جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

أمين صالح.. بحر صداقة (2 ـ 2)

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

( 5 )

اكتشفت انه من الضروري أن لا أصل إلى إجابة على سؤالي  فالكتابة عن أمين.. والكتابة عن تجربتي مع أمين..ضرب من الغموض الخاص بي في حل لغزه سيفقدني النشوة التي تدفعني للتباهي.. أولاً لأن أمين صالح يشكل بداية المعرفة ومحورها بالنسبة لتجربتي في السينما ومن ثم الكتابة عنها. وثانياً لأن أمين يحيل كلام الصداقة إلى مشاعر بسحر خاص لا يفوقه أحد فيه.. أمين الصديق.. أمين الصادق.. كيف لي أن أكلمك بالصداقة..؟

( 6 )

كان ذلك في بداية الثمانينات، عندما بدأ الاهتمام والكتابة عن السينما يحتوياني.. في البدء كان مجرد اهتمام جارف بالسينما وبكل ما يكتب عنها في الصحافة.. ثم بدأ البحث والقراءة في الكتب والمراجع السينمائية، والتعرف قدر الإمكان على المدارس والأساليب والتيارات السينمائية الهامة.

شخصياً.. أعتبر نفسي محظوظاً لتواجدي في وسط ثقافي زاخر.. كان عونا لي على البدء والسير في  هذا المجال مرحلة تلو الأخرى. كان أخي قاسم، أول المهتمين بما كتبت.. كان الدرس الأول درس العقل والروح..

( 7 )

لا اعرف بالضبط هل وجدته ام وجدني ـ استكمالا للالتباس ـ الرائع أمين صالح، باعتباره أكثر اهتماماً بما أسعى إليه.. السينما. فكان عليه أن يهيئني لتشكيل رؤية واضحة وعميقة لما جئت به عن السينما.. كان صبوراً ومتفهماً بشكل خيالي، لذلك الاندفاع والحماس الذي طغى علي لنشر ما أكتبه.. فكم من المشاريع التي ألغيت، أو أعيد صياغتها، لكي تظهر على الشكل التي ظهرت عليه.. تعلمت من أمين الكثير.. تعلمت منه كيف أسيطر على جموح الكتابة.. وكيف أستفيد من هذا الجموح في نفس الوقت.. تعلمت منه أن أكسر التقليد وآتي بالجديد.. كيف أكوِّن نظرة خاصة بي أثناء المشاهدة السينمائية.

كنت محظوظاً جداً.. لوجودي في مثل هكذا وسط.. وسط أمين وقاسم.. وسط لا يحتفي إلا بالمخيلة.. و القلم والحب، لنسكب حبرنا جميعا بين يديهما تاركين أمامنا كجيل النقيضين والمسافة بينهما فضاء تزدهر فيه مواهبنا.

 

هنا البحرين في

10.05.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)