ما كتبه حسن حداد

 
 
 
 

TITANIC

1997

تايتنك

 
 
 

نشر هذا المقال في جريدة أخبار الخليج على أربع حلقات: 3، 14 فبراير، 17 مارس، 12 مايو 1999

 
 
 

بطاقة الفيلم

 
 

تاريخ العرض الأول: 19 ديسمبر 1997 ـ النوع: دراما رومانسية، أكشن ـ التقدير:PG-13 ـ زمن العرض: 210 دقيقة

بطولة: ليوناردو ديكابريو، كاتي وينسليت، بيل زان، كاثي بيتس، غلوريا ستيوارت ـ إنتاج: جيمس كاميرون وجون لندو ـ تأليف واخراج : جيمس كاميرون

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

Titanic

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

رؤية

 
 
 
 
 

تايتنك.. ظاهرة سينمائية

بقلم: حسن حداد

ليس من الغريب اعتبار فيلم (تايتنك) كظاهرة، فالفيلم إضافة إلى نجاحه الجماهيري المنقطع النظير، قد حاز على أربع عشرة جائزة في مسابقة الأوسكار.

إن الأرقام الخيالية التي أحرزها فيلم (تايتنك) في شباك التذاكر قد حطمت كل الأرقام السابقة والتي فاقت المليار دولار في الأشهر الأربعة الأولى فقط من عرضه.

 وفي بلد كالبحرين كمثال، حصد الفيلم مليون ونصف دينار بحريني في الأسابيع الثلاثة الأولى من عرضه، ومازال يعرض في أسبوعه العاشر.

 ترى لماذا كل هذا الإقبال الجماهيري لهذا الفيلم؟

الفيلم ليس الأول الذي يحكي عن غرق السفينة تايتنك مع بدايات القرن العشرين. فقد تناولت السينما هذه الحادثة في عدة أفلام. ولم يخرج فيلمنا هذا في قصته عن تلك الأفلام.

إذن لماذا كل هذا الإقبال على فيلم معروفة أحداثه مسبقاً؟ لابد أن هناك أسباب قد ساهمت في جعل هذا الفيلم يبدوا كظاهرة.

أول هذه الأسباب، تلك الميزانية الضخمة التي وضعت للفيلم (أكثر من ثلاثمائة مليون دولار)، وهي ميزانية قياسية لم يتكلفها فيلم من قبل. ومن الطبيعي أن تكون هذه الميزانية سبباً جوهرياً لتوفير كافة الإمكانات التي جسدها صانعي الفيلم على الشاشة.

هذا إضافة إلى أن الفيلم يحكي قصة حب رومانسية حدثت على متن السفينة تايتنك. والرومانسية في السينما افتقدتها الجماهير واشتاقت للعودة لها. فقد مضى وقت ليس بالقصير على تجسيدها على الشاشة. ربما كان آخر فيلم رومانسي شكل ظاهرة مشابهة نوعاً ما، هو فيلم (قصة حب  LOVE STORY) الذي أنتج مع بدايات السبعينيات.

ولا يمكن أن نغفل ذلك السيناريو الأخاذ الذي صاغ هذه القصة بشكل جديد وموحي. وقدم لمحات فنية جديدة في السرد الدرامي. وكمثال، يمكن أن نتذكر مشاهد الفلاش باك الشفافة من ذاكرة المرأة العجوز. ومشهد الحبيبين في مقدمة السفينة وإظهارهما كأنهما يطيران، إنه حقاً مشهد رائع نفذ بحرفية.

ذكر في الصحافة بأن المنتج قد أنشأ نسخة طبق الأصل من السفينة تايتنك. وبناء باخرة بهذا الحجم للتصوير فقط ومن ثم تدميرها بالكامل، لا بد أنه قد كلف الكثير، ويبين مدى حرص المنتج على إظهار الصورة كالأصل.

أما بالنسبة للعناصر الفنية والتقنية في الفيلم (من تمثيل وتصوير ومونتاج وموسيقى وديكور وإكسسوار وغيرها) فقد وصلت إلى أعلى مستويات الإبداع، واستحقت بالفعل جوائز الأوسكار.

ولأن الفيلم يشكل ظاهرة فريدة، فهو يستحق منا أن نفرد له مساحة تليق به كفيلم استثنائي.

 
 
 
 
 
 
 
 

عن الفيلم... بقلم: بيتر رونازسكي

 
 
 
 
 
جيمس كاميرون المخرج المتفجّرُ والأكثر تّأثيراً في هوليود. بالإضافة إلى الإخراج، هو أيضا كاتبُ موهوبُ، وقَدْ بَرهنَ على خبرته أيضا كمنتجِ, فنان، مصمم إنتاجِ ومديرِ تأثيراتِ خاصة من التصوير الفوتوغرافي. . . يُشرف عملياً على كل عنصر من عناصر العمل السينمائي .
في البداية ، عمل جيمس كاميرون في حقلِ التّأثيراتِ الخاصة لفترة في أفلامِ مثل (معركة ما بعد النّجوم Battle Beyond the Stars)، (مجرة الرّعبِ Galaxy of Terror) وأبرز أفلام جون كاربنتر (هروب من نيويورك Escape From New York). فقد كان مشروعه الهامّ الأول مساعد مخرج لفيلمِ ذو ميزانيةِ منخفضة (بيرانا2- البَيْض Pirhana 2: The Spawning) عام 1981, حيث استخدمَ كاميرون خبرته في تَنظيمِ وإشْراف وتصميمَ الموز الطائر الذي ظهر في الفيلمِ. على أية حال، كان يَجِبُ أَنْ يَنتظرَ ثلاث سَنَوات لفرصةِ إخراجه المنفردةِ الأولىِ، بالحريةِ الكاملةِ لإضهار مواهبه.

في عام 1984 كان مشروع جيمس كاميرون الكاملَ الأولَ بدون تقييداتَ مبدعةَ. مع (ترمناتور The Terminator), وبه أسس نفسه كقوةِ يحسب لها في العالمِ المنافسِ لأفلامِ ألا كشن ، كِتابَة واخراج أفلام الخيال العلميِ الكلاسيكيةِ ضمن ميزانيةِ ضيّقةِ جداً. ففيلم السبعة ملايين دولار أعادَ تعريف مقاييسَ جديدةَ للإبداع ضمن أفلام الخيال العلمي والاكشن. كما أن (ترمناتور) كاميرون هو الفيلمَ الذي دفع الممثل (آرنولد شوارزينيجير) إِلى الشّهرةِ ؛ وقد نجح هذا الثنائي المخرج / الممثل مما دفع كاميرون لإشراك شوارزينيجير لفيلمين آخرين في السَّنَواتِ التّاليةِ. أطلقَ الفيلمُ أيضا (وستان وينستون) مهندس تأثيراتِ المكياجِ الخاصّةِ والذي إَستمرِّ يَعْمل مع كاميرون في العديد من مشاريعه المستقبليةِ (ومن المهم ملاحظة أنّ صداقتهما هذه قَدْ ألهمت وينستون على تصميم بعض من مخلوقاته، من بينها تصميم ذلك الوجهِ المشهورِ للمخلوق المفترس). إضافة إلى ذلك، شارك كاميرون كتابة السيناريو لفيلم ألا كشن النّاجح (دم أخير Rambo: Last Blood Part 2) جزء 2 في عام 1985.

