جديد حداد

 
 
 
 
 

حسن حداد يتحدث عن الإبداع والنشر الإلكتروني في النادي الأدبي بالدمام

تقصي الإبداع في النشر الإلكتروني (الثقافة السينمائية كنموذج)

ورقة قدمت في ندوة بنادي المنطقة الشرقية الأدبي بالدمام السعودية ـ 13 مايو 2008

 
 
 
 
 
 
 
   
 

تغطية صحفية للندوة في الصحافة:

 
جريدة الوطن السعودية
visionary-fx.net
جريدة اليوم السعودية
 
   
 
 
 
 
 
 

أعزائي الحضور..

مساء الخير لكم جميعاً..

سأتحدث إليكم في ورقتي هذه، وبشكل موجز، عن الثقافة على الإنترنت، وبالخصوص، الثقافة السينمائية..!!

فالثقافة والإبداع بشكل عام يواجهان موجة من الصد والنكران، إن كان من قبل المؤسسات الرسمية أو من قبل المتلقي (الجمهور)، وذلك لتسيد النمط الاستهلاكي في مجتمعاتنا على الأفراد والمؤسسات.. مما أدى لخلق جو عام من اللامبالاة لموضوع الإبداع ومكوناته.

ومما لا يدع مجالاً للشك بأن المتلقي، في زحمة همومه الشخصية النفسية والمادية، غير مستعد أو مهيأ للقراءة والمتابعة للإبداع والثقافة بشكل عام، بسبب الوقت الذي تستهلكه هذه المتابعة. هذا إضافة إلى أن الجيل الحالي، نراه منهمك في الكثير من الأمور الحياتية والترفيهية التي تثيره وتحفزه أكثر مما تفعل الثقافة.

جيل اليوم.. هو جيل كسول.. لا نراه يسعى للمزيد من العلم والثقافة.. نراه يكتفي بما يصل إليه.. وهو أمر فادح حقاً..!!

وفي حقيقة الأمر.. إن الثقافة السينمائية في هذا الوضع الثقافي العربي الفقير تعتبر شبه معدومة.. وذلك نتيجة تفشي ثقافة الاستهلاك تلك.. وهي ثقافة تعتمد فقط على مقتطفات صغيرة، من الثقافة التي سعينا وتربينا عليها، في القرن الماضي..!!

الثقافة الحقيقة موجودة في الكتب والمراجع.. التي أصبحت في خبر كان.. فجيل اليوم يعتمد في ثقافته على ما يصله من المدرسة أو من الإنترنت أحياناً..!! وهو أيضاً (الجيل الجديد) غير مستعد أن يقرأ أكثر من صفحة واحدة في الإنترنت.. هذا هو وضع الثقافة بشكل عام.. فما بالك بالثقافة السينمائية..؟!

الأمر في الأول والأخير يعتمد على من يريد أن يتثقف..؟ فمن يسعى للثقافة سيجدها في كل مكان.. المهم السعي.. وبالتالي الرغبة في ذلك..!!

تصور بأن جيل السينمائيين الجدد أنفسهم، تنقصه الثقافة.. ينقصه أن يقرأ ويشاهد ويتعرف على كل شيء متعلق بالسينما.. فكيف لفنان أن ينتج من غير متابعته لما ينتجه غيره من الفنانين..؟!

هذا هو حال السينمائيين.. فما بالك بالقارئ العادي أو المهتم بالسينما والثقافة بشكل عام..؟؟؟

أعزائي الحضور..

الثقافة السينمائية.. أو السينما بشكل عام.. بدأت تأخذ حيزاً مهماً على الشبكة العنكبوتية.. فهناك مواقع عالمية غير متخصصة بالسينما.. مواقع عامة.. لكنها توفر قسم خاص بالسينما.. باعتبارها الفن الأكثر شعبية.. وتزوده بالكثير من المواد المشجعة للزائر.. من ملتيميديا وغيرها.. وحتى أفلام كاملة.. ناهيك عن المواقع المتخصصة بالفن السينمائي..العالمية منها..!!

الإنترنت العربي.. ولو أنه جاء متأخراً.. إلا أننا بدأنا نرى مواقع ومدونات متخصصة بالسينما تسعى للوصول إلى المتلقي بأشكال مختلفة.. وبالذات تلك الجهود الشخصية التي مازالت تحبوا، نتيجة قلة الإمكانيات المادية والرغبة في عمل شيء مختلف..!!

