جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

زائر الذوادي.. مرة أخرى (4)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

هل من الممكن أن نحلم أكثر.. عندما نعتقد بأن إمكانية إنتاج فيلم كل عامين أو أربعة.. أصبح أمراً متوقعاً ؟!

لابد لنا أن نبالغ في هذا الحلم.. فالإنجازات الكبيرة لا تأتي إلا عبر الأحلام والأمنيات المستحيلة. واعتقادي الجازم بأن تحقق بعض أحلامنا لن يتسنى إلا عبر دخول القطاع العام في عجلة الإنتاج السينمائي، جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص.. لابد من التأكيد على هذا الأمر.. فمهما كثرت محاولات القطاع الخاص في الإنتاج السينمائي.. إلا أنها ستكون مرهونة بالمردود المادي التجاري.. ومتى سيعرض الجمهور عن هذه الأفلام، سيتوقف الإنتاج تماماً.

الإنتاج السينمائي، عالم لوحده.. فكيف يمكن الحديث عن هذا في البحرين.. لذا كان على صناع فيلم "الزائر" الذهاب قسراً إلى التصوير بالكاميرا الرقمية، والتي بالطبع ستختصر الكثير من المتاعب الإنتاجية المادية والتقنية. وهذا ما اقتنع به المخرج بسام الذوادي أخيراً، بعد أن واجه الكثير من المتاعب وهو يبحث عن ممول لفيلمه المعلن عنه مسبقاً "أحلام صغيرة".

بسبب فكرة فيلم "الزائر" الجماهيرية، وبسبب تكلفة الإنتاج المنخفضة، نجح المخرج بسام في إقناع شركة البحرين للسينما، في إنتاج هذا الفيلم، بتكلفة لا تزيد عن أربعين ألف دينار. وبالتالي أصبح من السهل الحديث عن فيلم بحريني كل سنتين أو ثلاث.. خصوصا وان إنتاج واحداً من مسلسلات رمضان التلفزيونية تكلف أكثر من ضعف هذا المبلغ. فمن الإنصاف أن يكون لكل عيد فيلم بحريني على اقل تقدير.

الفيلم من إنتاج شركة البحرين للسينما في باكورة إنتاجها السينمائي.. لتضع هذه الشركة أقدامها في مضمار يتناسب وتخصصها.. هذا الدور الذي طال انتظاره.. منذ أن تأسست هذه الشركة مع بداية السبعينات من القرن الماضي.

وهنا.. لابد من الإشارة إلى نقطة هامة بالنسبة للعروض الجماهيرية لفيلم "زائر".. ألا وهي الدعاية والإعلان السابقة لعرض الفيلم.. فقد لفت انتباهي بأن الإعلان قد ظلم الفيلم تماماً.. حتى في العرض الافتتاحي الخاص، لم ألحظ أي شيء يذكر، يدلنا على أن تلك الليلة هي ليلة الافتتاح.. الملصق الوحيد الذي أوحى لي ذلك، هو ملصق الفيلم المعلق بجانب صالة العرض المعنية.

في اعتقادي بأنه ليس أمراً عادياً أن يكون هناك فيلم بحريني، بل إنه أمراً استثنائياً.. لذا كان على المنتج، بذل الكثير من الجهد والمال في سبيل الدعاية والإعلان.. وإلا كيف يطلب من الجمهور الاستجابة لدعوته بمشاهدة فيلمه.

انتابني شعور بان تجاهل المنتج للدعاية والإعلان عن الفيلم بمثابة إهانة وقلة تقدير موجهان لمجمل الكادر السينمائي البحريني الذي عمل في الفيلم، ولكل من يؤسس لسينما بحرينية.. فلماذا مبنى شركة البحرين للسينما مليئا بملصقات الأفلام العربية والأجنبية، وبالحجم الكبير أيضاً.. بينما فيلم زائر حرم من ذلك.. فلماذا.. أليس ثمة ما يوحي بان هذا الأمر تقليلاً من قيمة الفيلم وأهميته؟!!

 

هنا البحرين في

26.05.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)