في عام 1986 كان فلمَ جيمس كاميرون القادم الذي اشتهر حقاً هو (الغرباءAliens ) كان قَدْ اُطلقَ إِلى الصالات العالميةِ بالمدحِ العالميِ من الجماهيرِ والنّقادِ على السواء. وقَدْ كَانَ فيلم (Aliens) الكلاسيكي الذي أخرجه ردلي سكوت في السابق واحداً من أبرز الأفلامَ المؤثرةَ في الخيال العلميِ الحديث، فهو قطعة نادرة ، لكن كاميرون في فيلمه الجديد (Aliens) قد أبقى على المفاهيمَ الأساسيةَ لفيلم (Aliens) القديم، ومن ثم تَوسّعَ أيضا على الفرضيةِ الأصليةِ في تعاقبِ طبيعيِ ومنطقيِّ وكانت النتيجة مذهلة . منذ إطلاقه، قَدْ كَانَ هناك دزيناتَ على دزينات من (Aliens) مقلدون، لحد الآن لا شيء قَدْ اَسرَ الخبرة الحادة لقطعة جيمس كاميرون النادرةِ. جيمس كاميرون كَتبَ وأخرج (Aliens) ، وأيضا خطّطُ شخصياً وصمّمُ العديد من العناصرِ البصريةِ الرّئيسيةِ بنفسه مثل سفينة فضاء سولاكو، محمّل القوةِ، وملكة Aliens . واحدة من أكبر الميزات المُتَعجِّبة من الفلمِ، التي قَدْ أصبحت الآن جزء من فلكلور صناعة السينما ، وبينما تبدو ميزانية مشروع (Aliens) 50 مليون وما فوق ، استطاعَ كاميرون في الحقيقة أن يَجْعله على ميزانيةِ أستوديو منخفضةِ 16 مليون دولار! ، حتى انه مَوَّل شخصياً ناسخ ضوئيِ للمقدمة. إضافة إلى ذلك، نشكر جيمس كاميرون فالفيلم قدْ طبع مرة ثانية مؤخراً (Aliens) طبعة خاصّة على أشرطة فيديو ، و(Aliens) طبعة خاصّة شاشة عريضة(شاشة عريضة Widescreen) على ليزر ديسك ، وقد أضيفُ حوالي ربع من ساعةِ من الفيلمِ كانت قَدْ قُطِعتْ لسوء الحظ من العرض السينمائي بسبب قوانين العرض .
استمر كاميرون في دْفعَ وتطوير أفلامه الأخرى مما قاده أَنْ يَتقدّمَ ويَبتكرَ حاسبة مندمجة تُصوّرَ بفيلمه القادمِ (الهاوية The Abyss). وكذلك اعتماد كاميرون على العديد من الأشكال التقنية الخاطئة غير المطورة في فيلمي (ترمناتور2) و(يوم الحكم) كفن الرسم البيانيِ الحديثِ ، أما في فيلم كاميرون (الهاوية) عام 1989(الذي كَتبَه أخرجه) فكَانَ واحداً من أبرز الأفلام الرّئيسيةِ الهامّةِ للتّكاملِ بين الواقعيِ وفن الرسم البيانيِ السّيليكونِ (CGI) في السينما. وكان الاستخدام الأول لمثل هذه التّقنياتِ كضوءَ صناعيَ وعملَ سحرِي في فيلمِ يدعى (شيرلوك هولميس الصغير Young Sherlock Holmes) في عام 1985 ، لكن فيلم (الهاوية) كان قفزةِ في ازدهار الصّناعةِ لنظام (CGI) الحالي. بالإضافة إلى أن (الهاوية) عموماً يعتبر واحداً من اصعب الأفلام، يحوي العديد من المشاهدِ تحت الماءَ، ويتضْمن مشاهدِ واقعيةِ وخطرةِ ، بالإضافة إِلى المفاهيمِ مثل التنفس السائل (لمعلومات مُفصّلةِ في هذه المساحاتِ، شاهد الفيلم الوثائقي " تّحت الضغط" ويقترح مشاهدة كيفية صناعة فيلم "الهاوية"). ومن المحزن، أن هذا النّجاح التقني في (الهاوية) لم يأتي بالنّجاحِ الماليِ. بسبب طوله المتطرّفِ الأصليِ ، ولتشابهه مع فيلم ((Aliens، وكَانَ لِزاماً على كاميرون أَنْ يعرضه بعد إزالةِ ربع ساعةِ من المشاهدِ. وقد أظهر كاميرون نزاهته باختياره أَنْ تَقْطعَ أغلب لقطات التّأثيراتِ الخاصّةِ ، بدلاً من حوار الشّخصِيات، وكان لزاماً عليه أن تزال مشاهد طويلة، مما نتج في خسارةِ المشاهدِ الرّئيسيةِ. وقد عَانى الفيلمُ كثيراً نتيجةً لذلك، وتَركَ جماهيره مشوشون حول موضوعِ الفيلمِ. على أية حال، فجيمس كاميرون قَدْ أطلق الغير مقطوع من فيلم (الهاوية) في طبعة خاصّة على أشرطة فيديو ، وطبعة خاصّة (شاشة عريضة Widescreen)على ليزر ديسك ، ورؤيا كاميرون الأصلية لأعماقِ المحيطِ يُمكنُ أَنْ تَكُونَ مَرْئية الآن في مجموعها. بعد (الهاوية)، جَاهدَ جيمس كاميرون لكي يَتوسّعُ على استعمال ابتكاره فن الرسم البيانيِ سيليكونِ (CGI)، وكانت النتيجة (ترمناتور2) و (يوم الحكم) عام 1991.

عودة كاميرون وشوارزينيجير، في مشروعَ (ترمنيتور2) يعد ثورة تقنية، ممثلين حقيقيين بالكامل مع فن الرسم البيانيَ في شكل واقعيِ مدهش لم يحدث من قبل. إضافة إلى أن جيمس كاميرون قَدّمَ أشاع تقنية نُسِختْ منذ سحر D3 كمبيوتر. أصحاب المؤثرات الخاصة كَسبوا رواتبهم هذه المرة حقاً، وهذا الفيلمِ النّاجحِ والشّعبيِ هو بلا شك واحداً من أهم أفلام الأكشن الرّائعُة التي تجرّبُ حتى الآن، وأخذ وضع كاميرون الأسطوري يقوّي ثانية في عيونِ معجبو الأكشن حول العالم. كاميرون إذن قادم على عَملَ فيلمِ "كاثرين بيجيلو" (نقطةِ إجازة Point Break) وكان ذلك عام 1991، وكان منتج تنفيذي ومشاركة في كتابته.

كتب كاميرون أيضاً السيناريو الذي خَطّطَ أَنْ يُصوّرَه لفيلمِه القادمِ، تحت اسم (غرفةَ مزدحمة Crowded Room)، مستند على كتابِ تأليف "دانيل كييس" يدعى "عقول ميليجان زميل". تتمركزُ القصّةُ حول رجل يَمتلكُ 24 شخصية مُتميّزة، إضافة إلى أنه حارس شخصي مع أسلحة فنية مجنونة، إنه رجل طبيعي ولطيف معتدل، وأكثر أهمية فهو مغتصب . مع بداية القصّةِ ، نَرى الشرطةَ في محاولتها تعقّبَ رّجل متهم بالاغتصاب تحت اسم بيلى ميليجان. كل الشّخصياتِ موجودة في داخلة فقط، ونحن نَرى مشاهدَ نزاعه الدّاخلي، مثل 24 شخصية حَصروا سوية في غرفةِ مزدحمةِ يتجادلون كل منهم مع الآخرِ. خلال السيناريو يعيش الرّجلِ في الأماكنِ المختلفةِ بدون أي ذكرى هكذا اصبحَ هناك. مع ذلك المخطوطة لفيلم (غرفةَ مزدحمة) قَدْ انتهت، ومن المفترض بشكل أصلي أنْ يَكُونَ من تمثيل "جون كوساك"، إلا أن كاميرون لم يقدم الفيلم المُخَطَّط له بسبب بعض التّعقيداتِ القانونيةِ. فقد كان مقرراً أن يخرج الفيلم من قبل مخرج آخر ، حتى أنه لم يكن مؤكداً بالضبط ماذا سَيَحْدثُ للفيلم. وقَدْ كَانت هناك شائعات بأن المخرج "نك كاسافيتيس" رُبَما يقوم بهذا المشروعِ، مع "سين بين" كممثل. كما كانت هناك إشاعات بان "ديفيد فينتشير" سيكون المخرج، مع "براد بيت" كممثل. وإشاعات أخرى ذكرت بان "تيري جيليان" سيخرجه، مع "براد بيت" كممثل. ولم يكن هناك خبر إن كانوا سيَستعملونَ مخطوطة كاميرون، أو ستكون هناك مخطوطة جديدة. والعنوان غُيّرَ إِلى (الغرفة المزدحمة). ويبدو أنه مسألة وقت فقط لظهور هذا الفيلم إلى النور. وحتى لو حصل فإن هذا الفيلم ليس له علاقة بجيمس كاميرون..

عند هذه النّقطةِ في مهنته، قَدْ كَسبَ جيمس كاميرون الامتياز لدُعوةِ الميزانياتِ الغير محدودةِ على ما يبدو لفيلمه إذا تطلب ذلك. ولم يعد هناك العديد من الحدودِ لتصوير فيلمه. فقد أسس كاميرون، سوية مع صّديقه الخبير مبتكر المخلوقِ "ستان وينستون"، أسسا شركة تأثيراتهم الخاصّةَ باسم( Digital Domain ). هذه الشركة الآن أصبحت الاسم الأكبرُ الثّاني في تأثيراتِ هوليود ( بعد Industrial Light and Magic)، تعمل على كل مشاريعِ كاميرون، وأيضا غير أفلام كاميرون مثل أفلام (أبولو13)، (قمة دانتي Dante's Peak)، (ردّ فعل سلسلةِ Chain Reaction) و(العنصر الخامس The Fifth Element).

