 9 ديسمبر 1996 على شاطيء البحر بفلوريدا. وفي مارس من عام 1997, وصل طاقم الممثلين والفنيين في لوس أنجلوس لكي يكملوا بقية التصوير في المواقع المحلية.
سلسلة فريدة من التّحديات واجهت صناع الفيلم في تقديم عالم "عرض ترومان" إلى الشّاشة. والقصة غير العادية تزاوجت برؤيا المخرج واير نفسه، فقد فرض مواقع محدّدة حتى يمكن أن تصبح مدينة (سيهافين ) ذات مصداقية، مدينة ارفقت ضمن أكبر (soundstage) في العالم بالكامل.
وقد اعتبر المخرج واير بأن إستخدام إستوديو لوس أنجلوس ليخلق مدينة سيهافين من لاشيء. حيث أشار:"لقد احتاجت المدينة لشعور بأهمية بنائها، وبنيت مرة واحدة، كأي تلفزيون أو مجموعة فيلم". وعندما أعادت بعض التّحديات المنطقية الفكرة غير الواقعي، بدأ المخرج واير ومصمم الإنتاج دينز غاسنير إستكشاف عدة مساحات على طول سواحل كاليفورنيا وفلوريدا. وقد جلب ويندي ستيتيس، مستشار الفيلم البصري، إلى إنتباه المخرج مقالة قديمة في مجلة الهندسة المعمارية الأسترالية حول الجماعة المخطّطة لشاطيء البحر، في فلوريدا. وعندما زار واير وغاسنير المدينة، عرفوا بأنهما قد وجدا وطن ترومان بوربانك في (سيهافين ).

"وكأنها قد بنيت لعرضنا. وقد عرفت بأننا يمكن أن نحسّنها لخلق الوضع المثالي لسيهافين"، هكذا قال المخرج.
بنيت هذه المدينة على طول إمتداد جميل من ملكية الشّاطئ في شمال غرب فلوريدا، 90 هكتار من شاطيء البحر أنشأها جماعة إستثمارية وطورها روبرت دافيس وزوجته داريل في عام 1980. إشتملت على على 300 كوخ مستعمل من قبل مقيمون طول السنة وضيوف عطلة، ميزات بحرية مكتب بريدها المحلي الخاص، معارض رسوم، دكاكين أثرية، بوتيك، مكتبات ومطاعم، وجميعها ضمن مسافة قصيرة بمسافة كل بيت.
ويتذكر مصمم الإنتاج دينز غاسنير: "المخطوطة قادت التّصميم، لكن رؤية تصوير (سيهافين ) جاء حقا من هذه الجماعة. إنه إلى حد كبير مكان صمّم بشكل معماري إنه عالم كلاسيكي جديد وفريد تماما. إذا تعطلت في إبتكار تصاميمي، فيمكنني أن آخذ جولة على دراجتي حول المدينة، حتى أجد شيء ما يحرّك فكرة معينة.

المخرج واير، الذي قدم أفلاماً سابقة كانت تدور في مكان ما في العالم الحقيقي، أمّا في الماضي أو الحاضر، لذلك نراه إستغل هذه الفرصة لكي يطوّر الرؤية، في بيئة وتاريخ لعرض تلفزيون قائم منذ زمن خيالي.
يقول واير: "إذا كنت ستخلق عالم، فيمكن أن تتخيّل ما هو يحتمل أن يكون في المستقبل، أو يمكن أن ترسم أفضل من الماضي، مثلما رأيت كرسوف، خالق العرض، كيف يعمل. فكّرت بالفيلم دائما كما حدث حوالي عشرون سنة أو أكثر في المستقبل، وهاهو كرسوف، خالق العرض، كان سيخلق بيئة مثالية لسيهافين مستندة على عناصر من الماضي الذي أعجبته خصوصا.
ويواصل الخرج واير حديثه قائلاً: "عندما كنّا نعدّ للفيلم، إنصب إهتمامنا على المجلات وبحثنا عن ملابس من فترة ما قبل الحرب وبعد الحرب، وكنت أصور كل التفاصيل في حياة الشخصيات. كان ذلك مثيراً". وسوية مع كاتب السيناريو أندرو نيكول، طوّر المخرج وفصّل بشكل مدقّق خلفية القصة لعرض التّلفزيون منذ إستهلاله مروراً خلال الـ30 سّنة، عندما ظهر الفيلم الى النور.