ربما نجد أن هناك مواقع لصحف عربية معروفة.. توفر حيزاً لمتابعة السينما وأخبارها.. إضافة إلى كتابات النقاد العرب في تلك الصحف.. إنما المطلوب أساساً، هو مواقع متخصصة وذات إمكانيات ليست محدودة.. حتى يمكننا الحديث عن مساهمة حقيقية للثقافة السينمائية على شبكة الإنترنت العربي..!!

أعزائي الحضور..

يعتبر الإنترنت.. من بين أبرز الأمور التي يتعامل معها الجيل الحالي، بل نراه يتعامل معها بشكل احترافي مثير.. لذا لابد أن يكون للإبداع والثقافة مكاناً بارزاً في هذا الفضاء الكوني التخيلي، ومحاولة التأثير والتأثر من هذا المتلقي الجديد..!!

وأرى بالفعل بأن التعامل مع الإنترنت، هذا الفضاء الواسع من المعرفة والمعلوماتية، لهو قادر على جذب اهتمام المتلقي بالشأن الثقافي والشأن السينمائي بشكل خاص، وذلك لسهولة تناول هذا الوسيط السهل، والمتوفر لدى غالبية البشر في الوقت الحاضر..!!

أن الإمكانيات التقنية المتوفرة على شبكة الإنترنت، من صور وملتيميديا، قد ساهم في انتشار هذه الوسيلة في التواصل مع الثقافة والفن السينمائي خصوصاً..!!

لاشك بأن المطبوعة الورقية مهمة.. ولكنها بالمقابل محدودة، بالقياس لمواقع الإنترنت.. لذا أقترح بأن تكون هناك مواقع خاصة حتى للمطبوعات الورقية.. وذلك لتأكيد وصولها للمتلقي في كل مكان.. باعتبار أن التوزيع في الوطن العربي، وخصوصاً بالنسبة للمطبوعات الأدبية والفنية أكثر من سيء..!!

ثم لا ننسى بأن الموقع الإلكتروني يتيح المجال للمشاركة التفاعلية للمتلقي بشكل مباشر وسريع.. ويزيد من الاتصال الحميمي بين الناشر والمتلقي.. وهذه خاصية مهمة غير متوفرة مع المطبوعة الورقية.

 

المواقع السينمائية على الشبكة العنكبوتية

(سينماتك كنموذج)

أعزائي الحضور..

هنا لابد أن أخص في ورقتي هذه، موقع "سينماتك" وتجربتي المتواضعة مع هذا الموقع، والثقافة السينمائية بشكل عام..!!

من خلال تعاملي مع الإنترنت مع بداية العام 2000، رأيت بأن السينما بشكل عام قد استفادت كثيراً من فضاء الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.. هذا الفضاء الواسع من المعرفة والثقافة المتوفرة بمجرد ضغط زر صغير لينفتح أمامك عالم مذهل.. أدهشني هذا الاحتفاء بالسينما في مواقع عالمية متخصصة بالسينما.. أو تلك التي خصصت قسماً كاملاً للسينما.. أمثال (MSN – YAHOO - EXCITE).. وفي مقابل كل هذا وجدت بأن الإنترنت العربي، في هذا المجال بالذات، كان فقيراً جداً، ليس بالنسبة للسينما، وإنما لغالبية الفنون والآداب.. صحيح كان هناك مواقع عربية قد بدأت تنتشر في تلك الفترة.. مواقع متخصصة بشتى المجالات، إلا أن السينما كان حظها ضئيل. ربما تجد مواقع عربية تهتم بالسينما الأمريكية، ومواقع شخصية أخرى تقدم القليل عن السينما العربية.

لذا كان من ضمن أبرز المشاريع التي وضعتها في جدول اهتماماتي، بل واعتبرته واحداً من الأحلام والهموم الشخصية التي حملتها على عاتقي لتحقيقها، هي العمل على موقع سينمائي عربي متخصص. في البدء كان الهدف شخصي، وهو حفظ كل ما كتبته في السينما في مكان واحد.. ومتاح لأي شخص يريد الإطلاع عليه.. ولكن بعد ذلك تحول الأمر إلى المساهمة المتواضعة في نشر الثقافة السينمائية وخدمة الزائر المهتم بالسينما..!!