في عام 1994 كان آخر مشاريعِ كاميرون ذي الميزانيةَ العاليةَ المسهبةَ جداًَ وهو إخراجه للفيلم الرائعَ (أكاذيب حقيقية True Lies) وهو فيلمه الأول الأهم في الفنتازيا والخيال العلمي)، الذي كَتبَه أنتجه كاميرون أيضا. وللمرة الثانية البطولة للممثل آرنولد شوارزينيجير، هذا الفيلم على نمط أفلام جيمس بوند كوميديا واكشن ، في هذا الفيلم يبَرهنَ كاميرون على انه خبير في مزج المرح مع قوه الاكشن العالية، بينما في نفس الوقت هناك عناصر جديدة مُضافة إِلى هذا النوعِ المألوفِ (العديد من أفلامِ بوند لم تكن ناجحةَ فيها). مع استمرار سمعته لإنْتاجِ مشاهدِ أكشن عالمية اكثر إمتاع وجديّة، كمشاهد الاكشن الكلاسيكية الرائعة لصيد الأرانبِ في (أكاذيب حقيقية)، ولا شك في أنه قد سَاهمَ بشدّة في نشوب حرب أسعار الأفلام المرتفعة التكاليف التي تصل إلى 120 مليون دولار). بالتأكيد "أكاذيب حقيقية" فيلم لا بد أن يشاهد.

كتب كاميرون القصّةَ والسيناريو للعالمِ المتطرّفِ في فيلم (أيام غريبة Strange Days) عام 1995، لكنه لم يجد الوقتُ الكافي لكي يخرجه وذلك بسبب التزامات أخرىِ، لذا سَلّمَ واجبَ الإخراج إِلى "كاثرين بيجيلو"، بينما اشرفَ على الفيلم كمنتجِ. بشكل أولي لم يستقبل هذا الفيلم جيّداً مِن قِبل الجمهورِ العامِّ بسبب الطّبيعةِ المظلمةِ القاسيةِ. على أية حال، فالفيلم لقب بشكل حرج في النهاية كأفضلِ أفلام التسعينات ؛ وأطلق عليه "the Blade Runner of the 90s"، كما دَعّم سمعة كاميرون كواحد من افضل الكُتّابِ في هذا الأسلوب.

وقد أخرج كاميرون أغلب المشاهد في الـ15 دّقيقةِ أكشن في فيلم " ترمناتور D3 " الذي أطلق بشكل خاص من استوديوهات فلوريدا العالمية. (ترمناتور 2: 3D معركة عبر الوقت) هو مزجُ مجسمي (ستريوسكوب بصري) وعناصر مرحلةِ أكشن حيّةِ، والتي بَرهنتْ في أنْ تَكُونَ واحدة من اكثر جماهيرية من نوعها شوهدت حتى الآن. هذا الفيلمُ القصيرُ سيأخذ موقعاً في المستقبل، والميزات تعود على كل الممثلينِ الابتدائيين من "ترمنيتور 2"، كمختصر لكنه فيلمَ متفجّرَ. ويُقدّمُ مخلوقاتَ جديدةَ أيضا مثل "mini-HKs"، مخلوقاتِ صغيرِة تحَوْمُ حول (السكاينيت Skynet) الذي تطَلبَ وتُحطّمَ أهداف في مجموعاتِ حوالي نصف دزينةِ، وأيضا ترمناتور عنكبوتي يدعى تي - 1000000(T-Meg).

وفيلم (تايتنك Titanic) هو آخر مشاريعُ كاميرون الرّئيسية ، والذي عرض في نهاية عام 1997. إنه قصّة حبِّ مستندة على كارثةِ السفينة تايتنك، مع الاكشن العاديِ الذي يتوقعه كل شخصِ من كاميرون. يُصوّرُ فترتين مختلفتين، واحدة في الماضيِ، والأخرى في الحاضرِ ( يُصوّرُ إنقاذ حطام السفينة تايتنك). ومع أنها دراما رومانطيقيةُ تاريخيةُ، فقد قاربت ميزانية الفيلمِ ال 250 مليون دولار. . . وربما ما يبرر ذلك هوأن كاميرون قد بنى مجسم بحجم 90% من الحجم الحقيقي ، نسخة طبق الأصل للسفينة الأصل، كما انه إهتم بدقة متناهية بالتفاصيل (حتى انه كان دقيقاً في اختياره للنقوش الفنية للصّحونِ التي استعملَها في قاعة العشاء بالباخرةِ). وشخصياً أراد كاميرون أيضا وبشكل أساسي أَنْ يقوم بمونتاج كل الفيلمِ ، كذلك كتابة التّكيّف المبتكر، لكن هذه الأشياءِ كَانتْ غير محتملة وذلك بسبب ظروف الزمن. أما نجوم تايتنك فهم بيل باكستون (المفضّل لدى كاميرون)، وكيت وينسليت وليوناردو دي كابريو. وكان محدداً بشكل أساسي أَنْ يفتتحَ الفيلم في الرابع من تموز/يوليو 1997، إلا أنه أجل حتى التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر. . . وكان أحد الأسباب لهذا التأجيل بأنّ كاميرون وَعدَ مخرج فيلم (العنصر الخامس) "لوك بيسون" بأن شركة Digital Domain سَتعرض (العنصر الخامس) أولاً. . . وقد صدقَ كاميرون في كلمته، مع أن ذلك قد عنى تأخير عرض فيلمه (تايتنك) الذي كلفه الكثير. في النهاية، تطوع كاميرون أَنْ يتخلى عن أجورِ إنْتاجه وإخراجه ، وأيضا أي أرباحِ شخصيةِ من الفيلمِ، وذلك لتخفيض أي تكاليف إضافية قد تتحملها فوكس للقرن العشرين (الشركة المنتجة). وقد ذكر كاميرون في رسالةِ نَشرتْ في صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" قائلاً :"لم يطلب مني أحد أَنْ أقوم بذلك، لكنني وبشكل أحادي الجانب قررت ذلك، كبرهان على تحملي مسؤولية أفلامي عندما يكون الحظ سيئاً، مثل تحملي عندما يكون الحظ حسناً".

وقد أشيع مسبقاً بأن فيلم جيمس كاميرون القادم، هو الفيلم الذي انتظرناه طويلاً (ترمنيتور3)، وقد بدأت شركة (Digital Domain) العمل على بعض التصاميم التصورية التمهيدية له. كما أشيع أيضاً بأن جيمس كاميرون قد بدأ كتابة قصة فيلم (ترمنيتور3) مسبقا.. (كانت التخمينات أن هذا الفيلم لربما يأخذ مكاناً خاصاً في المستقبلِ). وصَرّح أرنولد (بطل الفيلم) بأنه سيُكرّرُ دوره بالتأكيد كترمنيتور-008، عندما يقرر كاميرون أَنْ يُباشرَ بالمشروعِ. على أية حال، كل هذا تغَيَّرِ في بداية تشرين الأول/أكتوبرِ1997، عندما أعلن بأنّ كاميرون قَدْ ألغى مشروع (ترمنيتور3) لأسباب رسمية، مثل (كلفة المصاريف التي يمكنُ أَنْ تُتحمّلَ حتى قبل أن تكتب المخطوطة)، بينما إدعى الآخرون بأن هناكَ نزاعاتَ شخصيةَ بين بعض الأطراف. وعلى الرغم من هذا، يبدو الآن بأنه لن يكون هناك (ترمنيتور3) مع جيمس كاميرون. كما يبدو أيضا، بأن آرني مهتم بالرجوع بدون كاميرون. وإن شركة "كارلوكو" المفلسة لها الحق بأن تبيع سلسلة ترمنيتور في المزاد. وهناك بقايا احتمالات فقط بأنّ ممثلين وطاقم جديد لَرُبَما يُحاولون صنع تتمة أفلام ترمناتور بشكل ناجح مثل أفلام جيمس كاميرون.

كما خطط جيمس كاميرون أن يقدم فيلم حركة أكشن بعنوان (تجسيد الآلهة Avatar)، وأن يقدم من خلاله ابتكارات تقنية جديدة، من ابتكار شركة (Digital Domain's) أيضاً. الفعل الملحمي المستقبلي / قصة مثيرة / قصّة حبِّ كَانَ يمكنُ أَنْ تَكُونَ الأولىَ التي تَستخدمَ التصوير الواقعي بالكمبيوتر (الإنسانيِ التّقريبي virtual actors) بنفس تصرفات الإنسان، من العظامِ إلى العضلاتِ المتحركة تحت الجلدَ. وكانت شركة (Digital Domain) قد صممت مسبقا نموذجِاً للنّظامِ الإنسانيِ التّقريبي، والنَّتائِجَ كَانتْ واقعية جداً لدرجة تعذر تمييزه من البشرِ الحقيقيِ. وقد قال كاميرون بأنّ الفيلم كَانَ قصّةَ خيالية، ويدور حول كمبيوتر يخلق أشخاصَ، ولذلك سَيَكُونُ فيلم (Avatar) عن علم الوراثة. على أية حال، بعد إكمال إنتاجِ فيلم (تايتنك) ونجاحه الكبير، فقد تسَرّبتْ أقاويل بأن كاميرون قَدْ تَركَ مشروع فيلم (Avatar)، على ما يبدو بشكل دائم. ويقال بأن السّبب للإلغاءِ هو فقدان حماس كاميرون نفسه للمخطوطة التي كتبها لهذا الفيلم، إضافة إلى عدم ثقته في إمكانيات تكنولوجيا التّأثيراتِ الخاصّةِ الحالية. إذن مستقبل (Avatar) غير أكيد في أحسن الأحوال. ويبدو بأنّ كاميرون قد اشترى المخطوطةَ الثالثة لفيلم (أكاذيب حقيقية 2) بعدما أثارته عند قراءته لها. وهو الآن يُخطّطُ لإعادةِ كتابتها وتقديمها بتفاؤل خلال العامين القادمين. وكلاً من توم آرنولد وآرني سيعودان مع هذا الفيلم، إذا نفذ في المستقبل، وبيل باكستون يُحتملُ أَنْ يعود في دورِ أساسي.