هذا السّجل الشّامل للعرض تضمّن حياة خالقه كرسوف، الممثلون يؤدون أصدقاء وعائلة ترومان، وأيضا صور وجهه العديدة وراء موظفي المشاهد تطلّبت أن تصعد هذا الطّموح للعرض التليفزيوني. القصة المسهبة تضمّنت مراجع الحلقات البارزة على مدى هذه السّنوات، بطاقات بريدية للّحظات المفضّلة في العرض، أشخاص غامضة من سنوات البرنامج الماضية، قطع متعدّدة من التّوافه ترومان وكاتالوج للمنتجات اظهرا على المعرض، كلها عرضت للبيع وتلقّفها جمهوره الدّولي المخلص.
كما أضاف واير موضحاً: "كان يجب علي أن أكون منطقياً بالنسبة لما سيكون عليه هذا الفيلم. ولكي أقود الجميع بالترتيب بالتعاون مع رؤساء الأقسام، مثل كيف سيبدو المشهد، احتجت أن اعرف لنفسي. مثلما أفعل مع أكثر الأفلام، هناك إرجاء الجحود، مانع منطقي، يجب أن تتغلّب عليه لكي تشغل الجمهور.

تحدي آخر لصناع الفيلم كان تطوير طرق لتصوير الفيلم لكي تصف وجهات النظر المتعدّدة التي فرضت بالقصّة.
"الحالة الأساسية التي كان يجب أن نواجهها كانت تلك المشاهد التي تصور بالكاميرات المخفية، وهذا يعنى بأنه لم يكن هناك طريق يمكن أن يحمل الفكرة التي تقول بأن ترومان كان يصوّر تحت المراقبة" .. هذا ما قاله المخرج واير، والذي عمل عن قرب مع مدير التصوير الفوتوغرافي بيتر بيزيو. "وبدأت أعمل هذا بالإقتراح، وكان هناك مرجع له، عن طريق كل أصناف عدسات الزّاوية العريضة والكاميرات في المواقع الشّاذّة غير العادية لفيلم مثير.
كما صورنا أيضا بشكل بيضوي أو مستدير "أقنعة"، لكي يعطيك الشعور بأن هذه الكاميرات المخفية ركبت في أجزاء متعدّدة من المنظر. و"الكاميرات الخاصّة" قد اخفيت في أكثر الأماكن المتنقلة والمدهشة، في خاتم ترومان الذي يلبسه، وأخرى في عقد زوجته ميريل وفي حدبة الطّوافة التي تهتزّ على طول سطح الماء، مستعدة لكي تأسر ترومان عندما بدأ يخاطر بعيداً عن الشاطيء.

دينز غاسنير مصمم الإنتاج عمل عن قرب مع واير وبيزيو على مفهوم الكاميرات المخفية التي بعثرت في المدينة لأغراض المراقبة. حيث يقول غاسنير: "هذا المفهوم اصبح ملازم في كل عناصر تصميم الفيلم". فتصاميمه للمدينة دمجت بعض اللّمسات في الأساليب المعمارية للبنايات المتعدّدة التي كانت ديكورات، لكنها أيضا كانت تخدم القصّة، اشتغل كمشاهدين صغار خلال كاميرات المخطوطة المخفية الصّغيرة التي يمكن أن تصور. غاسنير صمّم قطعة نحت رشيقة طويلة، وقفت قرب مدخل البناية أومنيكام، المركز العصبي لعرض ترومان.
وقد لاحظ غاسنير بأن: "النّحت في الحقيقة كان لثلاثة أغراض. كان يمثّل قطعة فن؛ لكنه خدم الغرض أيضا من وضع كاميرا مراقبة أخرى، وأيضا يقوم بدور حارس لأومنيكام.

