أكد القاص عبدالواحد اليحيائي المشرف على موقع «جسد الثقافة» أن ميزة النشر الالكتروني هي التفاعل المباشر تماما مثل الممثل على المسرح الذي يتلقى التصفيق مباشرة، وهذا لايمكن في حالة النشر الورقي في الصحف والمجلات التي قد لايعلم متى تنشر.

جاء ذلك في الندوة التي أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الثلاثاء الماضي بعنوان «تقصّي الإبداع في النشر الإلكتروني». وأدارها احمد الملا وفوزية العيوني.

وأشار اليحيائي إلى أننا نجد في النشر الإلكتروني أن الإبداع في الكتابة يواكبه إبداع في النقد وان الاثنين يقعان في أخطاء فنية ولغوية ولا يواكب ذلك نقد يصوب أو يصحح.

وعن الملكية الفكرية وضعفها في الشبكة، أوضح اليحيائي انه لاحقوق محفوظة وانها مجال واسع للسلب والنهب، بالإضافة إلى تعرض المواد المنشورة للضياع والتلف.

وفي حديثه عن الحرية وموت الرقيب تساءل اليحيائي: هل موت الرقيب من شأنه ان يخلق مبدعا، لأن موت الرقيب بقدر ما يعطي يؤهل لكتابة أدبية ضحلة تساهم في رداءة ما يقدم.

وذكر الناقد السينمائي البحريني والمشرف على موقع (سينماتيك) أن إنشاءه لموقع (سينماتيك) جاء بدوافع شخصية لحفظ كل ماكتبه عن السينما في مكان واحد، وبعد ذلك تحول للمساهمة في نشر الثقافة السينمائية وعلى أمل أن يكون واحدا من المواقع المتخصصة وبعد أربع سنوات من العمل في الموقع وجد أن الموقع تحول إلى أرشيف ضخم، ولكنه اكتشف أن موقعا بهذا الحجم أكبر من قدرته ومجهوداته الشخصية ويحتاج إلى مؤسسة تضطلع به.

وعرض رئيس أدبي الشرقية جبير المليحان المشرف على موقع القصة العربية، تجربته الالكترونية، مشيرا إلى أن الهدف كان شخصيا وشاركه بعض الأصدقاء فيه ولكن تحول لتجمع عربي كبير لكتاب القصة وبعد طلبات من أشقاء عرب خصص نافذة لكل وطن عربي وجاء بعد الموقع المنتدى الذي طرحت فكرته من قبل الأعضاء لأن الحوارات لا يستوعبها الموقع، وهناك ايضا المدونات تحت الإنشاء.

وذكر المليحان أن الموقع تعرض للاختراق واشتكى من كون الموقع غير ربحي وأن عبء المصاريف يقع عليه.

وفي رده على بعض المداخلات قال اليحيائي: إن الرقيب لم يعد موجودا كما في السابق وانه فوجيء عند مراجعته للوزارة بان الرقيب أصبح أكثر وعيا وثقافة. وقال: انه يرى أن وجود الرقيب أصبح أكثر إيجابية وسط هذه الضحالة التي سمح بها الانفتاح الواسع على النشر. وفي رده على سؤال: البقاء لمن النشر الورقي أم الالكتروني؟ أجاب بان لاشيء يلغي شيئا وسيبقيان وهذا لمصلحة الإبداع.

ورد حسن حداد على إحدى المداخلات بقوله: لا عيب في ثقافة (النت)، وقد وصفتها بالفضاء الكوني المذهل فأنا اعطيها خصوصية التفاعلية والانتشار ووجود مواقع انترنتية للمجلات يساهم في انتشارها ووصولها للقاريء وأنه حالما يصدر كتاب يجب ان يرافق ذلك توفر له على النت. وفي سؤال حول تمويل الموقع ولمن يعود بعد ذلك أجاب الحداد بأن هذا السؤال من الأسئلة التي تؤرقه وانه من الضروري ان تكون مثل هذه المواقع تحت حماية وملكية مؤسسية.

وقدم حسن القحطاني مداخلة ذات شقين تولى الإجابة عن شقها الأول حداد، وكانت حول مدى تقبل المجتمع السعودي للسينما، قائلا: أحب تذكير السائل بان السينما من اكثر الفنون عشقا لدى كل المجتمعات ولدى مختلف الأفراد والسينما عالم ساحر والذي حدث هو ان هناك اشتغالا على الصورة السينمائية بدول الخليج خاصة، وبسبب عملية الإنتاج أصبحت أسهل بتوافر (الرقمي) لقلة كلفتها بالإضافة للاهتمام بالعروض والمهرجانات الذي شجع صانع الصورة على أن يواصل صنعته وان يحصد التقدير وتولى اليحيائي الإجابة عن الشق الثاني من السؤال حول أهم إنجاز لجسد الثقافة، وأجاب بأنه فتح المجال للجنسين لممارسة الكتابة والإبداع والحرية بالحوار مادامت شروط آداب الحوار متوافرة.

اليوم السعودية في

17.05.2008