جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

المرأة المصرية كمخرجة ( 1 ـ 2 )

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

ضمن أهم الظواهر في السينما المصرية بروز المرأة كمخرجة للفيلم الروائي من جديد للمرة الثالثة. الأولى كانت مع ولادة السينما المصرية، تلك التجارب النسائية من رائدات السينما المصرية، أمثال عزيزة أمير وفاطمة رشدي وأمينة محمود وبهيجة حافظ، اللاتي قمن بإخراج بعض الأفلام الأولى، إلا أنهن لم يواصلن وتفرغن للإنتاج والتمثيل فقط. المرة الثانية، كانت في عقد الثمانينات، مع مخرجات مثل نادية حمزة، التي اتجهت للإنتاج لتصبح مخرجة، ونادية سالم، التي شغلتها قضايا المرأة، وإيناس الدغيدي، التي حاولت تقديم حواراً فكرياً مع القانون في باكورة أفلامها.

أما هذه المرة، فقد جاءت المخرجة المصرية، محملة بالكثير من الهموم الشخصية والذاتية، التي بالطبع لها إسقاطات هامة على المجتمع بشكل عام. ففي السنوات الخمس الأخيرة لمع اسمي المخرجتان هالة خليل (أحلى الأوقات)، وساندرا نشأت (ملاكي إسكندرية)، اللتان قدمتا سينما اجتماعية جميلة.. ساهمت في طرح قضايا لم نشاهدها من قبل على الشاشة المصرية. هذا إضافة إلى أن المرأة المصرية، قد برزت في مجالات سينمائية أخرى منذ سنوات طويلة، ككاتبة للسيناريو وكمساعدة مخرج، ومنتيرة. 

وعودة المرأة من جديد إلى عالم الإخراج السينمائي جاءت كضرورة ملحة ودائمة، لطرح قضايا المرأة المعاصرة، فلابد من حضور المرأة كمخرجة في السينما.. حيث أن السينما المصرية ـ وعلى مدى تاريخها الطويل ـ قد أساءت إلى المرأة وقدمتها بصورة سلبية، كما أغفلت الجانب الإيجابي لدور المرأة في المجتمع، فليست المرأة المصرية هي الراقصة أو بائعة الهوى فقط، بل هي أيضاً السيدة الفاضلة القوية التي تتحمل وتواجه الحياة بكل صبر وشجاعة.

وبما أن المخرج (الرجل) هو الذي يصنع الأفلام، فالسينما المصرية كانت تعكس، في معظمها، فكر الرجل عن المرأة. لذلك غالباً ما يشوه وضعها الاجتماعي نتيجة جهله لمشاكلها، وتخلف موقفه الاجتماعي تجاهها، فنرى أن السينما المصرية تقدم المرأة من زاوية علاقتها بالرجل، مع التركيز على الأنوثة والإغراء والانحراف، والبعد عن المرأة في حالة علاقتها بالمجتمع، كإنسانة صاحبة رأي أو مهنة محترمة، أو صراع مع المجتمع والحياة.

وهذا بالطبع، لا ينفي أن تكون هناك أفلام قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، قد عالجت المرأة وقضاياها بشكل إيجابي، مثل (الحرام، ولا عزاء للسيدات، الشقة من حق المرأة)، وأهم هذه الأفلام قدمه المخرج سعيد مرزوق تحت اسم (أريد حلاً) الذي كتبت له القصة والحوار الكاتبة والصحفية (حُسن شاه)، وقامت ببطولته الفنانة الكبيرة (فاتن حمامة). هذه الأفلام تقف وحدها أمام إنتاج ضخم من الأفلام يتعدى الألفي فيلم أنتجتها السينما المصرية عبر مسيرتها الطويلة.

لذا علينا أن ننتبه إلى جانب مهم وهو أن الخطر لا يكمن فقط في التشويه الذي تعرضت له المرأة في تلك الأفلام، ولكنه يتجسد أيضاً في تصدير هذا التشويه للمرأة كمتلقية لمثل هذه الأفلام الشاذة.

 

هنا البحرين في

17.05.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)