صحيح بأن الحماس أخذني فيما بعد، بالعمل على موقع سينمائي عام، وقد بدأت بالعمل به فعلاً، بل وقطعت شوطاً ليس بالقصير في تصميمه وتنفيذه، على أمل أن يكون واحداً من المواقع المتخصصة بالسينما.. إلا أنني اكتشفت، وبعد فترة من الحماس بالمشروع وأهميته، بأن موقعاً بهذا الحجم، هو أكبر من إمكانياتي كشخص، ويحتاج إلى مجهود ودعم مادي ضخم، لست كفيلاً بتوفيره، على الأقل في الوقت الحاضر، بل يحتاج لمؤسسة وليس لشخص يعمل لوحده في المنزل.. لذا آثرت أن يكون موقعاً شخصياً فقط..!!

وبالفعل بدأت به كموقع شخصي، يحفظ كل ما كتبته في السينما متوفرا لأي شخص يريد الإطلاع عليه.. ولكن، وبعد أربع سنوات من عمر الموقع، تحول الأمر إلى المساهمة في نشر الثقافة السينمائية وخدمة الزائر المهتم بالسينما.. وذلك بتوفير كم هائل من المعلومة السينمائية المتوفرة على شبكة الإنترنت..!!

موقع "سينماتك" يحتوى على عناوين كثيرة وأبواب متنوعة.. أبرزها باب شخصي بعنوان (ما كتبته)، وهو يجمع كل ما كتبه محدثكم في السينما منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، وحتى الآن.. تحت عناوين فرعية (أفلام، دراسات، رواد، نجوم، ترجمات، برامج).. أما بالنسبة للأبواب العامة، فهناك بابي (كتبوا في السينما)، و(أخبار ومحطات)، وهما عبارة عن رصد يومي لأبرز ما ينشر على ساحة الإنترنت العربي في مجال السينما، من مقالات ودراسات ومقابلات وأخبار، وإعادة نشره في "سينماتك.. هذا إضافة إلى باب (خاص بـ"سينماتك") والذي يحتوي على مقالات ودراسات ومساهمات لنقاد السينما العرب الأصدقاء، الذين شرفوا الموقع بتواجدهم فيه..!!

أعزائي الحضور..

أحب الإشارة والتأكيد على أن موقع "سينماتك" مازال في بداية المشوار الطويل الذي يطمح بتواضع للوصول إليه.. وتقديم كل ما هو مفيد وجديد لكل محبي هذا الفن الجميل.. السينما..!!

بالنسبة لما يوفره الموقع، فليست هناك قضية محددة.. القضايا المثارة في أي وقت.. لابد من متابعتها.. للإطلاع أو المشاركة.. إلا أن المتابعات لمهرجانات السينما، هو أمر مهم لكل مهتم بالسينما.. لذلك فقد خصصت باب آخر بعنوان (ملفات خاصة) لأبرز مهرجانات العالم الدولية والإقليمية (كان، برلين، القاهرة، قرطاج، دبي....).. خصوصاً الملف الخاص بمهرجان كان الدولي.. منذ إنشاء الموقع تكون التغطية شاملة لكل شيء عن كان.

 

وأخيراً.. علينا كمتابعين ومنتجين للثقافة والإبداع.. وعلى كل الجهات المختصة بهذا المجال.. أن تبذل كل الجهد لنشر الثقافة الحقيقية.. وتوصيلها بشكل بسيط ومناسب، بشتى الطرق المتاحة، والإنترنت خصوصاً.. حتى نرقى بهذه الثقافة، ونشجع الجيل الحالي على القراءة والمتابعة المستمرة لكل ما يتعلق بالأدب والفن والثقافة بشكل عام....!!

وشكراً لكم جميعاً..!!

حسن حداد ـ الدمام في

13.05.2008

 

 

المشاركون في الندوة:

حبير المليحان

مدير موقع "القصة العربية"

عبدالواحد اليحيائي

مدير موقع "جسد الثقافة"

حسن حداد

مدير موقع  "سينماتك"

مدير الندوة:

أحمد الملا

 

صور من الندوة

        

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004