كَانَ جيمس كاميرون لعدة سنوات الآن، وما زال يُحاولُ البدء في العمل على فيلم (سبيدرمان Spiderman)، الذي انتظره الجمهور طويلاً. وقَدْ كَانَ واحد من أحلامه، لكن مجادلاتَ قانونيةَ لانهائيةَ تتعلق بحقوق الفيلمِ، والتي على ما يبدو ستؤخر إنتاج هذا الفيلم. وقد عملت شركة (Digital Domain) المستحيل في المُحَاوِلة مع نظام (CGI) لاستخدام تكنولوجيا مشروع فيلم (Avatar)، ويبدو بأننا سنشاهد هذا الفيلم في النهاية، فقد قرر كاميرون أن يكون هذا الفيلم هو فيلمه القادمِ. ويبدو بأنّ كاميرون قَدْ اختارَ ممثل كندي مجهول هو (مارتن جيرو) للدورِ الرئيسي. ولأن كاميرون معجب بسبيدرمان، فهو يَعْرفُ بالتأكيد ما الذي يفعله لاختيار فريق عمله. وقَدْ أشار مبتكر سبيدرمان (ستان لي)، بأنّه أعجب بمخطوطةَ كاميرون، والتي تعتمد على الهزل والعناصرِ الأكثر كلاسيكية ( مثل Dr. Octopus ، ومن المحتمل أن يُظهرَ أشخاص جدد مثل فينم). ويبدو بأن الموضوعَ الرّئيسيَ للفيلمِ سَيَكُونُ كفاحَ سبيدرمان مع قوته الجديدة.

وفي نهاية عام 1996, قامت شركة (Lightstorm Entertainment) بشراء سيناريو(Brother Termite) للكاتب "John Sayles'" والتي تستند على رواية "باتريسيا أنتوني"، وهي رواية خيال علمي تحكي عن غرباء يُؤثّرونَ على الجنس البشري بشكل صامت. وفي أواسط عام 1997,تغير اسم هذا المشروعِ إلى (يَسْقطُ الحكم Judgement Falls)، وقد أكد جيمس كاميرون على ذلك كمنتجِ تنفيذيِ. والمخرج الذي أختير لإخراج مشروع (Judgement Falls) هو "ديفيد كرونينبيرج". وقصة الفيلم تتمركزُ حول غريب رماديَ يدعى رين، يصادفُ بأنه كان الرّئيس في حكومةِ الولايات المتحدة. رين سَيَكُونُ بالكامل ممثل (CGI)، وهذا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الاختبار الحاسم لمهارة صناع شركة (Digital Domain's).

إضافة إلى أن كاميرون قد أعلن مرة بأنه مهتم كثيراً بالعمل في أفلام الرسوم المتحركة بالكمبيوتر مثل فيلم (قصّة لعبةِ Toy Story)، والذين يترقبون ويتساءلون عن كيف سيكون هذا الفيلم عليهم البحث في أفلام الصور المتحركة على الكمبيوتر المفضلة لدى جيمس كاميرون كالفيلم الياباني (شبح في صدفة Ghost in the Shell). كذلك اشترت شركة (James Cameron's Lightstorm Entertainment) حقوق فيلم Anne Rice's صاحب فيلم (مقابلة مع مصّاص الدماءِ Interview with a Vampire" fame) رواية " الأم The Mummy "، التي أشيع بأن "أنتونيو باندراس" كان مهتماً بها. كما أشيع أيضاً بأن كاميرون هو المنتج التنفيذيَ لإعادة فيلم (كوكب القردة Planet of the Apes). كذلك خطط جيمس كاميرون أَنْ يَقُومَ بدور المنتجِ لفيلمِ "بيتر هيامس" (سقوط الملاك الساطع Bright Angel Falling)، والذي يدور حول تهديدِ ارتطام نجميِ بالأرضِ. على أية حال، مشروع فيلم (سقوط الملاك الساطع) قَدْ تأجل بسبب وجود عددِ كبيرِ من الأفلامِ المشابهة في استوديوهات الإنتاجِ الأخرىِ.

لقد قِيل الكثير حول شخصيةِ جيمس كاميرون، والكلمة الوحيدة التي تصفه حقاً هو أنه حاد الطبع. تقول كاتي وينسليت في تعليقها على مجموعة عمل (تايتنك) وعن جيمس كاميرون بالذات: "جيم شخصُ كبير جداً في المجموعةِ، كان كالإله. ما قاله حصل! رهيب جداً، ولحد الآن رجل لطيف. شخص مزاجي جداً، ومن الصعب أَنْ تقول أين يقف ويجبُ أَنْ تُحلّله لكي تعرف إذا كان مزاجه حسن أو لا. وفي لّيلة كان علي أَن اَعْملَ بجدية معه، في المشهد الذي صورته مع بيللي (بل باكستون)، كَانَ اللّيلَ. وكنت في وضع إختبار حقيقي. وقبل أن يصور هذا المشهد كَانَ يَعْملُ على مشهد آخر حيث تلك العجوز التي يجبُ أَنْ تَصْرخَ ولا تريد أَنْ تَتْركَ زوجها على الباخرةِ الغَارِقةِ (مشهد تحميلِ قارب نجاة). وكانت مشكلة هذه السّيدةِ فقط هي أنها لم تكن تؤدي جيداً، لذا شاهدنا كاميرون يصرخ ويشتم هذه المرأةِ. فقُلتُ لنفسي إنه لم يتردد في الصراخ في امرأة مسنةِ، فبالتالي لَنْ يَتردّد أبداً في أَنْ يَصْرخَ عليّ. عندها جاء دوري وتسلطت الكاميرا علي وبدأ التصوير! ! ! " بعد انتهاء المشهد وعندما سُمِعتُ صرخة " قطع! ! ! " نَظرتُ فوق وكان جيم يُصفّقُ ويحييني، كُنْتُ في تلك اللحظة سعيدة جداً ! فقد استمر تصوير المشهدَ بعض الوقت وكان هذا كل شيء. لم يأخذ المشهد أكثر من نصف ساعة، بينما الاعتيادي عند تصوير مشهد قصير مثل هذا يَأْخذُ ساعات على أقل تقدير! لذلك كُنْتُ محظوظة في أَنْ أرى جانب جيم الجيد. . . كَانَ عندي امتياز في أَنْ أراقب كاميرون وهو يصنع فيلم تايتنك ويظهر به إلى النور. إنه مثل أي شخص آخر، وله الحق كأي إنسان في أن يغضب، أو أنْ يَكُونَ مضحكَ، الخ. ولا ألومه البتة للصراخ في أي شخص لم يكمل عمله على أتم وجه لأن ذلك يكلفه أكثر من 300,000 دولار للتصوير يومياً. (وهذا لا يَعْني بأنني كنت سعيدة لأنه لم يصرخ علي). فلا يُمكنُ أَنْ تُهدرَ مبلغ كهذا ببساطة ! "

