جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

سيرجيو صانع الاسباغيتي

إعداد: حسن حداد

 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

عمل سيرجيو الشاب في أكثر من ستين فيلماً مع العديد من مخرجي ايطاليا. ومن المخرجين الأمريكيين الذين صوروا أفلامهم في ايطاليا، ولكنه كما يبدو من أفلامه تأثر بالسينما الأمريكية الهوليودية أكثر من أي سينما أخرى. وكان هو من بين المخرجين الذين يعتقدون إن السينما فن أمريكي، وليس هناك بجانب السينما الأمريكية أي سينما أخرى، حتى انه اخرج فيلمه الثاني باسم أمريكي وهو (بوب روبوتسون).

في عام 1959 صور أول أفلامه (آخر أيام بومبي) بالصدفة نتيجة مرض المخرج الأصلي ماريو بونار. ومن ثم اخرج فيلمه الثاني وهو في الأربعين من عمره عام 1961 بعنوان (عملاق رودس). وعندما توفي عام 1989 لم يكن قد اخرج أكثر من ستة أفلام أخرى. ومنذ عام 1964، بدأت أفلام سيرجيو ليوني تلفت الأنظار. حيث جاء في البداية فيلم من (اجل  حفنة دولارات) ثم (من اجل مزيد من الدولارات) ثم (حدث ذات مرة في الغرب).

في العام 1962 رأس ليوني الفريق الايطالي الثاني لتصوير فيلم (سدوم وعمورة) للأمريكي (روبرت الدوريخ)، وهو إنتاج ضخم ومكلف أسفر عن فيلم ضعيف ومفكك، إلا أن المقاطع التي أخرحها ليوني ساهمت في كشف ميله إلى الأسلوب الملحمي والضخامة والإفراط في ذلك.

وانطلق بعدها سيرجيو ليوني من معادلة بسيطة.. ممثلون غير معروفين (مثل كلينت ايستود، الذي كان معلماً للسباحة حين اكتشفه ليوني، وايلي والاش ولي فان كليف وجيان ماريا فولونتي)، وإخراج ملحمي الأسلوب ومساحات واسعة من الرمال والريح تصورها الكاميرا من دون ملل ومزيج من العنف والمرح الأسود والدماء والغبار، وأخيرا تصوير بطيء يتخلله مشاهد مقربة عديدة لوجوه الممثلين أو عيونهم أو مسدساتهم .. وطبعاً اسم أمريكي للمخرج ليبدو الأمر منطقياً. وبذلك كان فيلم من اجل حفنة دولارات بمثابة الحلقة الأولى من ثلاثية أصبحت »الثلاثية الكلاسيكية للويسترن الاسباغيتي«.

بعدها صور ليوني الفيلمين الآخرين (من اجل مزيد من الدولارات ـ 1965)، (الطيب والشرس والقبيح ـ 1966)، وعرف ليوني النجاح الكبير في كل مرة. ولم يساهم نجاح الثلاثية في شهرة ليوني فقط بل أيضا في إطلاق كل فريقه.. الممثلون مثل ايستود وفان كليف وفولونتي، الذين أصبحوا نجوماً. إضافة إلى برز نجم مؤلف الموسيقى »اينيو موريكوني« الذي حول موسيقى الويسترن من أنغام فرح راقصة إلى موسيقى جارحة الأعصاب مثل حرارة الشمس في صحاري الغرب تنذرنا دائماً بالخوف والموت.

ولأن الويسترن لم يكن فقط بالنسبة إلى ليوني نوعاً تجارياً بل تعبيراً عن الحلم الأمريكي كما عاشه منذ طفولته، قام في العام 1968 بتصوير فيلم (حدث ذات مرة في الغرب)، الذي كان خلاصة للويسترن على الشاشة الكبيرة وتحية أخيرة له.

 

هنا البحرين في

30.08.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)