عناصر قصّة "عرض ترومان" تطلّبت تكامل شامل من الفيلم والفيديو. بينما المخرج والشركة كانا يوثقان في فيلم فعل الفيلم نفسه، وقد دعا واير مشرف فيديو "ريك وايتفيلد" لكي يخرج وحدة تصوير ثانية، بشكل محدّد لتغطية الفيديو الشّاملة لحياة ترومان.
"عند منتصف الفيلم، عندما تتوضح الأحداث، سيبدأ جمهور الفيلم بالإدراك بأن حياة ترومان بوربانك منقولة على شاشاة التليفزيون إلى الجمهور العالمي، وسيبدأ المتفرج في مشاهدة أجزاء من العرض على شاشات التّلفزيون، ويشاهد ترومان كما يظهر بالعرض الخيالي التليفزيوني الجماهيري حول العالم، بالإضافة الى غرفة كرسوف للتحكم حيث موظّفوا العرض الكثيرون يراقبون مجيئه وذهابه". هذا ما قاله وايتفيلد موضحاً. كما يواصل، فيقول: " لقد كنّا وحدة ثانية منفصلة، وحدة فيديو، نوثّق عرض التليفزيون في قسم عرض الفيلم الذي تراه على شاشات التّلفزيون ويشاهد من قبل جمهور العرض العالمي، بالإضافة الى الفيديو الشّامل الذي يظهر على شاشات الفيديو في مشاهد غرفة التحكم، حيث يسجل المستخدمين ويراقبون ترومان في كل حركة عن طريق شاشات الفيديو، وأيضا شاشة الفيديو العملاقة في خلفية غرفة التحكم".

المستشار ويندي ستيتيس جاء بالفكرة العامة وبالمفهوم البصري للنّظرة الأصلية. العمل بتّعاون قريب مع المصمم ماريلن ماثيوس، فقد جلسوا لكي يخلقوا اللّباس المناسب الذي يعكس عالم ترومان. فقد أخد ويندي ستيتيس الإلهام من تنويعة المصادر أهمها لوحات نورمان روكويل، كوكتو، وكتاب يحتوي على أزياء يومية في الأربعينات من هذا القرن، وصور شخصية لكوكتو وجيمي ستيوارت.
يتحدث ويندي ستيتيس فيقول: "لتطوير حجرة الملابس لترومان بوربانك، تذكّرت بأن ترومان هو الشخص الوحيد في الفيلم الذي يغير ملابسه - الآخرون تغير ملابسهم من قبل ملبسي عرض التّلفزيون - لذلك يجب أن يكون مظهره مختلف قليلاً، ليس تماما لدرجة أنه يلمع. في الجوهر، هو خليط من الأساليب وضعت سويّة في الطّرق المضحكة. فقد صادفت صورة رائعة لجيمي ستيوارت. لذا تخيلت جيم كاري كجيمي ستيوارت لأن شخصة ترومان تجسد رجل جميل يمشي بشكل برئ في الحياة مثل العديد من الشخصيات التي قدمها ستيوارت".

" تحدينا كان أن نتجنّب جعل البدلات كرتونية، وأيضا أن لا نجعلهم ضيقين جدا في فترة محدّدة من الوقت" .. هكذا قال ماريلن ماثيوس، والذي يلاحظ بأنّهم تجنّبوا بعض الألوان أيضا التي تبدو معاصرة جدا (مثل الإرجواني والأخضر الزيزفوني التّركوازي، البرتقالي) على حساب الألوان الحمراء والصفراء والسوداء والبيضاء ذات المربعات.
ستيتيس وماثيوس عملا بجدّ حتى يحافظا على الأساليب وتناسق الألوان مع الرّؤيا الإجمالية لنظرة الفيلم، وتوصلا الى نتيجة بأن أغلب الملابس كانت مصنوعة خصيصاً للفيلم بدلا من شراء ملابس جاهزة.

المشتركون في الفيلم قد عملوا سوية لكي يخلقوا عالم مبتكر لعرض ترومان. مثل جولة إثارة مع بداية لطيفة، إن فيلم عرض ترومان تناول جمهوره خلال النقاط الحادّة ونقاط الإستفتاح. يقول المخرج: "عندما يكشف السّر في هذا الفيلم، فإن المخيف جداً في ذلك ليسوا الخصوم الأوغاد الذين يعلمون الحقيقة، لكنهم الناس البسطاء غير الملمّين بهذه الحقيقة، لذلك فهم الذين سيصابون بفزع أكثر. هناك شعور غامر بالتّوتر في الغشرين دقيقة الأخيرة من الفيلم، وأتمنى أن يستمتع الجمهور بهذه الرحلة".
 

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004