وهنا بعض التّعليقاتِ من شخص يعرف جيمس كاميرون جيداً وأكثر من أي شخص آخر، إنه النجم بيل باكستون، الذي يقول : "جيم لَيسَ واحد من أولئك الأشخاصِ الذين عِنْدَهُمْ الوقتُ أَنْ يَفُوزوا بالقلوبِ وعقولِ الناسِ. هو مستقلُ متحدّيُ، عنيدُ، عاطفيُ، مُساقُ، صانع أفلام وفنان وحالم. ربما ستَجاري جيم؛ ولكنه لَنْ يَجاريكَ. لقد زُرتُ جيم عند تصويره لفيلم (الهاوية The Abyss) وعندما رَأيتُ نوعَ العقابِ الذي يَضعَ نفسه فيه عند تصوير الفيلم . . . تَحدّثَ الممثلونُ عن كيفية الصعوبة في العمل تحت الماء، لكنهم كَانوا هناك في الأسفل لبضع ساعاتِ في وقت الاستراحات. إلا أن جيم كَانَ هناك في الأسفل طوال اليومِ، كثيرة تلك المرات التي دَفعَ فيها غواصي القوة البحرية لتجاوز حدودهم الموصّى بها. اعتقدَ أنه كان هناك غرفةَ صغيرة لدفعَ المغلف. وكَان هناك محطة لضخ الهواء في قاعِ البرميلِ، وهو يواصل ملىء البرميل بالهواء حتى نهايةِ اليومِ، كَانَ يجبُ عليه أَنْ يخفف ضغط الماء في غضون عشَر أقدام خلال ساعةِ ونصف تقريباً. ولأن جيم لا يَحْبُّ أَنْ يُهدرَ الوقت، فقد كان يستخدم نافذةِ زجاجيةِ وهو يُراقبَ الصحف اليوميّة بينما كَانَ يخفف الضغط. الخوذة التي صَمّمها جيم لتصوير الفيلمِ يُمكنُ أَنْ يَرى من خلالها وجوه الممثلين تحت الماء ويسجل الحوار في نفس الوقت، كَان ذلك ثقيلاً حقاً. كان صعباً على أكتافِ جيم ورقبته. وفي نهايةِ كل يومِ عندما يأتي وقت تخفيف الضغط، كان يُعلّقُ نفسه رأساً على عقب على قضيبِ حتى يُزيلَ الألم والضغط عن رقبته وفي نفس الوقت يشاهد الصحف اليومية على شاشةِ التلفزيونِ الذي بدوره قلب رأساً على عقب. أَعتقدُ بأنّ هذا هو جيم كاميرون المتطرّف الجميل. "
أثناء صناعة فيلم (تايتنك)، كان طبيعياً أن يستمر التصوير إلى حدود 15 ساعة، وكان كاميرون يحُقَن بإبر لفيتاميناتِ بي -21 في سيقانه ويشرب عصير الحنطة حتى يَتحمّلَ طاقه استثنائية. والسؤال لماذا يأخذ جيمس كاميرون صناعة الأفلام بجدية؟ لأن ذلك هو شغله الشاغل، وحياته، وهو يُريدُ أَنْ يَعطي الأفضل المطلق. لا مساوماتُ في ذلك. مثل هذا الالتزام لتزويد الترفيه للآخرين، يحتاج للتصفيق والإطراء من الجميع.

من ابتكاراته العديدة وأفلامه الرّائعةِ، جعل جيمس كاميرون نفسه كواحد من أفضل من صنع السينما الحديثة. فهو منشد الكمالُ، هذا الذي يَسُوقُ نفسه لأقصى الحدودِ لصناعة أفلامه، وهو يَتوقّعُ بأن الآخرون يفعلون نفس الشيء. لقد كَسبَ جيمس كاميرون الاحترام، والمساندة وإعجاب كل الذين زودهم بالمتعة من خلال أفلامه.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المخرج والمنتج والممثل:

جيمس كاميرون 

 
 
 
 
 

الجميع اعتقد بأن المخرج جيمس كاميرون سيسقط من التاريخ بفيلمه عن الباخرة تايتنك. والثلاثمائة مليون دولار قد تضيع أو ستغرق عند صنع هذا المشروع ، ليصبح الفيلم الأغلى في تاريخ السينما .. إعادة لقطات شاملة، تأخير لمدة ستة أشهر، وأرقام خيالية للمؤثرات الخاصة، وبناية بارتفاع 775 قدم كلها دمرت بالكامل فيما بعد، في مقابل تلك الأرقام الخيالية لشباك التذاكر . فلماذا نهتم بكل هذه الأرقام ؟! فجيمس كاميرون مخرج الفيلم وكاتبه ومنتجه قد أشار مرة بأن سعر تذاكر الفيلم ستبقى كما هي، بغض النظر عن كلفة الفيلم.

في فيلم طويل، كمسابر أعماق البحر، تَبْدأُ رقصتهم الرّشيقةَ على سطح المحيطِ، يُنيرونَ الصورة الظليةَ الملوكيةَ الشّبحيةَ للحطامِ تايتنك. إنها الرؤيا التي حركت كاميرون خلال العامين الماضيتين، عندما خَاطرَ بذهابه إِلى مكان استراحة الباخرةِ النّهائيِ. ميلان ونصف الميلِ تحت سطحِ المحيط، والتي تبعد 400 ميل تقريباً عن ساحل نيوفوندلاند في كندا. والظاهر بأن ولع كاميرون لزّرقة المياه العميقةِ لم تكفيه في مغامرته الأخيرةِ في المحيط، في فيلمه السابق (الهاوية).

المسابر تَعُودُ إلى طالب الثروةِ "بروك لوفيت"، قام بالدور الممثل والمتعاونِ القديمِ مع كاميرون "بيل باكستون" في أفلام (ترمناتور 2 ، أجانب ، أكاذيب حقيقية). لوفيت يريد أَنْ يَستعيدَ الكنوز التي غرقت مع الباخرةِ، لكنه يُكشّفُ عن قصّة طويلة مَدْفُونة بَدأَت يوم غادرت تايتنك "ساوثهمبتون" في رحلتها المشؤومة.

والتّعويذة التي تعود إِلى الماضيِ المصفر، هي لوحة لعذراءِ منبطحةِ على أريكةِ من العصر الإمبراطوري، لاشيء تلبس غير عقدَ بلّوريَ كبيرَ مع ابتسامة حزينةَ. وبضربةِ حظِّ قدسيةِ، وبعض المساعدةِ من تليفزيون CNN، تتقدم امرأة عجوز للاستفسار عن إذا كانوا قد عثروا على الماسة التي في الصورة، أم لا.

والمرأة العجوز تدعى روز (قامت بالدور الممثلة النشيطة "غلوريا ستيوارت"، وهي في السابعة والثمانين من عمرها، ممثلة قدمت بعض الأفلام في عام 1930). تتحدث العجوز في الهاتف وتقول بأنها هي البنتُ التي في الصّورةِ، وبذلك التصريح الوحيدِ، يَخفقُ قلب "لوفيت" إِلى موقعِ المنقذة العجوز، التي أحيت عنده الآمالُ باعتبارها هي التي ستساعده في اكتشاف الكنز.

والقصّة هكذا تبدأ بالشابة "روز ديويت بوكاتر" بعمر 17 سنة (كيت وينسليت) من الطبقة الأمريكية العليا والمتغطرسة، بقيود المجتمع الإدواردي الصارم المتصلّب، مع أمّها "روث" المُساقة اجتماعيا (فرانسيس فيشير). "روز" أيضا مرافقة مِن قِبل خطيبها المليونير "كال هوكلي" (بيلي زان)، الذي يأمل في أن يتزوج "روز" ويعود بها إلى فيلاديلافيا، مصطحباً إياها بين ذراعيه لمجتمع راقي.

وشخصية "كاثي باتس" صنعَت ظهورها كالمسافرِة الأكثر تلويناً على الباخرةِ "الغير قابلة للإغراق"، قامت بالدور (مولي برون). مُضيفاً إِلى الشّكلِ التّاريخيِ النقيبُ "إي.جْي.سميث" (بيرنارد هل)، مدير إدارة شركة الشّحنِ وربان الباخرة (جوناثان هيد)، و(فيكتور غاربير) في دور بنّاء السفن البارع ومصمّم أساسيِ للباخرة تايتنك، "توماس أندروس".

والممثل الشاب (ليوناردو ديكابريو) يمثل دور "جاك داوسون"، مكرراً دور روميو في فيلمه السابق، وهو في هذا الدور الجديد فنان بعمر 20 سنة نشيط حرّ، فاز بتذكرة من الدرجة الثالثة في لعبةِ بوكر، قبل خمس دقائق من إبحار الباخرة تايتنك. وبإنقاذه روز من إلقاء نفسها في المحيط، في أول ليلة من الرحلة، يبدأ هو رحلة تحريرها من يأسها، وإطلاق روحها إِلى عجائبِ الحياةِ كل يومِ حتى النهاية، لتَقعُ روز في حبّ روحه الحرَّة الصّادقة.

ويؤمن كاميرون بأنّ قصّةِ الحبِّ هذه ستنقذ هذه الصّورةِ من أن تَكُونُ فقط فيلم كارثةِ آخرِ، ولحسن حظه كان معه الممثلان وينسليت وديكابريو بأدائهما الأخاذ، إضافة إلى الإنتاج المسهب جداً الذي ذهب في بِناءِ الباخرةِ. كل هذا جعل من هذه الحكايةِ دراما مؤثرةِ تدور حول الرّوحِ الإنسانية، رغم أنها لم تكن بنفس فصاحة فيلم (روميو وجوليت)، إلا أن لسيناريو تايتنك مذاق مميز ومتقن .

ديكابريو يضيء الشّاشةَ ببراءة صورته غيرِ المستبدة، "داوسون" متشرّد الشّارع الذكي لحد الآن ،. دون أن يعرف بأنه سَيَكُونُ مكسب كبيرَ للمعجبات. وينسليت تجعل "روز" شخصية محبوبة بشكل هائل ذات إرادة قوية تجاري تَوَهُّجها. وهناك قليلُ من الاعتراض على تمثيل الآخرين. (بيلي زان) كان ساحراً في دوره كخطيب "روز" البارز اجتماعيا، والذي يُفكّرُ بها كالصّيدِ الثمين أكثر من استناده على علاقة حب متبادلة معها. وهو مهتم أكثر بمحاولاتها في الهروب من قفصها المذهب، حتى ذلك اليوم الذي جاء فيه "جاك داوسون" وكسر حاجز الدرجة الثالثة وسيطر على اهتمام العروسِ الحزينِة.

إنّ آلام أمِّ روز تسلّطُ بشكل مخفي عندما نعلم بأنّ العائلةَ تعيش معاناة الديون الثقيلة التي تركها الزّوجِ المتوفي مؤخراً، والطريقة الوحيدة للخروج من هذا الضيق المالي المُريع يعتمد على ارتباط روز بثروةِ الوريثِ كال. وشخصية أم روز تبدو عديمة الشعورَ تسيطر علىِ حريةِ ابنتها بيدِّ حديديةِ؛ هي نفسها حصرتْ نفسها في القفص الذهبي لمدة طويلة جداً، ولا تستطيع أَنْ تتحمل أفكار ابنتها وحياتها خارج هذا القفص.

كذلك هناك شخصية مولي برون في دور صغير في الفيلمِ، مع تكدس النّظرات المقيتة عليها من نِساءِ الطبقة العليا الأخرياتِ وذلك لإيمانها بِمساواةِ الأجناسِ، ومع ذلك فهي تُزوّدُ الصّلة الإنسانية بين تربيتها من الدرجة الثالثةِ والحفلات الاجتماعية من الدرجة الأولىِ المتعجرفةِ التي تنتمي إليها الآن. في مشهدِ واحد تَرتدي زيَ العرابةِ الجنّيةِ المثالية عندما تساعد "داوسون" بالظهور في بدلة رسميّةِ تخص ابنها، لكي تَمْنعَ بطلنا من أن يصبِحِ هدفِ النُّكاتِ عندما يَحْضرُ دعوة عشاءِ رسمية قدمها له "كال" مكافئه له على إنقاذ روز. وكال بالطبع، يَقْصدُ أن يستغل الفرصة في أنْ يَضعَ الفتى في مكانه من الدرجة الثالثةِ. بروز أداء (كاثي بيت) يَتْركُ أثر واحد مفقود لنشاهد منها أكثر من ذلك، وهناك المُتَمتَمَ مسبقا سَيَكُونُ في قطعِ عندما يقوم المخرج بالمونتاج.

ولا يمكننا أن ننسى بأن الفيلم يحتوي على مشاهدُ مؤثرةُ قوية كثيرة تجعل العين دامعة حتى أنها أكثر من متشائمة قاسية. كما أن تفاؤلية الحبيبين الشابين يَرْسمونها في عالمكم، خاصةً عندما يَبْدءان صراعهما ضد كل الإطراف وضد الحدث الفاجع الذي يوشك أن يحدث ويجعلانك تعيش الهلاك المُهَدِّد للباخرةِ. كما يَنْجحُ كاميرون تماماً في جَمْعِ رهبةِ التّسلسلاتِ الرّائعةِ بشكل بصري يشعرنا بإحساسِ الأسىِ مِن قِبل المسافرين سيئي الحظ، للباخرةِ وهي تَغْرقُ. بعض من الصّورِ لا تنسى : قائد الباخرة يَقْفلُ على نفسه، ويصَمّمَ على أن يغرق مع باخرته؛ زوجان مسنان يلفان نفسيهما بالسرير بينما ماءَ البحرِ يلتف حولهما ؛ أمّ في إحدى الحجرات تطمئن أطفالها وتحاول إقْناعهم بأَنْ يَنَاموا قبل أن تغمرهم المياهِ الأطلسيةِ المُجَمِّدةِ.

وقد استخدم كاميرون أيضا لقطات راقية، تذوب بشفافية للربط بين الماضي والحاضر، وذلك في مشاهد الفلاش باك الرائعة. فمثلاً تلك اللقطة الكبيرة لوجه روز وهي صغيرة متوهجةِ، نشاهدها تختفي تدريجياً ليظهر الوجهِ المغضّنِ الذابل لروز المعاصرةِ؛ كذلك وسائل الترف والاستجمام داخلِ تايتنك تظهر ذلك الانتقال الروحي للحياةِ الحقيقيِة التي جمعها كاميرون بنفسه من أعماق المحيطِ. كل هذه متعة بصرية رائعة تَتصاعدُ إِلى أن تبلغ الذّروةِ حيث سقوط تايتنك النّهائي إلى ارتفاع 12,378 قدم تحت سطح المحيطِ.

نعم، الكل يَعْرفُ ما يَحْدثُ للباخرةِ في النّهايةِ، لكن أن تكون هناك، في عمق أحداث هذه القصة، سيجعلنا نفهم لماذا سَنتذكّرُ ذروةِ فيلم حادثة تايتنك. نمسكها قبل أن تُبحرُ ، لهذا لا تُريدُ أَنْ تَخطئَ رحلة واحدة ..
 

 
 
 

فيلموغرافيا

أفلامه كممثل:

المتأمل ( The Muse ) ـ 1999

تايتنك ـ 1997

أنت والأستوديو (Your Studio and You) ـ 1995

الحرية ـ 1982

تحريك (Stir) ـ 1980

قل لي كذباً ـ 1968

 أفلامه كمخرج:

ثلاثية غرباء ـ 1998

تايتنك ـ 1997

ترمناتور 2: معركة عبر الوقت 3Dـ 1996

أكاذيب حقيقية ـ 1994

ترمناتور 2: يوم الحكم ـ 1991

الهاوية ـ 1989

غرباء ـ 1986

ترمناتور ـ 1984

بيرانا 2 ـ 1982

حرب ما وراء النجوم ـ مخرج فني

مجرة الرّعب ـ مصمم إنتاج

هروب من نيويورك ـ مخرج تأثيراتِ خاصة للتصوير الفوتوغرافي

 

مهرجانات وجوائز

1997ـ جوائز الأكاديمية اليابانية: أفضل فيلم أجنبي

1986ـ ناتو/ شوويست: أفضل مخرج

1997ـ نقابة المخرجين الأمريكيين: أفضل مخرج

1991ـ جوائز إم.تي.في:  أفضل فيلم أكشن لفيلم ترمنيتور 2: يوم الحكم

1997ـ Eddie: أفضل مونتاج

1994 ناتو/ شوويست: أفضل منتج

1997ـ جوائز الأكاديمية الأمريكية "أوسكار": أفضل منتج، أفضل مخرج، أفضل مونتاج

1997ـ جمعية نقد الفيلم: أفضل مخرج عن فيلم تايتنك

1998ـ جوائز إم.تي.في: أفضل فيلم أكشن

1997ـ جوائز الكرة الذهبية: أفضل مخرج، أفضل فيلم

1999ـ جائزة الجمهور: أفضل فيلم درامي

1997ـ جوائز القمر الصناعي الذهبية: أفضل فيلم، أفضل مخرج

1997ـ Eddie: أفضل صانع أفلام

1997ـ جوائز القمر الصناعي الذهبية: أفضل مونتاج

 

1997ـ نقابة المنتجين الأمريكيين: أفضل إنتاج

 
 
 
 
 
 
 
 

ليوناردو دي كابريو

 
 
 
 
 
نتيجة للمرور على الإنترنت، هو تقريبا الشّخص الأكثر شعبية في العالم الآن. ركب عبر (تايتنك) إلى سلم النجومية. فشعبية ليوناردو ديكابريو لا حدود لها الآن، وفيلم (الرّجل ذو القناع الحديدي) في الطريق.

لكن، من هو ليوناردو ديكابريو؟ ما أفكاره، أمنياته، آماله، أحلامه؟ عموماً، نحن لا نعرف. فهو شخص كتوم جداً. لكننا نعرف بأنّه فعل الكثير من المنجزات الجيدة في مقابل القليل من الأخطاء. وكممثل تعامل مع الفرص المواتية بشكل نادر لدرجة أن الممثلون الآخرون يخجلون حتى من المحاولة.

وهنا نظرة سريعة على بعض أعماله، إضافة إلى بعض الارتباطات الأخرى وصلات ليوناردو والتي ربما لا يعرفها عنه الكثيرون. وأهم الأفلام : (موبي دك)، (مغامرة بوزييدون) أو (البحيرة الزرقاء). . . وقمة أفلامه هو قصة رومانسية من النوع الإيحائي الذي حطم كل الأرقام في شباك التذاكر، ألا وهو فيلم (تايتنك)، الفيلم الأغلى الذي صنع حتى الآن والأكثر أهمية في ويستوود. كما تعرفون، الفيلم أثار الجميع.


ديكابريو

حقق هذا الممثل الشاب شهرة واسعة بعد فيلم (تايتنك)، ولاستغلال شهرته هذه وإمكانياته الأجنبية، ستدفع شركة "(Lions Gate ) للحبيب المراهق ليوناردو ديكابريو 21 مليون لكي يؤدي دور قاتل الذهاني "باتريك باتيمان" في فيلم (المعتوه الأمريكي American Psycho). ومن المتوقّع أن يبدأ التصوير الرئيسي هذا الخريف في نيويورك بميزانية تقدر بأربعين مليون دولار. شركة (Lions Gate)، التي أعلنت عن التصوير في 15 مايو/أيار، تتمنّى أن ينتهي التصوير في رّبيع عام 1999، ومن المحتمل أن يشارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي.
"إدوارد برسمن" و "كرس هانلي" و "موس برودس". ، سويّة مع "كرستيان هالسي سولومون"، سينتجون الفيلم. و"جيف ساكمان" رئيس (Lions Gate)، و"جو دريك" رئيس شركة (Lions Gate INTL.) سويّة مع "رون روثولز" سيقومون بالإنتاج التنفيذي. وسبق وأن جهزت ميزانية منخفضة للمشروع في حدود الستة ملايين دولار، مع "ماري هارون" الذي كيّفت الكتاب مع "جوينيفير تورنر". وعرضت شركة (Lions Gate) على ديكابريو منذ بضعة أسابيع أن يرمي تلك الخطة. ف"هارون" قد تنازلت عن المشروع لأنها ليست راغبة في توظيف مخطوطتها في ميزانية تزيد عن الأربعين مليون دولار فقط. وكانت قد اختارت "بال" لأداء دور باتيمان. ولقد كان غير واضحاً سواء "هارون" تنازلت عن المشروع أو أن شركة (Lions Gate) أبعدتها رغبة منهم لاكتشاف مخرج آخر بإمكانه أن يعالج ميزانية أكبر. والمصادر قالت بأن "هارون" قد استاءت من اختيار ديكابريو لأنها كانت قد اختارت "بال" للدّور.

"هارون" و"بال" عملا سوية على المشروع لمدة عام تقريبا. يقول بال : "واجهنا الكثير من الصعاب لكي نحصل على التمويل المادي حتى يظهر الفيلم إلى النور. هذا على الرغم من الإشاعات بأن "بال" لربما يأخذ دوراً آخراً في المشروع، مع أن "بال" الممثل قال بأنه حتى لا يفكر فيه. وكانت "هارون" قد اتفقت مسبقا بأن تكتب وتخرج الفيلم. وضاهرياً، فقد تسلم "بال" الاتفاقية التي كانت من غير أجرة. وتقول أحد المصادر : "بأن العقد قد عمل أساسا بإخلاص".

ومن المحتمل من أن شركة (Lions Gate) ستبحث عن إدارة أخرى للفيلم بموافقة ديكابريو طبعاً. وقالت مصادر أخرى بأن هناك قائمة قد أرسلت إليه مسبقا. ومدير ديكابريو "ريك يورن" من (Industry Entertainment)، أكد ارتباط نجمه. كما صرح "يورن" بأن ليوناردو في شدة الفرح بخصوص هذه المخطوطة وقد قرّر أن يجعل لها الأولوية. إضافة إلى أن هذه التسعيرة قد رفعت ديكابريو إلى المستوى الأعلى للرّواتب اللامعة. وهذا الارتفاع الفضيع جاء هذه السّنة بعد فيلم (تايتنك) طبعاً، والعروض في حدود العشرين مليون دولار فاضت في مكتب "يورن" لديكابريو. إلا أن فيلم (American Psycho) هو الدّور الأول الذي قد حرّك اهتمام النّجم الكبير.

وقد اقتنعت شركة (Lions Gate) تماماً بأن إنتاج فيلم (American Psycho) مع ديكابريو سيكون مضمون النجاح، فاهتمام المشتري الأجنبي قد يبلغ الذروة. ويقول المنتج سولومون : "إن ليوناردو يعد ظاهرة عالمية نادرة، مثل فرقة البيتليز منذ ثلاثون عاماً مضت. أما "مايكل باسيورنيك" رئيس شركة (Lions Gate) فقد صرح يقول : "إن ليوناردو ديكابريو حالياً يعتبر النّجم الأكبر في العالم في هذه اللّحظة والمهم أيضاً بأنه قد رشّح لنيل جائزة الأوسكار، ومن الرائع جداً أن يمثل في الفيلم. أن يكون معك الرّجل الأكثر رومانسية في الأفلام ويمثل أمام شخصية من غير قلب أو روح، فذلك سيشد أنظار المتفرجين بالطبع".

لقد تمنت شركة (Lions Gate) قبل بيع فيلم (American Psycho) في كان هذا الأسبوع، أن تجلب ديكابريو إلى المهرجان. لكن المصادر تقول بأن الجماهير منذ عرض فيلم (تايتنك)، تتجمهر دائماً حول ديكابريو وتقلق راحة النّجم الكبير كثيراً، لذا قررت الشّركة وديكابريو بعدم حضور المهرجان. وتبحث شركة (Lions Gate) تأسيس شّركة جديدة كمنافس لنجوم الشباك الكبار والمشاريع الرّئيسية. وقد أخذت الشّركة مؤخرا اهتماما مالياً بشركة (ترفيه بيتر جوبير ماندالاي Peter Guber’s Mandalay Entertainment).

وفيلم (American Psycho)، مستند على الرواية المثيرة للجدل للكاتب (بريت إيستون إليس)، والتي تحكي عن قصّة سمسار بورصة صغير ساحر يعمل في وول ستريت في النهار، لكنه يقود أسلوب حياة عنيف وشنيع في الليل. وعندما نشرت هذه الرواية في نهاية الثمانينات، وقع الكتاب تحت جدل سّياسي وأدبي، ومن المؤمنين بمساواة الجنسين وذلك لتصويرها التّخطيطي للعنف ضد النساء.
وبالإضافة إلى فيلم (تايتنك) فإن اعتمادات ديكابريو تتضمّن (مفكرات كرة السلة The Basketball Diaries)، و (ماذا يأكل جلبرت جريب What’s Eating Gilbert Grape) و الرجل ذو القناع الحديدي Man in the Iron Mask).
 
 
 
 

فيلموغرافيا

الشاطيء ـ 2000

شهرة ـ 1998

الرجل ذو القناع الحديدي ـ 1998

حجرة مارفن ـ 1997

تايتنك ـ 1997

روميو وجوليت ـ 1996

رزنامة كرة السلة ـ 1995

101 ليلة ـ 1995

السرعة والموت ـ 1995

كسوف كلي ـ 1995

حفلة (The Foot Shooting Party) ـ 1994

حياة الطفل ـ 1993

ماذا يأكل جلبرت جريب ـ 1993

اللبلاب السام ـ 1991

كريترز 3 (Critters 3) ـ 1991

أبوة ـ 1990

عقوبة متصاعدة ـ 1985

 

50 معلومة ربما لا تعرفها عن ليوناردو ديكابريو

الجوائز

بقلم : كيمبيرلي بوتس

ولد ليوناردو ويلهيلم ديكابريو في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1974 في لوس أنجلوس

وقَدْ سُمّى ليوناردو بعد أن زارت أمه الحبلى متحفِ إيطاليِ. عندما أعجبت بلوحة ليوناردو دا فينشي في معرضِ أوفيزي في فلورينسا، شَعرتْ بركلةَ قوية من الجنين وليو الصغير كَانَ هكذا

والديه، جورج و إرميلن ديكابريو، من جماعة الهبيز في الستينات ، واللذان انفصلا قبل ولادته

كمراهقِ، ظَهرَ في فلمِ تربويِ بعنوان (كيف تتعاملَ مع أب يتعاطى مخدرات)

كشابِ، لُقّبَ ب"ليوناردو ريتاردو" لأنه كما يَقُولُ، دخل المدرسةَ بغَشِّ بعيد من أَوراقه ورقِص في المطعمِ

الاختبار الأول له للعرض جاءه وهو في الخامسة من العمر، عندما طلب منه أَنْ يَتْركَ فرقة (Romper Room) لكونه معرقل جدا                    ً

ظهوره الأول كان في عُمرَ الرابعة عشرة، عندما ظَهرَ في إعلان تجاريِ لسياراتِ علبة الثقابِ

فيلمه الأولِ كَانَ (كريترز 3) لكنه لا يَحْبُّ أَنْ يَتحدّثَ عنه

أول ملايينه جاء من فيلم تايتنك

  • 1993ـ المجلس الوطني للنقد: جائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم ماذا يأكل جلبرت جريب

  • 1993ـ جمعية لوس أنجلوس للنقد: جائزة الجيل الجديد، لفيلمي ماذا يأكل جلبرت جريب و حياة الطفل

  • 1997ـ جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي عن فيلم روميو وجوليت

  • 1997ـ جوائز إم.تي.في: أفضل ممثل عن تايتنك

 

 
 
 
 
 
 
 
 

كيت وينسلت

 
 
 
 
 

الإنكليزية الصغيرة الحلوة، تتمتع بإحساس وشطارة أكثر من محنّكي هوليود، شاهد تمثيلها، أنوثتها الواضحة، تمثيلها في فيلم (إيما تومبسون) الجديد، وراقب صعود نجمة جديدة .. اسمها كيت وينسليت. أدت دور الأختَ الصغرى المتهورة لإيما تومبسون في فيلم (معاني وأحاسيس)، فيلم تومبسون الذي استوحته من روايةِ جين أوستين.

كان المديح كثيراً على الفيلم، وترشيحات الأوسكار هي الضمانُ، فالممثلة إيما تومبسون مرشحة لأفضل ممثلةِ ولأفضلِ كتابة للسيناريو، واسم وينسليت، سجل مسبقا في ترشيحاتِ الكرةِ الذّهبيةِ، لَرُبَما تحصل على ترشيح أفضل ممثلةِ مساعدة. في نفس الوقت، الكلام اللّطيف عن وينسليت ذات العشرون عاماً الواثقة من نفسها وغير المرتاحة مع نفسها، على الرغم من أن أوراق اعتمادها النّامية والأوسمة التي كسبتها.
"لقد أحببت العملَ الذي عَملتُه، والحقيقة بأنّني قَدْ عَملتُ في كل هذا"، هكذا همست وينسلت، كما لو أنها مندهشة بشكل نهائي، لكونها هنا في فيلمِ رئيسيِ. بالنسبة لوينسليت، عملها هو استمرار تربيتها، لَيسَ طمعاً للشّهرةِ. وتَقُولُ وينسلت عن مهنتها حتى هذه المرحلة: "كان هذا رائعاً فقط، وقَدْ تَعلّمتُ الكثير خلال هذه التجربة". وتواصل: " لقد تَركتُ المدرسة في السادسة عشرة (بدبلوماِ المدرسة الثانويةِ الكنديةِ) وقَدْ عَملتُ مباشرة بعد أن تَركتُ المدرسةَ. وبعد ثمانية أيام فقط من امتحاني الأخيرِ، بدأت العمل لمدة عشرة أسابيع، ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل بشكل متواصل تقريباً. لكنني اَشْعر بأني أوَدُّ أَنْ أَتعلّمَ أكثر. ومن الطبيعي أَنْ لا تكتفي من التعلم. ولا يُمكنُ أَنْ تكتفي أيضاً بالمعرفة. ولا يُمكنُك كذلك أَنْ تَوقفَ التطور والتَغيير. وأَعتقدُ بأنّ هذا شيء يحتاج منا كل الاهتمام والعمل. ". هكذا قالت كيت وينسلت.
كَانَت وينسليت ومازالت تَعْملُ على هذا المبدأ على فترات. فقَدْ اكتشفت وينسلت كموهبةِ مبتدئة في السابعة عشرة في فيلم "بيتر جاكسون" (مخلوقات سماوية Heavenly Creatures). حيث لَعبَت فيه دور البنتَ الإنكليزيةَ المولدَ والتي تُشاركُ في جريمةِ مريعةِ في حب في نيوزيلاندا الخمسينات، وتُصوّرُ حالياً الدور الرئيسي في فيلم (جودي)، المستندة على رواية (توماس هاردي) المعدلة (جودي الغامضة Jude The Obscure)، وهي من قصّص الحبِّ المأساويةِ في القرن التاسع عشر. المستشارون والنقاد قلقون عليها الآن، من أن تحصر نفسها في فخ فيلم (مشاعر وأحاسيس)؟

تقول وينسل : "بالتأكيد أعتقد بأنه فخُّ، لكن لا.. أنا لا أَهتمُّ أو اَقْلقُ لهذا، فأنا الآن سعيدة فقط بأنّي ما زِلتُ اَعْملُ. لقَدْ قَابلتُ بعض الناسِ المذهلين وقَدْ تَعلّمتُ كثيراً وعندي خبرة كافية، فكل شخصية قدمتها كانت مختلفة جداً، وهذا لا يَقْلقني. بعد قول هذا، اَحْبُّ أَنْ أُحرقَ المخصِّر واَحْلقَ رأسي وأُقسمَ كثيراً في الفيلمِ. أَعتقدُ، بأن هذا سَيَكُونُ عظيماً. واَحْبُّ الوشم قليلاً". لننسى الوشمَ. فلقد حذروها من الَتدخّلُ بإلْقاءِ بعض الأدوار. إضافة إلى أنها قد حسمت مسألة الأصابع المزينة بمجموعةِ من الخواتم الفضّيةِ الشاذة. وإلا، فوينسليت معتدلة حسنة الكلامُ، ومتواضعة في عملها الخاصِ ومتسامحة في مدحها لزملائها الممثلون، خاصةً إيما تومبسون. . فالاثنتان مؤمنتان بالمجموعةِ. ومن الواضح بأن وينسليت مازالت مرعوبة بعض الشيء، وتَشْكرُ تومبسون بشكل مفتوح لإعطائها الفرصةِ في فيلم (معاني وأحاسيس) وللقيادةِ والرّفقةِ في المجموعةِ. وتقول وينسلت عن معلمتها: "طبيعتها مفتوحَة وصادقَة، وهي ذات شخصية عاطفية انفعالية جداً، وبطريقةٍ ما تَتسرّبُ كل هذه المشاعر والأحاسيس خارجها، مع أن مقدرتها في السيطرة على هذه المشاعر شيء جيد حقاًً. هذا على الرغم من اضطراب تومبسون الشّخصي، فقد كَانتْ في طور إنهاءِ زواجها من كينيث براناغ . وكَانتْ إيما سعيدة جداً (في المجموعةِ)".. هكذا قالت وينسليت عن المرأةِ التي تَدْعوها "صديقتي المفضلة، كَانتْ عظيمَة، واضحة جداً. اَعْني، إنها ممثلةُ رائعةُ، بالتأكيد رائعة. وأنا أقدرها جداً ! "

 
 
 

فيلموغرافيا

لغز ـ 2001

دخان مقدس ـ 2000

ريش الطائر ـ 2000

مفتل بشع ـ 1999

غطس ـ 1999

جوني يضرب ويهرب ـ 1998

تايتنك ـ 1997

هاملت ـ 1996

جودي ـ 1996

مخلوقات سماوية ـ 1995

طفل في قصر الملك آرثر ـ 1995

مشاعر وأحاسيس ـ 1995

إرجع ـ 1992

فصل مظلم ـ 1991

مصيبة ـ 1989

 

كيت وينسلت تعرّي روحها وجسمها

الجوائز

بقلم : بروس كيركلند

كيت وينسلت، الأخت الصغري لـ إيما تومبسون في فيلم (مشاعر وأحاسيس Sense And Sensibility)، والمرشحة للأوسكار، تكبر بشكل سريع، وتثير المشاعر في مهرجان كان ـ وهي بعمر العشرين عاماً ـ بأدائها دور (جودي) في رواية توماس هاردي المعدلة (جودي الغامضة Jude The Obscure). وينسلت.. ذات الجمال المتألق، مثلت (ظل العروس سو Sue Brideshead)، و(حب جودي الإستحواذي الدائم Jude's lifelong obsessive love). وشاهدناها في دراما جنسية مثيرة في مواجهة مباشرة مع الممثل كرستوفر إكليستون، حيث تعرض عريها كاملاً أمام الكاميرا

وفي مقابلة معها بعد عرض فيلم (Jude)، تقول: لم يكن سهلاً أن أتعرى، لكن ذلك كان ضرورياً.. أعنى كان صعباً أن أتعرى. لم يكن عندي أي مشكلة في أن يكون هذا المشهد في السيناريو لأن مثل هذه النقطة تشكل إنعطافة هامة لشخصية (Sue)، وكانت حاسمة بالتأكيد. الشيء الذي كان صعباً حقاً، هو أن علّي خلع ملابسي. وهو كمن يقال لك مثلاً: تعرى أمامي الآن!! لم يجبرني أحد على فعل ذلك، بل كنت مستعدة لفعل ذلك وأنا أفكر فقط!! فعلت هذا مرة، وكنت ممتازة، وعرفت الآن بأن تلك المشاهد كانت لضرورة فنية، وفنية أكثر من أي مشاهد أخرى في الفيلم، ولم تكن جنسية أبداً للمشاركين. وهي ليست كذلك، لأنك لا تفكر فيها.  وبالتأكيد أنت تفكر حقاً في أن لا تكون ذو قناع. وبالتالي فأنت حقاً تنسى بأنك لا تلبس شيء

وقد تعرت كيت وينسليت أيضا بشكل عاقل ومتحفظ، في دور أوفيليا مع المخرج اللامع (كينيث براناغ) في فيلم (هاملت Hamlet). تقول كيت وينسلت: لم يكن سهلاً. وكان ضرورة أن تبين بأن هذه العلاقة بين أوفيليا وهاملت هي علاقة جنسية. ولكي نُدرك فوراً بأن أوفيليا قد أصبحت امرأة، وليست فتاة فقط

1995ـ جمعية الممثلين السينمائيين: تمثيل نسائي متميز كممثلة مساعدة في فيلم مشاعر وأحاسيس

1995ـ BAFTA : أفضل ممثلة مساعدة في فيلم مشاعر وأحاسيس

1998ـ الأكاديمية الأوروبية للسينما: جائزة الجمهور لأفضل ممثلة عن فيلم تايتنك

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004